موسكو تحذّر من حرب عالمية وتتوقع هجوماً أوكرانياً مضاداً الشهر المقبل

ميدفيديف: العالم مريض... واحتمال نشوب حرب نووية يزداد كل يوم لأسباب معروفة للجميع

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف خلال زيارة إلى مؤسسة لإنتاج الأسلحة قريباً من موسكو (أ.ب)
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف خلال زيارة إلى مؤسسة لإنتاج الأسلحة قريباً من موسكو (أ.ب)
TT

موسكو تحذّر من حرب عالمية وتتوقع هجوماً أوكرانياً مضاداً الشهر المقبل

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف خلال زيارة إلى مؤسسة لإنتاج الأسلحة قريباً من موسكو (أ.ب)
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف خلال زيارة إلى مؤسسة لإنتاج الأسلحة قريباً من موسكو (أ.ب)

رفعت موسكو من وتيرة تحذيراتها بشأن احتمالات تفاقم الموقف بشكل أوسع على خلفية المواجهة القائمة حالياً مع الغرب. وشدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، على مخاطر انزلاق العالم نحو حرب عالمية جديدة، قال إن احتمال وقوعها «وارد على رغم أنها ليست حتمية». وحمل ميدفيديف خلال مشاركته، الثلاثاء، في منتدى ثقافي على الولايات المتحدة وقال إنها «تضع خططاً لتقسيم روسيا إلى دول عدة منفصلة». وزاد أن الأجهزة الأميركية تقوم بالتعاون مع منشقين روس على وضع خرائط مستقبلية للبلاد. وأشار ميدفيديف، إلى «وجود الكثير من الأشخاص، بما في ذلك المعارضون الفارّون من روسيا، الذين يتسكعون حول لجنة الأمن في البيت الأبيض».
ووفقاً له «يقوم هؤلاء برسم خرائط وتقديمها إلى الإدارة الأميركية ويشيرون فيها إلى كيف يجب أن تبدو روسيا في المستقبل، عندما ينهار النظام السياسي الحالي».
وأضاف ميدفيديف أنه «وفقاً لتصورات المعارضين، سوف يتم عند تسلمهم السلطة تقسيم روسيا إلى دويلات منفصلة: الولايات المتحدة السيبيرية أو جمهورية تيومين وجمهورية يامال نينيتس، وغيرها. هم يعتقدون أنها مهمة في غاية البساطة، تقسيم البلاد إلى أجزاء وإدارتها». وشدد ميدفيديف، على أن أولوية روسيا تكمن في بذل كل الجهود الممكنة، لعدم السماح بتحقيق هذا السيناريو، حتى من الناحية النظرية.
وفي تصعيد ملموس في لهجة التحذير من التطورات المحتملة، لفت ميدفيديف إلى أن العالم ربما يقف على حافة حرب عالمية جديدة. وزاد أن «العالم مريض، ومن المحتمل جداً أنه على وشك حرب عالمية جديدة».
لكنه استدرك «هل هذا التطور حتمي؟ كلا، إنه ليس كذلك».
وزاد المسؤول الروسي أن «احتمال نشوب حرب نووية يزداد كل يوم لأسباب معروفة للجميع». ودعا إلى الاهتمام بذلك بنفس قدر اهتمام البشرية بتغير المناخ.
وأضاف «توقفوا عن المعاناة بسبب أن درجة الحرارة ترتفع درجة مئوية واحدة خلال فترة زمنية. لقد كانت البشرية تراقب هذا لفترة قصيرة جداً. ولكن، هل تهتم البشرية حقاً بالمناخ إلى هذا الحد؟ في رأيي، أن هذا لا شيء بالمقارنة مع احتمال التواجد في مركز انفجار بدرجة حرارة 5 آلاف كلفن وموجة صدمة 350 متراً في الثانية وضغط يعادل 3 آلاف كيلوغرام لكل متر مربع، مع اختراق الإشعاع، وأعني الإشعاع المؤين والنبض الكهرومغناطيسي. للأسف، إن هذا الاحتمال يزداد كل يوم لأسباب معروفة» في إشارة إلى احتمال اندلاع حرب نووية. في الوقت نفسه، أشار ميدفيديف إلى أن الإمبراطوريات لا تنهار أبداً من دون حروب لاحقة، وزاد أنه «بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تم تجنب الحرب الشاملة لما يقرب من 30 عاماً».
على الصعيد الميداني، نشرت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية تقريراً حول استعداد كييف لشن هجوم مضاد على القوات الروسية خلال الأسابيع المقبلة. ونقلت الوكالة عن مصادر غربية استندت إلى الوثائق الأميركية المسربة، أن «أوكرانيا تستعد لشنّ هجوم مضاد ضد القوات الروسية في وقت مبكر من الشهر المقبل. ووفقاً لوثائق البنتاغون المسربة التي تعطي فكرة عن الجدول الزمني لكييف، فإن 12 لواءً قتالياً أوكرانياً يضم كل منها نحو أربعة آلاف جندي. من المتوقع أن تكون جاهزة بحلول نهاية أبريل (نيسان)». ووفقاً للتقرير، فإن كييف لا تطلع واشنطن كثيراً حول تفاصيل خطتها التشغيلية، لكن من المتوقع أن تتكشف العملية على الأرجح في اتجاه الجنوب، بما في ذلك على طول ساحل بحر آزوف.
وزاد أن المسؤولين الأميركيين لا يرون أن هجوم القوات المسلحة الأوكرانية سيؤدي إلى تغيير حاد في الوضع لصالح أوكرانيا، حسبما نقلت أخيراً صحيفة «نيويورك تايمز». ووفقاً لهذه المعطيات، فإن القتال العنيف المتواصل بالقرب من أرتيموفسك (باخموت) أدى إلى استنفاد إمدادات الذخيرة وأسفر عن خسائر فادحة في الأفراد. وأضاف التقرير أنه في هذا الصدد، تظل النتيجة الأكثر ترجيحاً وفقاً لتحليلات الأميركيين، هي الميل نحو تجميد الصراع. وشككت وكالة «نوفوستي» بصحة جزء من المعطيات التي حملتها الوثائق الأميركية المسربة، ورأت أن بعضها يعد «جزءاً من حملة تضليل».
ويقول محللون عسكريون، كما نقلت عنهم وكالة «رويترز»، إن من المرجح أن تشنّ أوكرانيا قريباً هجوماً مضاداً، وإن أحد الأهداف الرئيسية قد يكون اختراق ممر بري جنوبي بين روسيا ومنطقة القرم التي ضمتها روسيا. وستكون استعادة منطقة خيرسون خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. وقال معهد دراسة الحرب، ومقره الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي إن المدونين العسكريين الروس نشروا ما يكفي من اللقطات المحددة جغرافياً لتأكيد أن القوات الأوكرانية قد رسخت موطئ قدم لها على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو. وقال مسؤول في منطقة دنيبرو الأوكرانية، أمس (الثلاثاء)، إن القوات الأوكرانية المتمركزة على الجانب الغربي من نهر دنيبرو تنفذ بشكل متكرر هجمات على الضفة الشرقية بالقرب من مدينة خيرسون في محاولة لطرد القوات الروسية.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية قصفت متحفاً في وسط مدينة كوبيانسك بشرق أوكرانيا خلال هجوم أمس؛ مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 10 ودفن آخرين تحت الأنقاض. وأظهر مقطع مصور نشرته الشرطة أفرادها وهم يحفرون بين الأنقاض وينتشلون امرأة كانت محاصرة ثم ينقلونها وهي بلا حراك إلى محفّة يحملها عمال الإنقاذ. وقال مدير مكتب الرئيس وحاكم المنطقة إن الأضرار نجمت عن صاروخ روسي من طراز «إس – 300». وتنفي روسيا استهداف المدنيين عمداً. ونشر زيلينسكي مقطعاً مصوراً لمبنى تضرر بشدة وتناثر حطامه بأحد الشوارع. وتحطمت نوافذ المبنى وجزء من جداره وسقفه.
وتقع كوبيانسك، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 26 ألفاً، في منطقة خاركيف، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية احتلته القوات الروسية لأشهر بعد أن غزت أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. واستعادت القوات الأوكرانية كوبيانسك في هجوم مضاد مكّنها من السيطرة مجدداً على مدينتي إيزيوم وبالاكليا. لكن القوات الروسية تلقت تعزيزات مع تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط في روسيا، وعادت للهجوم في بداية العام الحالي في هذه المنطقة.
وسيطرت القوات الروسية على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو بالقرب من خيرسون منذ انسحابها من المدينة الجنوبية في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد احتلالها لأشهر عدة. وقال يوري سوبوليفسكي، نائب رئيس إدارة منطقة خيرسون، إن هدف الهجمات هو تقليل القدرة القتالية للقوات الروسية التي تواصل قصف مدينة خيرسون منذ أن تم إجبارها على الانسحاب. وقال سوبوليفسكي للتلفزيون الأوكراني «يزور جيشنا الضفة اليسرى (الشرقية) كثيراً، لتنفيذ غارات. وتعمل القوات المسلحة الأوكرانية... بشكل فعال جداً». وأضاف «النتائج ستأتي وستكون مماثلة لما حدث على الجانب الأيمن لمنطقة خيرسون عندما تمكنت (القوات الأوكرانية)، بفضل عملية معقدة وطويلة، من تحرير أراضينا بأقل خسائر ممكنة لجيشنا. الشيء نفسه يحدث الآن على الجانب الأيسر».


