أسفر الهجوم الجوي الذي شنّته المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار (بورما)على منطقة ساغاينغ في وسط البلاد الثلاثاء، عن مقتل ما لا يقل عن 130 شخصاً وفقاً لتقديرات جديدة، بينما «أدانته بشدّة» رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) الخميس. ولم تقدّم السلطات حتى الآن أي حصيلة لهذا الهجوم.
ورداً على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، الخميس، قال قروي شارك في أعمال الإغاثة مشترطاً عدم كشف اسمه: «جارٍ إحصاء 130 جثة والتعرّف عليها». وأشار إلى أنّ أشلاء بشرية تناثرت في المنطقة المتضرّرة حول قرية بازي جيي، الأمر الذي يجعل التعرّف على هوية القتلى صعباً في بعض الأحيان.
وأضاف المصدر ذاته «نستخدم إطارات قديمة لحرق الجثث»، كما لفت إلى أنّه لا يزال هناك 28 شخصاً في عداد المفقودين.
وأفادت وسائل إعلام عدّة، من بينها خدمة «بي بي سي» بالبورمية وموقع إيراوادي الإخباري وإذاعة آسيا الحرّة، بسقوط 130 قتيلاً، بينما أشارت منظمة الأمم المتحدة إلى مقتل نحو مائة شخص على الأقل.
من جهتها، تحدثت محطة «سي إن إن» عن مقتل أكثر من 160 شخصاً، مستشهدة برقم قدّمه نائب سابق موجود في المنفى.
وأدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأربعاء الهجوم «المروّع»، مشيراً إلى أنه يدلّ على «تجاهل صارخ لأعراف القانون الدولي».
وقال تورك في بيان «يبدو أنّ بين الضحايا أطفالاً كانوا يرقصون مع مدنيين آخرين خلال افتتاح مركز في قرية بازي جيي في مقاطعة كانبالو».
واعترفت المجموعة العسكرية الحاكمة ليل الثلاثاء - الأربعاء على لسان المتحدث باسمها زاو مين تون، بأنه «قد يكون (بين الضحايا) أشخاص يرتدون ملابس مدنية»، من دون ذكر أي حصيلة للضحايا.
لكنّ الجيش أصرّ على أنه استهدف تجمّعاً لمعارضين مسلّحين خلال فتح مكتب لقوات الدفاع عن الشعب، وصفهم المتحدث بأنهم «إرهابيون».
وقال المتحدث نفسه «حسب المعلومات التي حصلنا عليها في الميدان، لم يسقط القتلى بسبب هجومنا فقط»، مضيفا: «كانت هناك ألغام زرعتها قوات الدفاع عن الشعب حول هذه المنطقة».
الخميس، ندّدت رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، التي تتعرّض لانتقادات بسبب عدم تحرّكها بشأن الأزمة في بورما، «بشدّة»، بالهجمات الجوية القاتلة، وفقاً لبيان نشرته إندونيسيا التي تترأس الرابطة هذه السنة.
وقال البيان «يجب وقف كلّ أشكال العنف فوراً؛ خصوصاً استخدام القوة ضدّ المدنيين».
ولا يعني نشر بيان من قبل رئاسة الرابطة موافقة كلّ أعضائها. وبورما نفسها عضو في «رابطة دول جنوب شرقي آسيا»، رغم أنّ رئيس المجلس العسكري رفض حضور قممها.
وكان المجلس العسكري البورمي قد أطاح حكومة أونغ سان سو تشي المدنية في فبراير (شباط) 2021، وقمع المعارضين والجماعات المسلّحة في عمليات خلّفت أكثر من 3200 قتيل، وفقاً لمنظمة محلية لمراقبة حقوق الإنسان.
وبحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يراقب الصراع، فقد شنّ الجيش 689 غارة جوية بواسطة طائرات مسيّرة منذ الانقلاب.
الهجوم الجوي في ميانمار أسفر عن مقتل 130 شخصاً وفقاً لتقديرات جديدة
الهجوم الجوي في ميانمار أسفر عن مقتل 130 شخصاً وفقاً لتقديرات جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة