القاهرة لاستضافة حوار ليبي بين صالح والمشري لحسم قوانين الانتخابات

مطالبة أميركية بـ«جيش موحد» بقيادة مدنية

اجتماع المنفي مع وفد من واحة الجغبوب (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي مع وفد من واحة الجغبوب (المجلس الرئاسي)
TT

القاهرة لاستضافة حوار ليبي بين صالح والمشري لحسم قوانين الانتخابات

اجتماع المنفي مع وفد من واحة الجغبوب (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي مع وفد من واحة الجغبوب (المجلس الرئاسي)

جددت مصر مساعيها لإقناع «فرقاء الأزمة الليبية» بحسم خلافاتهم حول القوانين الممهدة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، فيما أشاد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة» خلال زيارته لتركيا، بـ«العلاقة التاريخية مع أنقرة»، تزامن ذلك مع مطالبة أميركية بـ«جيش ليبي موحد» بقيادة مدنية.
وتمهيداً لتدشين حوار سياسي جديد بين عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، وخالد المشري، رئيس مجلس الدولة، من المفترض وصول صالح مساء السبت إلى القاهرة، في زيارة خاطفة ليوم واحد بناء على دعوة من السلطات المصرية.
وقالت مصادر مقربة من صالح لـ«الشرق الأوسط»، اشترطت عدم تعريفها، إن «لقاء صالح أمر محتمل للغاية مع المشري، الذي تردد وصوله إلى القاهرة مساء الجمعة، في زيارة غير معلنة مسبقاً، على رأس وفد من المجلس».
ولم يعلن صالح أو المشري عن زيارتهما المتزامنة إلى القاهرة بشكل رسمي؛ لكن مصادر مصرية وليبية، ذكرت أنهما بصدد «إجراء محادثات حول الأزمة السياسية الحالية، بما في ذلك الاجتماع المرتقب للجنة (6 + 6) بين مجلسي النواب والدولة للاتفاق على القوانين الانتخابية».
ووفق مراقبين، فإن هذه هي «أحدث محاولة من القاهرة للجمع بين صالح والمشري برعاية مصرية لحسم خلافاتهما العالقة حول القوانين المنظمة للانتخابات، التي كان مقرراً إجراؤها قبل عامين وتم تأجيلها».
بدوره، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه بحث السبت، مع وفد من واحة الجغبوب، «المشاكل والصعوبات التي تعيق تقديم الخدمات للمواطنين في جميع القطاعات».
إلى ذلك، شكر الدبيبة، السبت، تركيا بشكل عام وشركة «بيرقدار» بشكل خاص، على تعاونهما في تطوير الدفعات الجوية الليبية والمساهمة في تدريب العناصر الليبية وإدخال هذه التقنية إلى ليبيا.
وأشاد في كلمته بمهرجان «تكنوفيست» لتكنولوجيا الطيران والفضاء المقام بمدينة إسطنبول، بحضور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بما وصفه بـ«العلاقة التاريخية بين الشعبين الليبي والتركي». وهنأ إردوغان بدخول تركيا نادي الطاقة النووية في العالم بتدشين محطة «أكويو» رسمياً.
من جهة أخرى، أعرب محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة خلال زيارة مساء الجمعة، إلى مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، عن «استعداد الجيش للدفاع عن أهالي المدينة وبسط الأمن داخلها»، مؤكداً «شرعية مطالب المحتجين بها».
وقال الحداد في كلمة ألقاها أمام حشد من أهالي الزاوية، إن «الدولة لديها القوة الكافية من الضباط وضباط الصف والجنود لتأمين مدينة الزاوية ومختلف المناطق، وإن هناك حلولاً (مرضية) لأهالي المدينة سيتم تنفيذها، من دون أن يحدد موعداً لذلك».
وخاطب المحتجين على تدهور الوضع الأمني في المدينة، قائلاً: «جئنا لحمايتكم، ومطالبكم مشروعة وسندرسها ونبدأ في تطبيقها أولاً بأول؛ لكن علينا الحفاظ على المدينة وتاريخها».
وبعد ساعات من إغلاقه، أعيد فتح طريق الزاوية الساحلية، بعدما أشعل محتجون النار في إطارات السيارات بوسط مدينة الزاوية. وأعلنت الكتيبة 103 مشاة التابعة لحكومة الدبيبة، استعدادها لتنفيذ أي مهام من خلال التعليمات الصادرة من المستوى الأعلى، من خلال المشاركة في التأمين كخطوة، وفي ضرب أوكار الإجرام في خطوة أخرى، بهدف تحقيق المطالب المشروعة لتنسيقية الحراك السلمي الهادف لتحسين الوضع الأمني بالمدينة.
وقالت الكتيبة في بيان، إن «ضُباطها على تواصل مع الجهات المعنية والمختصة لإيجاد حلول عاجلة مبنية على أسس متينة وقوية، حتى تتهيأ الظروف على كل الأصعدة لمكافحة الجريمة المنظمة».
بدوره، دعا مجلس حكماء وأعيان الزاوية، التشكيلات المسلحة بطرد كل المرتزقة والليبيين الخارجين عن القانون من المدينة. وأعرب عن قلقه لما آلت إليه الأوضاع الأمنية. وقال أعضاء في المجلس إنه «تم تشكيل لجنة من 7 ضباط لوضع خطة أمنية لحماية مدينة الزاوية». ويفترض أن تبدأ اللجنة عملها الثلاثاء، بسلسلة اجتماعات مع الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وبينما تستعد اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) التي تضم طرفي الصراع العسكري في شرق وغرب البلاد لعقد اجتماع جديد لها في مدينة سبها بالجنوب الليبي، خلال الأيام المقبلة، اعتبر السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن «تردي الوضع الأمني الإقليمي يعطي أهمية أكثر من أي وقت مضى للدبلوماسية والتنمية، والدفاع لدعم ليبيا في تشكيل (جيش موحد) بقيادة مدنية، يكون قادراً على حماية السيادة والاستقرار الليبيين».
وجاءت هذه التصريحات في بيان أصدرته السفارة الأميركية عقب اجتماع نورلاند مع مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا (أفريكوم) والسفير يونغ، نائب القائد المسؤول عن التواصل المدني العسكري، في مقر «أفريكوم» بمدينة شتوتغارت الألمانية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تظاهرة في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعارضة عبير موسي

