مصر تُحفز المزارعين مادياً على إنتاج القمح المحلي

الحكومة أقرت دعماً جديداً لأسعار التوريد

جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس (الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس (الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تُحفز المزارعين مادياً على إنتاج القمح المحلي

جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس (الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس (الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري)

أقرت مصر دعما جديدا لأسعار توريد القمح في الموسم الحالي، بهدف تحفيز المزارعين ماديا على زراعته محليا، ما يسهم في تخفيض "فاتورة الاستيراد" التي تكلف الدولة مبالغ كبيرة، لا سيما مع انخفاض سعر العملة المحلية أمام الدولار.
ووفقا لبيان الحكومة المصرية، لأربعاء، فإن "مجلس الوزراء وافق في اجتماعه على زيادة سعر توريد أردب القمح من المزارعين في الموسم الجديد لعام 2023 ليصل إلى 1500 جنيه"، وتبلغ الزيادة 250 جنيها، إذ كان سعر الأردب 1250 جنيها (الدولار بـ30.8 جنيه).
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، السفير نادر سعد إن "قرار زيادة سعر توريد القمح يسهم في دعم المزارع المصري، وتشجيعه على التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية، كما يسهم في تخفيض الفاتورة الاستيرادية"، لافتا في تصريحات صحافية إلى أن "القرار يأتي تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمراجعة سعر توريد القمح للفلاحين للموسم الزراعي الحالي".
وتسعى مصر إلى زيادة إنتاجها من السلع الاستراتيجية لمواجهة موجة الغلاء العالمية، وتقليل معدلات الاستيراد، عبر تطوير القطاع الزراعي ودعم المزارعين وتوفير الأسمدة والبذور ومستلزمات الإنتاج، ويعد القمح من السلع الاستراتيجية الرئيسية، إذ يشكل المكون الأساسي للخبز البلدي الذي يعتمد عليه المصريون في غذائهم بشكل يومي.
وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري السيد القصير أن "القطاع الزراعي المصري حقق العديد من النجاحات غير المسبوقة، تمثلت في زيادة الصادرات الزراعية حيث بلغت 6.5 مليون طن لأول مرة ، وتم فتح أسواق جديدة لم تكن إتاحتها سهلة في السابق"، موضحا خلال لقائه أعضاء مجلس إدارة المهن الزراعية أمس (الثلاثاء) أنه "يمكن للدولة المصرية زيادة الصادرات الزراعية لتوفير العملة الصعبة، مع الاهتمام في ذات الوقت بعمليات التصنيع الزراعية".
ووفقا لوزير الزراعة المصري "بلغت مساحة زراعة القمح في مصر بالموسم 2021- 2022 نحو 3.65 مليون فدان، تنتج نحو 10 ملايين طن". ويبدأ موسم زراعة القمح في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) حتى نهاية شهر يناير (كانون الثاني)، في حين يبدأ موسم الحصاد من منتصف أبريل (نيسان) حتى منتصف يوليو (تموز).
وقال أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، الدكتور خيري حامد العشماوي لـ"الشرق الأوسط"، إن "قرار زيادة سعر توريد أردب القمح لن يسهم في زيادة المساحة المزروعة من القمح في الموسم الحالي، لأن موسم الزراعة انتهى في يناير (كانون الثاني) الماضي، والآن في موسم الحصاد"، موضحا أن "القرار سيكون له تأثير إيجابي في تحفيز المزارعين على توريد القمح للدولة بدلا من توريده للتجار بسعر أعلى، ومن الممكن أن يساهم في تحفيز المزارعين لزراعة القمح خلال موسم العام القادم".
وذكر تقرير لوزارة الزراعة المصرية أن "مصر حققت اكتفاء ذاتيا من القمح بنسبة 50 بالمائة". وأوضح التقرير الذي أصدره معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لوزارة الزراعة مطلع العام الجاري، أن "مصر حققت طفرة كبيرة في ارتفاع متوسط إنتاجية فدان القمح، حيث كانت تبلغ خلال الثمانينيات 8 أردب للفدان، في حين وصلت حاليا لـ19 أردبا للفدان".


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.