بايدن يلقي خطاباً في البرلمان الآيرلندي خلال زيارة تاريخية

بايدن برفقة الرئيس الآيرلندي وزوجته في دبلن أمس (د.ب.أ)
بايدن برفقة الرئيس الآيرلندي وزوجته في دبلن أمس (د.ب.أ)
TT

بايدن يلقي خطاباً في البرلمان الآيرلندي خلال زيارة تاريخية

بايدن برفقة الرئيس الآيرلندي وزوجته في دبلن أمس (د.ب.أ)
بايدن برفقة الرئيس الآيرلندي وزوجته في دبلن أمس (د.ب.أ)

بعد استقبال فاتر في الجانب الشمالي، لقي الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، ترحيباً حارّاً في آيرلندا؛ حيث ألقى خطاباً أمام البرلمان.
وقال بايدن، في خطاب تخلله تصفيق حار، إنه لم يلتق قط أميركياً من أصول آيرلندية لم يأمل في زيارة آيرلندا. وتابع: «رحلات أسلافنا وسّعت آفاقنا، وأصبحت العمود الفقري لتقدم أميركا بصفتها أمة».
وبعد محطة أولى مقتضبة في آيرلندا الشمالية، بدأ بايدن زيارة لجمهورية آيرلندا، حيث تجمّعت حشود لدى مرور موكبه في دبلن، كما استعرض ثلّة من حرس الشرف، لدى وصوله إلى مقرّ إقامة الرئيس مايكل هيغينز؛ للقائه.
وعبّر بايدن عن امتنانه لهذا الاستقبال، وقال ممازحاً الصحافيين: «لن أغادر»، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية». وبايدن، الذي بدا عليه الارتياح والسرور، زرع شجيرة في حديقة مقر إقامة الرئيس، على مقربة من شجرتين زرعهما اثنان من أسلافه. وكان الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قد حذا، قبله، حذو جون كينيدي، الذي زار آيرلندا في عام 1963، في حدث اتّخذ يومها أبعاداً كبرى. وعلى غرار كينيدي، ألقى بايدن خطاباً، أمام البرلمان الآيرلندي، في دبلن، وسبق أن أعلن لدى لقائه الرئيس ليو فارادكار أن البلدين يتشاركان «القيم والاهتمامات نفسها».
ويتجاوز ما يربط بايدن بآيرلندا الدبلوماسية إلى علاقات عائلية وتاريخية. ويزور بايدن آيرلندا على خطى أجداده الذين فرّ كثير منهم من آيرلندا هرباً من المجاعة وبحثاً عن حياة أفضل في الولايات المتحدة.
ولا يخلو هذا التعلّق بالجذور من دوافع سياسية، خصوصاً أن بايدن يدرس الترشّح لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المقرّرة في عام 2024، فطفولته، التي قضاها في كنف عشيرة آيرلندية متماسكة، تتيح له تلميع صورة الرئيس المتحدّر من أوساط متواضعة وكادحة، وهو ما من شأنه، ربما، أن يستميل أصوات 30 مليون أميركي يقولون إنهم متحدّرون من آيرلندا.
وتتيح الهجرة الآيرلندية لبايدن أن يركّز على خطابه المفضّل، ولا سيما الوعود و«الإمكانات» في الولايات المتحدة، و«الإيمان» بالمستقبل، واستعادة «الكرامة». وتتضمن زيارته الرسمية، اليوم، محطّتين في منطقتين تعتبران مهداً لعشيرتيْ فينيغان وبليويت اللتين يتحدّر منهما.
ورغم نجاح اليوم الأول من زيارته إلى آيرلندا، أثار بايدن جدلاً بارتكابه هفوة جديدة، ففي معرض حديثه عن أحد أقربائه؛ لاعب الرغبي روب كيرني، روى أنّ الأخير صعّب كثيراً مهمة «بلاك آند تانز»؛ وهي قوة بريطانية كانت قد قاتلت الانفصاليين الآيرلنديين في عشرينات القرن الماضي. وقالت مستشارته أماندا سلوت: «بالنسبة إلى أيّ مشجّع للرغبي في آيرلندا، من الواضح أن الرئيس كان يتحدث عن أول (بلاكس)»؛ المنتخب النيوزيلندي.
- «جزء من روحي»
توجّه بايدن، الرئيس الكاثوليكي الثاني فقط في تاريخ الولايات المتحدة، الأربعاء، جنوباً لتفقُّد نقطة إبحار بعض أجداده الآيرلنديين، في القرن التاسع عشر، بعد خطاب ألقاه في آيرلندا الشمالية التي تحكمها المملكة المتحدة. وخلال زيارة قلعة كالينغفورد، قال بايدن «إنّه شعور رائع! أشعر وكأنّني عدت إلى دياري». وبايدن، الذي أكد أن آيرلندا «جزء من روحي»، قال، لجمهور في جامعة ألستر في بلفاست، إنه حريص على السلام في الجزيرة المقسمة بأكملها.
وقبل ذلك، طغت على توقفه لليلة واحدة في بلفاست، اتهامات وجّهها إليه الوحدويون الموالون للمملكة المتحدة، على الرغم من محاولاته تعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة، بعد 25 عاماً من إبرام اتفاق سلام، بوساطة أميركية. وحثّ بايدن «الحزب الوحدوي الديمقراطي» على إنهاء مقاطعته للهيئة التشريعية في آيرلندا الشمالية، في مقابل وعد بقيام «عشرات الشركات الأميركية الكبرى» بالاستثمار في المقاطعة، إذا عاد الاستقرار السياسي.
ولقي بايدن في آيرلندا الشمالية استقبالاً فاتراً من الوحدويين المتمسكين بالوحدة مع المملكة المتحدة، علماً بأن هؤلاء يعرقلون تشكيل حكومة في المقاطعة، وقد وصفه بعضهم بأنه «معادٍ لبريطانيا»، لكنّ البيت الأبيض شدّد على أنه لم يتلقّ إلا ردود فعل «إيجابية» لزيارة الرئيس إلى بلفاست.


مقالات ذات صلة

بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

الولايات المتحدة​ بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

يتجه الرئيس الأميركي بايدن إلى مدينة نيويورك، الأسبوع المقبل، للمشاركة في حفل لجمع التبرعات لحملة إعادة انتخابه. ويستضيف الحفل المدير التنفيذي السابق لشركة «بلاكستون»، وتصل قيمة التذكرة إلى 25 ألف دولار للفرد الواحد. ويعدّ حفل جمع التبرعات الأول في خطط حملة بايدن بنيويورك، يعقبه حفل آخر يستضيفه جورج لوغوثيتيس، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ليبرا غروب» العالمية، الذي دعم الرئيس الأسبق باراك أوباما، ويعدّ من المتبرعين المنتظمين للحزب الديمقراطي. ويتوقع مديرو حملة بايدن أن تدر تلك الحفلات ما يصل إلى 2.5 مليون دولار.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن يدعو رئيس مجلس النواب الأميركي للتفاوض حول أزمة سقف الدين

بايدن يدعو رئيس مجلس النواب الأميركي للتفاوض حول أزمة سقف الدين

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أجرى محادثة هاتفية الاثنين مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي حول أزمة رفع سقف الدين الوطني للولايات المتحدة، ودعاه للتفاوض شخصيا الأسبوع المقبل. وقال بيان مقتضب إن بايدن دعا مكارثي وكبار القادة الجمهوريين والديموقراطيين الآخرين في الكونغرس «لاجتماع في البيت الأبيض في 9 مايو(أيار)». بصفته رئيسا للغالبية الجمهورية في مجلس النواب، يملك مكارثي سلطة رقابية أساسية على الميزانية الأميركية. ومع ذلك، كان بايدن واضحا بأنه لن يقبل اقتراح مكارثي ربط رفع سقف الدين بخفض كبير في الإنفاق على برامج يعتبرها الديموقراطيون حيوية للأميركيين. وزاد هذا المأزق من احتمال أول

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتعهد «سحق» بايدن انتخابياً

ترمب يتعهد «سحق» بايدن انتخابياً

تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، «سحق» الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما أدلى نائبه مايك بنس بشهادته في إطار تحقيق فيدرالي بشأن هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول. وقال ترمب، الخميس، أمام حشد من نحو 1500 مناصر، «الاختيار في هذه الانتخابات هو بين القوة أو الضعف، والنجاح أو الفشل، والأمان أو الفوضى، والسلام أو الحرب، والازدهار أو الكارثة». وتابع: «نحن نعيش في كارثة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هجوم على ترشح بايدن للرئاسة بسبب عمره: قد يموت على الكرسي

هجوم على ترشح بايدن للرئاسة بسبب عمره: قد يموت على الكرسي

قالت المرشحة للرئاسة الأميركية نيكي هايلي إن الرئيس الأميركي جو بايدن قد يموت في منصبه في حال أعيد انتخابه. وسلطت حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة البالغة من العمر 51 عامًا، وسفيرة دونالد ترمب السابقة لدى الأمم المتحدة الضوء على سن بايدن، وقالت لشبكة «فوكس نيوز»: «أعتقد أنه يمكننا جميعًا القول إنه إذا صوتنا لجو بايدن، فإننا نعول حقاً على الرئيسة هاريس، لأن فكرة أنه سيبلغ سن 86 عاماً ليست عادية». عندما أعلنت ترشحها لسباق الرئاسة، دعت هايلي جميع المرشحين الذين تزيد أعمارهم على 75 عامًا إلى اختبار معرفي - والذي سينطبق على بايدن البالغ من العمر 80 عامًا، ودونالد ترامب البالغ من العمر 76 عامًا. يظ

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن سيلتقي 18 من قادة المحيط الهادئ في بابوا غينيا الجديدة

بايدن سيلتقي 18 من قادة المحيط الهادئ في بابوا غينيا الجديدة

أعلن وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة اليوم (السبت)، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي 18 زعيما من قادة منطقة جنوب المحيط الهادئ خلال زيارته للأرخبيل في مايو (أيار) المقبل في إشارة إلى حملة متجددة لجذب حلفاء في المنطقة. وقال وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو إن بايدن يخطط للقاء أعضاء كتلة منتدى جزر المحيط الهادئ في العاصمة بينما تحاول الولايات المتحدة تكثيف حملتها الدبلوماسية لجذب حلفاء في المنطقة. وبين القادة المدعوين رئيسا وزراء أستراليا ونيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اتّساع نطاق الحرائق في لوس أنجليس... وحصيلة القتلى ترتفع إلى 16

عنصرا إطفاء يتابعان حريقاً في باليساديس بلوس أنجليس (رويترز)
عنصرا إطفاء يتابعان حريقاً في باليساديس بلوس أنجليس (رويترز)
TT

اتّساع نطاق الحرائق في لوس أنجليس... وحصيلة القتلى ترتفع إلى 16

عنصرا إطفاء يتابعان حريقاً في باليساديس بلوس أنجليس (رويترز)
عنصرا إطفاء يتابعان حريقاً في باليساديس بلوس أنجليس (رويترز)

اتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجليس منذ 5 أيام، التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلاً، السبت، لتطول مناطق كانت بمنأى من النيران.

ونشر الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجليس لائحة بالقتلى، دون ذكر تفاصيل عن هوياتهم. وجاء في الوثيقة أنه عُثِر على 5 من القتلى في منطقة حرائق باليساديس، و11 في منطقة حرائق إيتون، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأتت هذه الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأميركية، مدمّرة أكثر من 12 ألف مبنى و15 ألف هكتار من الأراضي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال اجتماع في البيت الأبيض، إن المشهد «أشبه بساحة حرب وعمليات قصف».

