في خصوصية الأخلاق الإنسانية وكونيتها

في خصوصية الأخلاق الإنسانية وكونيتها
TT

في خصوصية الأخلاق الإنسانية وكونيتها

في خصوصية الأخلاق الإنسانية وكونيتها

طالما اتسمت الديانات الوثنية والبدائية بنزعة اصطفائية تجعل المؤمن بها مسؤولاً أمام إلهه عن الأخطاء التي يقترفها في حق أفراد عشيرته فقط، أما الغرباء فمسموح له بأن يغشهم ويسرقهم، ويقتلهم أحياناً، دون شعور بالإثم. وفى المقابل، تميزت الأديان الراقية بالاتساق الأخلاقي المصاحب لإله فائق الوجود والقدرة، يتمتع بالكمال والشمول، فهكذا إله لا بد أن يستهدف مصلحة البشر جميعاً، ولذا جاءت قوانين الأخلاق في الشرائع الثلاث التوحيدية، رغم نزعة عنصرية هيمنت على اليهودية المبكرة، عامة وشاملة وكذلك قبلية - معيارية، فإذا أراد الإنسان أن يسلك طريقاً وجد بين يديه المعيار الذي يرشده ويوجهه، على عكس الأخلاق النفعية التي تقيس أخلاقية الفعل بنتائجه، ومن ثم تفتقد للغائية وتقع في أسر الأنانية.
في هذا السياق، تتفق الشرائع الثلاث على أن هناك 3 أنواع من الأعمال: الصالحة التي تنطلق من الوصايا الإلهية، وتهدف إلى تحقيق الخير والصلاح لكل البشر وللوجود الكوني ذاته. ثم الأعمال الفاترة التي لا تخالف الوصايا والشرائع، لكنها لا تصدر عن شعور بمحبة الله أو رغبة في الحدب على الإنسان. وأخيراً أفعال السوء وتشمل كل أشكال الذنوب والشرور والموبقات التي يقع فيها الإنسان وتنال من الآخرين. نستطيع تلمس التوافق على هذه الأنواع من الأفعال لو قارنا وصايا موسى العشر التي وردت في الإصحاح الخامس من سفر التثنية بصيغة تحذيرية، (تثنية، 5: 6 ـ 22)، مع موعظة الجبل الإنجيلية كما وردت خصوصاً في الإصحاح الخامس من إنجيل متى (متى، 5: 3 ـ 12) ولكن بصيغة تبشيرية، وكذلك مع وصية لقمان لابنه، كما عرضها القرآن، في صيغة تبشيرية وتحذيرية معاً. (لقمان، 13 ـ 19).
فإذا لاحظنا أن ما توافقت حوله الشرائع التوحيدية من قيم أخلاقية تكاد تتفق عليه الحضارات العريقة والمدنيات الكبرى، أدركنا مدى كونية الأخلاق وإنسانيتها العابرة للأديان والثقافات، ومحاولتها الدائبة تجسيد ضمير إنساني يعكس سعي البشرية المشترك إلى تحقيق «الخير العام الكوني» حتى لو تجلى هذا الضمير بألوان مختلفة في الثقافات المتباينة التي يميل بعضها إلى تغليب المصدر الديني، بينما يميل بعضها الآخر إلى تغليب المصدر العقلي. ومن ثم تكتسب هذه الثقافات خصوصية «نسبية» في وسائل إدراك الخير العام أو حصار الشر الفردي، ولكنها تبقى متضامنة في تعريف ماهية الخير أو الشر، مؤكدة تجانس الأفعال المفضية إليهما. فمثلاً، تتشارك جل المجتمعات في قيم من قبيل توقير كبار السن، واحترام من يحافظ على كلمته، وتقريظ محبة الآخرين والسعي في خدمة الضعفاء أو الإحسان إليهم، وقول الصدق مهما كانت عاقبته حيث يكون الإنسان بسيطاً، ولكنه أبي وشجاع. وفي المقابل تشترك جل الثقافات في التنفير من الكذب باعتباره شيمة الجبناء، وفي التحذير من النفاق واعتباره طريقاً لفساد المجتمع، وإدانة السرقة باعتبارها فاحشة، وكذلك القتل باعتباره جريمة، والزنا باعتباره من الموبقات، حتى لو اختلفت فيما بينها في كيفية عقاب القاتل أو السارق أو الزاني.
ومن ثم يمكن الادعاء بأن ثمة أخلاقاً كونية تتأسس على المبادئ الكلية للعقل البشري لا تتناقض جوهرياً مع الأخلاق السماوية المؤسسة على النصوص الدينية، اللهم إلا إذا كان العقل مراوغاً أو كانت النصوص الدينية محرفة. بل يمكن الزعم هنا بأن تكامل العقل مع الإيمان يمهد الطريق إلى صياغة نموذج أخلاقي أشمل يثري نظرية القيم، بمثل ما كان التوافق بينهما طريقاً إلى إدراك معرفي أشمل يُغني نظرية المعرفة. ولا يحول ذلك دون تباين دور العقل بين هذين النمطين الخلقيين؛ ففي الأخلاق الوضعية يكون العقل مؤسساً وحكماً، أما في الأخلاق السماوية فلا يعدو أن يكون كاشفاً ومؤولاً، فهو كاشف عن المعنى الخلقي في النص، ومؤول له في التاريخ. ومن ثم فإننا نعتبر نظرية الحسن والقبيح عند المعتزلة، باعتبارها نقطة الذروة في الأخلاق الإسلامية، بمثابة خطوة جوهرية على الطريق إلى نظرية الواجب لدى إيمانويل كانط، ذروة الأخلاق الوضعية. فالقواعد القانونية الجيدة والعادلة، تحوي من المبادئ المشتركة ما يصون حياة البشر جميعاً، ويحقق سعادتهم كالأخلاق الدينية، وإن احتفظ التصور المعتزلي بميزة الواقعية قياساً إلى التصور الكانطي. يستند كانط فقط إلى أعمق النزعات المثالية عند البشر، ورغبتهم في أداء واجبهم الذي يرون فيه تكميلاً لإنسانيتهم يشعرهم بالرضا عن الذات. نقطة الضعف هنا أن البشر ليسوا جميعاً مثاليين، من ثم تصبح أخلاق الواجب نزعة أرستقراطية، يختص بها نبلاء البشر، وليس نبلاء العرق قطعاً. أما المعتزلة فيستندون إلى مفهوم الضمير، الذي يردع الإنسان عن الشر بقوة عقيدة البعث وخشية العقاب يوم الحساب. ورغم ذلك فإنهم لا ينكرون الدوافع المثالية، وإن أعطوها صبغة دينية ينطوي عليها مفهوم الإحسان كمرحلة يرتقي إليها المؤمن عندما يسمو ضميره ويهيمن على نفسه، فيسلك على هديه ظاهراً وباطناً تحقيقاً لمنهج الله في حياته، ليس خوفاً من العقاب، ولا بحثاً عن ثواب مُدَّخر في الآخرة، بل عن ذلك الشعور الراهن بالرضا والسعادة، الذي ينشأ عن إحساسه «الجواني» بأنه يرضي الله فيما يفعل، وأن الله يرضى عن سلوكه الخير. وفي هذا السياق، يتأكد لدينا ملمحان أساسيان لمفهوم الأخلاق:
الأول: أن السلوك الأخلاقي يمثل قيمة إنسانية مشتركة بين الثقافات، قد يرتدي ثياباً مختلفة أو يحمل أسماء متغايرة، وقد يتبدل مصدره بين الدين والعرف والقانون، ولكن يبقى جوهره واحداً، يعكس سعي كل فرد إلى توكيد خيريته من خلال تجسيد الصورة المثلى عن الإنسان، بحيث يصبح أكثر الأبواب اتساعاً على عالم الفضيلة أن يكون المرء إنساناً حقاً.
أما الثاني فهو أن النزعة الأخلاقية قد تجمع بين أناس تتعدد أديانهم وثقافاتهم طالما توافقوا في مدى احترامهم للمثل العليا، مثلما تُفرِّق بين أناس ينتمون إلى دين واحد حال تناقضوا حول مدى تقديرهم لتلك المثل، ما يؤكد أن الأخلاق ليست قصراً على أرباب دين بذاته، بل هي معلم على إنسان بذاته، يستطيع الارتقاء إلى مستوى طبيعته الجوهرية، مستخدماً في ذلك إيمانه الروحي ولو بدين طبيعي، وقدرته على الشعور بالمحبة تجاه الآخرين، ولو لم يكونوا من بني وطنه أو دينه، فإن لم يستطع ذلك كان وغداً أياً كان الدين الذي يعتنقه.
على هذا يتبدى لنا أن أصل الأخلاق ووازعها الأساسي يكمن في قلب الإنسان وعقله وضميره وليس في دين بذاته، أو في فلسفة حصرية، أو في حضارة بعينها. فالقيم الجوهرية في جميع الأديان والفلسفات والحضارات، تبقى متجانسة وربما مشتركة، وإن حملت أسماء مختلفة هنا أو هناك. القضية هنا ليست هي العلمانية أو الاستنارة ووصولاً إلى الإلحاد، أو على العكس التدين والتشدد، وصولاً إلى التطرف وربما الإرهاب، بل هي الإنسان نفسه، المساحة الداخلية لروحه، العمق الكامن في ضميره، قدرته على الرضا بأقداره والعيش بما يملك بدلاً من الطمع فيما لا يملك. فإذا ما رضي سمت روحه وتحررت من قبضة الدنيوية، أما إذا استطاع، إضافة لذلك، التخلي عن بعض ما يملك لأجل الآخرين، فالأغلب أن يتحول إلى روح نورانية تضيء أمام الآخرين المسالك والدروب. وفي المقابل، إذا تبرم من حظوظه ورفض أقداره، طمعاً فيما لدى الآخرين، فالأغلب أن يتحول إلى روح معتمة، تبعث السخط في النفوس وتذكي الشر في العالم، وهكذا يتأكد لدينا أن أكثر الأبواب اتساعاً على عالم الفضيلة أن يكون المرء إنساناً حقاً، فإن لم يستطع صار وغداً هائجاً أياً كان معتقده الديني أو ميوله الثقافية أو هويته الحضارية.

