تناول مشروب محلّى يوميا يزيد خطر الموت لمرضى السكري 2

تناول مشروب محلّى يوميا يزيد خطر الموت لمرضى السكري 2
TT

تناول مشروب محلّى يوميا يزيد خطر الموت لمرضى السكري 2

تناول مشروب محلّى يوميا يزيد خطر الموت لمرضى السكري 2

إذا كنت مصابًا بداء السكري من النوع 2، فقد يساعدك استبدال الصودا السكرية أو مشروب الطاقة أو حتى عصير الفاكهة بالقهوة أو الشاي غير المحلّى أو الماء على العيش لفترة أطول. هذا وفقًا لدراسة جديدة بجامعة هارفارد وجدت أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 (T2D) الذين يتناولون المشروبات المحلاة بالسكر بانتظام قد يكونون أكثر عرضة للوفاة مبكرًا والإصابة بأمراض القلب. وأيضا أن تناول المشروبات مثل القهوة والشاي وحليب البقر قليل الدسم والماء العادي كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة المبكرة، وفقًا لنتائجها التي نُشرت يوم (الأربعاء) الماضي بـ«The BMJ»، وذلك وفق ما نشر موقع «everydayhealth» الطبي المتخصص.
وفي حين ربطت العديد من الدراسات بين استهلاك المشروبات السكرية والنتائج الصحية مثل ضعف صحة القلب وتغير الوزن والوفاة المبكرة، كانت هذه الدراسات في المقام الأول بين عامة الناس، وفقًا للمؤلفين. لذلك يقول المؤلف الرئيسي لها كيو آي صن الأستاذ المساعد بأقسام التغذية وعلم الأوبئة بجامعة هارفارد T.H ومدرسة تشان للصحة العامة ببوسطن «ان نتائج هذه الدراسة قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من T2D وأطباءهم، لأنه على الرغم من أنه من المقبول عمومًا أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري قد يستفيدون بشكل خاص من شرب المشروبات الصحية، إلا أنه لم يكن هناك الكثير من البيانات لدعم ذلك».

قد يقلل استبدال الصودا بالشاي أو الماء من خطر الموت المبكر

وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). يتم تشخيص 1.4 مليون بالغ أميركي كل عام بداء السكري من النوع الثاني بما يقدر بـ1 من كل 10 أميركيين.
وفي أحدث دراسة، استخدم الباحثون في المتوسط 18.5 سنة من البيانات الصحية من 9252 امرأة مشاركة و 3519 رجلاً من المهنيين الصحيين، وجميعهم تم تشخيصهم بالـ T2D في الأساس أو في بعض الحالات.
وقام الباحثون كل سنتين إلى أربع سنوات بجمع معلومات حول عدد المرات التي تناول فيها المشاركون المشروبات المحلاة بالسكر، بما في ذلك المشروبات الغازية وعصير الفاكهة وعصير الليمون والمشروبات المحلاة صناعياً وعصير الفاكهة والقهوة والشاي وحليب البقر قليل الدسم والبقر كامل الدسم، إضافة الى الحليب والماء العادي. فكان المشاركون في T2D الذين شربوا المشروبات المحلاة بالسكر مثل الصودا أو عصير الليمون على أساس منتظم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الموت المبكر أو كليهما، مقارنة مع أولئك الذين تناولوا المشروبات الصحية بانتظام، بما في ذلك القهوة والشاي والحليب قليل الدسم والماء العادي. فقد ارتبطت كل حصة يومية إضافية من المشروبات السكرية بمعدل وفيات أعلى بنسبة 8 في المائة لكل الأسباب بين المصابين بداء السكري من النوع 2.
وعلى الجانب الإيجابي، انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة أو أي سبب لدى الأشخاص الذين يستهلكون بانتظام أيًا من المشروبات الصحية المذكورة أعلاه. كما ارتبط استبدال حصة واحدة يوميًا من مشروب سكري بمشروب أكثر صحة بتقليل خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بنسبة تصل إلى 18 في المائة، وخطر الموت المرتبط بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 24 في المائة.

