رئيسي يبحث مع الأسد «تعزيز العلاقات» سياسياً واقتصادياً

الرئيس الإيراني يبدأ اليوم زيارة لدمشق في إطار «سياسة حسن الجوار»

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يبدأ اليوم الأربعاء زيارة لدمشق (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يبدأ اليوم الأربعاء زيارة لدمشق (د.ب.أ)
TT
20

رئيسي يبحث مع الأسد «تعزيز العلاقات» سياسياً واقتصادياً

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يبدأ اليوم الأربعاء زيارة لدمشق (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يبدأ اليوم الأربعاء زيارة لدمشق (د.ب.أ)

يبدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية لدمشق تلبية لدعوة من نظيره السوري بشار الأسد، ليكون أول رئيس إيراني يزور سوريا منذ 13 عاماً. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» بأن رئيسي سيناقش خلال الزيارة التي تدوم يومين «سبل تعزيز العلاقات السياسية ورفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك». ويتضمن جدول أعمال الزيارة لقاء لرئيسي مع الجالية الإيرانية في سوريا وزيارة لمراقد شيعية.
وأوضحت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية، من جهتها، أن رئيسي يبدأ اليوم «زيارة رسمية تستمر يومين على رأس وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع»، وأنه سيبحث مع الأسد «العلاقات الثنائية وملفات سياسية واقتصادية مشتركة، إضافة إلى التطورات الإيجابية في المنطقة».
وعشية الزيارة، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الثلاثاء، إن رئيسي يزور سوريا «استمراراً لسياسة حسن الجوار» التي تنتهجها حكومته، مشيراً إلى أنه سيركز في محادثاته مع المسؤولين السوريين على «تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين طهران ودمشق ودول محور المقاومة». وبعدما تحدث عن «تعاون ناجح» بين البلدين في مجالي «الأمن ومكافحة الإرهاب»، قال إنه يمكنهما أيضاً «الوقوف جنباً إلى جنب خلال فترة إعادة إعمار سوريا». كما اعتبر «توفير الظروف المناسبة للزوار الإيرانيين في سوريا، وتعزيز الأساطيل الجوية للبلدين، وتعزيز تعليم اللغة الفارسية في هذا البلد، من الأهداف الأخرى لهذه الزيارة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «إرنا».
من جهته، قال السفير الإيراني لدى دمشق حسين أكبري إن بلاده «قادرة على اتخاذ إجراءات فعالة لحل المشاكل الاقتصادية في سوريا»، مؤكداً في تصريح لوكالة «إرنا» أن إيران مستعدة لتقديم المساعدة لسوريا حتى «تتمكن من تجاوز المشاكل الراهنة» التي تعاني منها. وتابع أن «نظام الهيمنة»، بحسب وصفه، «لا يستطيع إجبار طهران ودمشق على التخلي عن سياساتهما ومبادئهما الأساسية».
وتُعتبر إيران حليفاً رئيسياً لنظام الحكم في سوريا وقد ساعدته عسكرياً خلال سنوات الحرب ضد فصائل المعارضة. وتنشر إيران حالياً مئات العسكريين وآلاف المقاتلين من تنظيمات شيعية من دول عدة على الأراضي السورية. ويشكل وجود هؤلاء قلقاً واضحاً لإسرائيل التي تشن باستمرار ضربات على مواقع انتشارهم بهدف منع الإيرانيين من «ترسيخ» وجودهم في سوريا وتدمير شحنات الأسلحة التي يرسلونها إلى هذا البلد.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

دروز فلسطين متفقون على دعم «الأشقاء» في سوريا... مختلفون حول الطريقة

دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

دروز فلسطين متفقون على دعم «الأشقاء» في سوريا... مختلفون حول الطريقة

دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الإسرائيلية بتهديد دمشق، وتقصف القصر الجمهوري كتحذير أول، بحجة دعم الدروز في مواجهة اعتداءات الميليشيات المسلحة، يتحد أبناء طائفة الموحدين الدروز في فلسطين، وراء الأشقاء في سوريا لكنهم يختلفون في الطريقة.

فقد باشر بعضهم بأعمال احتجاج على سياسة حكومة بنيامين نتنياهو، وأغلقوا عدداً من الشوارع الرئيسية واشتبكوا مع الشرطة، وقام بعضهم الآخر بتشكيل فرقة مسلحين يطالبون إسرائيل بالسماح لهم بدخول سوريا للقتال دفاعاً عن إخوتهم، إلا أن تياراً وطنياً بينهم يرفض الانجرار وراء المصالح الأجنبية ويدعو إلى الحوار الوطني السوري وتسوية الأزمة داخلياً، ويطالب حكومة الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، باتخاذ موقف حازم ضد الميليشيات، ووضع حل جذري للصراع من خلال إحداث تغيير حقيقي في نهجها القائم حالياً، الذي يهدد الاستقرار في البلاد.

مقاتلة إسرائيلية تطلق صاروخاً خلال تحليقها قرب العاصمة السورية دمشق الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلة إسرائيلية تطلق صاروخاً خلال تحليقها قرب العاصمة السورية دمشق الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

المعروف أن علاقات عائلية وطيدة، وليس فقط علاقات دينية، تجمع الدروز في إسرائيل ولبنان وسوريا. وهناك تواصل وثيق بين القيادات الدينية والسياسية بين الأطراف الثلاثة. وتطرح إسرائيل منذ عشرات السنين فكرة توحيدهم في دولة تكون تابعة لها. وهي فكرة قديمة كان قد طرحها أول مرة، القائد الصهيوني يغئال ألون، في سنة 1942، أي قبل قيام إسرائيل نفسها. ثم طرحتها إسرائيل بشكل رسمي في سنة 1967، بعد احتلالها الجولان. وعادت لطرحها مرة أخرى بعد انهيار نظام بشار الأسد، ضمن مشروع تقسيم سوريا وتقاسم المصالح فيها بين مختلف القوى، وتطرحه هذه الأيام في المحادثات الجارية بين إسرائيل وتركيا.

لكن القيادات الدرزية رفضت بغالبيتها هذا المشروع؛ فالسوريون منهم يتمسكون بهويتهم السورية وكذلك يفعل اللبنانيون. وحتى القيادة الدرزية في إسرائيل، التي يخدم أبناؤها في الجيش الإسرائيلي ضمن قانون فرض الخدمة الإجبارية، يتحفظون على المشروع الإسرائيلي ولا يعدونه بريئاً ويحترمون توجه الأشقاء في سوريا ولبنان الرافض له.

ويوجد في إسرائيل تيار درزي وطني ذو وزن في الحركة الوطنية الفلسطينية، يتخذ موقفاً أكثر حدة ضد المخططات الإسرائيلية، يتمثل في كل من «لجنة المبادرة الدرزية» و«لجنة التواصل»، وقد حذر قادتهما من الوقوع في حبائل المخططات الإسرائيلية في سوريا، ويرون أن حكومة نتنياهو من جهة، وقوى مشبوهة في سوريا من جهة ثانية، تستغل الدروز لأغراض سياسية ومصالح ضيقة، لا تمت للمصلحة السورية الوطنية أو للدروز بأي صلة، كما قال الأديب سعيد نفاع في بيان له.

جنود إسرائيليون قرب الحدود مع سوريا خلال مظاهرة لدروز إسرائيليين قرب بلدة مجد شمس في الجولان السوري المحتل الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون قرب الحدود مع سوريا خلال مظاهرة لدروز إسرائيليين قرب بلدة مجد شمس في الجولان السوري المحتل الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

إلا أن هناك تياراً مضاداً يطالب الحكومة الإسرائيلية باتخاذ موقف متشدد ضد النظام الجديد في سوريا ويعد سياسة نتنياهو متساهلة معه، وينظم مظاهرات صاخبة في عدة شوارع رئيسية في إسرائيل، الجمعة والخميس، بمشاركة المئات منهم، مما تسبب في اختناقات مرورية وصدامات مع السائقين اليهود واشتباكات مع الشرطة. وقد وثق مقطع فيديو لحظة خروج جندي مسلح من سيارة يهاجم المتظاهرين، فاشتبكوا معه فتدخلت عناصر من الشرطة الإسرائيلية وسحبوا الجندي وأبعدوه عن المجموعة، وبذلك منعوا مصيبة.

وقال الوزير الأسبق في حكومة نتنياهو، أيوب قرا، وهو من بلدات الكرمل الدرزية وضابط سابق في الجيش، إن ما يجري في سوريا هو «مذبحة ضد أشقائنا الدروز، قتل خلالها حتى الآن 73 درزياً». ورفض الرواية الرسمية في دمشق بأن الميليشيات الخارجة عن النظام هي التي تنفذها، وقال: «صحيح أن هناك عناصر من داعش والنصرة وعدداً من الأجانب، سكان آسيا، بين المعتدين، لكن هؤلاء ما كانوا يجرؤون على تنفيذ الاعتداءات لولا دعم النظام، ويوجد بينهم قوات معروفة تابعة للنظام».

دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

كشف قرا عن أنه وغيره من ضباط الاحتياط ينتظمون في فرقة متطوعين تطلب من الحكومة الإسرائيلية أن تسمح لهم بتجاوز الحدود للدفاع عن البلدات الدرزية في السويداء وفي جرمانا وأشرفية صحنايا وغيرها في مواجهة القوى الجهادية المعتدية.

وفي الوقت الذي طالب فيه بعض المتظاهرين من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ موقف متشدد أكثر يجبر سوريا على وقف الاعتداءات على الدروز، قال قرا: «نحن لسنا بحاجة للحكومة الإسرائيلية. لدينا بصفتنا طائفة ما يكفي من القدرات. ما نطلبه هو ألا يكفوا أيدينا ولا يمنعونا من القيام بواجبنا تجاه إخوتنا».

وكان نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، أعلنا بشكل صريح صبيحة الجمعة أن الطائرات الإسرائيلية قصفت موقعاً تابعاً للقصر الجمهوري وتعمدت أن يكون القصف في أرض مفتوحة. وبحسب مصدر مقرب منهما فإن «الهدف هو توجيه تحذير يسمعه الرئيس الشرع بأذنيه ويشم رائحة الدخان بنفسه».