«فوكس نيوز» تتوصل إلى تسوية بـ787 مليون دولار في قضية «التشهير»

شركة «دومينيون» تأمل في استعادة الثقة بالنظام الانتخابي

محامو شركة «دومينيون» يغادرون المحكمة بعد قرار التسوية في ديلاوير الثلاثاء (رويترز)
محامو شركة «دومينيون» يغادرون المحكمة بعد قرار التسوية في ديلاوير الثلاثاء (رويترز)
TT

«فوكس نيوز» تتوصل إلى تسوية بـ787 مليون دولار في قضية «التشهير»

محامو شركة «دومينيون» يغادرون المحكمة بعد قرار التسوية في ديلاوير الثلاثاء (رويترز)
محامو شركة «دومينيون» يغادرون المحكمة بعد قرار التسوية في ديلاوير الثلاثاء (رويترز)

توصّلت شبكة «فوكس نيوز» وشركة أجهزة التصويت «دومينيون» إلى تسوية قانونية بـ787.5 مليون دولار في دعوى التشهير بالشركة بعد الانتخابات الرئاسية.
وبهذا تكون «فوكس» قد أطلقت رصاصة الرحمة على رحلة قضائية طويلة قبل بدئها، في محاولة منها لتجنب أي إحراج للشبكة في قضية سلّطت الضوء مجدداً على الادعاءات بالغش في الانتخابات الرئاسية بعد اتهامات الرئيس السابق دونالد ترمب لـ«دومينيون» بتغيير النتائج لصالح الرئيس الحالي جو بايدن، والتشهير بها.
ومباشرة بعد الإعلان عن قرار التسوية في محكمة في ويلمينغتون - ديلاوير، أصدرت «فوكس نيوز» بياناً فيه اعتراف ضمني وجزئي بالاتهامات. وقالت: «نحن نعترف بأن أحكام المحكمة وجدت أن بعض الادعاءات بخصوص دومينيون كانت خاطئة». وتابعت الشركة مشيرة إلى التسوية: «هذه التسوية تعكس التزام (فوكس) المستمر بأعلى المعايير الصحافية. نحن نأمل بأن قرارنا حل هذا الخلاف مع دومينيون حبياً بدلاً من البدء بمحاكمة تخلق انقسامات، سيسمح للبلاد بتخطي هذه القضايا».
ورحّب جون بولوس، المدير التنفيذي لـ«دومينيون»، الشركة التي تصنع أجهزة تصويت والتي اتهمها ترمب بالغش في الانتخابات، بقرار الشبكة دفع مبلغ التسوية. وقال في مؤتمر صحافي: «(فوكس) اعترفت باختلاق الأكاذيب». من جهته، قال محامي الشركة إنه يأمل في أن تؤدي هذه الخطوة إلى إعادة الثقة بالانتخابات. وأوضح: «هذا لن يكون كافياً بالطبع، لكنه يظهر أن المحاسبة موجودة وأن الأشخاص سيتحملون مسؤولية كذبهم».
وكانت «دومينيون» قد رفعت الدعوى القضائية بحق «فوكس» في عام 2021، مطالبة بـ1.6 مليار من التعويضات عن الأضرار التي لحقت بها جراء الادعاءات. وتقول الشركة إنها تعرّضت للتشهير من الشبكة عندما روجّت أخباراً كاذبة عن ارتباطها بالرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، كما ادّعت أنها دفعت رشاوى للسياسيين وأن أجهزة التصويت التابعة لها زورت الانتخابات الرئاسية لعام 2020 من خلال تغيير ملايين الأصوات من ترمب لصالح بايدن.
وبدا من الواضح خلال سير القضية أن بدء محاكمة من هذا النوع قد يضر بسمعة «فوكس نيوز»، خاصة بعد ظهور معلومات خلال تحقيق القاضي المعين للإشراف على القضية، إريك ديفيس، أدّت إلى معاقبة الشبكة بسبب «الكذب» عليه وإخفاء أدلّة مهمة في سير القضية. وقد لعب صاحب «فوكس»، روبرت مردوخ، دوراً أساسياً في المراحل التمهيدية للمحاكمة، إذ إنه اعترف في شهادة قدمها في المحكمة بأن بعض المعلّقين ومقدمي الأخبار في الشبكة أيّدوا المزاعم الكاذبة لترمب وحلفائه بأنّ الانتخابات الرئاسية قد سُرقت، مشيراً إلى أنّه لم يتدخل لوقفهم من الترويج لهذه المزاعم.
وبحسب الإفادات المقدمة في المحكمة، فإن عدداً من مديري الشبكة ومذيعيها ومراسليها دعموا نظرية الغش في الانتخابات خلال التغطيات، رغم تشكيكهم بذلك في أحاديث خاصة بينهم. مثلاً، وفي بعض المراسلات الخاصة التي شاركها الدفاع مع الادّعاء بعد أمر المحكمة، وصف تاكر كارلسون، مقدم البرامج على المحطة الذي روج لنظرية الغش، بأن نظريات سرقة الانتخابات «غريبة ومجنونة»، بينما قال زميله شون هانيتي إنه لم يصدقها «لثانية واحدة». وفيما قالت الشبكة إن هذه الرسائل منفصلة عن سياقها، إلا أنها بهذه التسوية تكون قد تجنبت استدعاء هذه الشخصيات الشهيرة للإدلاء بإفادتهم تحت القسم وإحراجهم.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الإعلام الأميركي يستعد لـ«الجولة» الثانية من «النزال» مع ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

الإعلام الأميركي يستعد لـ«الجولة» الثانية من «النزال» مع ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، سيتوجّب على الإعلام الأميركي التعامل مجدّداً مع رئيس خارج عن الأنماط المتعارف عليها ومثير للانقسام، ساهم في توسيع جمهور الوسائل الإخبارية، لكن أيضاً، بحسب خبراء، في تنامي التهديدات المحدقة بحرّية الإعلام، في سياق اقتصادي يشتدّ صعوبة.

وقال آدم بينينبرغ الأستاذ المحاضر في الصحافة بجامعة نيويورك في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «المسألة لا تقضي بمعرفة إن كان (ترمب) سيهاجم الإعلام، فهو سيقوم بذلك»، بل بالأحرى «إن كانت الوسائل الإعلامية ستصمد في وجه هذه الهجمات». وشدّد على «جسامة هذا الرهان»؛ إذ «عندما تترنّح الصحافة، تدفع الديمقراطية الثمن».

ودعت صحيفة «نيويورك تايمز» التي نشرت وابلاً من الأخبار الحصرية عن البيت الأبيض خلال ولاية ترمب الأولى (الجمعة) في افتتاحية إلى «التصدّي لتكتيكات التخويف التي يعتمدها دونالد ترمب».

مبنى صحيفة «نيويورك تايمز» في نيويورك (أ.ف.ب)

وتوقّع آدم بينينبرغ «ملاحقات قضائية ومضايقات وحملات تشهير في حقّ غرف التحرير» أكثر شدّة مما كانت عليه الحال في الولاية الأولى، مشيراً إلى ضرورة أن تعزّز المجموعات الإعلامية «فرقها القانونية وميزانياتها لمواجهة إجراءات تكميمية»، فضلاً عن أمنها السيبراني.

ولم ينتظر ترمب البداية الرسمية لولايته الجديدة كي يخوض هذه المعركة. ففي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، أطلق ملاحقات قضائية في حقّ الصحيفة المحلية في آيوا «دي موين ريجستر»، ومجموعة محلية لاستطلاع الآراء، إثر نشر استطلاع يشير إلى فوز كامالا هاريس في الولاية التي كانت من نصيب ترمب في نهاية المطاف.

وقبل أيّام، وافقت قناة «إيه بي سي» على دفع 15 مليون دولار لإنهاء ملاحقات ضدّها على خلفية التشهير بالرئيس المنتخب.

وبحسب «وول ستريت جورنال» التي كشفت الأمر، الجمعة، تدرس «سي بي إس» أيضاً احتمال التفاوض على اتفاق لوضع حدّ لملاحقات قضائية أطلقها دونالد ترمب، متّهماً إياها بمحاباة كامالا هاريس في أحد برامجها الرئيسة. ولم تستجب القناة لطلبات الاستفسار من «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقد سبق للجنة التحرير في «نيويورك تايمز» أن أشارت إلى أنه «بالنسبة إلى خدمات إعلامية أصغر وأقلّ استدامة مالياً، قد تكون تكلفة الدفاع إذا تقدّم ترمب وحلفاؤه بدعوى، وحدها كافية للتشجيع على الرقابة الذاتية».

مبنى شبكة «سي بي إس» التلفزيونية في نيويورك (أ.ف.ب)

حتّى قبل تنصيب الملياردير الجمهوري رئيساً، كثّفت شخصيات أميركية كبيرة مؤثّرة في المشهد الإعلامي المبادرات تجاهه، ولعلّ أبرزها كان إعلان مارك زوكربيرغ رئيس «ميتا» التي تضمّ «فيسبوك» و«إنستغرام» التخلّي عن برنامج تقصّي الحقائق في الولايات المتحدة؛ ما يشكّل انتكاسة كبيرة لجهود احتواء التضليل الإعلامي.

ورأى مارك فيلدستين الأستاذ المحاضر في الصحافة بجامعة ماريلاند أن «قيام مديري وسائل إعلام تقليدية وشركات تكنولوجية كبيرة بخطب ودّ إدارة ترمب المقبلة من خلال التحبّب إليها، مصدر قلق كبير».

* عائدات وسائل الإعلام

ليست العلاقات المشحونة بين رئيس والإعلام بالجديدة في المشهد الأميركي، بحسب ما أكّد آدم بينينبرغ. وهو ضرب المثل بريتشارد نيكسون (1969-1974) الذي «بلغت به البارانويا حدّاً» جعله «يجيِّش كلّ الماكينة الحكومية ضدّ الصحافيين».

وفي ظلّ احتدام المنافسة مع شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات المضلّلة، تعاني وسائل الإعلام من تراجع عائداتها الإعلانية وثقة الجمهور على السواء.

وتمرّ «واشنطن بوست» المملوكة لمؤسس «أمازون»، جيف بيزوس، والتي نشرت الكثير من الأخبار الحصرية عن سيّد البيت الأبيض خلال ولاية ترمب الأولى، بمرحلة حرجة بعد مغادرة عدّة أسماء فيها إثر رفض الإدارة الدعوة في الصحيفة إلى انتخاب كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية.

مقر صحيفة «واشنطن بوست» في واشنطن (أ.ف.ب)

ومنذ دخوله معترك السياسة، وخصوصاً خلال حملته الأولى وولايته الأولى في البيت الأبيض، ساهم ترمب الذي فجّر الفضائح والجدالات، في زيادة عدد متابعي بعض وسائل الإعلام والمشتركين فيها. لكنها عملة ذات وجهين، فـ«عندما تُركز وسائل الإعلام على إثارة مشاعر الغضب والرفض، فإن هذا قد يساهم في نشر معلومات مضللة»، بحسب بينينبرغ.

وصرّح الأستاذ الجامعي بأن «فترة ترمب الثانية ستختبر ليس فقط قدرة وسائل الإعلام التقليدية على التحمل أو التعامل مع الظروف الصعبة، ولكن أيضاً مدى جدواها».