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف أوكرانيا بصاروخ فرط صوتي تحذير للغرب

أوروبا قبة مبنى مجلس الشيوخ في الكرملين خلف برج سباسكايا وسط موسكو 4 مايو 2023 (رويترز)

روسيا: قصف أوكرانيا بصاروخ فرط صوتي تحذير للغرب

قال الكرملين، الجمعة، إن الضربة التي وُجّهت لأوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي تم تطويره حديثاً تهدف إلى تحذير الغرب.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

زيلينسكي: الضربة الروسية بصاروخ جديد تمثل تصعيداً واضحاً

ذكر الرئيس الأوكراني، الخميس، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا بنوع جديد من الصواريخ الباليستية يمثّل «تصعيدا واضحا وخطيرا» في الحرب، ودعا إلى إدانة عالمية قوية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين 21 نوفمبر 2024 (أ.ب) play-circle 00:21

بوتين يهدد باستهداف الدول التي تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لقصف روسيا

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن بلاده يمكن أن تستخدم صواريخها الجديدة ضد الدول التي تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها على روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ كلمة «عقوبات» أمام ألوان علمي الولايات المتحدة وروسيا في هذه الصورة الملتقطة في 28 فبراير 2022 (رويترز)

أميركا تفرض عقوبات على 50 مصرفاً روسياً بسبب الحرب في أوكرانيا

أعلنت أميركا حزمة من العقوبات تستهدف نحو 50 مؤسسة مصرفية روسية للحد من وصولها إلى النظام المالي الدولي وتقليص تمويل المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

تسعى روسيا إلى تصعيد التهديد النووي، في محاولة لتثبيط الدعم الغربي لأوكرانيا بانتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض، آملة التوصل إلى اتفاق سلام بشروطها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
TT

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مقترحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 16 عاماً، وتغريم المنصات بما يصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (32 مليون دولار) بسبب الخروقات النظامية.

وطرحت الحكومة الأسترالية المنتمية ليسار الوسط مشروع القانون في البرلمان، أمس (الخميس)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتخطط الحكومة لتجربة نظام للتحقق من العمر للسماح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أحد أكثر الضوابط صرامة تفرضها دولة حتى الآن.

وقال ماسك، الذي يُعدّ نفسه مدافعاً عن حرية التعبير، رداً على منشور رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي على منصة «إكس»: «تبدو كأنها وسيلة غير مباشرة للتحكم في اتصال جميع الأستراليين بالإنترنت».

وتعهَّدت عدة دول بالفعل بالحد من استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال تشريعات، لكن سياسة أستراليا واحدة من أكثر السياسات صرامة، ولا تشمل استثناء بالحصول على موافقة الوالدين أو باستخدام حسابات موجودة سلفاً.

واصطدم ماسك سابقاً مع الحكومة الأسترالية بشأن سياساتها الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي ووصفها بأنها «فاشية» بسبب قانون المعلومات المضللة.