بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، زيارة لفيتنام، آملاً في إحراز تقدم سعياً إلى إحراز تقدم نحو رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع شريك تجاري رئيسي يتقاسم مع الولايات المتحدة مخاوفها في شأن القوة المتنامية للصين، في ظل تصاعد للتوتر معها حول تايوان.
وبالنسبة لهانوي، ستكون الزيارة اختباراً دقيقاً لكيفية إظهار الانفتاح على الولايات المتحدة من دون إغضاب الصين، الجار العملاق الذي يوفر مدخلات رئيسية لتجارة الصادرات الحيوية لفيتنام، أو روسيا، الشريك التقليدي الآخر، علماً بأن فيتنام برعت في إيجاد هذا التوازن، لكنه صار أكثر تعقيداً في عالم يبدو أنه ينقسم إلى كتل متعارضة، مع الولايات المتحدة وحلفائها من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى.
ويلتقي بلينكن زعماء فيتنام في هانوي السبت قبل التوجه إلى طوكيو لحضور اجتماع مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى. وهذه الزيارة هي الأولى لوزيرة الخارجية في إدارة الرئيس جو بايدن إلى هانوي، علماً بأن نائبة الرئيس كامالا هاريس زارت هذا البلد في أغسطس (آب) 2021.
تأمل واشنطن في إحراز تقدم نحو تعزيز العلاقات إلى شراكة «استراتيجية» من تلك التي وُصفت طوال العقد الماضي بأنها «شاملة». ولم يذكر المسؤولون ما يمكن أن تنطوي عليه هذه العلاقة الوثيقة. لكن الخبير في شؤون جنوب شرق آسيا موراي هيبرت، الذي زار فيتنام في فبراير (شباط) وتحدث مع كبار المسؤولين الحكوميين، قال إن ذلك يمكن أن يشمل زيادة التعاون العسكري وإمدادات الأسلحة الأميركية. ومع ذلك، أشار إلى أن هناك حدوداً نظراً إلى سياسة فيتنام المتمثلة في عدم السماح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية أو نشر قوات أجنبية أو إقامة تحالفات ضد دول أخرى. وأرجأت هانوي أيضاً صفقات لأسلحة أميركية بسبب السعر المرتفع نسبياً وبسبب مخاوف من احتمال عرقلة المشرعين الأميركيين هذه الإمدادات لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان.
كما سيقوم بلينكن بوضع حجر الأساس بشكل رسمي لبناء مجمع جديد للسفارة الأميركية في هانوي، فيما وصفه كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشرق آسيا دانيال كريتنبرينك بأنه «رمز جديد مذهل» لالتزام الولايات المتحدة «شراكة وصداقة دائمتين».
ونظراً لأن حقبة حرب فيتنام صارت ذكرى بعيدة بشكل متزايد، فإن واشنطن تعد هانوي الآن، على حد تعبير كريتنبرينك، «من أهم شركاء أميركا في المنطقة».
* بين بكين وواشنطن
ويقول الخبراء إن الولايات المتحدة تطرقت رسمياً إلى رفع العلاقات خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، لكن فيتنام قاومت هذا التوجه، وتراجعت وسط التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين. ورغم انزعاج هانوي من تنامي الجيش الصيني ومعارضتها لمطالبها المنافسة في بحر الصين الجنوبي، فإن علاقاتها الاقتصادية الحيوية مع بكين يجب وضعها في الاعتبار.
ومع ذلك، يبدو أن هانوي تبدو الآن قابلة للارتقاء بالعلاقات مع الولايات المتحدة، كما يقول هيبرت ومحللون آخرون، رغم عدم توقع إعلان خلال رحلة بلينكن ومن المرجح أن يتم حفظها من أجل تبادل على مستوى أعلى.
وشهد الشهر الماضي مكالمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي الحاكم نغوين فو ترونغ، والتي قد تؤدي إلى لقاء بين الاثنين في يوليو (تموز) المقبل، الذكرى العاشرة للشراكة الثنائية الرسمية الحالية بين البلدين.
وقال الزميل المساعد في مركز واشنطن للاستراتيجيات والدراسات الدولية بيش تران إن «فرصة الولايات المتحدة وفيتنام في رفع مستوى شراكتهما الشاملة إلى مستوى استراتيجي أكبر مع زيارة بلينكن لأنها ستمهد الطريق لاجتماع على مستوى أعلى».
وقال كريتنبرينك إن واشنطن تعمل على إقناع فيتنام بتنويع مشترياتها الدفاعية بعيداً عن روسيا، وهو أمر «من الواضح أنه سيكون في مصلحة فيتنام ويتوافق أيضاً مع القانون الأميركي».
وقبل ساعات من وصول بلينكن، ندد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بسجن فيتنام لناشط سياسي بارز، قائلاً إن الشراكة الثنائية لا يمكن أن تصل إلى كامل إمكاناتها إلا إذا حسنت الدولة سجلها في مجال حقوق الإنسان.
بلينكن يأمل من فيتنام رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية
بدأ محادثات في ظل مخاوف واشنطن وهانوي من القوة المتنامية للصين
بلينكن يأمل من فيتنام رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة