السعودية... مسيرة نحو عالمية الخدمات اللوجيستية

ستدفع باستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع حركة التجارة الدولية

السعودية تشهد مؤخراً تطورات ملموسة في صناعة الخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
السعودية تشهد مؤخراً تطورات ملموسة في صناعة الخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية... مسيرة نحو عالمية الخدمات اللوجيستية

السعودية تشهد مؤخراً تطورات ملموسة في صناعة الخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
السعودية تشهد مؤخراً تطورات ملموسة في صناعة الخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

في حين قفزت 17 مرتبة من بين 160 دولة في المؤشر اللوجيستي الصادر عن «البنك الدولي» لعام 2023، أكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة تمضي في تطوير الخدمات اللوجيستية، ما يمنحها الوصول إلى المراكز العشر الأولى عالمياً، ما من شأنه جذب الاستثمارات وفتح مجال للأعمال التجارية بشكل أوسع، ورفع معدل الناتج المحلي، وزيادة حجم الصادرات والواردات والتجارة الدولية في البلاد.
وجاء تقدم المملكة في المؤشر الدولي بعد تحقيق قفزات واسعة في عدة مؤشرات، وهي: الكفاءة اللوجيستية، والتتبع والتعقب، والتوقيت، والجمارك، والبنى الأساسية، والشحن البحري.
وقال نشمي الحربي، خبير اللوجيستيات لـ«الشرق الأوسط»، إنه بتمكين ودعم لا محدود من الحكومة ستتمكن السعودية من التقدم إلى المراكز العشر الأولى، قياساً على التطور في الركائز الأساسية لمؤشر الأداء اللوجيستي، وهي: الجمارك وسهولة إجراءاتها، وتنوع الخدمات اللوجيستية، وأنماط النقل، وكذلك البنى التحتية للمنشآت، كالموانئ والمطارات والسكك الحديدة والخطوط البرية.
وواصل الحربي أنه من ضمن الركائز أيضاً عامل الوقت المستغرق لعبور الشحنات وتفريغها، وسهولة ترتيب الشحنات، إلى جانب التتبع والتعقب للشحنات سواء الواردة أو الصادرة، وهذا من شأنه جذب الاستثمارات وفتح مجالاً للأعمال التجارية بشكل أوسع، ما يعني رفع معدل الناتج المحلي وزيادة حجم الصادرات والواردات والتجارة الدولية العابرة.
وبين خبير اللوجيستيات أن من شأن المبادرات التي أطلقها مؤخراً الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد؛ بإنشاء 4 مناطق اقتصادية هدفها استقطاب الاستثمارات والشركات الأجنبية الكبرى، خَلْق كثير من الفرص الوظيفية والتجارية للسوق المحلية.
من جانبه، أوضح ناصر القرعاوي الخبير الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط»، أن المملكة قفزت في المؤشر اللوجيستي نتيجة خطة استراتيجية وطنية بأن تكون البلاد محور استراتيجيات في الأعمال اللوجيستية حول العالم.
وأبان القرعاوي أن السعودية حققت أعلى نسبة للأداء اللوجيستي في التقرير الصادر عن «البنك الدولي»، وهي ماضية للتحول إلى مركز لوجيستي عالمي؛ سواء في الإمدادات والنقل وجميع الخدمات المتعلقة بالقارات الثلاث الرئيسية.
وزاد ناصر القرعاوي أن السعودية أطلقت الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية، بهدف زيادة إساهم القطاع في إجمالي الناتج المحلي الوطني من 6 إلى 10 في المائة بحلول 2030، وهي مستمرة لتحقيق هذا المستهدف.
وحققت السعودية إنجازاً جديداً في منظومة النقل والخدمات اللوجيستية بعد أن قفزت 17 مرتبة عالمياً في المؤشر اللوجيستي الصادر عن البنك الدولي.
وأشار التقرير الأخير إلى أن المملكة تقدمت للمرتبة 38 من بين 160 دولة في الترتيب الدولي في مؤشر الكفاءة اللوجيستية، بعد أن حققت قفزات واسعة في كفاءة الأداء عبر عدد من الموشرات الفرعية، أبرزها ‎الكفاءة اللوجيستية، والتتبع والتعقب، والتوقيت، والجمارك، والبنى الأساسية، والشحن البحري.
وأفاد المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجيستية، حينها، أن التقدم جاء بدعم وتمكين من ولي العهد، مؤكداً أن المستهدفات الطموحة للاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مؤخراً، وما تضمنته من إصلاحات هيكلية واسعة ومبادرات استراتيجية نوعية، أحدثت نقلة كبيرة في الكفاءة التشغيلية في أداء قطاعات منظومة النقل والخدمات اللوجيستية وفق الموشرات الدولية، وعززت مكانة المملكة كمركز لوجيستي عالمي.
ولفت إلى أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية تعمل بشكلٍ دؤوب على تنفيذ توجيهات الحكومة نحو تعزيز مكانة المملكة كمركز لوجيستي عالمي، موضحاً أن التقدم يأتي كذلك بعد إعلان البنك الدولي مؤخراً عن تصدر المملكة عالمياً في قطاع الموانئ، حيث احتلت السعودية المرتبة الأولى والثامنة دولياً لأكثر موانئ العالم كفاءة في الأداء التشغيلي، مما يعزز من مكانة المملكة على الخارطة البحرية العالمية.
وسجلت المملكة مؤخراً تقدماً في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية الصادر عن (الأونكتاد) إلى معدل 71.33 نقطة نتيجة إضافة 25 خطأ ملأحيا وخدمات شحن جديدة حتى نهاية 2022، بالتعاون مع كبرى شركات الملاحة العالمية.
وأطلقت وزارة النقل والخدمات اللوجيستية حزمة من المبادرات في القطاع اللوجيستي لرفع كفاءة الأداء، وإعادة هندسة الإجراءات، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا القطاع الحيوي لتعزيز مكانة الدولة كمركز لوجيستي عالمي، حيث شملت إطلاق المنطقة اللوجيستية الخاصة والمتكاملة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وإعلان شركة أبل كأول مستثمر دولي فيها، وكذلك إطلاق 19 منطقة لوجيستية في مناطق المملكة.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)
ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)
ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، وزادت أيضاً الصادرات الوطنية غير النفطية بنسبة 7.6 في المائة، باستثناء إعادة التصدير.

ووفق تقرير «الهيئة العامة للإحصاء»، فقد ارتفعت قيمة السلع المُعاد تصديرها إلى 48.4 في المائة خلال الفترة نفسها، وذلك وفقاً لـ«نشرة التجارة الدولية» في الربع الثالث من العام الحالي.

وفي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، كشفت «الهيئة» عن ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 22.8 في المائة، وزيادة الصادرات الوطنية غير النفطية بنسبة 11.6 في المائة، باستثناء إعادة التصدير.

وأفادت نتائج «النشرة» بانخفاض الصادرات السلعية في شهر سبتمبر بنسبة 14.9 في المائة، بينما انخفضت نسبة الصادرات النفطية من مجموع الصادرات الكلي من 79.7 في المائة خلال سبتمبر 2023 إلى 70.7 في المائة خلال الشهر ذاته من العام الحالي.

وأفصحت نتائج «النشرة» عن ارتفاع واردات السعودية في سبتمبر الماضي بنسبة 15.0 في المائة، وزيادة نسبة الصادرات السلعية غير النفطية إلى 37.1 في المائة؛ وذلك نتيجة ارتفاع الصادرات غير النفطية حيث بلغت 22.8 في المائة.