ترقّب في شرق سوريا غداة هجوم على قاعدة للتحالف الدولي

أفراد من «قوات سوريا الديمقراطية» وجنود أميركيون قرب منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 27 مارس الماضي (أ.ف.ب)
أفراد من «قوات سوريا الديمقراطية» وجنود أميركيون قرب منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 27 مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

ترقّب في شرق سوريا غداة هجوم على قاعدة للتحالف الدولي

أفراد من «قوات سوريا الديمقراطية» وجنود أميركيون قرب منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 27 مارس الماضي (أ.ف.ب)
أفراد من «قوات سوريا الديمقراطية» وجنود أميركيون قرب منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 27 مارس الماضي (أ.ف.ب)

ساد الترقب شرق سوريا أمس غداة إعلان الولايات المتحدة عن هجوم صاروخي استهدف قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بمحافظة دير الزور؛ ما زاد من وتيرة التوتر بين القوات الغربية المنتشرة شرق سوريا وبين ميليشيات موالية لإيران.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، الاثنين، إن هجوماً صاروخياً استهدف قوات التحالف الدولي في قاعدة «كونيكو» بشمال شرقي سوريا، لكنه لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار. وأضافت في بيان، أن صاروخاً سقط بالقرب من قاعدة التحالف الدولي بينما تم العثور على صاروخ آخر في الموقع الذي نُفذ منه الهجوم، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».
وفي وقت سابق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن قوات التحالف المتمركزة في قاعدة حقل «كونيكو» للغاز أسقطت طائرة مسيّرة يُرجح أنها تابعة لميليشيات موالية لإيران في ريف دير الزور الشرقي بسوريا. وذكر «المرصد»، أن منطاداً تابعاً للتحالف الدولي حلّق في أجواء المنطقة وسط «استنفار» للقوات داخل القواعد العسكرية هناك.
وكانت قوات التحالف الدولي وفصائل موالية لإيران تبادلت القصف في شرق سوريا في أواخر الشهر الماضي؛ مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وفي هذا الإطار، قال «المرصد السوري»، إن مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الإيرانية في دير الزور تشهد استنفاراً متواصلاً للميليشيات المسيطرة فعلياً على المنطقة، بالإضافة إلى جلب تعزيزات بين الحين والآخر والقيام بعمليات إعادة تموضع للقوات تحسباً لاستهدافها من قِبل قوات «التحالف الدولي». وأشار إلى أن الأوضاع تصاعدت بشكل لافت بعد «القصف العنيف والمتبادل» بين الطرفين في 23 مارس (آذار) الفائت. ولفت إلى أن بداية تصعيد القصف كانت من قِبل الميليشيات الإيرانية التي أرسلت طائرة مسيّرة «قادمة من العراق» لاستهداف مطار واقع ضمن «قاعدة خراب الجير» التابعة للتحالف الدولي بريف الحسكة؛ ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي وإصابة جنود أميركيين. وردت طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية، مستهدفة مستودع سلاح وذخيرة في مركز الحبوب ومركز التنمية الريفية مقابل إسكان الضباط في حي هرابش بمدينة دير الزور، ومواقع أخرى في بادية البوكمال وأطراف الميادين الجنوبية. ووثق «المرصد السوري»، مقتل 19 شخصاً خلال جولة القصف هم 11 من الميليشيات الموالية لإيران من الجنسية السورية، و3 من قوات النظام، و5 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية.
ولفت «المرصد» إلى أنه عقب ذلك بدأت الميليشيات الإيرانية، ومعها قوات النظام، حالة استنفار دائم ومحاولات تمويه مواقع تواجدها وتنفيذ إعادة انتشار وتموضع، فضلاً عن الدفع بتعزيزات عسكرية من سلاح وعتاد وعناصر إلى مقراتها ونقاط انتشارها، لا سيما في مدينتي الميادين والبوكمال في الريف الشرقي لدير الزور.
في غضون ذلك، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية، بأن القوات الأميركية واصلت «سرقة» كميات كبيرة من النفط السوري من حقول الجزيرة (شمال شرقي سوريا)، ونقلتها إلى قواعدها في الأراضي العراقية. ونقلت «سانا» عن مصادر أهلية بريف منطقة اليعربية بمحافظة الحسكة قولها، إن «رتلاً للاحتلال الأميركي» مؤلفاً من 77 آلية، بينها 32 صهريجاً معبأة بـ«النفط المسروق من الحقول السورية»، إضافة إلى ست مدرعات عسكرية، خرج من ريف الحسكة عبر معبر الوليد باتجاه قواعد أميركية على الأراضي العراقية». وأشارت الوكالة إلى أنه في 25 من مارس الماضي، «سرق الاحتلال الأميركي حمولة 80 صهريجاً من النفط السوري من حقول الجزيرة، ونقلها إلى قواعده في العراق».
إلى ذلك، أفاد «المرصد» بأن أربعة من قوات النظام قُتلوا وجرح آخر في هجوم يرجح أنه لتنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي. وأضاف، أن الهجوم استهدف إحدى نقاط قوات النظام قرب قرية جب الجراح بريف حمص وتم خلاله استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وفي شمال غربي سوريا، قُتل عنصر من قوات النظام أمس قنصاً برصاص كتيبة «أنصار التوحيد» على محور قرية الدارة الكبير بريف إدلب الجنوبي ضمن منطقة التهدئة التي اتفق عليها قبل سنوات الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان. وجاء الحادث بعد يوم من مقتل عنصرين آخرين من قوات النظام قنصاً برصاص «سرايا القنص» التابعة لفصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» على محور الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي. وأشار «المرصد» إلى أن «منطقة بوتين - إردوغان» المفترض أن تسودها التهدئة، تشهد هذه الأيام عمليات قنص وتسلل واستهدافات متبادلة بين قوات النظام والفصائل التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً).


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران في بيان: «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة».

وأضاف سريع: «نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر».

وأشار إلى أن هذا الاستهداف «هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس (آب) الحالي».

وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته «أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو».

كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم «وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يواصل الحوثيون استهداف كثير من السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لغزة».