الحكومة الإسرائيلية تطلب مزيداً من الوقت لإخلاء الخان الأحمر

صورة أرشيفية لاعتصام سابق ضد إخلاء الخان الأحمر (وفا)
صورة أرشيفية لاعتصام سابق ضد إخلاء الخان الأحمر (وفا)
TT

الحكومة الإسرائيلية تطلب مزيداً من الوقت لإخلاء الخان الأحمر

صورة أرشيفية لاعتصام سابق ضد إخلاء الخان الأحمر (وفا)
صورة أرشيفية لاعتصام سابق ضد إخلاء الخان الأحمر (وفا)

طلبت الحكومة الإسرائيلية من محكمة العدل العليا شطب الالتماس الذي قدمته جمعية إسرائيلية يمينية ويطالب بإخلاء تجمع «الخان الأحمر» القريب من القدس.
وجاء في لائحة جوابية قدمتها الحكومة للمحكمة، حسب هيئة البث الإسرائيلية، أن هناك اتصالات مع سكان القرية التي وصفتها بـ«غير القانونية»، للتوصل إلى حل وسط وإيجاد مكان سكن بديل لهم. كما قالت الحكومة إن إخلاء الخان الأحمر في هذا التوقيت، قد يؤدي إلى تداعيات سياسية دولية وأمنية خطيرة في هذه الفترة الحساسة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتجنب فيها الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية حسم مصير الخان الأحمر، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قرر تأجيل حسم قراره بشأن إخلاء المنطقة قبل رمضان إلى ما بعد الشهر تجنباً لزيادة التوتر.
ومحاولة إرجاء القرار حول الخان الأحمر، جاءت في ظل قرار سابق للمحكمة العليا الإسرائيلية، بعقد جلسة للنظر بإخلاء وتهجير القرية الواقعة شرقي القدس المحتلة، في الأول من مايو (أيار) المقبل. وكانت الحكومة قد طلبت تأجيل الجلسة نفسها، لكن المحكمة رفضت.
وصدر أول قرار بإخلاء الخان الأحمر عام 2018 لكن نتنياهو الذي كان يقود الحكومة آنذاك امتنع عن إخلاء القرية بسبب تمسك أهلها بها وتنظيم الفلسطينيين حملات اعتصام واسعة في المكان، وأيضاً بسبب الموقفين الأميركي والأوروبي المعارضين وحملة تضامن دولية واسعة، وهذا ما فعلته الحكومة اللاحقة (تأجيل الإخلاء).
وتجنبت الحكومة اللاحقة التي شكّلها نفتالي بينيت ويائير لبيد إخلاء المنطقة، أيضاً خشية ردود الفعل الداخلية والدولية، وبسبب ما قالت الحكومة إنه سيسبّب عواقب سياسية كبيرة.
يُذكر أن الخان لأحمر هو تجمع بدوي بين القدس وأريحا أغلبه خيام ومساكن من الصفيح. وتقول المحكمة العليا إن أبنية الخان الأحمر، بُنيت من دون تصاريح، وتشكل تهديداً على السكان بسبب قربها من الطريق السريع. لكن الفلسطينيون يقولون إن الهدف هو بناء مخطط «إي 1»، الاستيطاني الضخم، والذي هدفه تشبيك المستوطنات الإسرائيلية في قلب الضفة الغربية، ويقوم على 13 ألف دونم مربع، وسيؤدي إلى خلق تواصل عمراني بين مستوطنة «معاليه أدوميم» في الضفة والقدس، ويزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أجزاء الضفة الغربية، ويمس بالتواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها.
وامتناع الحكومة عن حسم المسألة مرة أخرى أثار غضباً يمينياً وخلافاً داخلياً من جهة وسخرية أحزاب أخرى من جهة ثانية. وفي وقت أبلغ فيه وزير المالية، الوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش سكرتير الحكومة الإسرائيلية، رفضه إبلاغ «العليا الإسرائيلية» بأي موقف بشأن إخلاء «الخان الأحمر»، مؤكداً أن طلب إلغاء الالتماس المقدم في القضية لا يمثل موقفه وأن هذه القضية من اختصاصه ويجب أن يجري نقاش داخلي بشأنها قبل أي قرار، سخر مسؤولون في أحزاب إسرائيلية بينها حزب «إسرائيل بيتنا» من الوزراء سموتريتش وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، بوصفهم الأكثر يمينية، وسألوهم: «أين أنتم؟».
وقال سموتريتش إن الاتفاقات الائتلافية التي تشكلت على أساسها الحكومة الإسرائيلية الحالية، والاتفاق الثنائي الذي وقّعه مع وزير الدفاع يوآف غالانت، تمنحه صلاحية تحديد رد الدولة على التماسات تتعلق بالمشاريع الاستيطانية والبناء الفلسطيني في المناطق الفلسطينية المصنفة (ج)، وأن ما يجري لا يمثل سياسة الحكومة الحالية أو سياسته الخاصة.
ولا يُعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ستنجح في الوصول إلى اتفاق مع أهالي الخان الذين يرفضون إخلاء المنطقة منذ سنوات طويلة، ويقولون إنهم سيقاومون إخلاءهم بكل الطرق. وقال رئيس التجمع السكاني في «الخان الأحمر»، عيد الجهالين: «لن تكون هناك هجرة جديدة. سنقاوم».
وكانت السلطة الفلسطينية قد حذّرت من تداعيات إخلاء الخان بالقوة، مطالبةً الولايات المتحدة والعالم بموقف حازم وضاغط لوقف إخلاء وهدم الخان الأحمر، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لضمان عدم تنفيذ هذا المشروع الاستعماري التوسعي العنصري، فيما تعهدت حركة «حماس» بأن هذه المعركة ستكون لصالح الفلسطينيين أصحاب الأرض والمكان.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

