انقسام في ليبيا حول العيد... وباتيلي يدعو لـ«كلمة سواء»

وزيرة العدل في حكومة «الوحدة» تشرف على الإفراج عن 1057 سجيناً

صلاة عيد الفطر في مدينة بنغازي أمس (رويترز)
صلاة عيد الفطر في مدينة بنغازي أمس (رويترز)
TT

انقسام في ليبيا حول العيد... وباتيلي يدعو لـ«كلمة سواء»

صلاة عيد الفطر في مدينة بنغازي أمس (رويترز)
صلاة عيد الفطر في مدينة بنغازي أمس (رويترز)

وسط انقسام بين شرق ليبيا وغربها، حول موعد عيد الفطر، بسبب تعارض بين الهيئة العامة للأوقاف ودار الإفتاء حول رؤية هلال شهر شوال، هنأ عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي، جميع الليبيين بمناسبة العيد، ودعا «جميع الفاعلين السياسيين والقادة العسكريين والأمنيين والأعيان وممثلي المجتمع والمؤسسات والسلطات إلى الاجتماع على كلمة سواء، والتحلي بروح التوافق من أجل إرساء مسار واضح وموحّد نحو السلام الدائم والاستقرار والازدهار في البلاد». وأمضى الليبيون ليلة من البلبلة واللغط، بشأن تحديد موقف البلاد من موعد عيد الفطر، ففي حين أخذت مدن شرق ليبيا برأي الهيئة العامة للأوقاف بأن يوم الجمعة (أمس) هو أول أيام العيد، تمسكت مناطق بغربها برأي دار الإفتاء التي أصرت على أن الجمعة هو المتمم لشهر رمضان، غير أن هذا التعارض لم يمنع مساجد في العزيزية والهضبة وعين زارة بطرابلس من إقامة صلاة العيد.
وفور إعلان دار الإفتاء، موقفها من رؤية الهلال، سارع عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، بالقول إنه «بعد تعذر رؤية هلال العيد فإن (الجمعة) هو المتمم لرمضان؛ لنستقبل بعدها عيد الفطر، ونودع الشهر الفضيل وكلنا رجاء بأن نكون من المرحومين المقبولين».
وقالت بلدية زليتن إنها ستحتفل السبت بأول أيام عيد الفطر، امتثالاً لموقف «ولي الأمر المتمثل في رئيس حكومة (الوحدة الوطنية) وسيكون الجمعة متمم صيام شهر رمضان».
في مقابل ذلك، انحاز فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار»، إلى رأي هيئة الأوقاف، مهنئاً الليبيين بعيد الفطر، مغرداً عبر حسابه على «تويتر» بضرورة «استغلال الأيام المباركة لتناسي الخلافات، وإعلاء مبادئ العفو والصفح والتسامح، والالتفاف لبناء وطننا والوصول به للانتخابات الرئاسية والبرلمانية».
ودخل النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الليبي عبد الهادي الصغير على خط أزمة رؤية الهلال من عدمها، وقال إنه «نظراً لما صاحب إعلان عيد الفطر من لغط، وبناء على تواصلنا مع رئيس المجلس الأعلى للقضاء والتأكيد على ثبوت رؤية هلال شوال في عدد من المحاكم بعدد من المدن، نؤكد للجميع أبناء الشعب الليبي بأن يوم (الجمعة) هو أول أيام عيد الفطر». وأدى الليبيون بمدن شرق البلاد صلاة العيد، في الساحات الرئيسية والميادين. وشهدت ساحة «الكيش» بالمدينة تجمعاً كبيراً من المصلين، بحضور وكيل وزارة الداخلية فرج إقعيم، بالإضافة إلى قيادات أمنية وعسكرية من بينهم آمر اللواء «106 مجحفل» العميد خالد حفتر، نجل المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني».
واستغل المبعوث الأممي مناسبة التهنئة بالعيد، ليحث القيادات بالبلاد كافة على الاصطفاف خلف مساعي الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.
ودعا باتيلي، في بيان للبعثة، «جميع الفاعلين السياسيين الليبيين، والقادة العسكريين والأمنيين والأعيان وممثلي المجتمع والمؤسسات والسلطات إلى الاجتماع على كلمة سواء، والتحلي بروح التوافق من أجل إرساء مسار واضح وموحد نحو السلام الدائم والاستقرار والازدهار في ليبيا».
وقال إن الشعب الليبي «حريص على طي صفحة المعاناة والانقسام، ويتطلع إلى تدشين فصل جديد من السلام والاستقرار والازدهار في وطنهم العزيز. دعونا لا نخذلهم».
وعشية الانقسام حول موعد العيد، أشرفت حليمة عبد الرحمن، وزيرة العدل بحكومة «الوحدة»، على الإفراج عن 1057 سجيناً من مؤسسة الإصلاح والتأهيل الجديدة من مختلف المناطق.
وقالت وزارة العدل، في بيان مساء (الخميس)، إنه بمناسبة «حلول عيد الفطر، وبتوجيهات من رئيس حكومة الوحدة، أشرفت وزيرة العدل برغبة منها على العفو والإفراج عن هؤلاء النزلاء»، مؤكدة أن الوزارة «لا تدخر جهداً في العمل على رعاية مصالح النزلاء وحفظ حقوقهم». ورأت الوزيرة أن هذه المبادرة «تسهم في توطيد جسور المصارحة والمصالحة».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

