وثيقة أميركية مسربة: نتنياهو يريد مهاجمة إيران لكن قوته ضعفت

الجيش الإسرائيلي أجرى مناورة سرية لمحاكاة هجوم على منشآت نووية

مقاتلتا «إف16» ترافقان قاذفة «بي52» الأميركية فوق إسرائيل الشهر الماضي (الجيش الإسرائيلي)
مقاتلتا «إف16» ترافقان قاذفة «بي52» الأميركية فوق إسرائيل الشهر الماضي (الجيش الإسرائيلي)
TT

وثيقة أميركية مسربة: نتنياهو يريد مهاجمة إيران لكن قوته ضعفت

مقاتلتا «إف16» ترافقان قاذفة «بي52» الأميركية فوق إسرائيل الشهر الماضي (الجيش الإسرائيلي)
مقاتلتا «إف16» ترافقان قاذفة «بي52» الأميركية فوق إسرائيل الشهر الماضي (الجيش الإسرائيلي)

تم الكشف في تل أبيب (الأحد) عن مناورات سرية قام بها الجيش الإسرائيلي في شهر فبراير (شباط) تحاكي الهجوم بالطائرات المقاتلة على مرافق نووية في إيران، لكن وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي) رصدت ضعفاً ما في قوة الجيش بسبب الشرخ الداخلي، الناجم عن طرح حكومة بنيامين نتنياهو خطة الانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف القضاء.
وقال رون بن يشاي، محلل الشؤون الاستراتيجية في موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن إحدى الوثائق الأميركية المسربة مؤخراً تشير إلى أن نتنياهو يريد مهاجمة المفاعل النووية الإيرانية في حال اتخاذ قرار في طهران بإطلاق المشروع النووي العسكري. لكنه يواجه ضعفاً داخلياً واضحاً.
وكان يشير بن يشاي إلى بعض الوثائق المسربة من البنتاغون في الآونة الأخيرة، على يد عضو في القسم الاستخباراتي لحرس الجو الوطني بماساتشوستس، جاك تيشيرا، الذي اعتقل الأسبوع الماضي. وقال موقع «واي نت» إن «الوثائق لم تنشر بعد».
ويقول بن يشاي إن إحدى الوثائق التي اطلع عليها من الوثائق نفسها غير المنشورة، وهي مصنفة على أنها «سرية للغاية»، أعدت في المخابرات الأميركية في 23 فبراير الماضي، حول «تدريبات ضخمة أجرتها قوات سلاح الجو الإسرائيلي قبل ثلاثة أيام هدفها محاكاة مهاجمة المشروع النووي الإيراني، مما يدل على إصرار إسرائيل على العمل ضد طهران». ويؤكد بن يشاي على أن هذه التدريبات إن تمت فعلاً، فإنه لم ينشر عنها بتاتاً. ويشير إلى وثيقتين أخريين تكشفان عن مضمون تدريبات أخرى جرت في شهر يناير (كانون الثاني) للهدف نفسه، أحدهما تم بمشاركة قوات كبيرة من الجيش الأميركي.
ويذكر الكاتب أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد كشفت في مطلع فبراير أن إيران خصبت الأورانيوم لدرجة 84 في المائة، القريبة من درجة صنع القنبلة النووية (90 في المائة). ويقول إن التدريبات التي تتحدث عنها الوثيقة جاءت على خلفية القناعة بأن إيران تقترب من الخط الأحمر المعلن في إسرائيل.
وحسب الوثيقة التي كشفتها الصحيفة الإسرائيلية، فإن «سي آي إيه» لا تعرف ما هي برامج إسرائيل للفترة القريبة وما هي الأهداف التي وضعتها لنفسها. وتقول إنه «ربما تقرر إسرائيل الانتظار لما ستقرره الإدارة الأميركية للرد على تقرير الوكالة، وإذا ما كان المرشد الإيراني علي خامنئي، سيصدر أوامره بتخصيب اليورانيوم للدرجة المطلوبة حتى يتم صنع سلاح نووي، وبعدها فقط تقرر إسرائيل كيف ستتصرف وإن كانت ستخرج إلى العمل».
ويشير بن يشاي إلى أن وثيقة المخابرات الأميركية تطلق اسم الرئيس بنيامين نتنياهو، بدل رئيس الحكومة. وتقول إن نتنياهو «يجري حساباته على أساس أن إسرائيل سوف تضطر إلى مهاجمة إيران لكي تردعها عن خطة التسلح النووي. ولكنه يواجه بانخفاض في قدرته العسكرية على إجبار إيران على الانسحاب من هذا البرنامج». ويفسر المحلل الإسرائيلي هذه الصياغة على أنها تقصد أن الوضع في إسرائيل في أعقاب الخطة الحكومية والرد الجماهيري عليها وتهديدات طياري سلاح الجو هو الذي «يسبب هذا الضعف».
وتكشف الصحيفة الإسرائيلية وثيقة أخرى خاصة بها، تحمل التاريخ نفسه (23 فبراير)، وتتضمن تفاصيل عن قيام «فيلق القدس» باستغلال الزلزال في سوريا لنقل أسلحة إيرانية ضمن المساعدات الإنسانية للضحايا. وتشير إلى أن إسرائيل قامت بقصف بعض هذه القوافل. ويذكر التقرير الأميركي أنه في 13 فبراير أصدر ضابط إيراني أوامر بإدخال الأسلحة في هذه البضائع، وأن ضابطاً آخر كان قد سبقه وأصدر أوامر شبيهة في 6 فبراير. وفي 7 فبراير أرسلت أول شحنة أسلحة ضمن المساعدات الإنسانية وقد تولت مسؤوليتها «كتائب حزب الله» وشملت 30 طائرة مسيرة وكميات من البنادق والذخيرة، وأرسلت إلى مناطق يظهر أنها معدة لمهاجمة القوات الأميركية في سوريا. وتشير الوثيقة الأميركية إلى أن «إسرائيل تحتاج إلى إجراء فحص دقيق وتقديم براهين مثبتة على أن هناك أسلحة في قوافل نقل المساعدات، لأن عيون العالم مفتوحة على هذه المساعدات ولا تريد قصفها بالخطأ».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
TT

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)

تباين مسؤولون وقادة عسكريون إيرانيون حول تقديرات تأثير سقوط نظام بشار الأسد على الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.

وقال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إنَّ سقوط الأسد «سيتسبب في اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنَّه أشار إلى أنَّ «(حزب الله) في لبنان سيتمكّن سريعاً من التكيف مع الظروف الجديدة».

في المقابل، قلَّل قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، مرة أخرى، من تأثير سقوط الأسد على نفوذ إيران الإقليمي خصوصاً صلاتها بجماعات «محور المقاومة». وقال سلامي لمجموعة من قادة قواته: «البعض يّروج لفكرة أنَّ النظام الإيراني قد فقد أذرعه الإقليمية، لكن هذا غير صحيح، النظام لم يفقد أذرعه». وأضاف: «الآن أيضاً، الطرق لدعم (جبهة المقاومة) مفتوحة. الدعم لا يقتصر على سوريا وحدها، وقد تأخذ الأوضاع هناك شكلاً جديداً تدريجياً».