باتيلي يعوّل على دورَي المنفي والدبيبة لإجراء الانتخابات

حكومة «الاستقرار» تستعد لاقتراع البلديات

اجتماع المنفي والدبيبة مع لجنة «5+5» العسكرية المشتركة (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي والدبيبة مع لجنة «5+5» العسكرية المشتركة (المجلس الرئاسي)
TT

باتيلي يعوّل على دورَي المنفي والدبيبة لإجراء الانتخابات

اجتماع المنفي والدبيبة مع لجنة «5+5» العسكرية المشتركة (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي والدبيبة مع لجنة «5+5» العسكرية المشتركة (المجلس الرئاسي)

بدا أن عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، يعوّل على دور كل من محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، بينما وجهت حكومة «الاستقرار» الموازية برئاسة فتحي باشاغا، دعوة مفاجئة إلى المواطنين للتسجيل بمنظومة الناخبين.
وأعلن المنفي أنه ناقش، ونائبه عبد الله اللافي، بصفتهما «القائد الأعلى للجيش الليبي»، في اجتماع عُقد مساء أمس (الاثنين) بالعاصمة طرابلس، وضم الدبيبة باعتباره أيضاً وزيراً للدفاع في حكومة «الوحدة» التي يترأسها، ومحمد الحداد رئيس أركان قواتها، وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5)، الوضع العسكري ومسار توحيد المؤسسة العسكرية.
وأوضح أنه تلقى إحاطة من أعضاء اللجنة بتفاصيل اجتماعاتهم الأخيرة في طرابلس وبنغازي، لافتاً إلى أنهم قدموا إجابات عن تساؤلات متعلقة بمستجدات عمل اللجنة وسُبل دعمها.
وكان المنفي والدبيبة، قد استبقا هذا الاجتماع بعقد لقاءين منفصلين مع باتيلي، الذي قدم إحاطة بنتائج زياراته الأخيرة لبعض دول الجوار، ولقاءاته مع عدد من الأطراف المحلية ولجنة «5 + 5»، كما استعرض ملف خروج «المرتزقة» والقوات الأجنبية من ليبيا.
ونقل المنفي عن باتيلي، إشادته بـ«دوره الداعم للذهاب للانتخابات خلال العام الحالي»، معتبراً المجلس الرئاسي «شريكاً أساسياً في خطة الأمم المتحدة» لتنظيم الانتخابات.
بدوره نقل الدبيبة عن باتيلي «إشادته» في الاجتماع، الذي حضرته وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، بلقاء عمداء ليبيا كافة تحت رعاية حكومة «الوحدة» أخيراً، الذي يعتبر تأكيداً على وحدة ليبيا واستقرارها.
وقال الدبيبة، إن باتيلي أطلعه على نتائج جولته، لمناقشة خروج المقاتلين الأجانب وفق تنسيق دولي، واجتماع بنغازي الأخير بشأن التنسيق الأمني، ونتائج زيارته لمدينة سبها واجتماعاته فيها.
وأكد الدبيبة دعم حكومته لجهود باتيلي في المسارات كافة للوصول إلى الانتخابات، مشيراً إلى تقديم المنقوش إحاطة بجهودها بشأن الملفين التشادي والسوداني، والمصالحة بين الأطراف المتصارعة للبناء عليها ضمن جهود البعثة الأممية.
بدوره، قال باتيلي إنه شدد خلال لقائه مع المنفي، على أهمية دور المجلس الرئاسي في دعم «المسارات المختلفة»، التي تيسرها الأمم المتحدة للتمكين من إجراء الانتخابات هذا العام، موضحاً أنه شدد في اجتماعه مع الدبيبة على أن الانتخابات مطلب للشعب الليبي، ويجب على القادة الليبيين جميعاً الوفاء بالتزاماتهم لتحقيقها هذا العام.
ونقل عن الدبيبة، تأكيده دعمه لجهود الأمم المتحدة في المسار الأمني، وأيضاً الجهود الرامية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة هذا العام.
في غضون ذلك، ستجتمع لجنة «6 + 6» المسؤولة عن وضع القوانين الانتخابية، التي تضم ممثلي مجلسي النواب والأعلى للدولة، مطلع الأسبوع المقبل؛ لتحديد مقر وآلية عملها.
وأبلغ عمر أبو ليفة رئيس لجنة «6+6» بمجلس الدولة، وسائل إعلام محلية، أنها ستبدأ عملها رسمياً، عقب عيد الفطر المبارك، باختيار ناطق باسمها.
من جهة أخرى، استغل الدبيبة مشاركته مساء أمس في مراسم توقيع عقد محطة كهرباء زليتن بين الشركة العامة للكهرباء وشركتين، قطرية ومصرية، لتأكيد عمل حكومته وتكثيف الجهود لمعالجة، ما وصفه بـ«هذا الملف الشائك، الذي أرهق الليبيين لمدة تزيد على عشر سنوات»، على حد قوله.
في المقابل، عززت حكومة باشاغا، من نزاعها على السلطة مع حكومة الدبيبة، وكرست مجدداً حالة الانقسام السياسي الراهن، عبر توجيه دعوة مفاجئة إلى المواطنين للتسجيل بمنظومة الناخبين، بمناسبة إعلان لجنتها المركزية للانتخابات البلدية تشكيل 17 لجنة فرعية وفتح السجل الانتخابي.
ولم توضح حكومة باشاغا كيفية إجراء هذه الانتخابات وتوقيتها، لكنها أدرجت في بيان لها، هذه الخطوة في إطار استعدادها لتنفيذ أهم الاستحقاقات الوطنية، وما وصفته بمسؤولياتها عن ضرورة ممارسة الحق الانتخابي دون قيود، وتتويجاً للعمل المستمر والدؤوب في بناء دولة مدنية يسودها العدل والقانون والتداول السلمي على السلطة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

فولكر تورك: العنف في الفاشر وصمة عار على المجتمع الدولي

المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)
المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)
TT

فولكر تورك: العنف في الفاشر وصمة عار على المجتمع الدولي

المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)
المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)

ندد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الجمعة، بالعنف الذي تشهده مدينة الفاشر السودانية، ووصفه بأنه «وصمة عار» على المجتمع الدولي الذي فشل في وضع حد له.

وقال في تصريحات أدلى بها في جنيف قبيل جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في المدينة: «تم تصوير بقع الدم التي تلطّخ الأرض في الفاشر من الفضاء»، مضيفاً أن «وصمة العار في سجل المجتمع الدولي أقل وضوحاً للعيان، لكن تداعياتها ليست أقل».

وتابع القول: «حذّرنا مرارا من الحصار الخانق الذي دفع الناس لأكل علف الحيوانات وقشور الفول السوداني». ولفت إلى أن مكتبه «حذّر من تفشي المجاعة في وقت تم تجويع الناس حتى الموت وحذّرنا من أن سقوط المدينة في أيدي قوات الدعم السريع سيؤدي إلى مذبحة».

وأكد أن على «لمجتمع واجب التحرك. لقد كان هناك الكثير من التظاهر والأداء، والقليل من العمل... يجب الوقوف في مواجهة هذه الفظاعات، هذا العرض السافر للقوة الغاشمة لإخضاع السكان بأكملهم والسيطرة عليهم».
ودعا الدول للمساعدة في ضمان وصول المدنيين في الفاشر والمناطق المحيطة بها إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وإلى «القيام بجهود منسقة لمحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في هذا النزاع».

وأضاف: «فريقي يجمع أدلة على الانتهاكات يمكن استخدامها في إجراءات قانونية»، لافتاً إلى أن «المحكمة الجنائية الدولية أشارت إلى أنها تتابع الوضع من كثب». وأضاف: «على جميع المتورطين في هذا النزاع أن يعلموا: نراقبكم والعدالة ستسود».

 

 


تحرك أميركي لقطع إمدادات السلاح عن «الدعم السريع»

ماركو روبيو متحدثاً إلى الصحافيين عن السودان في مطار جون سي مونرو هاميلتون الدولي في أونتاريو بكندا (أ.ب)
ماركو روبيو متحدثاً إلى الصحافيين عن السودان في مطار جون سي مونرو هاميلتون الدولي في أونتاريو بكندا (أ.ب)
TT

تحرك أميركي لقطع إمدادات السلاح عن «الدعم السريع»

ماركو روبيو متحدثاً إلى الصحافيين عن السودان في مطار جون سي مونرو هاميلتون الدولي في أونتاريو بكندا (أ.ب)
ماركو روبيو متحدثاً إلى الصحافيين عن السودان في مطار جون سي مونرو هاميلتون الدولي في أونتاريو بكندا (أ.ب)

دعت الولايات المتحدة إلى تحرك دولي لقطع إمدادات الأسلحة عن «قوات الدعم السريع»، وحمّلتها مسؤولية التصعيد الدامي للنزاع في السودان.

وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، لصحافيين في كندا: «يجب القيام بشيءٍ ما لقطع إمدادات الأسلحة والدعم الذي تتلقاه»، مضيفاً أن «ما يحدث هناك أمر مرعب».

وألقى روبيو باللوم على «قوات الدعم السريع»، التي سيطرت أخيراً على مدينة الفاشر الاستراتيجية، رغم أنها أعلنت موافقتها على مقترح هدنة أميركي. وتابع قائلاً: «أعتقد أن المشكلة الأساسية التي نواجهها هي أن (قوات الدعم السريع) توافق على أشياء ثم لا تمضي فيها». وأكد أن «قوات الدعم السريع» تعتمد على الأموال والدعم الخارجيين، من بعض البلدان، و«نحن نعرف من هي، وسنتحدث معها بشأن ذلك، ونجعلها تفهم أن ذلك سينعكس بشكل سيّئ عليها وعلى العالم إذا لم نتمكن من وقف ما يحدث».

إلى ذلك، استهدفت طائرات مسيّرة، أمس، مدينة مروي الواقعة شمال السودان، التي تضم أحد أكبر السدود في البلاد، مما تسبب في قطع الكهرباء. واتهم الجيش «قوات الدعم السريع» بتنفيذ الهجوم.


مسار مرهق لأكثر من 770 كيلومتراً: نازحون من الفاشر يروون ما كابدوه

اضطرّ بعضهم إلى السير مسافة 770 كيلومتراً من عاصمة ولاية شمال دارفور إلى مخيم في مدينة الدبة في شمال السودان (أ.ف.ب)
اضطرّ بعضهم إلى السير مسافة 770 كيلومتراً من عاصمة ولاية شمال دارفور إلى مخيم في مدينة الدبة في شمال السودان (أ.ف.ب)
TT

مسار مرهق لأكثر من 770 كيلومتراً: نازحون من الفاشر يروون ما كابدوه

اضطرّ بعضهم إلى السير مسافة 770 كيلومتراً من عاصمة ولاية شمال دارفور إلى مخيم في مدينة الدبة في شمال السودان (أ.ف.ب)
اضطرّ بعضهم إلى السير مسافة 770 كيلومتراً من عاصمة ولاية شمال دارفور إلى مخيم في مدينة الدبة في شمال السودان (أ.ف.ب)

روى نازحون سودانيون من جميع الأعمار لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» المسار المرهق الذي اضطروا إلى سلوكه في أثناء فرارهم من العنف في الفاشر، ويتحدّثون عن الجوع والعطش والجثث المتناثرة على الطريق، ونقاط التفتيش وعمليات التفتيش الوحشية ومشاهد العنف.

اضطرّ بعضهم إلى السير مسافة 770 كيلومتراً من عاصمة ولاية شمال دارفور، إلى مخيم في مدينة الدبة في شمال السودان.

وفي المجموع، نزح نحو 100 ألف مدني من الفاشر ومحيطها، بعدما استولت «قوات الدعم السريع» على المدينة التي شكّلت آخر معاقل الجيش في دارفور في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لآخر تقديرات الأمم المتحدة.

ولجأ نحو 50 ألفاً منهم إلى مخيّم الدبة، وفقاً للسلطات الموالية للجيش.

وأسفرت الحرب المندلعة منذ أبريل (نيسان) 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ما يقرب من 12 مليون شخص.

ووصلت المفاوضات بشأن التوصل إلى هدنة إلى طريق مسدود منذ أشهر، مع سعي الجانبين إلى تعزيز مواقعهما على الأرض، وتثبيت شرعيتهما للسيطرة على البلاد.

زهرا: «ناس ميتون»

«وصلنا منتهين. قلنا إنّنا سنموت، لا ماء ولا أكل. الشارع صحراء... منذ خروجنا حتى وصولنا (إلى مخيّم) الدبة، (احتجنا) 16 يوماً... الناس ميتون في الشوارع والناس راقدون في الشوارع».

حسين: «مثل أفلام الرعب»

«بمجرد مغادرتنا للفاشر، بدأت حياة لا إنسانية. على بعد كيلومتر واحد من الفاشر، صوّب رجل مسدساً نحونا. (...) وهنا بدأت عمليات التفتيش والإهانات.

أخذوا القروش والتلفون والذهب. فتّشوا النساء تفتيشاً رهيباً... واحدة من البنات قالت عندي الدورة... ولكن دون جدوى.

الطريق مخيف. كانت الجثث في كل مكان. جثث كبار وجثث أطفال، وملابس أناس مقتولين على الأرض. الشارع مثل الأفلام المخيفة يعني أفلام الرعب.

كان هناك حاجز تفتيش لـ(قوات الدعم السريع). أنزلونا من المركبات... أخذوا تسعة شبان جانباً، واتهموهم بأنهم جنود وبدأوا بتعذيبهم. ركلوهم على رؤوسهم».

سليمان: «كما لو كنّا لسنا بشراً»

«تحرّشوا بالنساء، يعني حتى الملابس الداخلية يزيلونها. سرقوا التلفون والقروش، كل شيء يجدونه معك.

ثمّ كانت هناك مجموعة من الشباب بعمر 25 عاماً. بدأوا بتفتيشنا كما لو كنا لسنا بشراً. سمعنا أسوأ إهانات، كلمات لا تُقال للبشر حتى.

رأينا جثث شباب على الطريق. لا نعرف كيف ماتوا.

أخذوا تقريباً كل قروشي، 40 ألف خبّأتها في بعض الأماكن، أخذوها».

محمد (12 عاماً): «أرادوا اغتصاب أخواتي»

«لم يتركونا وشأننا. أرادوا اغتصاب أخواتي. وأمي قالت لهم اغتصبوني ولا تغتصبوا بناتي. ضربونا بالحجارة وذهبنا».

مزاهر: «يتفاخرون بأنّهم أزالوا غشاء بكارة»

«نحن البنات عندما نمشي مع بعضنا نضع الحنة على أيدينا، حتى لو لم نكن متزوجات؛ لأنّ (الدعم السريع) يحبون البنات ألا تكن متزوجات، وكما يتفاخرون بالقتل يتفاخرون بأنّهم أزالوا غشاء بكارة عدد كبير من البنات، أحدهم قال أنّه وصل إلى 40 بنتاً».

كفاح: امرأة شابة «مرهقة»

«سرنا على أقدامنا (من الفاشر) وأنا حامل، لم يروا أنني أحمل ابنتي» التي وُلدت بعد وصولها إلى المخيّم بفترة وجيزة في غياب والدها الذي قُتل في أعمال العنف التي دمّرت الفاشر. أشعر بالإرهاق لقلة الطعام والماء، لم يكن لدينا ما نشربه».