* باحث مصري


مقالات ذات صلة

هل تستطيع تدريب شخص ليصبح مرحاً؟

يوميات الشرق هل تستطيع تدريب شخص ليصبح مرحاً؟

هل تستطيع تدريب شخص ليصبح مرحاً؟

يقف خمسة علماء على خشبة المسرح، ويجربون الكوميديا الارتجالية (ستاند آب) للمرة الأولى... هل هذه العملية سوف تخلق جواً من الابتهاج والمرح؟ نعم، بحسب إجراءات «ستيم روم»، وهو برنامج يعلّم فيه ممثلون كوميديون فريقاً من العلماء كيف يصبحون مرحين، حسب «صحيفة الغارديان» البريطانية. وكانت النتيجة، بعد أسابيع من الارتجال، وورش العمل المكثّفة، هي عدة ليالٍ من عروض الكوميديا الحية المباشرة المعدّلة بالعلم، التي تم إقامتها في أنحاء أستراليا. وتحدثت صحيفة «الغارديان» إلى العديد من العلماء المشاركين في برنامج «ستيم روم» قبيل أول عرض لهم في عام 2023 على مسرح «مالتهاوس» في مدينة ملبورن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ظاهرة التنمّر على المظهر تنتشر... والمشاهير يتصدّون لها

ظاهرة التنمّر على المظهر تنتشر... والمشاهير يتصدّون لها

«لماذا سمنت كثيراً؟»، «أنتِ نحيفة كقشّة»، «أنفك بحاجة إلى جراحة تجميل»، «كم هو قصير القامة»... كلها عباراتٌ تدخل في قاموس يوميات الناس، لكنها خارجة من قاموس «تعيير الآخر بجسده (body shaming)». أصبحت هذه الظاهرة أكثر شيوعاً بفعل الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، وسطوة ثقافة الشكل الخارجي، كما لو أن الاختباء خلف شاشة الهاتف أو الكومبيوتر، يبيح لأي شخص انتقاد الآخرين وإهانتهم والتجريح بأشكالهم والسخرية من أوزانهم وملامحهم. 

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق دراسة: تكوين عادة جديدة لا يستغرق 21 يوما !

دراسة: تكوين عادة جديدة لا يستغرق 21 يوما !

في عام 1960، نشر جراح تجميل يُدعى ماكسويل مالتز كتابًا ذائع الصيت أنتج حقيقة زائفة تقول «يستغرق الأمر 21 يومًا فقط لتغيير طرقك وتكوين عادة جديدة». واستند هذا الرقم إلى ملاحظات مالتز للوقت الذي استغرقه مرضاه للتكيف مع وجوههم الجديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العقل قد ينشئ ذاكرة خاطئة أسرع مما نظن

العقل قد ينشئ ذاكرة خاطئة أسرع مما نظن

تشير الأبحاث إلى أن الناس يمكن أن ينشئوا ذكريات خاطئة في غمضة عين. ففي سلسلة من أربع تجارب بقيادة جامعة أمستردام، أظهر 534 شخصًا أحرفًا من الأبجدية الغربية باتجاهات فعلية ومعكوسة. وبعد أن عُرض على بعض المشاركين شريحة تداخل بأحرف عشوائية مصممة لخلط الذاكرة الأصلية، طُلب من جميع المشاركين أن يتذكروا حرفًا مستهدفًا من الشريحة الأولى. وبعد نصف ثانية من مشاهدة الشريحة الأولى، شكل ما يقرب من 20 في المائة من الناس ذاكرة وهمية للحرف المستهدف؛ حيث زاد هذا إلى 30 في المائة بعد 3 ثوانٍ. وهذا يعني ان الدماغ البشري يغير الذكريات وفقًا لما يتوقع رؤيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بحث: الرياضيات قد تساعد بتحديد روابط الصداقة

بحث: الرياضيات قد تساعد بتحديد روابط الصداقة

كشف بحث جديد أجراه فريدمان وشيهل وستيفاني دينيسون بجامعة واترلو نشر بمجلة علم النفس التجريبي، أن الرياضيات يمكن أن تساعد الناس على تحديد روابط الصداقة. فقد توصلت نتائج البحث الى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يمكنهم دخول غرفة واستخدام إحصاءات عن الإشارات الاجتماعية لتحديد ما إذا كان شخصان صديقين. ويقول أوري فريدمان المؤلف المشارك أستاذ علم النفس التنموي بالجامعة «إن القدرة على تمييز ما إذا كان من المحتمل أن ينتسب الآخرون إلى الآخرين أمر بالغ الأهمية في الحياة اليومية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.