الحكومة المصرية تدافع عن تصميم «المتحف الكبير»

عقب جدل أثير بسبب تسرب الأمطار من سقف «البهو العظيم»

منطقة الدرج العظيم لا تزال مغلقة
منطقة الدرج العظيم لا تزال مغلقة
TT

الحكومة المصرية تدافع عن تصميم «المتحف الكبير»

منطقة الدرج العظيم لا تزال مغلقة
منطقة الدرج العظيم لا تزال مغلقة

دافعت الحكومة المصرية عن تصميم المتحف المصري الكبير، مؤكدة «اعتماد النموذج (شبه المفتوح) في متاحف عالمية». ورغبة في طمأنة المصريين على المتحف، عقب ما أثير من جدل بشأن تساقط الأمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني في «البهو العظيم»، تفقد أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، وعدد من المسؤولين بالوزارة، السبت، منطقة البهو التي يتصدرها تمثال رمسيس.
وتعرض تصميم المتحف الكبير، الذي يترقب المصريون افتتاحه، لانتقادات خلال الأيام الماضية، عقب تداول مقطع فيديو يظهر سقوط الأمطار على منطقة «البهو العظيم»، التي تتوسط مبنى القاعات المتحفية، ومبنى الخدمات.
وأكد وزير السياحة والآثار المصري، في تصريحات صحافية، السبت، «عدم وجود خطأ في تصميم المتحف»، موضحاً أن «منطقة (البهو العظيم) هي منطقة شبه مفتوحة، وهذا أمر متعارف عليه في عدد من متاحف العالم»، مشيراً إلى أن «المنطقة معدة للتعامل مع سقوط الأمطار، ومجهزة بمسارات لتصريف المياه».
بدوره، قال اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، في تصريحات صحافية، إن «كل شيء في المتحف مدروس، ولا مجال للصدفة». وأضاف أن «تصميم (البهو العظيم) جاء على غرار ما كان معمولاً به في المعابد المصرية القديمة، لتسهيل الانتقال من فراغ لآخر». وأشار إلى أن «البهو منطقة انتقالية بين الفراغ خارج المتحف، والقاعات المتحفية».
وأوضح مفتاح أن «(البهو العظيم) هو منطقة شبه مفتوحة، سقفها عبارة عن مظلة من ألواح الألومنيوم المفرغة، لتسمح بتهوية المكان، ودخول الإضاءة الطبيعية»، لافتاً إلى أن «ارتفاع سقف البهو يبلغ 32 متراً، ومساحته تتجاوز 7 آلاف متر، وغلق مكان بهذا الحجم كان سيضيف أعباء كبيرة لإضاءته، وتوفير التهوية والتكييفات اللازمة».
ويقع المتحف المصري الكبير على أول طريق مصر إسكندرية الصحراوي، بالقرب من أهرامات الجيزة، على مساحة 117 فداناً، وبدأ إنشاؤه في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، حيث وضع حجر الأساس في عام 2002، وتم اختيار التصميم من خلال مسابقة عالمية، شارك فيها أكثر من 1500 تصميم.
وأثار سقوط الأمطار في بهو المتحف الكبير مخاوف على الآثار المعروضة بداخله، ومن بينها تمثال الملك رمسيس الثاني.
لكن الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف الكبير، أكد، في تصريحات صحافية، على «سلامة تمثال رمسيس الثاني، وجميع التماثيل المعروضة بالبهو». وأوضح أن «تمثال رمسيس مصنوع من حجر الجرانيت ومصمم للعرض الخارجي وليس الداخلي، وكثير من الآثار المصرية موجودة في معابد مفتوحة».
ومنذ خمسينات القرن الماضي، كان تمثال رمسيس الثاني يتوسط ميداناً يحمل اسمه وسط القاهرة، حتى تم نقله إلى موقع المتحف الكبير بميدان الرماية بالجيزة عام 2006.
و«البهو العظيم» هو أول شيء يستقبل زوار المتحف بعد اجتياز البوابات الخارجية، وساحة المسلة المعلقة، وهو مفتوح من الاتجاهين، وسقفه مصنوع من ألواح الألومنيوم، ويتصدره تمثال للملك رمسيس الثاني يتوسط بحيرة صغيرة، إلى جانب مجموعة من القطع الأثرية الأخرى بينها عمود مرنبتاح، إضافة إلى بوابات إلكترونية تقود إلى قاعات العرض المتحفي والدرج العظيم، المغطاة بالكامل.
ونظراً لعدم افتتاح المتحف الكبير رسمياً حتى الآن، فإن المناطق المتاحة للزيارة حالياً مقصورة على البهو، ومناطق الخدمات والمطاعم.
وعلى صعيد آخر، تفقد وزير السياحة والآثار، السبت، موقع حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة، وتضمنت الجولة زيارة مقبرة واحتي، التي تمكنت البعثة من الكشف عنها عام 2018. وقال عيسى إن «ما تم اكتشافه من آثار يضيف ثراء للتجربة السياحية».
بدأت البعثة الأثرية المصرية عملها بالموقع عام 2018، وكشفت خلال السنوات الماضية عن مقبرة كاهن الأسرة الخامسة «واحتي»، إضافة إلى 7 مقابر صخرية، منها 3 مقابر من الدولة الحديثة و4 مقابر من الدولة القديمة، وواجهة مقبرة من الدولة القديمة. وفي عام 2019 تم الكشف عن خبيئة الحيوانات المقدسة التي تحتوي على أكثر من ألف تميمة من الفيانس وعشرات من تماثيل القطط الخشبية ومومياوات قطط وتماثيل خشبية ومومياوات لحيوانات. وعام 2020 تم اكتشاف أكثر من 100 تابوت خشبي مغلقة بحالتها الأولى من العصر المتأخر داخل آبار للدفن، و40 تمثالاً لإله جبانة سقارة بتاح سوكر، و20 صندوقاً خشبياً للإله حورس. وفي الموسم الماضي كشفت البعثة عن خبيئة تماثيل برونزية بجبانة «البوباسطيون»، تحوي 150 تمثالاً برونزياً لآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى 250 تابوتاً خشبياً ملوناً مغلقاً.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أثرية بالدلتا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، عن اكتشاف «ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة» أثرية تعود لعصر الدولة الحديثة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استقبال للتابوت بعد ترميمه (جامعة سوانزي)

