مصر تتعهد بتطبيق إجراءات لإزالة المخاوف من ارتفاع الاحتياجات التمويلية الخارجية

شعار وكالة «ستاندرد آند بورز» (رويترز)
شعار وكالة «ستاندرد آند بورز» (رويترز)
TT
20

مصر تتعهد بتطبيق إجراءات لإزالة المخاوف من ارتفاع الاحتياجات التمويلية الخارجية

شعار وكالة «ستاندرد آند بورز» (رويترز)
شعار وكالة «ستاندرد آند بورز» (رويترز)

خفضت وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيفات الائتمانية نظرتها المستقبلية لمصر من «مستقرة» إلى «سلبية»، بينما أبقت التصنيف الائتماني للأصول السيادية عند درجة «B/B».
وبينما أشار وزير المالية المصري محمد معيط، إلى تعرض اقتصاد بلاده لـ«ضغوط خارجية صعبة»، وتعهّد بتطبيق «حزمة إجراءات مالية ونقدية وهيكلية للتعامل مع المخاوف المتعلقة بارتفاع الاحتياجات التمويلية الخارجية للاقتصاد المصري»، اعتبر خبراء أن تخفيض النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري «دافع للحذر»، وطالبوا بـ«اتخاذ إجراءات لمواجهة ما يمكن أن يؤدي إليه من ضغوط مستقبلية».
وأشارت «ستاندرد آند بورز»، في أحدث تقرير لها، إلى أن التوقعات السلبية «تعكس مخاطر بأن إجراءات السياسة التي تنفذها السلطات المصرية قد لا تكون كافية لاستقرار سعر الصرف وجذب تدفقات العملة الأجنبية اللازمة لتلبية احتياجات التمويل الخارجية السيادية المرتفعة». ولفتت إلى احتمال تخفيض التصنيف في الـ12 شهراً المقبلة، إذا كان دعم التمويل المتعدد الأطراف والثنائي أكثر محدودية من المتوقع.
وبيّن تقرير الوكالة أن الإصلاحات التي تعهدت بها الحكومة المصرية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «قد تؤدي إلى تدفق مستمر للعملة الأجنبية إذا تم تنفيذها كاملةً». وتوقعت «ستاندرد آند بورز» أن يبلغ متوسط نمو اقتصاد مصر في السنوات الثلاث المقبلة 4 في المائة.
من جانبه، أكد وزير المالية المصري أن قرار مؤسسة «ستاندرد آند بورز» بإبقاء التصنيف الائتماني لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية كما هو عند مستوى «B» مع تعديل النظرة المستقبلية من «مستقرة» إلى «سلبية»، جاء «نتيجة للضغوط الخاصة بالتعاملات الخارجية، في ظل تعرض الاقتصاد المصري لضغوط خارجية صعبة».
وأوضح وزير المالية، في بيان اليوم (السبت)، أن «أهم تلك الضغوط الخارجية يتمثل في تداعيات الحرب بأوروبا، وما تلاها من تداعيات اقتصادية سلبية عالمياً، بما في ذلك الموجة التضخمية غير المسبوقة»، لافتاً إلى أن «الحكومة المصرية تقدم الدعم المالي للفئات الأكثر تضرراً من الضغوط التضخمية الحالية»، مشدداً على أن «الحكومة ماضية في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من صندوق النقد الدولي»، موضحاً أن «الحكومة ستطبق حزمة إجراءات مالية ونقدية وهيكلية للتعامل مع المخاوف المتعلقة بارتفاع الاحتياجات التمويلية الخارجية للاقتصاد المصري».
كما أشار إلى أن «الحكومة المصرية حريصة على تنفيذ ما أعلنته في ديسمبر 2022، من إصلاحات هيكلية، خصوصاً برنامج الطروحات وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مع استكمال سياسات الضبط المالي، بما يؤدي إلى تدفق مستمر للعملة الأجنبية».
وأوضح وزير المالية أن هناك تحسناً كبيراً في مؤشرات الميزان الجاري للعام المالي 2021 - 2022، بعدما حققت حصيلة الصادرات غير البترولية ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 29 في المائة سنوياً، في ضوء زيادة الصادرات من الأسمدة والأدوية والملابس الجاهزة، كما تم تحقيق «فائض كبير» على جانب الميزان التجاري البترولي قيمته 4.4 مليار دولار، وذلك في ضوء التوسع في الصادرات من الغاز الطبيعي، كما حققت قناة السويس حصيلة تعتبر الأعلى تاريخياً، وصلت إلى 7 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى أكثر من 8 مليارات دولار خلال العام 2023، إضافة إلى نمو الإيرادات السياحية.
بدوره، توقع أحمد كجوك، نائب وزير المالية للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، أن مؤسسة «ستاندرد آند بورز» يمكن أن تحسّن التصنيف الائتماني لمصر «إذا وجدت إمكانية لتلبية احتياجات التمويل بالعملة الأجنبية من خلال مرونة سعر الصرف، وجذب تدفقات كبيرة من العملات الأجنبية من خلال برنامج الطروحات».
في المقابل دعا الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده إلى «الاهتمام بما ذكره تقرير مؤسسة (ستاندرد آند بورز)»، لافتاً إلى أن «تلك النظرة تحتم اتخاذ إجراءات لمواجهة أعباء المديونية، وتوفير سيولة نقدية من العملات الأجنبية عبر تعزيز الصادرات وجذب الاستثمارات».
وأوضح عبده لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك ضغوطاً كبيرة على الاحتياطات النقدية لمصر خلال الأشهر المقبلة لسداد أقساط الدين الخارجي، التي تبلغ نحو 17 مليار دولار خلال العام المالي الحالي، و20 مليار دولار خلال العام المالي المقبل (2023 - 2024).
وأشار إلى أن الرقمين يفرضان «عبئاً كبيراً على كاهل الاقتصاد المصري، لا سيما في ظل تباطؤ عمليات بيع الأصول التي أعلنتها الحكومة قبل فترة»، لافتاً إلى أن النظرة «السلبية» المستقبلية «ستنعكس سلباً على جذب الاستثمارات الخارجية، وكذلك على رفع معدلات المخاطر بشأن الاستدانة الخارجية»، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى «زيادة فوائد الاقتراض الخارجي إذا ما لجأت إليه مصر لتوفير احتياجاتها النقدية، وبالتالي زيادة الأعباء المستقبلية».


مقالات ذات صلة

توقعات بانخفاض التضخم في مصر إلى 14.5 % خلال فبراير

الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

توقعات بانخفاض التضخم في مصر إلى 14.5 % خلال فبراير

توقّع استطلاع لـ«رويترز» تراجع التضخم في مصر إلى 14.5 في المائة خلال فبراير، في وقت لم تعد فيه الزيادات التي شهدتها الأسعار على مدى عامَيْن تنعكس على الإحصاءات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)

«القابضة المصرية الكويتية» تستعد لبدء العمليات التجارية لمشروعها الأول في السعودية

قال الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية جون روك إن الشركة ستعلن خلال شهرين أو ثلاثة أشهر عن أول استثمار لها في السعودية في قطاع النفط والغاز.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر لنقل شركات مملوكة للدولة إلى صندوق الثروة السيادي

قال وزير الاستثمار المصري حسن الخطيب الأربعاء، إنه يخطط لنقل شركات مملوكة للدولة على دفعات إلى صندوق الثروة السيادي لإدارتها من أجل تعظيم العائد من أصول الدولة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد نجيب ساويرس: على مصر أن تعيد النظر في المشروعات العملاقة

نجيب ساويرس: على مصر أن تعيد النظر في المشروعات العملاقة

قال الملياردير المصري نجيب ساويرس إنه ينبغي إعادة النظر بشأن المشروعات العملاقة في بلاده، وذلك لتوفير المال نظراً لأنها تتطلب الكثير من العملة الأجنبية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد علامة «إلكترولكس» (الموقع الإلكتروني للشركة)

«إلكترولكس» السويدية تقرر الإبقاء على أعمالها التجارية في مصر

أعادت «إلكترولكس غروب» السويدية النظر في تخارج جزء من استثماراتها من مصر، وقررت استمرار عملياتها ضمن أعمال المجموعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«غولدمان ساكس» يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
TT
20

«غولدمان ساكس» يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

خفض مورغان ستانلي، بنك الاستثمار الأميركي، توقعاته للنمو الاقتصادي للعام الحالي في أميركا.

وقال البنك في تقرير حديث، السبت، إن هناك تأثيراً سلبياً على الاقتصاد الأميركي، نتيجة الرسوم الجمركية، وعلى سوق العمل، الذي ما يزال ضيقاً؛ ما أدى إلى ارتفاع التضخم.

وأوضح التقرير أنه يجب أن تترجم التعريفات إلى نمو أكثر مرونة، العام الحالي، في حين افترضنا سابقاً أنها ستؤثر على النمو بشكل رئيسي في عام 2026.

وقال الاقتصاديون في بنك مورغان ستانلي، بقيادة مايكل تي جابن، إنه تم تخفيض التوقعات للنمو في الربع الرابع من العام الجاري، إلى 1.5 في المائة من 1.9 في المائة في وقت سابق، كما خفضت توقعاتها للنمو لعام 2026 إلى 1.2 في المائة من 1.3 في المائة.

وتوقع التقرير أن تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى ارتفاع التضخم وستزيد الضغط على البنك المركزي الأميركي حيث يتطلع إلى السيطرة على الضغوط التضخمية المستمرة.

ويرى البنك أن «الأسواق ستحصل في نهاية المطاف على هذه التخفيضات، ولكن في وقت متأخر بكثير عما تتوقعه»، في إشارة إلى توقعات السوق الحالية لما يقرب من 3 تخفيضات في أسعار الفائدة العام الحالي.

وفي الوقت نفسه، خفض «غولدمان ساكس» أيضاً توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من عام 2025 إلى 1.7 في المائة، من 2.2 في المائة سابقاً، ورفع احتمال الركود لمدة 12 شهراً إلى 20 في المائة من 15 في المائة.