موسكو لن تسمح بتحويل البحر الأسود إلى «بحيرة للناتو»

اتهمت الغرب بتأجيج الوضع في منطقة القوقاز

صورة جامعة للمشاركين في مؤتمر بوخارست (إ.ب.أ)
صورة جامعة للمشاركين في مؤتمر بوخارست (إ.ب.أ)
TT

موسكو لن تسمح بتحويل البحر الأسود إلى «بحيرة للناتو»

صورة جامعة للمشاركين في مؤتمر بوخارست (إ.ب.أ)
صورة جامعة للمشاركين في مؤتمر بوخارست (إ.ب.أ)

أكد الكرملين، الخميس، أن روسيا «لن تسمح بتحويل البحر الأسود إلى بحيرة أطلسية»، في رد على تصريحات أوكرانية دعت إلى «تسريع هذه العملية».
ورد الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف بحزم على تصريحات وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا حول الوضع في البحر الأسود. وقال بيسكوف للصحافيين إن الحديث عن تحويل البحر الأسود إلى «بحيرة أطلسية» بعيد من الواقع و«متناقض ولن يحدث أبداً».
وكان كوليبا قال، في كلمة عبر الفيديو أمام مؤتمر عن أمن البحر الأسود في بوخارست، إنه «حان الوقت لتحويل البحر الأسود إلى منطقة خاضعة لنفوذ الحلف الأطلسي والعمل على نزع السلاح فيها». وحملت العبارة إشارة إلى منطقة حوض بحر البلطيق، في إطار تداعيات انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، واحتمال انضمام السويد كذلك إلى الحلف في غضون أسابيع. ويعكس توسيع الحلف الغربي بضم البلدين، تحول بحر البلطيق إلى بحيرة يسيطر عليها الأطلسي بشكل واسع، وهو أمر حفز الجانب الأوكراني على عقد مقارنات والحديث عن سيناريو مماثل في البحر الأسود.
وحملت دعوة كوليبا في وقت سابق الغرب إلى إيجاد «رؤية مشتركة للوضع في البحر الأسود» إشارة واضحة في هذا الصدد، وقال إن بلاده «تأسف لأن الغرب ليست لديه استراتيجية واضحة ومنسقة حول الوضع في البحر الأسود»، وقال إنه من الضروري، تحويله إلى «بحر الناتو» وضرورة جعله منطقة منزوعة السلاح.
وزاد: «لقد حان الوقت لتحويل البحر الأسود إلى ما أصبح عليه بحر البلطيق، إلى بحيرة للناتو... ندعو إلى نزع السلاح من البحر الأسود حتى تتمكن البلدان المسالمة التي تحترم القانون من استخدامه للتجارة والسفر». وزاد كوليبا أن بلاده لن تتخلى عن مسار استعادة «كل الأراضي التي احتلتها روسيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم» التي تقع على البحر الأسود.
ورد بيسكوف على هذه العبارة بالإشارة إلى «تناقض الدعوة الأوكرانية بين نزاع السلاح في المنطقة، وجعلها بحيرة للحلف الأطلسي»، في إشارة إلى مواصلة الحلف نشر الأسلحة على طول خطوط التماس مع روسيا.
وقال بيسكوف: «إن البيان نفسه يستند إلى تناقضين: الناتو ونزع السلاح مفهومان متعارضان (...) البحر الأسود لن يكون أبداً بحراً للناتو».
على صعيد آخر، حذر نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي، من محاولات تقوم بها الأجهزة الخاصة الغربية لتأجيج الوضع في منطقة شمال القوقاز، واستفزاز عناصر توتر جديدة في المنطقة. وقال خلال اجتماع أمني: «إن المنظمات الأجنبية غير الحكومية تستخدم العمالة الوافدة للتحريض على النزاعات القومية والانفصالية، وتأجيج الخلافات الدينية والاجتماعية في شمال القوقاز».
وزاد أن «الهياكل الأجنبية المعادية لروسيا تحاول إثارة الوضع في المنطقة»، لافتاً إلى «عامل خطير يشكل تهديداً، هو نشاط المنظمات غير الحكومية الأجنبية التي تحاول استخدام الرابطات العامة والدينية، والشتات الوطني، والعمال الأجانب المهاجرين لإثارة المشاعر القومية والانفصالية، والتحريض على الكراهية الدينية والاجتماعية، والإضرار بالروحانية والأخلاقية التقليدية، والقيم والثقافة والذاكرة التاريخية للشعب الروسي».
كما اتهم باتروشيف الاستخبارات الغربية بتنشيط «خلايا نائمة» من الإرهابيين والقوميين المتطرفين في شمال القوقاز، و«دعم تكثيف الدعاية وأعمال التجنيد للخلايا المتشددة».
وذكر أنه «بين النتائج التي برزت أخيراً في جمهورية إنغوشيا (شمال القوقاز)، الهجوم الذي شنته مجموعة مسلحة من العصابات على ضباط إنفاذ القانون».
من جهة أخرى، قال المسؤول الأمني الروسي، إن واشنطن تمارس ضغوطاً على الجمهوريات السوفياتية السابقة، في محاولة لجر مواطنيها إلى «الأعمال العدائية في أوكرانيا».
وأوضح: «تسعى الولايات المتحدة الآن مرة أخرى إلى إثارة الصراعات حول روسيا، والضغط على دول من بين جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ومحاولة جر مواطنيها إلى الحرب في أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.