تابوت مصري قديم يحظى بحياة جديدة في بريطانيا

حظي تابوت مصري قديم بحياة جديدة في بريطانيا بعد فترة من أعمال الترميم وإعادته إلى «مركز مصر» (متحف للآثار المصرية) بجامعة «سوانزي» في ويلز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بعض النقوش في المرصد الفلكي المُكتَشف (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف «أول وأكبر» مرصد فلكي في كفر الشيخ

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، اكتشاف «أول وأكبر مرصد فلكي» في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر)، يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

عمرٌ من ذهب... «أنغامي» تحتفي بفيروز

تمتدّ احتفاليّة منصة «أنغامي» الموسيقية بعيد ميلاد فيروز أسبوعاً كاملاً (أنغامي)
تمتدّ احتفاليّة منصة «أنغامي» الموسيقية بعيد ميلاد فيروز أسبوعاً كاملاً (أنغامي)
TT

عمرٌ من ذهب... «أنغامي» تحتفي بفيروز

تمتدّ احتفاليّة منصة «أنغامي» الموسيقية بعيد ميلاد فيروز أسبوعاً كاملاً (أنغامي)
تمتدّ احتفاليّة منصة «أنغامي» الموسيقية بعيد ميلاد فيروز أسبوعاً كاملاً (أنغامي)

بكّرت منصة «أنغامي» للبث الموسيقي باحتفاليّة ذكرى ميلاد السيّدة فيروز، فأطلقت مجموعة من التحديثات على التطبيق، إلى جانب منشورات خاصة بالمناسبة عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تمتد الفعاليات أسبوعاً تحت شعار «فيروز... عمرٌ من ذهب».

يحرص مدير تنسيق الموسيقى العربية في «أنغامي»، فادي مدوّر، على التوضيح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «كل يوم وعلى مدار 24 ساعة، يشكّل بحدّ ذاته تكريماً لفيروز على (أنغامي)»، أي أن حضورها المميز على المنصة لا يقتصر على نهار ميلادها المصادف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) فحسب.

ارتدت صفحة فيروز على «أنغامي» حلّة العيد، فجرى استحداث قوائم موسيقية «تُظهر تنوّع وغِنى مكتبة فيروز الموسيقية من البدايات وحتى آخر ما غنت»، وفق قول مدوّر. من خلال تلك المبادرة، تسعى المنصة إلى إبراز عظمة فيروز بكونها فنانة عابرة للأزمنة والأمكنة.

«صباح ومسا... خلّي العالم يسمع»، عبارة تختصر علاقة «أنغامي» بفيروز، بما أن محتواها متوفّر على التطبيق على مدار الساعة بفضل خاصية الاستماع عند الطلب، وهو غير مرتبط بفقرة صباحية كما هي الحال على الإذاعات.

عن شعار «فيروز... عمرٌ من ذهب»، يشرح مدوّر أنّ «فيروز كما الذهب، لا عمرَ افتراضياً لها». حتى أرقام متابعيها والاستماعات لأغانيها على المنصة، ليست افتراضيّة وهي «بعيدة عن عالم التقديرات والتوقّعات». لفيروز ما يقارب 10 ملايين متابع على «أنغامي»، أما عدد الاستماعات إلى أغانيها فقد شارف على المليار. وبذلك، فهي من بين الفنانين الأكثر استماعاً على المنصة.

تشكّل صفحة فيروز، بالتحديثات التي أُدخلت عليها، ما يشبه الموسوعة التي تضم أعمالها منذ كانت شابة يافعة خلف مذياع الإذاعة اللبنانية وحتى آخر ألبوم صدر لها عام 2017. من الاستوديو، إلى مسارح العالم، مروراً بالشاشة الصغيرة وصولاً إلى السينما، سيكتشف المستخدم قوائم موسيقية ذات عناوين وتصاميم وألوان جذّابة. ومن بين تلك القوائم التي تضيء على نواحٍ غير متداولة كثيراً، «فيروز، السنوات الأولى»، «فيروز والجاز»، «فيروز تغنّي العمالقة»، وغيرها.

تبقى مفاجأة تلك الصفحة مجموعةٌ من الأغاني الأجنبية المنقولة عن أعمال للأخوين رحباني وفيروز، ومن بين تلك الأغاني النسخة الفرنسية من «حبيتك بالصيف»، وأغنية «أعطني الناي وغنّي» بصوت التينور الإيطالي تينو فافازا، إضافةً إلى الكثير من الأغاني التركية المقتبسة عن «الفيروزيّات»، من بينها «كان عنا طاحون»، و«طريق النحل»، و«وينن».

لقد استلزم تجهيز تلك الصفحة وإلباسها حلّةً تليق بعيد السيّدة فيروز ساعاتٍ وساعاتٍ من التوثيق، والبحث عن تسجيلاتٍ تجاوزَ عمرُ بعضِها العقود السبع.

قاربَ فريق «أنغامي» الثروة الفنية الفيروزيّة من خلال أربع زوايا، فاختار الإضاءة على المدن العربية التي كرّمتها فيروز بصوتها، كما توقّف عند عظماء الموسيقى والكلمة الذين تعاملت معهم «خارج مظلّة الأخوين رحباني»، أما الزاوية الثالثة فخُصصت لأعمالها المسرحيّة والسينمائية، كذلك جرى تكريس جزء من البحث للعلاقة الفنية التي جمعت فيروز بابنها زياد الرحباني.

حملت فيروز المدن العربية بصوتها فغنّت بيروت، ودمشق، والقدس، ومكّة، وإسكندريّة، وبغداد، فكادت لا تغيب أي بقعة جغرافية من العالم العربي عن أغانيها. وهذا ما توثّقه قائمة «فيروز تغنّي الدول والمدن» على «أنغامي».

أكان عبر القوائم الموسيقية المُعدّة خصيصاً للمناسبة أو من خلال المنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، باستطاعة متابعي «أنغامي» أن يطّلعوا على هويّات الشعراء والملحّنين الذين شاركوا فيروز رحلتها الإبداعية. فإلى جانب الإرث الخالد الذي صنعته مع الأخوين رحباني، غنّت فيروز كلمات عظماء أمثال جبران خليل جبران، وسعيد عقل، وأحمد شوقي، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ونزار قباني، وجوزيف حرب، وطلال حيدر، وغيرهم. أما نغماً، فهي شبكت صوتها بألحان سيّد درويش، ومحمد عبد الوهاب، وفيلمون وهبه، وزكي ناصيف، وغيرهم.

تلقي قائمة «فيروز والسينما» الضوء على الأغاني التي قدّمتها في أفلامها «سفر برلك»، و«بنت الحارس»، و«بياع الخواتم». كما تضيء فقرة أخرى على مسرحياتها، من «جبال الصوان»، و«ناطورة المفاتيح»، و«بترا»، وصولاً إلى «ميس الريم»، و«الشخص»، و«صح النوم».

كما اختارت «أنغامي» تخصيص زاوية للعمل الذي جمع بين فيروز وابنها زياد الرحباني، عبر قائمة «فيروز تغنّي زياد» والتي تضمّ الأغنيات التي ألّفها لها. ويتحدّث مدوّر في هذا الإطار عن الدور الذي لعبه الرحباني الابن في «إقناع والدته بالانتقال من ضفة الكلاسيكيات والفلكلور اللبناني إلى ضفة الجاز الغربي وموسيقى البوب، فجعل الأسطورة تتوجّه إلى الحبيب قائلةً: مش كاين هيك تكون، وضاق خلقي، أو أن تسأله ببساطة: كيفك إنت».

تعمّد فريق «أنغامي» اختيار ألوان وتصاميم تحاكي الشباب، انطلاقاً من قناعة لديه بأن واجب المنصة تعريف الجيل العربي الصاعد، والذي يشكّل غالبية مستخدمي «أنغامي»، على أيقونة فنية بحجم فيروز.