أحد سكان كاليفورنيا وزوجته يتفقدان بقايا منزلهما الذي دُمّر في حرائق لوس أنجليس (رويترز)

ورغم الأعداد الكبيرة للإطفائيين المشاركين في احتواء الحرائق، صدرت أوامر إخلاء طالت الجزء الشرقي من باسيفيك باليسايدس في منطقة تضمّ خصوصاً «مركز غيتي». وتُعرض في هذا المتحف الشهير، المشيّد في جزء منه بحجر مقاوم للنيران، 125 ألف تحفة فنية.

ويتوقّع أن تشتد الرياح التي تراجعت سرعتها الجمعة، اعتباراً من السبت، وفق الوكالة الفيدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية، ما يضعف الآمال في احتواء الكارثة.

ووُجّهت انتقادات إلى السلطات على خلفية مدى جهوزيتها وطريقة استجابتها، رغم أنه من المبكّر معرفة سبب الحرائق.

وقالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كراولي، لمحطة «كاي تي تي في» التابعة لـ«فوكس نيوز»، إن «ثمة نقصاً متواصلاً في الطواقم والموارد والأموال»..

لكن خلال مؤتمر صحافي عُقِد السبت، بحضور كراولي، قلّلت رئيسة البلدية كارين باس من أهمية التوترات السائدة، مشدّدة على أن المسؤولين السياسيين وأجهزة الإغاثة والأمن كانوا «جميعاً على الموجة نفسها».

طائرة مروحية تلقي الماء على جزء من حرائق لوس أنجليس في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وأعلنت المكسيك، السبت، إرسال تعزيزات للمساعدة في مكافحة الحرائق بلوس أنجليس.

حظر تجول

وأعرب البابا فرنسيس، السبت، عن «الحزن» بسبب الأرواح المفقودة والأضرار، مبدياً «تعاطفاً روحياً» مع المنكوبين بهذه «الفاجعة»، وفق برقية وجّهها إلى رئيس أساقفة لوس أنجليس.

في ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أُخلِيَت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارماً يسري بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحاً، في منطقتي باسيفيك باليسايدس والتادينا الأكثر تضرراً.

إزاء حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا غافين نيسوم، الجمعة، «مراجعة مستقلة شاملة» لأجهزة توزيع المياه في المدينة. وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى، بأنه «مقلق جداً»، وهو الأمر الذي تسبب باتساع رقعة الحرائق.

أشخاص يبحثون وسط أنقاض كنيس باسادينا الذي تعرض للدمار في حرائق لوس أنجليس (أ.ف.ب)

وكتب في رسالة مفتوحة: «نحن بحاجة إلى إجابات لمعرفة ما حدث».

والتهم الحريق الرئيسي من أصل 4 حرائق لا تزال نشطة، أكثر من 8 آلاف هكتار على ساحل ماليبو وحي باسيفيك باليسايدس الراقي حيث أكدت فرق الإطفاء أنها سيطرت على 11 في المائة من النيران حتى صباح السبت.

ومن الأشخاص الذين فقدوا منازلهم، الممثل ميل غيبسون الذي قال لـ«نيونايشن» إنه مصدوم جداً لخسارته منزله في ماليبو.

وقالت نيكول بيري، التي أتت النيران على منزلها في باسيفيك باليسايدس، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن السلطات «تخلّت بالكامل» عن السكان.

وحضر الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، اللذان قطعا العلاقات مع العائلة الملكية البريطانية سنة 2020، وانتقلا للعيش في كاليفورنيا، لمواساة المنكوبين في باسادينا.

أحد عناصر الإطفاء يصوب خرطوم المياه باتجاه حريق في حي مانديفيل كانيون بلوس أنجليس (أ.ف.ب)

وأُخلِيَت مئات آلاف المساكن في لوس أنجليس، في ظلّ تواصل أوامر الإخلاء التي صدر بعضها من طريق الخطأ. ونُشِرت تعزيزات عسكرية، فيما أوقف عشرات الأشخاص.

انتقادات

دعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه، لأن 3 خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت.

وقد تكون تكلفة هذه الحرائق الأعلى حتى الآن. وقدرت «أكيو ويذر» الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار.

واعتبر الرئيس بايدن أن «ديماغوجيين كثيرين» يحاولون استغلال المعلومات المغلوطة قيد الانتشار حول الكارثة.

سيارة وزهور مغطاة بمواد إطفاء الحرائق في لوس أنجليس (رويترز)

ولم يُسمّ بايدن أشخاصا محدّدين، غير أنّ خلفه الجمهوري دونالد ترمب نشر كمّاً كبيراً من المعلومات الخاطئة على شبكته «تروث سوشيال»، إذ قال خصوصاً إن كاليفورنيا تفتقر للمياه بسبب السياسات البيئية للديمقراطيين التي كانت تستخدم مياه الأمطار لحماية «سمك لا فائدة منه».

جسيمات سامة

وحذرت السلطات الصحية في لوس أنجليس، السبت، السكان من المخاطر الصحية الناجمة من دخان حرائق الغابات الواسعة التي دمرت مساحات شاسعة من المدينة الواقعة في كاليفورنيا، وحضَّتهم على ملازمة منازلهم.

أحد عناصر الإطفاء يخمد حريقاً في مانديفيل كانيون بلوس أنجليس (أ.ف.ب)

وقال أنيش ماهاجان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجليس، في مؤتمر صحافي: «نحن جميعاً نواجه دخان حرائق الغابات، وهو مزيج من الجسيمات الصغيرة والغازات وأبخرة الماء».

وأضاف: «إنها جسيمات صغيرة تدخل إلى الأنف والحلق وتسبب التهاب الحلق والصداع». وتابع: «في المناطق التي يكون فيها الدخان مرئياً أو تكون هناك رائحة دخان، وحتى في الأماكن التي لا يمكنكم رؤية (الدخان) فيها، نحن نعلم أن جودة الهواء رديئة، لذا يجب عليكم الحد من تعرضكم للهواء الطلق قدر الإمكان».

عناصر من قسم الإطفاء يتجمعون في حي مانديفيل كانيون بلوس أنجليس (أ.ف.ب)

ووفقاً لماهاجان، يتوجب أيضاً على الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة البقاء داخل المنازل قدر الإمكان واستخدام نظام لتنقية الهواء. وأوصى مَن يُضطَرون للعمل في الهواء الطلق بوضع كمامة، للوقاية من الجسيمات الدقيقة.

أما الشباب وكبار السن والمرضى فيجب عليهم خصوصاً توخي الحذر.

جنود من الحرس الوطني الأميركي يقفون في حاجز بحي مانديفيل كانيون (أ.ف.ب)

وأتت الحرائق المتعددة على مساحات شاسعة من المناطق، وحوّلت منازل وشركات وسيارات ونباتات إلى رماد. وخلال اندلاع هذه الحرائق، احترقت مواد بلاستيكية وكيميائية ووقود ومواد بناء، ما أدى إلى انتشار جسيمات سامة في هواء المنطقة المكتظة بالسكان.

والجمعة أعلنت مقاطعة لوس أنجليس حال الطوارئ الصحية، بسبب الدخان، وحظرت استخدام آلات، مثل نافخات أوراق الشجر التي يمكن أن تنفث الأبخرة الخطرة.

عنصرا إطفاء يتابعان حريقاً في باليساديس بلوس أنجليس (رويترز)

والرياح التي تهب راهناً معروفة باسم «سانتا آنا»، وهي مألوفة في فصلَي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ عام 2011، على ما أفاد به خبراء بالأرصاد الجوية.

تشكل هذه الرياح كابوساً للإطفائيين، لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جداً أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس حالياً بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة. ويشير علماء بانتظام إلى أن التغيُّر المناخي يزيد توتر الظواهر الجوية القصوى.