العالم إسبانيا تستدعي سفير روسيا إثر «هجوم» على حكومتها عبر «تويتر»

إسبانيا تستدعي سفير روسيا إثر «هجوم» على حكومتها عبر «تويتر»

أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، أنها استدعت السفير الروسي في مدريد، بعد «هجمات» شنتها السفارة على الحكومة عبر موقع «تويتر». وقال متحدث باسم الوزارة، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن الغرض من الاستدعاء الذي تم الخميس، هو «الاحتجاج على الهجمات ضد الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم {الناتو} يؤكد تسليم أوكرانيا كل المركبات اللازمة لهجوم الربيع

{الناتو} يؤكد تسليم أوكرانيا كل المركبات اللازمة لهجوم الربيع

أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن جميع المركبات القتالية، التي وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتسليمها في الوقت المناسب، تمهيداً لهجوم الربيع المضاد المتوقع الذي قد تشنه كييف، قد وصلت تقريباً. وقال الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، إن «أكثر من 98 في المائة من المركبات القتالية موجودة بالفعل». وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب يوم الأربعاء: «أنا واثق جداً من أننا قدمنا العتاد الذي يحتاجون إليه، وسنواصل الإمدادات للحفاظ على عملياتهم أيضاً».

العالم الناتو يؤكد تسليم كل المركبات القتالية اللازمة لهجوم الربيع الأوكراني

الناتو يؤكد تسليم كل المركبات القتالية اللازمة لهجوم الربيع الأوكراني

أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن جميع المركبات القتالية، التي وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتسليمها في الوقت المناسب، تمهيداً لهجوم الربيع المضاد المتوقع الذي قد تشنه كييف، قد وصلت تقريباً. وقال الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، إن «أكثر من 98 في المائة من المركبات القتالية موجودة بالفعل». وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي الأربعاء: «أنا واثق جداً من أننا قدمنا العتاد الذي يحتاجون إليه، وسنواصل الإمدادات للحفاظ على عملياتهم أيضاً».

العالم مقاتلات ألمانية وبريطانية تعترض طائرات روسية فوق البلطيق

مقاتلات ألمانية وبريطانية تعترض طائرات روسية فوق البلطيق

اعترضت مقاتلات ألمانية وبريطانية ثلاث طائرات استطلاع روسية في المجال الجوي الدولي فوق بحر البلطيق، حسبما ذكرت القوات الجوية الألمانية اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ولم تكن الطائرات الثلاث؛ طائرتان مقاتلتان من طراز «إس يو – 27» وطائرة «إليوشين إل – 20»، ترسل إشارات جهاز الإرسال والاستقبال الخاصة بها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».