علاج جديد يستخدم خلايا دم المرضى لمحاربة الأورام

علاج جديد يستخدم خلايا دم المرضى لمحاربة الأورام
TT

علاج جديد يستخدم خلايا دم المرضى لمحاربة الأورام

علاج جديد يستخدم خلايا دم المرضى لمحاربة الأورام

اكتشف علماء جامعة نورث وسترن لأول مرة أنه من الممكن عزل خلايا هجوم الورم بشكل غير جراحي من الدم، وليس من الأورام. وهذا الاكتشاف يفتح الباب لـ ACT (علاج بخلايا التبني أداة مناعية واعدة للمساعدة بعلاج سرطان الجلد المتقدم) لعلاج أنواع السرطان التي يصعب الوصول إليها ويجعلها خيارًا أكثر قابلية للتطبيق في المستشفيات.
ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت شانا أو كيلي مؤلفة الورقة البحثية أستاذة الكيمياء والهندسة الطبية الحيوية بجامعة نورث وسترن وينبرغ وكلية ماكورميك للهندسة أستاذة الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة الجزيئي بكلية الطب بجامعة نورث وسترن. وهي أيضًا رئيسة Chan Zuckerberg Biohub Chicago «بدأنا بطرح أسئلة حول ما إذا كانت الخلايا المناعية التي تدخل في الأورام قد عادت للخروج، وما إذا كان بإمكاننا العثور عليها في مجرى الدم. لم نكن نعرف ما إذا كنا سنكون قادرين على العثور عليها أو إذا كان بإمكاننا رؤية ما يكفي منها حتى لدراستها. لكن من المؤكد أنها في الدم؛ وهذه هي المرة الأولى التي تتم فيها دراسة هذه الخلايا في سياق كهذا». وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي.
الدراسة الجديدة، التي نُشرت اليوم بمجلة «Nature Biomedical Engineering» تعتمد على عمل سابق بمختبر كيلي؛ نُشر العام الماضي بنفس المجلة؛ ففي الدراسة السابقة، عالجت كيلي وفريقها الفئران بخلايا مناعية خاصة بها تم جمعها من كتلة، ما أدى إلى تقليص أورامها بشكل كبير، مقارنة بأساليب العلاج الخلوي التقليدية.
وقد وصفت الورقة البحثية لعام 2022 أيضًا الطريقة الجديدة المستخدمة لعزل ومضاعفة الخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم (TILs)؛ وهي عملية تقوم بفرز وحصد الخلايا بكفاءة لاستعادة 400 % أكثر من الأساليب الحالية، ما يجعل الاستجابة المضادة للسرطان أقوى في النهاية.
وعن طريق إزالة أورام الميلانوما ومعالجتها، وجد العلماء «TILs» داخلها. ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تشكل إزالة الأورام من أجل حصاد TILs مخاطر كبيرة على المرضى، ما لا يترك أي طريق لتسخير ACT لمحاربة العديد من أنواع السرطان. إلّا انه بعد العثور على الخلايا الليمفاوية الشبيهة بـ TIL - أو الخلايا الليمفاوية المتفاعلة للورم (cTRLs) - في دم الحيوان، اختبر الفريق ما إذا كانت cTRLs لديها نفس قدرة TILs على قتل الخلايا السرطانية أم لا. والمثير للدهشة أنها كذلك.
ومن أجل التغلب على عثرة رئيسية أخرى، بعد العثور على cTRLs وتوصيفها، استخدم مختبر كيلي منصته التكنولوجية الجديدة لعزل ثم تكرار أفضل مقاتلي الأورام فقط.
ومرة أخرى، نجحت cTRLs في تسوية منافستها بفاعلية من خلال الانخراط بقتال مباشر «يدويًا» مع الخلايا السرطانية.
وفي هذا الاطار، تقول كيلي «تتيح لك الأدوات القائمة على الهندسة القيام بأشياء تفتح مجالات جديدة في علم الأحياء. يمكننا أن نرى استخدام المنصة في أي مركز طبي كبير، حتى تتمكن من الوصول إلى عدد كبير من المرضى. فالمنصة التي نستخدمها لالتقاط الخلايا سريعة جدًا، ما يقلل التكلفة ويريح المراكز الطبية في التعامل مع الدم».
ولم يجد العلماء cTRLs بنماذج سرطان الجلد فحسب، بل في سرطان القولون والرئة والثدي؛ إذ ان كل ورم يعبر عن توقيع فريد يرتبط به TILs.
وقامت بتجسيد التكنولوجيا الجديدة شركة CTRL Therapeutics الناشئة للتكنولوجيا الصحية، حيث ستقدم التماسًا إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية لنقل المنصة إلى التجارب السريرية.
وبيّنت كيلي «يقودنا هذا الاختراق الجديد إلى طرح بعض الأسئلة المثيرة حول كيفية ظهور cTRLs في الدم مبكرًا. وهل يمكننا تشخيص السرطان وعلاجه في وقت مبكر باستخدام هذه الخلايا؟».
جدير بالذكر أن كيلي أيضًا عضو في المعهد الدولي لتقنية النانو ومعهد كيمياء العمليات الحياتية ومعهد سيمبسون كويري لتقنية النانو الحيوية ومركز روبرت إتش لوري الشامل للسرطان بجامعة نورث وسترن.


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

فرشاة أسنان ذكية تنقل بيانات المستخدمين وتخزّنها

يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)
يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)
TT

فرشاة أسنان ذكية تنقل بيانات المستخدمين وتخزّنها

يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)
يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)

ابتكر باحث من معهد «بليكينغ للتكنولوجيا» في السويد، فرشاة أسنان ذكية يمكنها الاتصال بشبكة «الواي فاي» و«البلوتوث»، كما تخزّن البيانات وتنقلها وتستقبلها من أجهزة استشعار مُدمجة بها.

ووفق المعهد، يمكن للفرشاة الجديدة أن تُحدِث فرقاً كبيراً في صحّة الفم، خصوصاً فيما يتعلّق بتحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ.

كان إدراك أنّ صحّة الفم تؤدّي دوراً حاسماً في الشيخوخة الصحّية والرغبة في إيجاد حلّ للمرضى المسنّين، نقطةَ البداية لأطروحة طبيب الأسنان يوهان فليبورغ في تكنولوجيا الصحّة التطبيقية في المعهد، والآن يمكنه إثبات أن فرشاة الأسنان المبتكرة والذكية المزوّدة بالطاقة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في صحّة الفم وجودة حياة كبار السنّ.

يقول فليبورغ، في بيان منشور، الثلاثاء، على موقع المعهد: «فاجأني التدهور في صحّة الفم لدى كثير من المرضى، وتساءلتُ عن الأسباب. تُظهر البحوث الطبّية أنّ التدهور المعرفي المبكر والخفيف غالباً ما يؤدّي إلى تدهور كبير في صحّة الفم وجودة الحياة. ومع ذلك، لم أجد ما يمكن أن يقدّم الحلّ لهذه المشكلة».

مع أكثر من 30 عاماً من الخبرة بكونه طبيب أسنان، غالباً ما رأى فليبورغ أنه يمكن أن يكون هناك تدهور كبير في صحّة الفم لدى بعض المرضى مع تقدّمهم في السنّ؛ ما دفعه إلى البحث عن حلّ. وبعد 5 سنوات من البحوث، أثبت أنّ فرشاة الأسنان المبتكرة والذكية المزوّدة بالطاقة لها دور فعّال.

باتصالها بالإنترنت، يمكننا أن نرى في الوقت الفعلي مكان الفرشاة في الفمّ، والأسنان التي نُظِّفت، ولأي مدّة، ومدى قوة الضغط على الفرشاة. وعند إيقاف تشغيلها، تكون ردود الفعل فورية.

«قد يكون الحصول على هذه الملاحظات بمثابة توعية لكثير من الناس. وبالنسبة إلى مرضى السكتة الدماغية، على سبيل المثال، الذين لا يستطيعون الشعور بمكان الفرشاة في أفواههم وأسطح الأسنان التي تضربها، فإن وظيفة مثل هذه يمكن أن تكون ضرورية للحفاظ على صحّة الفم»، وفق فليبورغ الذي يرى إمكان دمج مزيد من الوظائف الأخرى في فرشاة الأسنان الجديدة. ويعتقد أن الفرشاة يمكنها أيضاً حمل أجهزة استشعار لقياسات الصحة العامة.

يتابع: «بفضل أجهزة الاستشعار التي يمكنها قياس درجة حرارة الجسم واكتشاف العلامات المبكرة للعدوى، يمكن أن تصبح فرشاة الأسنان المبتكرة أداةً لا تُقدَّر بثمن في رعاية المسنّين. ولكن من المهمّ أيضاً إشراك الأقارب ومقدّمي الرعاية لضمان النجاح».

وتُعدُّ فرشاة الأسنان هذه ابتكاراً تكنولوجياً وطريقة جديدة للتفكير في رعاية المسنّين وصحّة الفم. ويأمل فليبورغ أن تصبح قريباً جزءاً طبيعياً من الرعاية الطبّية، مما يساعد كبار السنّ الذين يعانون ضعف الإدراك على عيش حياة صحّية وكريمة. ويختتم: «يمكن أن يكون لهذا الحلّ البسيط تأثير كبير».