مشروبات الدايت قد تقلل أيضًا من مخاطر الوفاة المبكرة

شرب المشروبات المحلاة صناعياً مثل المشروبات الغازية الدايت بدلاً من المشروبات السكرية، كان مرتبطًا أيضًا بنتائج صحية، ولكن أقل من ذلك. فقد ارتبط استبدال حصة واحدة يوميًا من مشروب سكري بمشروب محلّى صناعيًا بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 8 في المائة لأي سبب و 15 في المائة أقل بمعدل الوفيات بأمراض القلب.
ويوضح صن «تشير هذه النتائج إلى أنه عندما يكون لدى المشاركين عادة غذائية صحية لبضع سنوات، سنرى بعض التغييرات الإيجابية في الصحة ومخاطر الأمراض».
وتتوافق هذه النتائج مع ما هو معروف عمومًا؛ فالمشروبات المحلاة بالسكر ضارة بصحتك، وفق الدكتور ليونور كورسينو طبيب الغدد الصماء أخصائي السكر والتمثيل الغذائي بـ«Duke Health» بدورهام بولاية نورث كارولينا الأميركية الذي لم يشارك في الدراسة.
جدير بالذكر، نظرت دراسة نُشرت عام 2019 بـ«JAMA Network Open» في استهلاك المشروبات السكرية لدى أكثر من 13000 بالغ (ليس فقط الأشخاص الذين يعانون من T2D) وتابعتهم لمدة ست سنوات. فوجد المحققون أن كل حصة إضافية من المشروبات السكرية كانت مرتبطة بنسبة 11 في المائة من مخاطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. كما كانت كل حصة إضافية من عصير الفاكهة مرتبطة بنسبة 24 في المائة لخطر الوفاة لجميع الأسباب.

إذا كنت مصابا بالسكري النوع 2 فيجب عليك إجراء تغييرات

ما تضيفه الدراسة الجديدة هو أن المجموعة الكبيرة التي تمت دراستها كانت مصابة بالفعل بداء السكري من النوع 2 ، كما يقول الدكتور كورسينو؛ الذي يبيّن «تعطينا هذه الدراسة أدلة إضافية لإخبار مرضانا المصابين بداء السكري من النوع 2 أن تجنب هذه المشروبات مفيد للصحة. كما تشير إلى أن استبدالها بأنواع أخرى من المشروبات التي لا تحتوي على نسبة عالية من السكر أمر مفيد أيضًا. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة تثبت وجود ارتباط بين أنواع مختلفة من المشروبات والنتائج الصحية؛ فهي لا تثبت أن المشروبات السكرية تسبب الوفاة المبكرة. انها تعطينا فكرة أنهما قد يكونان مرتبطين ببعضهما البعض بشكل غير محدد».

نصائح الخبراء حول تغيير العادات غير الصحية

المشروبات السكرية هي المصدر الرئيسي للسكريات المضافة في النظام الغذائي الأميركي العادي، وتمثل ما يقرب من نصف جميع السكريات المضافة التي نستهلكها، وفقًا لمنظمة «Healthy Food America»، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتعزيز السياسات الغذائية القائمة على أسس علمية. إذ تحتوي واحدة من كوكاكولا سعة 20 أونصة على 120 في المائة تقريبًا من الحد الأقصى اليومي للسكر الموصى به وفقًا لإرشادات جمعية الغذاء والدواء الأميركية لاتباع نظام غذائي صحي.
ووفقًا للمنظمة، فإن هذه المشروبات تقدم القليل من الفوائد الصحية أو لا تقدم على الإطلاق، وتعتبر محركًا رئيسيًا للسمنة ومرض السكري.
وحسب صن «يجب أن على الأشخاص الذين يعانون من السكري 2 أن يكونوا انتقائيين بشأن المشروبات التي يشربونها للحفاظ على رطوبة أجسامهم».
ويخلص كورسينو الى القول «لا تشعر بالإحباط إذا كنت لا تستطيع الإقلاع عن المشروبات السكرية الباردة. وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يمكنهم إجراء هذا التغيير على الفور، إلا أنه يستغرق وقتًا لدى كثيرين آخرين؛ فالعديد من الأشخاص يستهلكون هذه المشروبات منذ سنوات أو عقود، ومن الصعب تغيير هذه العادة بين عشية وضحاها. فإذا كنت تحاول تقليل المشروبات السكرية حاول الانتقال البطيء من المشروبات المحلاة بالسكر إلى النظام الغذائي والمشروبات الصناعية ثم الانتقال إلى الماء».


