في واقعة أثارت حالة من الاستياء في مصر، ألقت السلطات المصرية القبض على ثلاثة أشخاص قاموا بمضايقة سائحة بميدان التحرير في مصر، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو يظهر فيه قيام أحدهم بخلع ملابسه العلوية أثناء سير السائحة.
ونشرت وزارة الداخلية المصرية بياناً، الخميس، أعلنت فيه القبض على المتورطين في الواقعة: «عقب رصد تداول مقطع فيديو على إحدى الصفحات عبر (فيسبوك) يتضمن قيام أحد الأشخاص بمضايقة سائحة، وخلع ملابسه العلوية أثناء سيرها بميدان التحرير بالقاهرة»، موضحة أنه «بالفحص والتعامل الفني وتتبع خط السير تم تحديد مرتكبي الواقعة، وتبين أنهم 3 أشخاص، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة».
ووقعت في مصر وقائع تتعلق بمضايقة السائحين خلال السنوات الأخيرة، رغم حملات التوعية التي تقوم بها وزارة السياحة والآثار، منها واقعة الإلحاح على زوار الأهرامات بعمل جولة سياحية بمعرفة بعض الأفراد المقيمين بالقرب من المنطقة الأثرية العام الماضي، وفي شهر مايو (أيار) من العام نفسه، أمرت النيابة العامة المصرية، بحبس ثلاثة متهمين احتياطياً، وإيداع عشرة آخرين بإحدى دور الملاحظة (تتراوح أعمارهم بين ثلاثة عشر عاما إلى خمسة عشر عاما)، على ذمة التحقيق معهم فيما نُسب إليهم من اتهامات في واقعة التعرّض لفتاتين أجنبيتين بالقول والفعل بمنطقة آثار الهرم.
ووفق الخبير السياحي المصري أحمد قاسم، فإن تلك الحالات تعد حالات «فردية»، ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تلك الحالات مؤسفة بشكل كبير، لأنها تحدث بشكل يتناقض مع حالة الوعي الكبير بأهمية الحفاظ وتنمية موارد السياحة، لا سيما في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية، وما زالت السياحة تعتبر مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية في مصر».
ويضيف قاسم «تكاد تلك الحوادث أن تكون معدومة بشكل كبير في محافظات سياحية مثل شرم الشيخ والغردقة، وإن كانت ما زالت موجودة بشكل محدود في القاهرة والجيزة، وفي الوقت الحالي هناك ارتفاع في حجم الطلب العالمي على زيارة مصر كوجهة سياحية واعدة، وذلك يمكن لمسه من أرقام الإشغال الفندقي والسياحي المرتفعة منذ أكثر من عام».
ويضيف الخبير السياحي: «هذا الحراك يواكب رفع درجات التوعية والبرامج التي تنظمها وزارة السياحة للفنادق والأفراد والعاملين في القطاع السياحي بالتنسيق مع غرفة شركات السياحة، لذلك فإن مثل تلك التصرفات، التي تزيد مواقع التواصل من رواجها وتداولها، تكون عكس التيار الذي تعمل في إطاره الدولة وكل من يعمل في القطاع السياحي، لضمان زيادة معدلات السياحة بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة».
وتعتبر الدكتورة منال عمران، أستاذ علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن دوافع تلك التصرفات يجب أن تُدرَس بشكل فردي، و«ينبغي أن تتوقف التحقيقات عند أسباب إقدام مثل هؤلاء الشباب على مضايقة تلك السائحة، والتعرف على تفاصيل تخص مدى وعيهم بفكرة إضرار السياحة، لأننا قد نكون أمام تصرفات تحمل درجة من الاستهتار والطيش، أو تصرفات عمدية غرضها سياسي في المقام الأول وهو تهديد حركة السياحة، خاصة أن الواقعة شهدها ميدان التحرير المعروف بارتفاع كثافة السياح فيه، لا سيما في منطقة المتحف المصري والفنادق الشهيرة به» كما تقول لـ«الشرق الأوسط».
ووفق بيان للبنك المركزي المصري، صدر في فبراير (شباط) الماضي، فقد ارتفع عدد السائحين الوافدين إلى مصر بمعدل 52.2 في المائة في الفترة نفسها، ليسجل نحو 3.4 مليون سائح. وكشف البنك المركزي في تقرير ميزان المدفوعات، عن ارتفاع الإيرادات السياحية بمعدل 43.5 في المائة لتسجل 4.1 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي 2022 - 2023 مقابل 2.8 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
رغم حملات التوعية... لماذا تتكرر وقائع مضايقة السائحات في مصر؟
توقيف 3 أشخاص خلع أحدهم ملابسه أمام أجنبية بميدان التحرير
رغم حملات التوعية... لماذا تتكرر وقائع مضايقة السائحات في مصر؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة