في اليوم العالمي للتراث... 6 معالم لبنانية بمتناول الجميع مجاناً

وزير الثقافة لـ«الشرق الأوسط»: هي لفتة للتعرف على الموروث الثقافي

الوزير المرتضى في المتحف الوطني الذي اختاره موقعاً لزيارته (خاص- الوزارة)
الوزير المرتضى في المتحف الوطني الذي اختاره موقعاً لزيارته (خاص- الوزارة)
TT

في اليوم العالمي للتراث... 6 معالم لبنانية بمتناول الجميع مجاناً

الوزير المرتضى في المتحف الوطني الذي اختاره موقعاً لزيارته (خاص- الوزارة)
الوزير المرتضى في المتحف الوطني الذي اختاره موقعاً لزيارته (خاص- الوزارة)

في 18 أبريل (نيسان) من كل عام، يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للتراث»، وهو يوم حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) للاحتفاء به. ويتم برعاية منظمة «اليونيسكو» ومنظمة «التراث العالمي لحماية التراث الإنساني».
ويأتي لبنان من ضمن الدول التي تحتفل به. ويعوّل سنوياً وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على هذه المناسبة، فيفتح أبواب بعض المعالم مجاناً أمام الزائرين لمدة أسبوع كامل. في رأيه أن مهمته تكمن في توعية اللبناني بموروثه الثقافي، فيشجعه على الخروج من حالة الإحباط التي يعيشها من ناحية، وللتعرف على هذه المواقع عن قرب، من ناحية ثانية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «عندما نقول لهم إن هذا البلد الصغير المؤلف من 10452 كيلومتراً مربعاً، يملك معالم مدرجة على لائحة التراث العالمي، نسهم في لفت نظرهم إلى لبنان الجميل».
هذه اللفتة التي تصادف أيضاً إجازة عيد الفطر العام الحالي، تلقفها اللبنانيون بفرح. فهي تشكّل لهم برنامجاً سياحياً يستفيد منه جميع أفراد العائلة مجاناً.
ومن بين المعالم اللبنانية المتاح زيارتها في هذه المناسبة، قلعة بعلبك، وقلعة عنجر، وآثار صور، وجبيل، ووادي قنوبين، ومعرض رشيد كرامي الدولي، وغيرها. أما الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تأمين كلفة التنقل لزيارة هذه المواقع، فبإمكانهم اعتماد الزيارة الافتراضية لها عبر الإنترنت.
وكانت «اليونيسكو» قد اختارت عنوان «التراث والمناخ» للمناسبة العام الحالي. واعتبر المرتضى أن المنظمة -انطلاقاً من مسؤوليتها ومراقبتها للنتائج السلبية والضارة لتغيّر المناخ على الموروث الأثري في العالم أجمع- أطلقت هذا العنوان. ويشير في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عندما يدرك اللبناني فعلياً الثروة الثقافية التي يتميز بها لبنان ويلبي دعوتنا، سيشعر بالفخر. كما أن هذا النوع من المبادرات من شأنه أن ينعش البلاد. فالمطلوب منه أن يعي ميزات وطنه، وما يملكه من موروث أثري استثنائي. فهو موروث نادر لا نجد ما يشبهه كثيراً». ويضيف: «عندما يتغير البلد ويصبح بأيادٍ أمينة وخادمة له، ستشكل هذه المواقع طاقة أمل. فهي تندرج ضمن لائحة المعالم الأثرية التابعة لـ(اليونيسكو). وهي مواقع تاريخية دخلت العالمية من بابها العريض. والناس في مختلف أصقاع الأرض على علم بها. وهذه اللفتة من شأنها أن توفر للبناني مساحة ضوء يحتاج إليها ومتنفساً ينعشه، بعيداً عن كل الهموم التي يعيشها. فكل هذه المعالم لها ميزتها الخاصة وقلة من اللبنانيين يعرفونها».

قلعة عنجر الأثرية (صفحة بقاعنا)

وعطفاً على قراره هذا، ألحقه الوزير المرتضى بآخر يعفي فيه الراغبين من زيارة المتحف الوطني اللبناني من أي رسم دخول. فيستطيع الزائر التوجه إلى هذا المعلم من التاسعة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر ولمدة أسبوع كامل. وتستمر هذه المعالم فاتحة أبوابها مجاناً حتى الثلاثاء 25 الحالي. ويعد معرض رشيد كرامي الواقع في مدينة طرابلس الشمالية، من المعالم السياحية المشهورة في لبنان. وقد أُدرج مؤخراً على لائحة التراث العالمي بقرار من «اليونيسكو». وتنبع أهمية المعرض من قيمته المعمارية والجمالية. وقد وضع هندسته البرازيلي أوسكار نيماير. ويُعدّ مثالاً ناجحاً للاتجاهات المعمارية الحديثة في القرن العشرين.
ويمتد على مساحة 70 هكتاراً. ويتألف المبنى الرئيسي منه من قاعة عرض ضخمة مسقوفة، يبلغ طولها 750 متراً وعرضها 70 متراً، ويمكن للمعرض استيعاب مليوني زائر سنوياً.
ويعاني هذا المعلم منذ فترة طويلة من الإهمال. وشهد في السنوات الأخيرة اهتراءً وتشققاً في بعض أبنيته وأسقفه وجدرانه وأعمدته جراء غياب الصيانة، وعدم وجود تمويل كافٍ لها. واستخدم في استضافة مناسبات كثيرة، مثل مهرجان طرابلس السنوي، وبعض المعارض والأنشطة الفنية والاقتصادية المحلية.
أما قلعة عنجر الأثرية فقد بُنيت على مقربة من أحد أهم منابع أو عيون نهر الليطاني في موقع مميز على خريطة الطرقات. فكانت تشق البقاع في الأزمنة القديمة لتشكل ملتقى رئيسياً للطرق التي كانت تصل مناطق سوريا الشمالية بشمال فلسطين. وفي عام 744، دمر الخليفة مروان الثاني المدينة على أثر انتصاره على منازعه إبراهيم بن الوليد في معركة دارت رحاها على مقربة منها. وما لبثت البلدة أن أخذت تتداعى حتى تحولت في القرن الرابع عشر إلى تلال من الأطلال والتراب وسط مساحات شاسعة من المستنقعات.
وظلت على هذه الحال حتى سنة 1943، عندما بدأت المديرية العامة للآثار اللبنانية أعمال استكشافها. وكانت نموذجاً للخلافة الأموية التي امتدت حدودها من شمال فرنسا حتى أسوار الصين، واستمرت 100 عام بين 660 و750م. وباستثناء مسجد بعلبك الأثري، تشكّل عنجر الموقع اللبناني الوحيد الذي يعود تاريخ إنشائه إلى العصر الأموي.
ونسأل الوزير القاضي محمد وسام المرتضى عن المعلم الذي يفضله عن غيره لزيارته، فيرد لـ«الشرق الأوسط»: «جميعها معالم أحبها، ولكنني أختار بينها المتحف الوطني. وإذا قمنا بدراسة سريعة لتبين لنا أن نصف اللبنانيين وربما أكثرهم لم يزوروه يوماً. فمن يبحث عن نشاط قيم ومفيد يقوم به، ولا يعرف كيف يمضي وقته أيام إجازة العيد، فعليه أن يزور هذا المتحف. فعندما أزوره أنا أشعر وكأني في كوكب آخر، وأمضي فيه ساعات طويلة من دون ملل. فمقتنياته مميزة من نوع الـ(برايم) التي لا تحضر كاملة حتى في أهم متاحف العالم. فهي زيارة تشعرني بالراحة وكأني أغتسل من كل همومي. وإذا ما قدر لي اختيار معلم تاريخي آخر، فلن أتوانى عن زيارة قلعة بعلبك».


مقالات ذات صلة

تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

يوميات الشرق تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

أضافت وزارة الثقافة السعودية خدمات جديدة إلى «منصة الابتعاث الثقافي» بميزات متعددة تهدف من خلالها إلى تعزيز العدالة في ترشيح المبتعثين. وتحتوي المنصة على التفاصيل والمعلومات التي يحتاجها المهتمون بالابتعاث الثقافي، ومحتوى توعوي عنه، فضلاً عن تمكينهم من التقديم على برامجه، ومتابعة طلباتهم، وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بذلك. وتعد المنصة بمثابة رحلة متكاملة تبدأ من خلال الدخول على صفحة برامج الابتعاث ليظهر مساران للتقدم، وهما: الدارسون على حسابهم الخاص، والحاصلون على قبول مسبق، ومن ثم الانطلاق في التقديم بإنشاء الملف الشخصي الموثق بالتكامل مع أنظمة وخدمات مختلف الجهات الحكومية، ومن ثم تعبئة الب

