ارتفاع وفيات الموجة الحارة بمصر إلى 76 في أقل من أسبوع

وزارة الصحة تنفي تفشي الالتهاب السحائي الوبائي أو «كورونا»

ارتفاع وفيات الموجة الحارة بمصر إلى 76 في أقل من أسبوع
TT

ارتفاع وفيات الموجة الحارة بمصر إلى 76 في أقل من أسبوع

ارتفاع وفيات الموجة الحارة بمصر إلى 76 في أقل من أسبوع

أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان لها صباح اليوم ارتفاع عدد ضحايا الموجة الحارة التي تشهدها البلاد إلى 76 حالة وفاة خلال الأيام الخمسة الماضية، فيما نفت الأنباء المتداولة عن تفشي الإصابة بالالتهاب السحائي الوبائي أو الحمى الشوكية.
وأصدرت الوزارة بيانا لمتابعة الوضع الصحي لجميع محافظات جمهورية مصر العربية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة يوم الأربعاء، حيث سجلت الوزارة 447 مصابا بالإجهاد الحراري، خرج منهم من المستشفيات 220 لتحسن حالتهم، و15 حالة وفاة أغلبهم من كبار السن، ليرتفع بذلك عدد الوفيات إلى 76 في الأيام الخمسة الماضية.
وأضاف البيان أنه يجب على المواطنين ملاحظة أن قلة العرق معناها احتياج الجسم لكثير من السوائل، وفى الحالات التي تصل إلى درجة الدوار أو فقدان الوعي يجب نقل المصاب فورًا إلى أقرب مستشفى حميات، ووجه عدة نصائح عامة منها: شرب الماء بكثرة، والإقلال من تناول الشاي والقهوة لأنهما يساعدان على إدرار البول وبالتالي فقد الأملاح المهمة بالجسم مما يؤدي إلى الدوار والجفاف، واستبدال الماء بالعصائر المحلاة، والتعامل السليم ومعالجة الحالات.
وحذر الدكتور محمود الشربيني، أستاذ العناية المركزة وطب الحالات الحرجة، وعضو الجمعية الأميركية، من الإصابة بضربات الشمس، مشيرا إلى أنها يمكن أن تحدث لأي شخص يظل في طقس شديد الحرارة ورطب لفترة طويلة، وأنه على الرغم من وجود أعراض كثيرة تدل على إصابة الشخص بضربة الشمس، فإنها قد تظهر بصورة فجائية؛ حيث يفقد الشخص وعيه دون سابق إنذار، وفى حالة الوصول إلى درجة الدوار أو فقدان الوعي، يجب ملاحظة قلة العرق الذي يشير إلى احتياج الجسم للسوائل والتوجه فورا إلى أقرب مستشفى حميات.
وفي تصريحات لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية بمصر اليوم الخميس، قال الشربيني إنه مع استمرار موجة الحر الشديدة التي تشهدها مصر حاليا وارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة منذ فترة طويلة، فإن الوقاية من ضربة الشمس تحتاج إلى رفع الوعي المجتمعي بها، واستمرار التأكيد على تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، والإكثار من شرب الماء أو السوائل بكميات كافية وعدم الوجود في أماكن سيئة التهوية، وارتداء الملابس الفضفاضة، والراحة في مكان ظليل جيد التهوية عند الشعور بالتعب أو الإجهاد، وتعريض الجسم لوسائل التبريد والاستحمام يوميا بماء فاتر.
وفي سياق متصل، نفت وزارة الصحة المصرية كل ما يتم تداوله عن تفشي الإصابة بالالتهاب السحائي الوبائي (الحمى الشوكية) أو فيروس غامض أو أي نوع من أنواع التفشيات الوبائية، وقالت إن ذلك عار تماما من الصحة.
وأوضحت الوزارة أن ارتفاع معدلات الإصابة بالإجهاد الحراري ومعدلات الوفاة خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للتأثر بالإجهاد الحراري عند ارتفاع درجات حرارة الجو، حقيقة علمية ثابتة.
وتفيد التقارير الصادرة عن مركز مكافحة الأمراض بأتلانتا بالولايات المتحدة الأميركية أن معدل الوفيات بضربات الشمس يصل إلى 44 في المائة من الحالات في الفئة العمرية الأكبر من 65 سنة. كما تفيد بأن التشخيص والعلاج المبكر يقلل الوفيات إلى 10 في المائة، بينما قد يصل إلى 80 في المائة في الحالات التي يتأخر فيها التشخيص والعلاج.
وشهد كثير من دول العالم ازديادا في معدلات الوفاة بسبب تعرض مواطنيها للإجهاد الحراري نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو عن معدلاتها في أوقات معينة، مثل فرنسا واليابان والهند وباكستان.
ويتراوح معدل الإصابة السنوي في مصر بالالتهاب السحائي بين 25 و30 حالة، وعدد الحالات التي تم تسجيلها في مصر بالالتهاب السحائي منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2015 حتى الآن، لا يتجاوز 5 حالات. وتصنف منظمة الصحة العالمية مصر دولة خارج الدول الأفريقية التي تعرف باسم «حزام التهاب السحايا».
وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن الالتهاب السحائي من الأمراض التي يشيع ظهورها خلال فصلى الخريف والشتاء، وإنه نادر جدًا حدوث حالات في فصل الصيف، وتحدث بين المتخالطين في مكان واحد، مثل أفراد الأسرة الواحدة، إلا أن الحالات التي تتردد على المستشفيات من أماكن متفرقة ولا توجد علاقة وبائية بينهم.
وحول ما أثير أيضًا بشأن أن الحالات التي ترددت هي لفيروس «كورونا» فإن وزارة الصحة تؤكد أن فيروس «كورونا» الذي ظهر في عام 2012 وحدثت منه إصابات في بعض دول العالم وأنه في مصر، لم يصب به سوى حالة واحدة فقط في أبريل (نيسان) 2014 وكانت لشخص قادم من المملكة العربية السعودية، وأن هذه الحالة هي الحالة الوحيدة للإصابة بفيروس «كورونا» وأنه تم علاجها وشفاؤها، وأنه لم يتم تسجيل أي حالات أخرى. وتؤكد وزارة الصحة المصرية أنها تقوم بتطبيق نظام ترصد فعال لاكتشاف أي حالات وبائية أو فيروسية في جميع أجزاء البلاد وأنه حاز على تقدير منظمة الصحة العالمية.
وأوضح الشربيني أن أعراض ضربة الشمس الفسيولوجية تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم، واحمرار الوجه، وجفاف الجلد، والتهاب العينين، والضعف العام والشعور بالتعب والإجهاد والإعياء، ودوار يصاحبه صداع، وقيء وهذيان وارتفاع في ضغط الدم، والشعور بالتشنجات والتقلصات العضلية، والإصابة بالتعرق والعطش الشديدين، وتسارع نبضات القلب مع تنفس غير طبيعي، وأخيرا فقدان الوعي.
وذكر أن هناك بعض الإسعافات الأولية البسيطة التي يمكن من خلالها إنقاذ حياة المصاب بضربة الشمس، لافتا إلى أهمية طلب المساعدة الفورية إذا لم يستجب المصاب لهذه الإسعافات، وإلى أن تأتى هذه المساعدة يجب وضع المصاب في وضعية معينة، بعد وضعه على هيئة الاستلقاء ورفع إحدى يديه على شكل زاوية قائمة، والثانية تحت خده، وثنى إحدى الركبتين ورفع الثانية.
وأوضح الشربيني أن الإسعافات الأولية التي يمكن لأي شخص عملها لإنقاذ المصاب بضربة شمس تتمثل في مساعدته للاستلقاء على ظهره في غرفة باردة فيها مكيف للهواء أو في مكان ظليل، وتخفيف ملابسه لتخفيف الضغط الذي يشعر به المصاب، وعمل كمادات للمصاب بمياه فاترة باستخدام إسفنجة أو منشفة صغيرة ولفها حول الرقبة بلطف أو على الإبطين، وتعريضه لهواء مروحة خفيف مما يساعد على تبخر الماء الناتج عن الكمادات، وشرب الماء.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.