تركيا تجدد رفضها أي شروط مسبقة لتطبيع علاقاتها مع سوريا

استبعدت الانسحاب في ظل وجود «الوحدات الكردية»

سوق خضار بمدينة إدلب في شمال غربي سوريا يوم 12 أبريل (أ.ف.ب)
سوق خضار بمدينة إدلب في شمال غربي سوريا يوم 12 أبريل (أ.ف.ب)
TT

تركيا تجدد رفضها أي شروط مسبقة لتطبيع علاقاتها مع سوريا

سوق خضار بمدينة إدلب في شمال غربي سوريا يوم 12 أبريل (أ.ف.ب)
سوق خضار بمدينة إدلب في شمال غربي سوريا يوم 12 أبريل (أ.ف.ب)

جددت تركيا رفضها أي شروط مسبقة لتطبيع علاقاتها مع دمشق، بما في ذلك مطالبتها بسحب قواتها من شمال سوريا، مؤكدة في الوقت ذاته أن المفاوضات ممكنة مستقبلاً لكن هناك مزيداً من العمل يتعين القيام به.
وشدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على أن بلاده لن تقبل بأي شروط مسبقة تؤدي لإجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية، بما في ذلك سحب قواتها.
وقال جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل الخميس - الجمعة، إن بلاده لن تقبل بالانسحاب فيما يستمر بقاء القوات الكردية المتهمة بـ«الإرهاب» على أراضٍ في شمال شرقي سوريا. وأضاف أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يطالب تركيا منذ البداية بالانسحاب من الأراضي السورية «لكننا لن نقبل أي شروط مسبقة في محادثات من هذا النوع، في ظل استمرار سيطرة تنظيم حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية على شمال شرقي سوريا».
وتركز سوريا على 3 نقاط رئيسية، وهي: «ضرورة إنهاء الوجود التركي على الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله». بينما تؤكد تركيا أن وجودها العسكري في شمال سوريا هو ضمانة لردع التهديدات من جانب المسلحين الأكراد، ولا ترى أن نظام الرئيس السوري قادر حالياً على ضبط الحدود. وقال جاويش أوغلو إن الاتصالات مع سوريا ممكنة في المستقبل، «لكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. ونحن لن نقبل بأي شروط مسبقة، ولن نقبل بشرط انسحاب قواتنا من أراضي سوريا من أجل التفاوض، إذ إننا سنغادر لتبدأ التهديدات (الإرهابية) ضدنا من جديد». وأكد ضرورة الانخراط في العمل مع نظام الأسد لضمان عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم.

وكانت دمشق أعلنت أكثر من مرة أن انسحاب القوات التركية من شمال سوريا هو شرط لأي مفاوضات لتطبيع العلاقات أو اللقاء بين رئيسي البلدين، وبدا في ضوء التطورات الأخيرة واستئناف المحادثات على مستوى نواب وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران في موسكو في 3 و4 أبريل (نيسان) الحالي، أن هناك توافقاً على الاستمرار في المحادثات والتعامل مع القضايا المطروحة على أجندتها مرحلة بمرحلة.
وذكر جاويش أوغلو أن «روسيا أبلغتنا، عقب الاجتماع التحضيري لنواب وزراء الخارجية، أنه سيكون هناك اجتماع لوزراء الخارجية، وأنه يمكن أن يعقد في بداية مايو (أيار) المقبل، واقترحوا بعض التواريخ… عندما يكون التاريخ واضحاً سنذهب ونعقد ذلك الاجتماع».
مباحثات مع مصر
واحتل الملف السوري جانباً مهماً من مباحثات أجراها وزير الخارجية المصري سامح شكري في أنقرة مع جاويش أوغلو، الخميس، في خطوة جديدة على مسار إعادة العلاقات التركية المصرية إلى طبيعتها. وشدد شكري، في مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات، على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ووجوب انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي السورية.
وبدوره، جدد جاويش أوغلو التأكيد على أهمية الوجود العسكري التركي على الأراضي السورية كضرورة لمكافحة الإرهاب والتهديدات القادمة من الداخل السوري، والحفاظ على وحدة أراضي سوريا، مشيراً إلى أنه تناول مع نظيره المصري آخر المستجدات على الساحة السورية، وزوده بمعلومات عن الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران، المزمع عقده في موسكو في مايو المقبل.
وأضاف أن «السلام والاستقرار الدائمين في سوريا مهمان لنا جميعاً. لهذا يجب اتخاذ خطوات جادة. وسنكون في تعاون وثيق مع مصر في هذا الصدد».
وبدأ عدد من الدول العربية تسريع جهود التقارب مع دمشق، وزار وزير خارجية سوريا فيصل المقداد القاهرة ثم جدة، في زيارات هي الأولى لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ أكثر من 10 سنوات. وتسعى تركيا لعقد لقاء بين رئيسها رجب طيب إردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، وتلقى دعماً روسياً وإيرانياً في هذا الاتجاه، لكن الأسد أعلن أن الانسحاب التركي من الأراضي السورية هو شرط مسبق لأي لقاءات.
وكشفت مصادر تركية مطلعة على الملف أن أنقرة تتواصل مع الدول التي بدأت تتجه إلى تطبيع العلاقات مع دمشق.
انتقاد لفرنسا
في السياق، انتقد جاويش أوغلو استضافة مجلس الشيوخ الفرنسي قادة من «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، والتي تعدها أنقرة امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» في سوريا، وتكريمهم بسبب تعاونهم في الحرب على تنظيم «داعش»، معتبرا أن هذا هو «أفضل مثال على النفاق» في الحرب ضد الإرهاب.
وقال إن «حزب العمال الكردستاني مدرج على قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، يسمونهم إرهابيين من ناحية ويدعمونهم من ناحية أخرى، هذا لا يحدث فقط في فرنسا ولكن أيضاً في الولايات المتحدة، علاوة على ذلك، فإن دعمهم لا يقتصر على هذا المستوى».
وبشأن إغلاق تركيا مجالها الجوي أمام رحلات الطيران من مدينة السليمانية العراقية وإليها، أكد جاويش أوغلو أن «العمال الكردستاني» يتمتع بـ«نفوذ كبير في السليمانية، لدرجة أن المدينة باتت شبه خاضعة لسيطرته، كما يستخدم التنظيم مطار المدينة في تنقلاته ويسيطر على حزب طالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني)، والولايات المتحدة تسيطر على المجال الجوي في المنطقة شمال العراق وسوريا»، وقال إنها «على علم بكل شيء، ومنخرطة مع تنظيم (حزب العمال)، ووحدات حماية الشعب الكردية».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.