مقالات ذات صلة

صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك هناك طرق فعالة لتعزيز المناعة وتجنب أدوار البرد (رويترز)

9 علامات تحذيرية تشير إلى تفاقم نزلة البرد

قال «موقع هيلث» إن نزلة البرد يمكن أن تسبب أعراضاً خفيفة مثل انسداد الأنف، والسعال، والعطس، وانخفاض الطاقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تأخذ النساء في أول فحص منزلي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري «إتش بي في» مسحة مهبلية لتتجنب بذلك الفحص التقليدي باستخدام منظار المهبل في العيادة وترسلها لإجراء الفحص (بيكسباي)

فحص منزلي جديد للكشف عن سرطان عنق الرحم لتجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء

بات بإمكان النساء المعرضات لخطر متوسط ​​للإصابة بسرطان عنق الرحم، تجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء، وإجراء فحص منزلي آمن للكشف عن الفيروس المسبب للمرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الصداع النصفي لدى الأطفال... ألم في الرأس وآخر في البطن

الصداع النصفي لدى الأطفال... ألم في الرأس وآخر في البطن

الصداع النصفي هو حالة تشمل لدى الكثيرين «صداع ألم الرأس». ولكن في نفس الوقت، ثمة نوع آخر من الصداع النصفي الذي يُصيب الأطفال، وهو صداع «ألم البطن».

د. عبير مبارك (الرياض)

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.


إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
TT

إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)

اختفت من وسط بيروت منحوتة «جدار الأمل» للفنان هادي سي، أحد أبرز أعمال الفضاء العام التي وُلدت من انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول). العمل الذي استقرّ منذ عام 2019 أمام فندق «لوغراي»، وتحوَّل إلى علامة بصرية على التحوّلات السياسية والاجتماعية، أُزيل من دون إعلان رسمي أو توضيح. هذا الغياب الفجائي لعمل يزن أكثر من 11 طناً يفتح الباب أمام أسئلة تتجاوز الشقّ اللوجستي لتطول معنى اختفاء رمز من رموز المدينة وواقع حماية الأعمال الفنّية في فضاء بيروت العام. وبين محاولات تتبُّع مصيره، التي يقودها مؤسِّس مجموعة «دلول للفنون» باسل دلول، يبقى الحدث، بما يحيطه من غموض، مُشرَّعاً على استفهام جوهري: بأيّ معنى يمكن لعمل بهذا الوزن المادي والرمزي أن يُزال من عمق العاصمة من دون تفسير، ولمصلحة أيّ سردية يُترك هذا الفراغ في المكان؟

من هنا عَبَر الأمل (صور هادي سي)

ليست «جدار الأمل» منحوتة جيء بها لتزيين وسط بيروت. فمنذ ولادتها خلال انتفاضة 17 أكتوبر، تحوَّلت إلى نقطة التقاء بين الذاكرة الجماعية والفضاء العام، وعلامة على رغبة اللبنانيين في استعادة مدينتهم ومخيّلتهم السياسية. بدت كأنها تجسيد لما كان يتشكّل في الساحات. للحركة، وللاهتزاز، وللممرّ البصري نحو مستقبل أراده اللبنانيون أقل التباساً. ومع السنوات، باتت المنحوتة شاهدة على الانفجار الكبير في المرفأ وما تبعه من تغيّرات في المزاج العام، وعلى التحوّلات التي أصابت الوسط التجاري نفسه. لذلك، فإنّ إزالتها اليوم تطرح مسألة حماية الأعمال الفنّية، وتُحيي النقاش حول القدرة على الاحتفاظ بالرموز التي صنعتها لحظة شعبية نادرة، وما إذا كانت المدينة تواصل فقدان معالمها التي حملت معنى، واحداً تلو الآخر.

في هذا الركن... مرَّ العابرون من ضيقهم إلى فسحة الضوء (صور هادي سي)

ويأتي اختفاء «جدار الأمل» ليعيد الضوء على مسار التشكيلي الفرنسي - اللبناني - السنغالي هادي سي، الذي حملت أعماله دائماً حواراً بين الذاكرة الفردية والفضاء المشترك. هاجس العبور والحركة وإعادة تركيب المدينة من شظاياها، شكّلت أساسات عالمه. لذلك، حين وضع عمله في قلب بيروت عام 2019، لم يكن يضيف قطعة إلى المشهد بقدر ما كان يُعيد صياغة علاقة الناس بالمدينة. سي ينتمي إلى جيل يرى أنّ الفنّ في الفضاء العام مساحة نقاش واحتكاك، ولهذا يصعب عليه أن يقرأ ما جرى على أنه حادثة تقنية، وإنما حدث يُصيب صميم الفكرة التي يقوم عليها مشروعه.

يروي باسل دلول ما جرى: «حين أُعيد افتتاح (لوغراي) في وسط بيروت، فضّل القائمون عليه إزالة المنحوتة». يُقدّم تفسيراً أولياً للخطوة، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «قبل 2019، كانت المنحوتة تستمدّ الكهرباء اللازمة لإضاءتها من الفندق وبموافقته. ثم تعاقبت الأحداث الصعبة فأرغمته على الإغلاق. ومع إعادة افتتاحه مؤخراً، طلب من محافظ بيروت نقل المنحوتة إلى مكان آخر». يصف دلول اللحظة قائلاً إنّ العملية تمّت «بشكل غامض بعد نزول الليل، إذ جِيء برافعة لإزالة العمل بلا إذن من أحد». أما اليوم، فـ«المنحوتة موجودة في ثكنة مُغلقة بمنطقة الكارنتينا».

كأنّ المدينة فقدت أحد أنفاسها (صور هادي سي)

دلول الذي يتابع مسارات فنانين، من بينهم هادي سي، لا يتردَّد في الإجابة بـ«نعم» حين نسأله إن كان يرى الحادثة «محاولة محو للذاكرة». يخشى أن تصبح الأعمال الفنّية في بيروت مهدَّدة كلّما حملت رمزية جماعية أو امتداداً لذاكرة سياسية لا ترغب المدينة في مواجهتها. يرفض أن يتحوَّل الفضاء العام إلى مساحة بلا سردية، ويُحزنه، كما يقول، صدور هذا الارتكاب عن فندق «يُطلق على نفسه أوتيل الفنّ»، حيث تتوزَّع اللوحات في أروقته ويتميَّز تصميمه الداخلي بحسّ فنّي واضح. ومع ذلك، يُبدي شيئاً من التفاؤل الحَذِر حيال مصير المنحوتة: «نُحاول التوصّل إلى اتفاق لإيجاد مكان لائق بها، ونأمل إعادتها إلى موقعها».

أما هادي سي، فلا يُخفي صدمته لحظة تلقّي الخبر: «شعرتُ كأنّ ولداً من أولادي خُطف منّي». نسأله: هل يبقى العمل الفنّي امتداداً لجسد الفنان، أم يبدأ حياته الحقيقية حين يخرج إلى العلن؟ فيُجيب: «بعرضه، يصبح للجميع. أردته رسالة ضدّ الانغلاق وكلّ ما يُفرّق. في المنحوتة صرخة تقول إنّ الجدار لا يحمينا، وإن شَقَّه هو قدرُنا نحو العبور».

كان الجدار مفتوحاً على الناس قبل أن تُغلق عليه ليلة بيروت (صور هادي سي)

ما آلَمَه أكثر هو غياب أيّ إشعار مُسبَق. فـ«منحوتة ضخمة تُزال بهذه الطريقة» جعلته يشعر بأنّ «الفنان في لبنان غير مُحتَرم ومُهدَّد». يؤكد أنّ «الفعل مقصود»، لكنه يمتنع عن تحديد أيّ جهة «لغياب الأدلّة».

يؤمن سي بأنّ الفنّ أقرب الطرق إلى الإنسان، والذاكرة، وإنْ مُحيَت من المكان، لا تُنتزع من أصحابها. كثيرون تواصلوا معه تعاطفاً، وقالوا إنهم لم يتعاملوا مع المنحوتة على أنها عمل للمُشاهدة فقط، وإنما مرّوا في داخلها كأنهم يخرجون من «رحم أُم نحو ولادة أخرى». لذلك يأمل أن تجد مكاناً يسمح بقراءتها من جديد على مستوى المعنى والأمل: «إنها تشبه بيروت. شاهدة على المآسي والنهوض، ولم تَسْلم من المصير المشترك».

من جهتها، تُشدّد مديرة المبيعات والتسويق في «لوغراي»، دارين مدوّر، على أنّ الفندق «مساحة لاحتضان الفنّ واستضافة المعارض ومواكبة الحركة الثقافية البيروتية». وتنفي لـ«الشرق الأوسط» أيّ علاقة للفندق بقرار إزالة المنحوتة: «الرصيف الذي وُضعت عليه لا يعود عقارياً لنا، ولا نملك سُلطة بتّ مصيرها. بُلِّغنا، كما الجميع، بتغيير موقعها، لا أكثر ولا أقل».