أعمال فنية تقود رحلة تأملية عن التراث والثقافة يجمعها معرض «أماكن منسوجة»، وعروض مسرحية تحكي قصصاً من الموروث السعودي وتدعم الفنون التقليدية، في فعالية «ليالي هوية حية»، حيث تأتي الفعاليتان ضمن روزنامة وزارة الثقافة السعودية في رمضان، وفي إطار خطتها لتشجيع الحوار الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية.
ويستضيف مركز «فناء الأول» المعرض الفني «أماكن منسوجة»، يُقدّم أعمالاً فنية بتوقيع 10 فنانين معاصرين من السعودية والعالم من فن المنسوجات الذي طبع ممارسات الإنسان في مختلف الثقافات، ليقدّموا تركيبات فنية منسوجة بوسائط متنوعة تروي قصصاً ذات أبعاد متعددة.
ويأتي المعرض بمثابة رحلة تأملية حول طرق التعبير عن التاريخ والتقاليد والثقافة والذاكرة الفردية والجماعية، من خلال نسجهم في أعمال فنية مجبولة بمشاعر راودت الفنانين أو رافقتهم في حياتهم، وفي حبكة روائية متماسكة، يسلّط المعرض الضوء على العلاقة التي تربط تجربة الفنان بعمله، لتغدو المواد المستخدمة في التركيبات الفنية وسائط محمَّلة بأفكار مبدعيها.
وحوّل هذا المعرض المساحة التي تحتضنه فضاءً معلّقاً، بحيث أصبح فناء الأول مكاناً منسوجاً بقصص الأعمال الفنية، ليأخذ الزائر في رحلة لاستكشاف الأبعاد الخفية في طيّات كل عمل؛ ليساهم بذلك في تحقيق هدف «فناء الأول» في تعزيز التلاقي والتبادل بين الثقافات عبر خلق حوارٍ فني بين مبدعين سعوديين وعالميين.
ويأتي هذا المعرض ضمن مستهدفات مركز «فناء الأول» الذي افتتح حديثاً في ديسمبر (كانون الأول) 2022، كمركزٍ ثقافي متكامل مخصص لاحتضان المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب الإبداعية المتعددة، عبر المساحات المتنوعة التي يوفرها للمعارض الفنية، وورش العمل، والملتقيات الثقافية، إلى جانب الفضاء الثقافي والمعرفي الذي يُتيحه المركز لزواره من مختلف الشرائح.
وعلى بعد بضعة أمتار من «فناء الأول»، يقيم المعهد الملكي للفنون التقليدية، فعالية «ليالي هوية حية»، التي تأتي لتعزيز أهمية موروث المملكة العتيق، وإيماناً بالقيمة التي تحملها الفنون التقليدية والتراث السعودي، وتشتمل على مجموعة من الفقرات التي تحيي الفنون التقليدية، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للفنون خلال موسم رمضان.
وتأتي الفعالية بهدف إحياء الفنون التقليدية والتعريف بها، حيث يبدأ الزائر رحلته بالاستمتاع بمسرحية «دولة شوال الأضحى» المقامة بالتعاون مع هيئة المسرح والفنون الأدائية، وتتحدث عن لعبة القيس الشهيرة في منطقة مكة المكرمة، التي يتقمص فيها النساء أدوار الرجال ومهامهم، مثل دور العمدة في ظل غياب الرجال أثناء موسم الحج والعمرة.
ومن ثم يستمع الزائر لقصص الراوي في جلسة شعبية مُثرية، بعد ذلك يشاهد أداء مجموعة من الحرفيين في عروض فنية حية تحت عنوان «من جيل إلى جيل»، تهدف للتأكيد على جهود المعهد في تناقل الفنون التقليدية بشكلها الأصيل وجعلها هوية حية بين الأجيال، ويختتم الزائر رحلته في المعرض الذي يستعرض أبرز أعمال طلاب المعهد المميزة.
وتأتي الفعالية ضمن جهود المعهد الملكي للفنون التقليدية لإبراز الهوية الوطنية من خلال إثراء الفنون التقليدية والترويج لها، ويعمل على رفع مستوى الوعي بالفنون التقليدية في السعودية، ونشرها، والتعريف بها محلياً ودولياً، ودعم الجهود الهادفة إلى الحفاظ عليها، إضافة إلى تشجيع وتدريب المواهب والقدرات في مجالات الفنون التقليدية، وتوفير برامج تعليمية في مجالات الفنون التقليدية.