مقتل أربعة من «فيلق الشام» في كمين بريف اللاذقية

عنصر سوري يحرس مدخل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية الساحلية السورية (رويترز)
عنصر سوري يحرس مدخل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية الساحلية السورية (رويترز)
TT

مقتل أربعة من «فيلق الشام» في كمين بريف اللاذقية

عنصر سوري يحرس مدخل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية الساحلية السورية (رويترز)
عنصر سوري يحرس مدخل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية الساحلية السورية (رويترز)

قُتل أربعة على الأقل من عناصر إدارة العمليات العسكرية في سوريا في كمين نصب لهم أمس السبت في ريف اللاذقية، معقل الرئيس المخلوع بشار الأسد.

في الأثناء، أعلن التحالف الذي تولى السلطة في دمشق وتقوده هيئة تحرير الشام، أن «إدارة العمليات العسكرية ترسل تعزيزات عسكرية كبرى نحو أرياف اللاذقية وطرطوس وجبلة».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل «أربعة مقاتلين على الأقل» من «فيلق الشام» في «اشتباكات عنيفة اندلعت في ريف اللاذقية بين مسلحين من فلول النظام السابق وعناصر من الفصيل».

وأشار المرصد إلى أن «الهجوم جاء نتيجة كمين مسلح نصبه المسلحون لمقاتلي الفيلق، قرب أوتستراد اللاذقية - جبلة»، قرب دارة لوسيم الأسد، واصفاً الأخير بأنه «قريب ماهر الأسد الذي كان يشرف على عمليات تصنيع وتجارة الكبتاغون»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولفت المرصد إلى أن الاشتباكات جاءت «عقب توجه الفيلق إلى ثكنة عسكرية كانت سابقاً لقوات النظام البائد في قرية الحكيم التابعة لمنطقة المزيرعة بريف اللاذقية بهدف ضبط عمليات سرقة سلاح كانت تحدث في الثكنة من قبل فلول النظام».

وأكد مصدر في «فيلق الشام» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «لصوصاً مسلحين» أطلقوا النار على مقاتلي الفيلق الذين كانوا «يسيّرون دورية» أمنية، مما أسفر عن مقتل أربعة منهم.

وجاء في تنويه نشرته القيادة العامة لتحالف الفصائل على منصة «تلغرام» أن «القوات الموجودة في اللاذقية تعمل على معالجة الوضع ومحاسبة المرتكبين بأسرع وقت وبكل حزم»، مذكّرةً بأنه «يُمنع منعاً باتاً حمل الأسلحة في مدينة اللاذقية، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أي مخالف».

ولفت المرصد إلى أن سكان المنطقة كانوا طلبوا السبت من السلطات الجديدة التدخل ضد من يرتكبون «أفعالاً تزعزع أمن المنطقة التي تتميز بوجود العديد من مكونات الشعب السوري».

والسبت أعلنت السلطات الجديدة تخصيص أرقام هاتفية للاتصال بها من أجل الإبلاغ عن حدوث أي طارئ في اللاذقية.

كما أصدرت بياناً حضّت فيه «كل من استولى على أي من الممتلكات العامة سواء كانت عسكرية أو خدمية أن يبادر بتسليم ما أخده إلى أقرب مركز شرطة خلال مدة أقصاها سبعة أيام من تاريخ صدور هذا البلاغ».

وهي كانت قد دعت (الثلاثاء) جميع التشكيلات العسكرية والمدنيين في منطقة الساحل السوري، إلى «عدم مصادرة أية معدات أو أسلحة أو مركبات عامة لأي شخص»، وذلك «تحت طائلة المساءلة والعقوبة».