من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
TT

تظاهرة في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعارضة عبير موسي

من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)

تظاهر مئات من أنصار الحزب «الحر الدستوري» المعارض، اليوم (السبت)، في تونس العاصمة، للمطالبة بإطلاق سراح رئيسة الحزب عبير موسي. وتجمع 500 إلى 1000 متظاهر في وسط العاصمة التونسية، حسب صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي، ورفع العديد منهم أعلاماً تونسية وصوراً لرئيسة الحزب.

أوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج، عندما حضرت، وفقاً لحزبها، للاحتجاج على قرار اتخذه الرئيس قيس سعيّد. وتواجه عبير موسي تهماً خطيرة في عدة قضايا، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة». وقد قضت محكمة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر، في قضية تتعلق بانتقادها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023. وأصدرت المحكمة حُكمها على عبير موسي بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين.

وندد المتظاهرون بـ«المرسوم 54»، الذي أدى تفسيره الفضفاض إلى سجن عشرات السياسيين والمحامين والناشطين والصحافيين. وقال ثامر سعد، القيادي في الحزب «الحر الدستوري»، إن اعتقال عبير موسي لانتقادها الهيئة العليا للانتخابات «لا يليق ببلد يدعي الديمقراطية».

من جانبه، أكد كريم كريفة، العضو في لجنة الدفاع عن عبير موسي، أن «السجون التونسية أصبحت تمتلئ بضحايا (المرسوم 54)»، معتبراً أن هذا المرسوم يشكل «عبئاً ثقيلاً على المجتمع التونسي». وتقبع خلف القضبان شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وكذلك عصام الشابي، وغازي الشواشي المتهمَين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبق أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيسَ التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المئة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».