يشهد تحالف «الشعب» الذي يقوده حزب «العدالة والتنمية» الحاكم برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أزمة بسبب احتجاج آلاف من أعضاء حزب «الرفاه من جديد» الذي يرأسه فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، على قرار الانضمام إلى التحالف، وذلك قبل شهر من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل.
وقالت مصادر قريبة من الحزب إن قادة الحزب يواجهون صعوبة في إقناع قاعدته وتنظيماته بخطوة التحالف مع «العدالة والتنمية»، ودعم إردوغان في انتخابات الرئاسة، مشيرة إلى استقالة 8 آلاف من أعضاء الحزب مع استمرار الاحتجاجات من جانب تنظيماته، وفي مقدمتها تنظيم الشباب.
وبحسب المصادر، فإن التيار الرافض لانضمام الحزب إلى تحالف الشعب، يرى أنه لا يمكن نسيان ما فعله إردوغان ورفاقه بأربكان الأب، الذي كان معلماً وأستاذاً لهم، في إشارة إلى انشقاقهم عن حزب «الرفاه» لتأسيس حزب «العدالة والتنمية». ويرى هذا التيار أيضاً أن الحزب ليس لديه مشكلة مع «العتبة الانتخابية» بعد تخفيضها من 10 إلى 7 في المائة من أصوات الناخبين للانضمام إلى البرلمان، ويتمسك بقبول شروطه الـ30 التي وضعها من أجل قبول الانضمام إلى تحالف الشعب، وفي مقدمتها إلغاء القانون رقم 6284 الخاص بحماية الأسرة ومنع العنف ضد المرأة.
وكان حزب «الرفاه من جديد» أطلق بيانه الانتخابي ليل الخميس إلى الجمعة تحت عنوان «قيم تركيا»، وتضمن التأكيد على إلغاء قانون حماية الأسرة ومنع العنف ضد المرأة. وجاء في البيان أنه «سيتم حذف العناصر التي تمس سلامة الأسرة في هذا القانون».
وظهر في القاعة التي عقد فيها التجمع الخاص بإطلاق البيان رفع لافتات تشير إلى رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، لتذكير قادة الحزب بأنه ما كان ليقبل بانضمامهم إلى تحالف «الشعب» مع إردوغان. وتسبّب إصرار حزب «الرفاه من جديد» على إلغاء هذا القانون في أزمة حتى داخل حزب «العدالة والتنمية»، بعد أن أعلنت نائبة رئيس المجموعة البرلمانية للحزب، أوزلام زنجين، أن القانون هو «خطنا الأحمر»، وأيدتها في ذلك وزيرة الأسرة دريا يانيك. وكشفت زنجين عن أنها تعرضت للتهديد وتلقت العديد من الرسائل التي تحمل تهديدات بسبب موقفها من رفض المساس بالقانون 6284. وقد خلت قائمة مرشحي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم للانتخابات البرلمانية المقبلة من اسم زنجين.
في الوقت ذاته، حث الرئيس رجب طيب إردوغان مرشحي حزبه للانتخابات البرلمانية على العمل من أجل جمع الأصوات، وعدم الاستهانة حتى بصوت واحد، مشدداً على أن انتخابات 14 مايو هي الأكثر أهمية وصعوبة في تاريخ الانتخابات التي خاضها حزب «العدالة والتنمية».
وقال إردوغان، خلال لقاء مرشحي الحزب في إفطار أقيم ليل الخميس - الجمعة: «يجب ألا ننسى هذا أبداً، هذا هو السبب في أن تصويت المواطن الواحد مهم جداً بالنسبة لنا في هذه الانتخابات. استمعوا إلى المواطنين، لا تتجاهلوا أي شخص، حتى لو أخذ الأمر وقتاً طويلاً، وإذا صادفتم من لديه مشكلة استخدموا الآليات اللازمة لحلها». وأضاف إردوغان أن «السياسة تتم في الشارع، في الميدان، ويتم الفوز بالانتخابات في صناديق الاقتراع من الشارع أيضاً. في هذه العملية نحتاج أن نصل إلى كل مواطن دون أن نقول إنه من هذا الحزب أو ذاك».
تركيا: تيار أربكان يتسبب بأزمة في تحالف إردوغان
تركيا: تيار أربكان يتسبب بأزمة في تحالف إردوغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة