مصريون يؤجلون الاحتفال بـ«شم النسيم» لعيد الفطر

تجار يتوقعون إقبالاً على شراء الأسماك المملحة خلاله

جانب من احتفالات المصريين السابقة بشم النسيم  (الشرق الأوسط)
جانب من احتفالات المصريين السابقة بشم النسيم (الشرق الأوسط)
TT

مصريون يؤجلون الاحتفال بـ«شم النسيم» لعيد الفطر

جانب من احتفالات المصريين السابقة بشم النسيم  (الشرق الأوسط)
جانب من احتفالات المصريين السابقة بشم النسيم (الشرق الأوسط)

أجّل قطاع كبير من المصريين طقوس احتفالهم بشمّ النسيم، وما يواكبه من تناول الأسماك المملحة من فسيخ ورنجة، بسبب صيام شهر رمضان، والاحتفال به خلال عيد الفطر الذي يحّل بعد أيام.
ويرتبط الاحتفال بشم النسيم بعدد من الطقوس، تبدأ بتلوين البيض وتناول الأسماك المملحة مع الخبز والخس والبصل، وكذلك التنزه في الأماكن المفتوحة كالحدائق العامة والاستمتاع بنسائم الربيع.
ويواكب شمّ النسيم هذا العام عدداً من العوامل التي أثرّت على الاحتفال به بشكله التقليدي الذي يحرص عليه المصريون باعتباره من الأعياد التاريخية التي عرفتها مصر منذ عهد الفراعنة، فحسب أشرف حسني، عضو مجلس إدارة شعبة السلع الغذائية، فإن «تزامن شم النسيم مع نهايات شهر رمضان، جعل كثيراً من المصريين يفضلون الاحتفال به مع عيد الفطر». ويضيف في حديثه مع «الشرق الأوسط»: «يتأثر شمّ النسيم كما غيره من المناسبات على اختيارات الشراء العام الحالي، مع الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية، الذي امتد بالضرورة لسوق الأسماك، والبيض، فربما يكون الحل الأمثل لعدم تفويت الاحتفال بهذا الطقس الاحتفالي لدى كثير من الأسر هو تقليل الكمية المعتاد شراؤها، فيما ستعتبر بعض الأسر الأسماك المملحة سلعاً كمالية وليست رئيسية وقد يستغنون عن شرائها العام الحالي».

أحد المباني الأثرية في حديقة حيوان الجيزة (الشرق الأوسط)

ولا تزال مصر تواجه أزمة في ارتفاع أسعار السلع الأساسية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، وتراجع قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية (الدولار يساوي 30.9 جنيه مصري).
وحسب محمد يحيى، بائع في محل أسماك مملحة بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) فإن «الجانب الأكبر من مشتري الأسماك المملحة هم الأقباط بسبب العيد، وهناك تراجع في الشراء الذي عادة ما يسبق الاحتفال بشمّ النسيم بأيام بسبب صيام رمضان وعدم تفضيل الكثير لتناول الأسماك المملحة على الإفطار، بسبب ما يتسبب فيه من مزيد من العطش خلال الصيام» كما يقول لـ«الشرق الأوسط».
ووفق يحيى يتراوح سعر كيلو الفسيخ، ما بين 220 و250 جنيهاً، فيما يصل كيلو الرنجة الهولندي إلى 120 جنيهاً مصرياً، ويتوقع بائع الأسماك المملحة أن يزيد الإقبال على الشراء مع يوم وقفة العيد وخلال العيد «لا يزال الإقبال ضعيفاً مقارنة بمواسم شمّ النسيم، الماضية، وكذلك بسبب ارتفاع الأسعار، ولكننا نتوقع إقبالاً أكبر قُبيل وخلال أيام العيد لتعويض حلول شم النسيم في نهاية رمضان».
ودعّت وزارة الصحة والسكان في مصر المواطنين، في بيان لها، بتوخي الحذر الشديد عند تناول الأسماك المملحة والمدخنة، خلال احتفالات شمّ النسيم، والتأكد من شرائها من المحال المعروفة والخاضعة للإشراف والرقابة الصحية، وعدم الإسراف في تناول هذه الأسماك، نظراً لارتفاع نسبة ملوحتها التي قد تزيد على 17 في المائة من وزن السمكة، مما يتسبب في أضرار جسيمة لمرضى الضغط والقلب والكلى والحوامل والأطفال، وتجنب تناول رأس وعظام وأحشاء الأسماك المملحة، نظراً لتركيز السموم في هذه المناطق.
وتبدأ إجازة عيد الفطر المبارك للعاملين في القطاع الحكومي والخاص، من يوم الخميس المقبل وتستمر حتى يوم الثلاثاء 25 أبريل (نيسان) لمدة 6 أيام.
وتعد حديقة حيوان الجيزة من بين المناطق التي يتم الإقبال عليها خلال الاحتفال بعيد شمّ النسيم وعيد الفطر على السواء.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)
الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)
TT

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)
الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)

تُغري عبارة «اشترِ الآن» ملايين المستهلكين من حول العالم، لتبضع الكثير من السلع الاستهلاكية التي غالباً لا يحتاجون إليها، خصوصاً في فترة نهاية العام؛ حيث تنشط العروض الترويجية، وتزداد حملتا «الجمعة البيضاء» و«الجمعة السوداء» وغيرهما، وهي حيل يكشف دهاليزها الفيلم الوثائقي الجديد الذي أصدرته «نتفليكس» قبل أيام، تحت عنوان: «الشراء الآن: مؤامرة التسوق».

يأتي هذا الفيلم من تأليف وإخراج المرشحة لجائزة «إيمي» للأفلام الوثائقية، نيك ستيسي، لتنبيه المستهلك إلى الأكاذيب التي تم بيعها له وصارت تُكلفه الكثير، كما يكشف الستار عن حيل كبرى العلامات التجارية وأساليبها الذكية في اصطياد المستهلك وتحفيز رغبته الدائمة في الشراء، في عمليات تلاعب نفسي وعاطفي تضمن استمرار ضخ مزيد من الأموال لهذه الشركات العالمية.

خبراء الشركات العالمية يكشفون في الوثائقي كيف روّضت العلامات التجارية مستهلكيها (نتفليكس)

تلاعب نفسي

تقول المصممة السابقة في «أمازون»، مارين كوستا، التي ساعدت في تطوير الموقع: «إنك تتعرّض للخداع بنسبة 100 في المائة، وهذا علم مركب ومُتعمد، بهدف إقناعك بشراء المنتجات». وأشارت، خلال مشاركتها في الفيلم، إلى أن المسوقين يستخدمون الاختبارات والبيانات لتحديد كل التفاصيل، بما في ذلك الألوان، التي ستدر أكبر قدر من المال، من خلال تحفيز المستهلك على ضغط «اشترِ الآن»، وخيارات الشحن المجاني وغير ذلك.

بينما يكشف بول بولمان الذي أدار «يونيليفر»، وهي إحدى أبرز الشركات متعددة الجنسيات في العالم، وتُعد من أكبر منتجي السلع المنزلية، مثل مواد التنظيف وغيرها، عن أن شركته تصل لنحو ملياري مستهلك يومياً، مضيفاً: «لا أظن أن المستهلك هو الجاني في هذه الحالة، لأنه يتم تشجيعه على ذلك باستمرار». ويؤكد أنه حين تُرمى هذه المنتجات فإن ذلك لا يعني التخلص منها، فلا يوجد مكان للتخلص منها بشكل نهائي، بل ينتهي بها الأمر في مكان آخر على كوكب الأرض، مما يُنذر بمزيد من العواقب الوخيمة. ويتابع: «بعد 10 أعوام من إدارة (يونيليفر)، شعرت بأنني أستطيع إحداث تأثير أكبر في العالم بترك عالم الشركات».

من ناحيته، بيّن المدير التنفيذي لشركة «فريم وورك» المتخصصة في التقنية نيراف باتيل، الذي انضم إلى شركة «أبل» في عام 2009، أن النجاح الباهر الذي حقّقته «أبل» عبر إصداراتها المتعددة لجهاز «الآيفون» هو أمر أغرى معظم الشركات الإلكترونية الاستهلاكية التي اعتمدت هذا المسلك. وأضاف: «إذا كنت تصنع حواسيب محمولة، أو هواتف ذكية يملكها كل المستهلكين بالفعل، فسيعتمد نموذج عملك على أنهم بحاجة إلى استبدال ما لديهم». وتابع: «هناك قرابة 13 مليون هاتف يتم التخلص منها يومياً، وذلك رغم كونها بالغة التطور وباهظة الثمن».

يقدم الوثائقي صورة تخيلية لأطنان النفايات المتكدسة في المدن جرّاء هوس الشراء (نتفليكس)

هدر بيئي

وخلال اللقطات المتعددة المعروضة في هذا الوثائقي الصادم يمكن للمشاهد أن يرى بنفسه أكواماً من النفايات المتكدسة، كما أن الفيلم يقدّم أرقاماً جديرة بالاهتمام والتمعن، منها أن حجم النفايات البلاستيكية على مستوى العالم تصل إلى نحو 400 مليون طن كل عام، إلى جانب 92 مليون طن من نفايات المنسوجات سنوياً، وفي عام 2022 تجاوز حجم النفايات الكهربائية والإلكترونية حدود 62 مليون طن؛ مما يعني أن الإسراف في الشراء يشكّل أيضاً خطورة بالغة على الكوكب، ويتسبّب في تراكم النفايات على المدى الطويل.

ملصقات كاذبة

في مشاركة لها في الفيلم تقول المهندسة الكيميائية، جان ديل: «بناء على رأيي الذي بنيته من زيارة آلاف المتاجر، ومحاولة إيجاد مصانع تعيد تدوير الأشياء، تبيّن لي أن أغلب ملصقات قابلية إعادة التدوير على العبوات البلاستيكية كاذبة». وتضيف: «عملت في أشهر العلامات التجارية التي تصنع الأحذية والملابس والألعاب، وهذه الشركات تحرص فعلاً على جعل مصانعها تعمل دون إلحاق الضرر بالبيئة، إلا أنه بمجرد أن يصنعوا المنتج ويضعوه على رف المتجر، فإنهم يتبرؤون منه»، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من البلاستيك هي مواد غير قابلة لإعادة التدوير.

ويختتم الفيلم الوثائقي الذي يمتد لنحو 90 دقيقة، فصوله بتوجيه نصيحة إلى المستهلكين أن يكونوا أكثر وعياً، ويتجنبوا الوقوع في فخ إدمان التسوق أو اقتناء منتجات لا يحتاجون إليها، مع تأكيد أن المعلومات الواردة فيه لن تروق لمُلاك الشركات العالمية وتهدد بتضخم ثرواتهم التي تستند إلى هوس الشراء بالدرجة الأولى.