دانت دول تتقدمها كندا أمس «المحاكمات الزائفة» التي تفتقر إلى الموضوعية والشفافية، لعشرة عسكريين، أدانهم القضاء الإيراني على خلفية إسقاط طائرة أوكرانية، كان على متنها رعايا من تلك الدول، قرب طهران في 2020.
وأسقطت قوات «الحرس الثوري» الطائرة التابعة لخطوط أوكرانيا الدولية في الرحلة «بي إس 752»، بعيد إقلاعها من طهران، في الثامن من يناير (كانون الثاني) 2020، ما أدى إلى مقتل جميع الركاب وعددهم 176، غالبيتهم إيرانيون وكنديون ويحمل كثير منهم جنسيتي البلدين. وقضت محكمة إيرانية الأحد بسجن 10 عسكريين، بينهم مسؤول وحدة، بعد إدانتهم في إسقاط الطائرة. لكن مجموعة تنسيق تمثل كندا والسويد والمملكة المتحدة وأوكرانيا، قالت في بيان مشترك إن الأحكام «ينبغي ألا تصرف انتباه العالم عن إخفاق إيران في الوفاء بالتزاماتها الدولية وتحمل المسؤولية عن أفعالها»، حسبما أوردت وكالة «الصحافة الفرنسية».
وأضاف البيان: «لا المحاكمات ولا الأحكام المعلنة هذا الأسبوع تجلب الحقيقة أو العدالة لعائلات الضحايا؛ لأن العملية برمتها -بدءاً من التحقيق الإيراني المنحاز في إسقاط الطائرة- تفتقر إلى النزاهة والشفافية اللازمتين».
ولفت بيان تلك الدول إلى أن عائلات الضحايا الـ176 «ما زالت بانتظار العدالة التي تستحقها». وأكدت «مواصلة التضامن مع عائلات وأحباء ضحايا إسقاط الرحلة (بي إس 752)، ولن نرتاح حتى تحقيق العدالة».
وبعد 3 أيام من المأساة، أقر قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زادة، بمسؤولية قواته عن إسقاط الطائرة المتجهة إلى كييف. ويصر «الحرس الثوري» على أن إسقاط الطائرة كان «نتيجة خطأ»، لاعتقادهم بأن الطائرة صاروخ «كروز» أميركي.
ووقعت الحادثة بعيد ساعات من إطلاق طهران صواريخ باليستية على قاعدة عين الأسد، للانتقام من مقتل القيادي في «فيلق القدس» قاسم سليماني.
وأوردت وكالة أنباء السلطة القضائية، الأحد، أن المتهم الأبرز، مسؤول وحدة الدفاع الجوي، قد نال العقوبة الأقسى، وهي السجن 10 سنوات لتصرفه على عكس التوجيهات الصادرة عن القيادة.
كما حُكم على 9 عسكريين آخرين بالسجن لفترات تتراوح بين سنة واحدة و3 سنوات، حسب وكالة «ميزان أونلاين».
وأوردت الوكالة أن مسؤول منظومة الصواريخ أرض-جو «تور إم-1» تولى «إطلاق صاروخين» على الطائرة «عكس أوامر مركز القيادة، ومن دون الحصول على إذن، وفي انتهاك للتوجيهات». ولم تذكر الوكالة أسماء أي من المدانين.
وقالت وكالة «ميزان أونلاين» إنه «بالنظر إلى حجم تأثير وانعكاسات هذا العمل، فقد حُكم على المتهم الرئيسي بالعقوبة القصوى»، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
بدورها، رفضت رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية قرار المحكمة. وقالت في بيان: «بعد 40 شهراً من الإسقاط المروع للرحلة (بي إس 752) بصواريخ (الحرس الثوري)، أصدرت المحكمة العسكرية للجمهورية الإسلامية أحكاماً بالسجن لعدد قليل من الضباط من رتب منخفضة». وأضاف البيان: «لم تعترف جمعية عائلات ضحايا الرحلة أبداً بمحكمة النظام كمحكمة شرعية، ولن تفعل ذلك أبداً» ونوه البيان بأن أحكام هذه المحكمة «لا معنى لها وغير مقبولة»، بسبب «افتقارها إلى الحياد والاستقلال».
دول تدين «المحاكمات الزائفة» لعسكريين إيرانيين في قضية إسقاط طائرة ركاب
دول تدين «المحاكمات الزائفة» لعسكريين إيرانيين في قضية إسقاط طائرة ركاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة