تونس: الغنوشي ورفاقه يواجهون عقوبات قد تصل إلى الإعدام

بعد اتهامهم بمحاولة «حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضاً بالسلاح»

الأمن التونسي أمام منزل الغنوشي في العاصمة (أ.ف.ب)
الأمن التونسي أمام منزل الغنوشي في العاصمة (أ.ف.ب)
TT

تونس: الغنوشي ورفاقه يواجهون عقوبات قد تصل إلى الإعدام

الأمن التونسي أمام منزل الغنوشي في العاصمة (أ.ف.ب)
الأمن التونسي أمام منزل الغنوشي في العاصمة (أ.ف.ب)

قال حسام الدين الجبابلي، المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني (وزارة الداخلية التونسية)، إن حصيلة الموقوفين في القضية، المتهَم فيها رئيس «حركة النهضة» راشد الغنوشي، وعدد من قياديي الحركة؛ من بينهم محمد القوماني، وبلقاسم حسن، وأحمد المشرقي، ومحمد شنيبة، ارتفعت إلى 7 أشخاص، على أثر اعتقال النائب البرلماني السابق أحمد المشرقي.
كما كشف الجبابلي عن طبيعة التُّهم الموجهة إلى الموقوفين، قائلاً: «وُجّهت لهم تُهم تتعلق بالاعتداء، المقصود منه تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضاً بالسلاح، وإثارة الهرج والقتل والسلب، وهي تُهم قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، وفق قانون مكافحة الإرهاب المُصادَق عليه سنة 2015».
وأضاف أن عملية تفتيش منازل الموقوفين على ذمة القضية، والمقر المركزي لـ«حركة النهضة»، جرت بموجب أذونات قضائية قانونية، وفنّد الأخبار التي جرى تداولها بشأن غلق مقارِّها الجِهوية والمحلية.
من ناحيته، أفاد المحامي سمير ديلو، القيادي السابق في «النهضة»، بأن عدد التوقيفات؛ على خلفية القضية المُثارة، بلغ 7 موقوفين هم: الغنوشي، ومحمد القوماني (قيادي)، وبلقاسم حسن (قيادي)، وأحمد المشرقي (مدير مكتب الغنوشي)، ومحمد شنيبة (مسؤول العمل الطلابي السابق بالحركة)، ويوسف النوري (قيادي)، وشاب يُدعَى عبد الله يعمل في منزل الغنوشي، وأُوقف عندما كان بصدد استعمال هاتفه الجوّال للاتصال بالمحامين.
وأكد ديلو أن المحامين لم يتمكنوا، حتى ظهر الأربعاء، من لقاء الغنوشي، وحضور التحقيقات معه، قائلاً إنه جرى اشتراط حضور محام واحد فقط، وهو ما رفضته لجنة الدفاع. وبيّن أن الغنوشي «متمسك بعدم استنطاقه إلى حين حضور المحامين».
وكان حدثُ إلقاء القبض على الغنوشي وبقية المعتقلين قد غطّى على عدد من الأحداث السياسية والاجتماعية الأخرى، وخلَّف ردود فعل داخلية وخارجية. ومن ذلك تأكيد وزارة الخارجية الفرنسية «أن اعتقال الغنوشي هو جزء من موجة اعتقالات مثيرة للقلق»، داعية تونس إلى «ضمان احترام استقلالية العدالة وحقوق الدفاع». في السياق نفسه، أيّد حزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحد»، الذي أسّسه القيادي اليساري شكري بلعيد، والذي اغتيل سنة 2013 وتتهم «النهضة» بذلك، قرار «إحالة الغنوشي إلى العدالة»، معتبراً أن إيقافه «لا يدخل في مجال تصفية الحسابات السياسية معه، مثلما يروِّج له مناصروه وحلفاؤه، وإنما في مجال التعاطي الأمني والحق العام والمساواة أمام القانون، وهو أمر طبيعي وضروري في هذا الظرف خاصة، وهذه المرحلة الحساسة».
وأضاف «أن محاولات بث الفتنة والتهديد تتطلب المساءلة والتتبّع القضائي، وخصوصاً أن هناك مَن تعوّدوا على الإفلات من العقاب زمن حكمهم».
الى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنه سيواصل اتصالاته مع السلطات التونسية، وسيتحدث معها «لنقل مخاوفه» إزاء توقيف رئيس «حركة النهضة» راشد الغنوشي.
وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الرسمي التركي «تي آر تي» ليل الثلاثاء- الأربعاء، أن «الإدارة الحالية في تونس أوقفت أخي الغنوشي. لم نتمكن بعد من التواصل مع السلطات في تونس عبر الهاتف؛ لكننا سنواصل المحاولة، وفي حال تمكنَّا من الحديث معهم، سنخبرهم بأننا لا نرى هذا الأمر مناسباً».
ويعد الغنوشي الذي تربطه علاقة قوية بالرئيس التركي إردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، من أبرز معارضي الرئيس التونسي قيس سعيد الذي يحكم البلاد منذ عام 2021.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)

شدّد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد خلال اللقاء الذي جمعه، أمس الخميس، بقصر قرطاج، برئيس الحكومة، كمال المدوري، على ضرورة مضاعفة الجهود في كل المجالات، واستنباط «حلول جذرية في جميع القطاعات التي تم تدميرها». مؤكداً على أن تكون التشريعات، التي يتم إعدادها، في مستوى تطلّعات الشعب التونسي، وأن يشعر كل مسؤول، مهما كانت درجة مسؤوليته، أنّ تونس تعيش مرحلة تاريخية جديدة، وأن يستحضر في كل وقت معاناة التونسيين، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.

كما أكد سعيد العمل على اقتراح حلول جذرية، «بعيداً عن الترقيع والرتق»، لأوضاع تحتاج إلى بناء صلب «في مستوى انتظارات الشعب، الذي نهبت ثرواته وتم الاستيلاء على مقدراته، وما زالت بعض الدوائر تسعى إلى عرقلة جهود الدولة لزرع بذور اليأس والإحباط»، حسب نص البلاغ. مشيراً أيضاً إلى أنه «لا مجال للتسامح مع كل مسؤول يُعطّل تقديم الخدمات للمواطنين، ومن يتعمد مثل هذه الممارسات فلا بد أن يتحمل تبعاتها القانونية».

في سياق ذلك، تم التعرض خلال اللقاء إلى وضع حد للحالة التي آلت إليها الأملاك المصادرة، ووضع إطار قانوني جديد، «تعود بموجبه الأملاك للدولة وإلى الشعب التونسي وهي من حقه المشروع، فكثيرة هي العقارات التي تم إهمالها، فتقلصت قيمتها في ترتيب مفضوح للتفويت فيها بأبخس الأثمان، وهو ما يجب التصدي له، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الجرائم النكراء»، وفق ما جاء في البلاغ.

والتقى رئيس الجمهورية، أمس الخميس بقصر قرطاج، وزيرة العدل، ليلى جفال، وبحث معها الزمن القضائي الذي يستغرقه البت في العديد من القضايا. وأكد وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، أنه «لا يُمكن تطهير البلاد إلا بقضاء عادل، فلا يُظلم أحد ولا يفلت من المحاسبة أحد»، مشيراً في هذا السياق، إلى وجود كثير من القضاة الشرفاء، الذين يعون «أهمية وظيفتهم النبيلة في إرساء العدل، ويتساوى أمامهم كلّ المتقاضين، فالعدل أساس العمران وغيابه مؤذن بخرابه».

في سياق آخر، أكّد رئيس الجمهورية إعادة مشروع تنقيح مجلة الشغل، بما يضمن حقّ العمال بإنهاء عقود المناولة، ومع التحسّب في هذا المشروع لكلّ من يستبدل بعمّالٍ آخرين، حتى لا تنطبق عليه الأحكام الجديدة مع ترتيب آثار جزائية على هذه الممارسات.

وشدد الرئيس سعيد في هذا السياق على وضع حدّ لما يسمى العقود المحدودة في الزمن في أسرع الأوقات، «لأن العلاقة الشغلية يجب أن تكون عادلة، ولأن العامل له الحقّ في أجر مجز، وفي حياة مستقرّة مع التحسّب أيضاً في مشروع نصّ القانون للحالات، التي يمكن أن يستغلّها ليغمطوا العمّال حقوقهم».

وخلّص رئيس الجمهورية إلى التأكيد على أن الاستقرار الاجتماعي «لا يمكن أن يتحقّق إلا على أساس العدل».