إدانة مغربيين في فرنسا بتهمة «الاتجار بالبشر»

المتهمان أُدينا بجلب مزارعين من بوادي المغرب للعمل بوظائف موسمية في مزارع بفرنسا (أ.ف.ب)
المتهمان أُدينا بجلب مزارعين من بوادي المغرب للعمل بوظائف موسمية في مزارع بفرنسا (أ.ف.ب)
TT

إدانة مغربيين في فرنسا بتهمة «الاتجار بالبشر»

المتهمان أُدينا بجلب مزارعين من بوادي المغرب للعمل بوظائف موسمية في مزارع بفرنسا (أ.ف.ب)
المتهمان أُدينا بجلب مزارعين من بوادي المغرب للعمل بوظائف موسمية في مزارع بفرنسا (أ.ف.ب)

أدانت محكمة فرنسية، اليوم الثلاثاء، أباً وابنه باستغلال عدد من مواطنيهما المغاربة بوصفهم عمالاً موسميين بكروم العنب في بوردو، الواقعة جنوب غربي فرنسا، وهي المنطقة التي شهدت مؤخراً حالات أخرى للاتجار في البشر.

ووفق تقرير من «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد قضت المحكمة بمدينة ليبورن، بضواحي بوردو، بالسجن لمدة عام بحق الأب البالغ 59 عاماً، على أن يقضي هذه العقوبة بوضع سوار إلكتروني، وذلك لإدانته على الخصوص بالاتجار في البشر، وإخضاع أشخاص يعملون لديه للإقامة في سكن غير لائق. فيما حكم على ابنه (28 عاماً) بالسجن 6 أشهر، يقضيها بوضع سوار إلكتروني في الإقامة الجبرية. كما مُنع الأب وابنه من دخول فرنسا لمدة 10 و5 أعوام على التوالي، فضلاً عن دفع تعويضات للطرف المدني، وغرامة تبلغ 50 ألف يورو تدفعها شركتهما.

ويتعلق الأمر بـ6 أشخاص أكدوا خلال مثولهم أمام المحكمة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أنهم استُقدموا من المغرب للعمل في وظائف موسمية بمزارع في فرنسا، وأنهم تلقوا وعوداً بالحصول على تصاريح إقامة طويلة الأمد وأماكن للإقامة، ووظائف مستقرة براتب 1500 يورو شهرياً. وفي المقابل، دفعوا للمتهمَين نحو 12 ألف يورو. لكن أحد هؤلاء الأشخاص كشف في شكوى للقضاء خلال سبتمبر (أيلول) 2022 أنهم وُضعوا في «مساكن ضيقة، يتكدس فيها 8 أشخاص على فرشات قذرة، وحتى على الأرض، مع حمامات بالماء البارد». كما شكا أيضاً إجبارهم على «العمل بوتيرة مرهقة في مزارع كروم، مع استراحة لا تتجاوز 15 دقيقة، وعدم تلقي أي أجر مقابل 18 يوم عمل».

من جهته، نفى محامي الدفاع الاتهامات المتعلقة بالسكن غير اللائق، وأنهم دفعوا 12 ألف يورو مقابل القدوم إلى فرنسا، وطالب بالإفراج عن موكليه.

وفي قضايا مماثلة، أدين مؤخراً وسطاء ومديرة شركة أمام محكمتَي بوردو وليبورن، على أن تنظر الأخيرة في ملف آخر مشابه يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.