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة

مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة

ينشر مسنّون على إحدى المنصات الاجتماعية فيديوهات مضحكة لأنفسهم مزيلين الأفكار السابقة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي سن التاسعة والثمانين، تعيش دولوريس التي تستخدم اسم «دولي برودواي» على «تيك توك» «أفضل أيام حياتها»، وتشارك مقاطع فيديو طريفة لمتابعيها البالغ عددهم 2.4 مليون متابع. لا شيء يوقف هذه «السيدة الكبيرة» اللبقة التي تظهر تارة وهي ترقص على أغاني فرقة «أبا». وقال سيرج غيران عالم الاجتماع والمتخصص في الشيخوخة: «لم تعد للسن اليوم علاقة بما كانت عليه في السابق»، ومع سقوط الصور النمطية «لم يعد المسنون أشخاصاً يحتاجون حصراً إلى الأدوية والهدوء، بل يمكنهم أيضاً أن يكونوا في أفضل أحوالهم!»،

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير المخاوف في كينيا

تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير المخاوف في كينيا

حالة من الذعر تعيشها كينيا مع توالي العثور على رفات في مقابر جماعية لضحايا على صلة بجماعة دينية تدعو إلى «الصوم من أجل لقاء المسيح»، الأمر الذي جدد تحذيرات من تنامي الجماعات السرية، التي تتبع «أفكاراً دينية شاذة»، خلال السنوات الأخيرة في البلاد. وتُجري الشرطة الكينية منذ أيام عمليات تمشيط في غابة «شاكاهولا» القريبة من بلدة «ماليندي» الساحلية، بعد تلقيها معلومات عن جماعة دينية تدعى «غود نيوز إنترناشونال»، يرأسها بول ماكينزي نثينغي، الذي قال إن «الموت جوعاً يرسل الأتباع إلى الله».

يوميات الشرق كم يُنفق اليابانيون لتزيين سياراتهم بالرسوم المتحركة؟

كم يُنفق اليابانيون لتزيين سياراتهم بالرسوم المتحركة؟

ينفق مجموعة من اليابانيين آلاف الدولارات على تزيين مركباتهم بشخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو المفضلة لديهم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتُطلَق على هذه السيارات أو الدراجات النارية أو المقطورات تسمية «إيتاشا»، وهي كلمة مركبة تُترجم إلى «السيارة المُحرِجة» وتعكس السمعة السيئة التي كانت تحظى بها هذه الموضة لدى ولادتها في الأرخبيل الياباني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. إلا أنّ العقليات تغيرت مذّاك، وباتت شخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو تُعد «ثقافة ثانوية» تحظى باعتراف أكبر في المجتمع الياباني. ولتزيين سيارته الفاخرة من نوع «جاغوار إكس جاي

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
يوميات الشرق «مرئيات أخوية»... معرض يبرز الروحانية المشتركة بين الأديان في القاهرة

«مرئيات أخوية»... معرض يبرز الروحانية المشتركة بين الأديان في القاهرة

تتزيّن «جزويت القاهرة» بأعمال الفنان اللبناني أنطوان أبي عاد الذي ينسج فيها تأملات بواسطة فنون الخط العربي تجمع بين نصوص قرآنية وإنجيلية. وهي محاولة لتسليط الضوء على المعاني الروحانية المشتركة التي تتسع لها الأديان، من خلال معرضه «مرئيات أخوية» الذي يتواصل حتى نهاية شهر أبريل (نيسان) الحالي. ويسعى أنطوان أبي عاد من خلال لوحات المعرض إلى البحث عن السياقات المشتركة بين الدين الإسلامي والمسيحي سواء في الآيات أو الأدعية. ويقول: «اعتدنا على النظر للأديان وحتى الطوائف داخل الدين الواحد على أنها تُفرق ولا تُجمع، وأعتقد أن المشكلة لم تكن قَطّ في الأديان بقدر ما هي تأملاتنا داخلها»، كما يتحدث عن فلسفة

منى أبو النصر (القاهرة)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.