ضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإخلاء «خان الأحمر»

رداً على رسالة نتنياهو إلى المحكمة العليا

مروحية فوق مستوطنة معاليه أدوميم التي تخطط الحكومة الإسرائيلية لتوسيعها (رويترز)
مروحية فوق مستوطنة معاليه أدوميم التي تخطط الحكومة الإسرائيلية لتوسيعها (رويترز)
TT

ضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإخلاء «خان الأحمر»

مروحية فوق مستوطنة معاليه أدوميم التي تخطط الحكومة الإسرائيلية لتوسيعها (رويترز)
مروحية فوق مستوطنة معاليه أدوميم التي تخطط الحكومة الإسرائيلية لتوسيعها (رويترز)

في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية، رسمياً، للمحكمة العليا، أنها لن تستطيع تنفيذ الأمر القضائي بإخلاء قرية خان الأحمر الفلسطينية، المقامة على أراضي قرية أبو ديس على الطريق المؤدي إلى أريحا شرق القدس، أطلق رئيس حزب «الليكود» خارج البلاد، النائب داني دنون، حملة شعبية للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ لتغيير موقفه والتوجه لإخلاء سكان القرية وهدمها.
وقال دنون، في حديث إذاعي، الخميس، إن «قرار الحكومة التخلي عن خان الأحمر هو قرار مَعيب ومُخزٍ ومستهجَن، وإذا كان نتنياهو يعتقد بذلك أنه يقوِّي مكانة إسرائيل في الخارج، فإنه مخطئ، بل بالعكس، وأنا، من خبرتي في العمل مع دول العالم (شغل منصب السفير الإسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة)، أقول إن القرار سيُضعف إسرائيل ويُظهرها في نظر الفلسطينيين وسائر القوى في العالم على أنها دولة ضعيفة قابلة للضغوط».
وينضمّ دنون، بهذا الموقف، إلى قادة اليمين المتطرف في الحكومة؛ وزير المالية بتسليل سموترتش، ووزير الأمن القومي أيتمار بن غفير، وغيرهما من الذين عارضوا نتنياهو وفرضوا عليه أن يكتب في الرد إلى المحكمة أن الحكومة معنية بإخلاء خان الأحمر في وقت قريب.
المعروف أن خان الأحمر قرية بدوية تقع على مسافة 15 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس، وتُعدّ واحدة من عدة قرى بدوية قائمة بالقرب من الشارع السريع رقم 1 المؤدي إلى أريحا، تخطط الحكومة الإسرائيلية لهدمها وترحيل أهلها؛ لغرض «تطهير الطريق من العرب»، وتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم.
والقرى المهدَّدة هي: أبو الحلو، وأبو فلاح، والكرشان، وجميع سكانها ينتمون إلى عرب الجهالين، المنتشرين على 23 تجمعاً في 4 مناطق أساسية هي: عناتا، ووادي أبو هندي، والجبل، وخان الأحمر.
ويقدَّر عدد سكان عرب الجهالين بنحو 7 آلاف نسمة، وأصلهم من النقب من منطقة عراد؛ الواقعة على بُعد 37 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة بئر السبع. وكان الجيش الإسرائيلي قد أجبرهم على النزوح من مضاربهم سنة 1952، إلى الضفة الغربية؛ بحجة ضروريات الأمن، فأسكنتهم الحكومة الأردنية في منطقة القدس بالأماكن السابق ذكرها. ومنذ سنة 2009 تحاول السلطات الإسرائيلية إخلاء سكان خان الأحمر، وهدم القرية، بحجة عدم وجود تراخيص قانونية للبناء، لتكون نموذجاً وتمهيداً لإخلاء بقية التجمعات، ولكن السكان عارضوا بشدة، وتصدّوا للجرافات الإسرائيلية بصدورهم، وقد حظي هؤلاء بعطف الدول الأوروبية، والهيئات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان. في تلك السنة، أقيمت مدرسة في القرية، بالتعاون مع منظمة مساعدات إيطالية، وقد صدر قرار بهدم المدرسة كذلك. وفي شهر سبتمبر (أيلول) من سنة 2018، قررت المحكمة الإسرائيلية العليا وجوب تنفيذ قرار الهدم، بدعوى أنهم يقيمون على أراضي الدولة، لكن رئيس الوزراء حينها، بنيامين نتنياهو، تلكّأ في تنفيذ هذا القرار بسبب الضغوط الدولية.
ويتحدى أهالي القرية إسرائيل أن تعيدهم إلى أراضيهم في النقب، أو تتيح لهم البقاء في المكان، أو إقامة قرية خاصة لهم تكون منظمة وتتناسب مع المواصفات الإسرائيلية للقرى الزراعية، من دون المساس بحياة البداوة التي يفضّلونها. وقد اقترحت عليهم الحكومة حلولاً وسطاً، تبيَّن أنها بعيدة عن طموحاتهم. وقد قَبِلت المحكمة رأي الحكومة، لكنها لم تقبل أن يطول التفاوض بلا حدود، فأمرت بإخلاء السكان الفلسطينيين. وبسبب الاعتراضات الدولية، عادت وقَبِلت طلبات الحكومة لتأجيل تنفيذ الإخلاء، التي جرى تعليلها بالقول «القرار في هذا الشأن يجب أن يُتخذ على أساس الاعتبارات السياسيّة والأمنيّة للحكومة».
وقد فرض سموترتش على نتنياهو إضافة جملة في رسالته إلى المحكمة يؤكد فيها أن «الحكومة تنوي تنفيذ أوامر الهدم التي صدرت على المباني هناك، لكنها تريد أن تكون الطرف الذي يقرّر متى وكيف يتمّ ذلك»، وأنها «تعيد تأكيد الموقف المبدئي للمستوى السياسي، والذي بموجبه يقضي حكم القانون بتنفيذ أوامر الهدم في خان الأحمر».
لكن هذا الموقف لم يعجب أنصار سوترتش وبقية المتطرفين في أحزاب الائتلاف الحكومي، بمن فيهم داني دنون، الذي قرر أن ينتقل من التصريحات إلى العمل، فهاجم نتنياهو على تأجيل الإخلاء والهدم.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«حزب الله»: فقدنا طريق إمداداتنا في سوريا بعد الإطاحة بالأسد

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله»: فقدنا طريق إمداداتنا في سوريا بعد الإطاحة بالأسد

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)

قال الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم، اليوم السبت، إن الجماعة فقدت طريق إمداداتها عبر سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل نحو أسبوع في هجوم كاسح شنته المعارضة.

ولم يذكر قاسم، الأسد، بالاسم في خطابه الذي بثه التلفزيون، لكنه قال إن الجماعة لا تستطيع الحكم على الحكام الجدد في سوريا قبل أن تستقر الأوضاع في البلاد، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأعرب قاسم عن أمله في «ألا تطبّع» السلطات السورية الجديدة العلاقات مع إسرائيل بعد إطاحة الأسد الذي كان حليفاً للتنظيم الشيعي.

وقال في أول خطاب له منذ إطاحة الأسد: «نتمنى أن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة إسرائيل عدواً وألا تطبّع معها».

وكانت الجماعة الموالية لإيران قد دعمت نظام الرئيس المخلوع خلال الحرب الأهلية الدامية.