كم يُنفق اليابانيون لتزيين سياراتهم بالرسوم المتحركة؟

تزيين سيارة بصور رسوم متحركة (أ.ف.ب)
تزيين سيارة بصور رسوم متحركة (أ.ف.ب)
TT

كم يُنفق اليابانيون لتزيين سياراتهم بالرسوم المتحركة؟

تزيين سيارة بصور رسوم متحركة (أ.ف.ب)
تزيين سيارة بصور رسوم متحركة (أ.ف.ب)

ينفق مجموعة من اليابانيين آلاف الدولارات على تزيين مركباتهم بشخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو المفضلة لديهم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتُطلَق على هذه السيارات أو الدراجات النارية أو المقطورات تسمية «إيتاشا»، وهي كلمة مركبة تُترجم إلى «السيارة المُحرِجة» وتعكس السمعة السيئة التي كانت تحظى بها هذه الموضة لدى ولادتها في الأرخبيل الياباني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
إلا أنّ العقليات تغيرت مذّاك، وباتت شخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو تُعد «ثقافة ثانوية» تحظى باعتراف أكبر في المجتمع الياباني.
ولتزيين سيارته الفاخرة من نوع «جاغوار إكس جاي»، اختار يوسوكي تاكاهاتا رسماً يمثل «دايوا سكارلت»، وهي شخصية من الرسوم المتحركة «أوما موسومه بريتي ديربي». ويقول تاكاهاتا: «إنها الشخصية التي أحب، وهذا كل ما يهم».
ويرى شوتا ساتو، وهو بائع سيارات آخر يبلغ 26 عاماً ومن أتباع ثقافة «إيتاشا»، أنّ تزيين المركبة برسم لإحدى الشخصيات يمثل «امتداداً لفكرة اعتماد صورة الشخصية المفضّلة للفرد كخلفية على هاتفه المحمول».
ويُعرض في «إيتاشا تينغوكو»، وهو حدث سنوي كبير للسيارات المزيّنة، ما يصل إلى ألف مركبة مزيّنة بصور لشخصيات.
ولم يكتفِ أصحاب عدد كبير من السيارات المعروضة بتزيين هياكل سياراتهم فحسب، بل ألصقوا الرسوم على عجلاتها ومحركاتها أيضاً، في خطوة تجعل الحدث بمثابة مهرجان من الألوان النابضة بالحياة.
ويقول منظم الحدث كينيشي كاواهارا، إنّ هذه الثقافة تطوّرت بين صفوف فئة الشباب التي تضم ذكوراً بنسبة 99 في المائة، وتُظهر شغفهم بالسيارات والصور المتحركة على السواء. إلا أنّ هذا الشغف مكلِّف؛ فتزيين كامل لسيارة يستلزم ما يصل إلى مليون ين (أكثر من 7458 دولاراً). وبينما يوفّر بعض الأشخاص جزءاً من التكلفة من خلال تولّيهم لصق الرسوم بأنفسهم، يوكل معظمهم هذه المهمة إلى متاجر متخصصة.
ويدير ناويا إماي شركة مماثلة في طوكيو يشكّل أصحاب السيارات المزيَّنة برسوم الشخصيات نسبةً كبيرة من زبائنها. ويتولى إعداد رسم معين بالتشاور مع الزبون ثم يطبعه على ملصقات فينيل ويثبته على السيارة.
وقد يستغرق بعض المهمات، كترتيب الحروف وتفاصيل معقَّدة أخرى نحو عشرة أيام. ويرى إماي أنّ لصق صورة لإحدى الشخصيات على السيارة لا يكفي، فينبغي أن ينطوي التصميم على معنى معيّن وإنشاء أجواء مميزة.
ويشير إماي إلى أنّ الاعتراف المتزايد بثقافة «إيتاشا» يعني ازدياد عدد مالكي السيارات الراغبين في «التميز» والساعين إلى جعل الغرباء معجبين أيضاً بمركباتهم.


مقالات ذات صلة

تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

يوميات الشرق تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

تعزيز «منصة الابتعاث الثقافي» السعودية بخدمات جديدة

أضافت وزارة الثقافة السعودية خدمات جديدة إلى «منصة الابتعاث الثقافي» بميزات متعددة تهدف من خلالها إلى تعزيز العدالة في ترشيح المبتعثين. وتحتوي المنصة على التفاصيل والمعلومات التي يحتاجها المهتمون بالابتعاث الثقافي، ومحتوى توعوي عنه، فضلاً عن تمكينهم من التقديم على برامجه، ومتابعة طلباتهم، وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بذلك. وتعد المنصة بمثابة رحلة متكاملة تبدأ من خلال الدخول على صفحة برامج الابتعاث ليظهر مساران للتقدم، وهما: الدارسون على حسابهم الخاص، والحاصلون على قبول مسبق، ومن ثم الانطلاق في التقديم بإنشاء الملف الشخصي الموثق بالتكامل مع أنظمة وخدمات مختلف الجهات الحكومية، ومن ثم تعبئة الب

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة

مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة

ينشر مسنّون على إحدى المنصات الاجتماعية فيديوهات مضحكة لأنفسهم مزيلين الأفكار السابقة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي سن التاسعة والثمانين، تعيش دولوريس التي تستخدم اسم «دولي برودواي» على «تيك توك» «أفضل أيام حياتها»، وتشارك مقاطع فيديو طريفة لمتابعيها البالغ عددهم 2.4 مليون متابع. لا شيء يوقف هذه «السيدة الكبيرة» اللبقة التي تظهر تارة وهي ترقص على أغاني فرقة «أبا». وقال سيرج غيران عالم الاجتماع والمتخصص في الشيخوخة: «لم تعد للسن اليوم علاقة بما كانت عليه في السابق»، ومع سقوط الصور النمطية «لم يعد المسنون أشخاصاً يحتاجون حصراً إلى الأدوية والهدوء، بل يمكنهم أيضاً أن يكونوا في أفضل أحوالهم!»،

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير المخاوف في كينيا

تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير المخاوف في كينيا

حالة من الذعر تعيشها كينيا مع توالي العثور على رفات في مقابر جماعية لضحايا على صلة بجماعة دينية تدعو إلى «الصوم من أجل لقاء المسيح»، الأمر الذي جدد تحذيرات من تنامي الجماعات السرية، التي تتبع «أفكاراً دينية شاذة»، خلال السنوات الأخيرة في البلاد. وتُجري الشرطة الكينية منذ أيام عمليات تمشيط في غابة «شاكاهولا» القريبة من بلدة «ماليندي» الساحلية، بعد تلقيها معلومات عن جماعة دينية تدعى «غود نيوز إنترناشونال»، يرأسها بول ماكينزي نثينغي، الذي قال إن «الموت جوعاً يرسل الأتباع إلى الله».

يوميات الشرق في اليوم العالمي للتراث... 6 معالم لبنانية بمتناول الجميع مجاناً

في اليوم العالمي للتراث... 6 معالم لبنانية بمتناول الجميع مجاناً

في 18 أبريل (نيسان) من كل عام، يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للتراث»، وهو يوم حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) للاحتفاء به. ويتم برعاية منظمة «اليونيسكو» ومنظمة «التراث العالمي لحماية التراث الإنساني». ويأتي لبنان من ضمن الدول التي تحتفل به. ويعوّل سنوياً وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على هذه المناسبة، فيفتح أبواب بعض المعالم مجاناً أمام الزائرين لمدة أسبوع كامل. في رأيه أن مهمته تكمن في توعية اللبناني بموروثه الثقافي، فيشجعه على الخروج من حالة الإحباط التي يعيشها من ناحية، وللتعرف على هذه المواقع عن قرب، من ناحية ثانية.

يوميات الشرق «مرئيات أخوية»... معرض يبرز الروحانية المشتركة بين الأديان في القاهرة

«مرئيات أخوية»... معرض يبرز الروحانية المشتركة بين الأديان في القاهرة

تتزيّن «جزويت القاهرة» بأعمال الفنان اللبناني أنطوان أبي عاد الذي ينسج فيها تأملات بواسطة فنون الخط العربي تجمع بين نصوص قرآنية وإنجيلية. وهي محاولة لتسليط الضوء على المعاني الروحانية المشتركة التي تتسع لها الأديان، من خلال معرضه «مرئيات أخوية» الذي يتواصل حتى نهاية شهر أبريل (نيسان) الحالي. ويسعى أنطوان أبي عاد من خلال لوحات المعرض إلى البحث عن السياقات المشتركة بين الدين الإسلامي والمسيحي سواء في الآيات أو الأدعية. ويقول: «اعتدنا على النظر للأديان وحتى الطوائف داخل الدين الواحد على أنها تُفرق ولا تُجمع، وأعتقد أن المشكلة لم تكن قَطّ في الأديان بقدر ما هي تأملاتنا داخلها»، كما يتحدث عن فلسفة

منى أبو النصر (القاهرة)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)
من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)
TT

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)
من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مدير عيادة للطبّ النفسي في سيول، إيم سو غيون، قوله إنّ «مشاهدة الدراما الكورية يمكن أن تكون مفيدة للقلق والاكتئاب من وجهة نظر العلاج بالفنّ».

تعود التجربة الأولى لهذه الطريقة العلاجية إلى أربعينات القرن الـ20، وكانت تقضي في البداية بجعل المرضى يرسمون، لتشمل لاحقاً أنشطة فنّية أخرى.

ولاحظ الخبير أنّ «الوسائط المرئية، منها مثلاً الدراما الكورية، تنطوي على خصائص مفيدة كبيرة تتناسب كثيراً مع العلاج النفسي».

ورأى أنّ الشاشة الصغيرة والسينما يمكن أن توفّرا بالتالي للمشاهدين «إضاءة على بعض المواقف بفضل وجهة نظر جديدة تقوم على قِيَم سليمة وتُقدّم حلولاً لمشكلاتهم»، مستبعداً أن يصف الطبيب للمريض هذا النوع من العلاج، لكنّه تابع أنّ المسلسل الذي يجد فيه الشخص ما يُشبه حياته، ويوصيه أحد المتخصّصين بمشاهدته، يمكن أن يكون مفيداً له؛ إذ قد يعطيه أفكاراً عن سبل تجاوُز أوضاع معيّنة، منها مثلاً «الانفصال أو وفاة» قريب.

وليست جودة إنتاج المسلسلات الكورية الجنوبية وأداء الممثلين المشاركين فيها، أو حتى الجاذبية التي يمكن أن يثيروها، عوامل كافية، وفق المعالِجَة جيني تشانغ، لتفسير الصعود السريع لهذه الأعمال، وهي الأكثر استقطاباً للمشاهدات بين الإنتاجات غير الناطقة بالإنجليزية على «نتفليكس»، وفقاً للمنصة.

وإذ أبرزت تشانغ أنّ لهذه المسلسلات قدرة شافية تتجاوز السياق الثقافي، شرحت أنّ المشاعر القوية التي تتضمّنها أحداث هذه الأعمال، والممتدّة من الحزن العميق إلى الفرح المجنون بحبّ جديد، تُحرّك لدى المشاهدين مشاعرهم وصدماتهم.

الشعور بأحاسيس الشخصيات يساعد على إدراك النفس (غيتي)

وذكّرت بأنّ «لدى الجميع ضغوطاً وطموحات عائلية، ونزاعات، وصدمات، وآمالاً»، وبالتالي إذا كانت المسلسلات تعالج بطريقة جيدة الموضوعات المتعلّقة بصعوبات الحياة، يمكن أن تساعد أولئك الذين يشاهدونها بسيطرة أفضل على مشكلاتهم.

وأكّدت المعالِجة التي وُلدت في سيول ونشأت في الولايات المتحدة، أنّ الدراما الكورية الجنوبية سهَّلت لها إحياء ارتباطها بجذورها التي رفضتها في طفولتها؛ لأنّ هاجسها الأول كان الاندماج في المجتمع الأميركي.

ووصفت المضامين التي تختزنها الدراما الكورية بأنها «تصلح لكل زمان ومكان».

وأوضحت أنّ «الصحة النفسية هي ما يشعر به المرء، وكيف يتصرّف مع الآخرين نفسياً، وكيف يتأثر دماغه بالأشياء (...). وهذا موجود في مسلسل كوري».

بدورها، سمعت المعلّمة الأميركية جيني باري عن الدراما الكورية خلال جنازة أحد أفراد أسرتها، عندما نصحتها إحدى صديقاتها بمشاهدة مسلسل «إتس أوكي نات تو بي أوكي».

وقالت باري التي شاركت في رحلة إلى كوريا الجنوبية مخصَّصة لأحد المسلسلات الكورية نظّمتها جيني تشانغ، إنّ «الطريقة التي تعالج بها هذه الثقافة الصدمات والاكتئاب العقلي، ضربت على وتر حساس بالنسبة إليّ».

وأضافت: «بدأتُ الحِداد الذي ما كنتُ شعرتُ به. بكيتُ كثيراً وأنا أشاهد هذا المسلسل، لكنه جعلني أرى أيضاً أنّ ثمة ضوءاً في نهاية النفق».

وأشارت باري إلى أنها شاهدت مذّاك 114 مسلسلاً كورياً، وتخلّت عن البرامج التلفزيونية الناطقة باللغة الإنجليزية: «(هذه المسلسلات) تتيح لي تليين قلبي».

ورَوَت الأميركية إيرين ماكوي التي شاركت في الرحلة عينها، أنّ الدراما الكورية ساعدتها في السيطرة بشكل أفضل على اكتئابها الذي أُصيبت به في سنّ المراهقة. وقالت: «عندما يتعايش المرء مع هذا الأمر، يصبح بلا إحساس. لا يشعر بالضرورة بأنه ليس على ما يرام، لكنه لا يشعر أبداً أنه بخير».

وأضافت: «ثمة كثير من الصعود والهبوط في كل (من هذه المسلسلات)، وساعدني شعوري بأحاسيس الشخصيات على إدراك نفسي بشكل أفضل. شعرتُ بأنني عدتُ قادرة على أن تكون لديّ مشاعر وأعبّر عنها».