إطلالة على مظاهر الحكم في زمن المماليك والأسرة العلوية بمصر

عبر معرض تضمن أزياءً رسمية ونياشين وصوراً وأسلحة أثرية

جلسة العدل التي كان يقيمها محمد علي للفصل في القضايا (1).jpg
جلسة العدل التي كان يقيمها محمد علي للفصل في القضايا (1).jpg
TT

إطلالة على مظاهر الحكم في زمن المماليك والأسرة العلوية بمصر

جلسة العدل التي كان يقيمها محمد علي للفصل في القضايا (1).jpg
جلسة العدل التي كان يقيمها محمد علي للفصل في القضايا (1).jpg

عبر ما يزيد على أربعين قطعة، تتنوع بين التماثيل التوضيحية والنياشين الأثرية والصور والأزياء القديمة لرجال الشرطة في مصر، يرسم معرض «نظرة على الأزياء منذ عصر المماليك حتى عصر أسرة محمد علي باشا» المقام حالياً داخل متحف الشرطة القومي بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالعاصمة المصرية القاهرة صورة بانورامية لما كانت عليه ملابس رجال الأمن في مصر خلال تلك العصور.
يشرح المعرض الكثير من مظاهر الحكم في عدة عصور، ويوضح رتب رجال الشرطة وملابسهم بداية من العصر المملوكي، ومروراً بالعثماني وحتى عصر محمد علي باشا، وهذا ما تعبر عنه التماثيل الثلاثة الموجودة على يسار القطع المعروضة، حيث حرص المنظمون على وضع «إشارة توضيحية» تبرز شكل الملابس، ونوع غطاء الرأس الذي كان يرتديه كل فرد أمن، بجانب العصر الذي ينتمي إليه، وفق تصريحات عبد الباسط محمد، مدير متحف الشرطة القومي لـ«الشرق الأوسط».

وترتبط قلعة صلاح الدين الأيوبي التي يقع المتحف بين جدرانها بأحد أشهر سلاطين المماليك الذين حكموا مصر قرابة قرنين ونصف القرن، حققوا خلالها إنجازات عسكرية مهمة، كما لم تَخْلُ أيامهم من الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وينوه مدير المتحف بأن «أزياء وملابس رجال الشرطة ورتبهم الموجودة داخل المعرض لا تقتصر فقط على رجال الأمن من الدرجات الصغرى، لكن هناك أيضاً ملابس لكبار القادة من الدرجات العليا مثل المأمور، وهناك لوحة كبيرة تشير له ضمن المعروضات، فضلاً على صور ولوحات أخرى لبقية رتب الضباط، بدءاً من ملازم أول وحتى درجة لواء».
ومع تولي محمد علي باشا السلطة في مصر (1805 - 1849)، بدأت المرحلة الأهم من تاريخ التحولات الاجتماعية والسياسية، التي عرفتها الدولة العثمانية، وصنع الرجل من خلالها تاريخ مصر الحديثة، وارتبط اسمه بالقلعة التي تستضيف متحف الشرطة حالياً، وبمذبحة شهيرة قضى فيها على المماليك، واتخذها بعد ذلك مقراً لحكمه، وظلت هكذا حتى عهد الخديو إسماعيل الذي انتقل إلى قصر عابدين بمنطقة القاهرة الخديوية.
ويأخذ المعرض رواده في جولة إلى زمن محمد علي، ويضعهم في قلب سيناريو «جلسة العدل» حسب ما وصفها عبد الباسط محمد، وهي عبارة عن تشكيل في الفراغ يظهر فيه الوالي جالساً في المنتصف على أريكته مرتدياً زيه الرسمي، ومتقلداً سيفه، فيما يظهر عن يمينه ويساره قاضي القضاة ورئيس وزرائه، أما بقية عناصر الجلسة فيمثلها المواطن المصري وهو يسرد شكواه، وإلى جواره يقف المترجم ليفسر للوالي الذي لم يكن بالطبع يجيد اللغة العربية، ولا يعرف ما يقوله الرجل، أما عن الرجال الثلاثة الذين يقفون هناك على يمين الوالي فيمثلون حرس الشرف.

ويضم المعرض إلى جانب ذلك مجموعة متميزة من المقتنيات الأثرية تتنوع بين الأوسمة والدروع والنياشين والأسلحة القديمة، فضلاً على لوحات وصور توضيحية لملابس قطاعات الشرطة المختلفة، بدءاً من الأمن المركزي ومصلحة الدفاع المدني وأكاديمية الشرطة، مروراً ببقية هيئات الوزارة المختلفة، وتبرز تطوراتها عبر العصور.
وراعى منسقو القطع والمعروضات وفق ما قال عبد الباسط «أن تحكي بشكل مسلسل التطورات التي واكبها العمل الشرطي، كما لم ينسوا أن تكون هناك صورة لعساكر الانكشارية ضمن القطع المعروضة، وذلك بهدف تسليط الضوء على المظاهر التي كانت تجري بها إدارة شؤون الدولة بشكل كامل، ودون أن تكون هناك تفصيلة واحدة ناقصة من المشهد التاريخي، الذي استهدف المعرض توضيحه.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

كيف تحوّل روتينك اليومي إلى مصدر «للفرح والرضا»؟

كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
TT

كيف تحوّل روتينك اليومي إلى مصدر «للفرح والرضا»؟

كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)

يعتقد البعض أنه عليه الذهاب في إجازة باهظة، أو على الأقل الانتظار حتى انتهاء أسبوع العمل، للشعور بالسعادة والرضا الحقيقيين في الحياة. في الواقع، يمكنك أن تجد الفرح في روتينك اليومي، كما تقول المؤلفة وخبيرة اتخاذ القرارات السلوكية كاسي هولمز، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

وفقاً لمسح حديث أجري على ألفين من سكان الولايات المتحدة، يمر واحد من كل أربعة أميركيين بنوبات من الملل مع روتينه. لمكافحة ذلك، تقول هولمز لنفسها عبارة بسيطة في اللحظات التي تدرك فيها أنها غير مهتمة: «احسب الوقت المتبقي».

على سبيل المثال، كانت هولمز تأخذ ابنتها في مواعيد لشرب الشاي منذ أن كانت في الرابعة من عمرها. بعد خمس سنوات، يمكن أن تبدو جلسات التسكع وكأنها مهمة روتينية.

قالت هولمز: «الآن أصبحت في التاسعة من عمرها، لذلك ذهبنا في الكثير من المواعيد في الماضي... لكن بعد ذلك، فكرت، (حسناً، كم عدد المواعيد المتبقية لنا)؟».

بدلاً من الانزعاج من النزهات المتكررة، بدأت في حساب عدد الفرص المتبقية لها للاستمتاع قبل أن تكبر ابنتها وتنتهي أوقات الترابط هذه.

أوضحت هولمز، التي تبحث في الوقت والسعادة «في غضون عامين فقط، سترغب في الذهاب إلى المقهى مع أصدقائها بدلاً مني. لذا سيصبح الأمر أقل تكراراً. ثم ستذهب إلى الكلية... ستنتقل للعيش في مدينة أخرى».

ساعدها حساب الوقت المتبقي لها في العثور على «الفرح والرضا» في المهام الروتينية.

«الوقت هو المورد الأكثر قيمة»

إلى جانب مساعدتك في العثور على السعادة، قالت هولمز إن التمرين السريع يدفعها إلى إيلاء اهتمام أكبر لكيفية قضاء وقتها. لم تعد تستخف بالنزهات مع ابنتها -بدلاً من ذلك، تسعى إلى خلق المحادثات والتواصل الفعال، وهو أمر أكثر أهمية.

من الأهمية بمكان ما أن تفعل الشيء نفسه إذا كنت تريد تجنب الشعور بالندم في المستقبل، وفقاً لعالم النفس مايكل جيرفيس.

وشرح جيرفيس لـ«سي إن بي سي»: «الوقت هو المورد الأكثر قيمة لدينا... في روتين الحياة اليومي، من السهل أن تخرج عن التوافق مع ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك. لكن العيش مع إدراكنا لفنائنا يغير بشكل أساسي ما نقدره وكيف نختار استخدام وقتنا».

وأضاف: «إن تبنّي حقيقة أننا لن نعيش إلى الأبد يجعل قيمنا في بؤرة التركيز الحادة. بمجرد إدراكك أن الوقت هو أغلى السلع على الإطلاق، فلن يكون هناك انقطاع بين الخيارات التي تريد اتخاذها وتلك التي تتخذها بالفعل».