عربة تتويج تشارلز مكيّفة وبنوافذ كهربائية

مدة المراسم أقصر من التي استغرقها تنصيب الملكة إليزابيث قبل 70 عاماً

عربة «اليوبيل الماسي» استُخدمت للمرة الأولى عام 2014 (الموقع الرسمي للعائلة الملكية)
عربة «اليوبيل الماسي» استُخدمت للمرة الأولى عام 2014 (الموقع الرسمي للعائلة الملكية)
TT

عربة تتويج تشارلز مكيّفة وبنوافذ كهربائية

عربة «اليوبيل الماسي» استُخدمت للمرة الأولى عام 2014 (الموقع الرسمي للعائلة الملكية)
عربة «اليوبيل الماسي» استُخدمت للمرة الأولى عام 2014 (الموقع الرسمي للعائلة الملكية)

سيتوجّه الملك تشارلز وزوجته كاميلا إلى «كاتدرائية ويستمنستر»، في عربة أكثر راحة وحديثة نسبياً وتجرها الخيول، من بوابات قصر باكنغهام إلى كاتدرائية «ويستمنستر» حيث تبدأ مراسم تتويجه ملكاً على عرش المملكة المتحدة. وسيستقلان عربة «اليوبيل الماسي»، التي استخدمت للمرة الأولى عام 2014، قبل أن يعودا في عربة «غولد ستيت»، المستخدمة في كل مراسم التتويج منذ عام 1830.
ومن المقرر أن تكون مدة المراسم أقصر من المدة التي استغرقتها مراسم تنصيب والدته الراحلة إليزابيث قبل 70 سنة في عام 1953.
ويمكن للجماهير مشاهدة الموكب الذي يسير على طول طريق وايت هول في لندن. وسيكون موكب العربات أحد المشاهد الرائعة لمراسم التتويج يوم 6 مايو (أيار).
وسيتوجّه الزوجان الملكيان وأعضاء الأسرة المالكة الآخرون من بوابات قصر باكنغهام إلى كاتدرائية «ويستمنستر» حيث تبدأ مراسم التتويج في تمام الساعة 11:00 بتوقيت غرينيتش. ومن ثمّ ستنقلهم الرحلة إلى المول عبر أدميرالتي آرتش، على طول وايت هول، وبعدها إلى ساحة البرلمان قبل الوصول إلى الكاتدرائية، وفق موقع «بي بي سي».
منذ نحو 70 عاماً، انتقلت الملكة أيضاً على طول جسر فيكتوريا على نهر التايمز، ما جعل رحلتها إلى الخارج أطول قليلاً بمقدار 1.6 ميل (2.6 كيلومتر).
وستتّخذ رحلة العودة، التي أطلق عليها اسم «موكب التتويج»، الطريق نفسها إلى الوراء، البالغة طولها 1.3 ميل، ولكنها ستكون أوسع نطاقاً بكثير، وستضم قوات عسكرية من جميع أنحاء «دول الكومنولث»، فضلاً عن جميع فروع القوات المسلحة البريطانية.
الجدير ذكره أن رحلة عودة الملكة الراحلة كانت أطول بنحو 4 مرات، إذ غطت 5 أميال (8 كيلومترات)، واستغرقت ساعتين، وشوهدت وهي تلوح للجماهير على طول «ميدان بيكاديلي»، و«شارع أكسفورد»، و«شارع ريجنت».

العربة الملكية المذهَّبة التي تعود لعام 1762 (الموقع الرسمي للعائلة الملكية)

- «عربة اليوبيل الماسي»
على الطريق إلى كاتدرائية «ويستمنستر»، سيستقل الملك وزوجته أحدث العربات الملكية «عربة اليوبيل الماسي» أسترالية الصنع، بدلاً من عربة «غولد ستيت» التقليدية وغير المريحة إلى حد كبير.
وتبدو «عربة اليوبيل الماسي» تقليدية أيضاً، لكنها في واقع الأمر حديثة التجهيز، مع مكيف هواء، ونوافذ كهربائية، ونظام توقف هيدروليكي.
تقول سالي غودسير، المشرفة على «صندوق المجموعة الملكية»: «إنها عربة مصنوعة من الألومنيوم، وهو أمر غير معتاد تماماً، لأن أغلبها تُصنع من الخشب، كما أنها مُلحقة بنظام تعلق هيدروليكي، ما يعني أن الرحلة ستكون مريحة للغاية».
وتضم العربة قطعاً من الخشب من السفن والمباني التاريخية، بما في ذلك السفينة «فيكتوري»، و«ماري روز»، و«قلعة بالمورال» و«كاتدرائية كانتربيري»، و«كاتدرائية ويستمنستر».
هذه العربات، التي تُشاهد عن قُرب في الإسطبلات الملكية، هي مزيج غامر من الذهب والزجاج واللمعان. فهي بالأساس تيجان على عجلات.
وإن كانت في عربة «غولد ستيت» عيوب، فإنها قطعة فنية رائعة الحرفية، مع نقوش متقنة تحت طبقة رقيقة من الذهب ولوحات مغطاة بالرسومات.
وسيساعد مارتن أوتس العربة، التي تزن 4 أطنان في إتمام الرحلة، وسيكون بمثابة عامِل المِكْبَح في العربة في يوم التتويج. وهو يتبع خُطى جده الكبير الذي شارك في موكب العربات بغية تتويج الملك جورج السادس، ومن ثمّ جده الذي كان حاضراً من أجل تتويج الملكة إليزابيث الثانية، فوالده شهد اليوبيل الفضي للملكة الراحلة عام 1977.
يقول أوتس، متحدثاً من الإسطبلات الملكية في قصر باكنغهام، موضع الاحتفاظ بالعربات: «عندما تمشي في المول، فإنك تفكر في جميع أفراد الأسرة الذين كانوا جزءاً منه».
من جانبه، يقول ماثيو باور (الحُوذِي الرئيسي... سائِقُ العَرَبَة) إن «الشعر ينتفض على مؤخرة العنق» إجلالاً لمثل هذه المناسبة، لكن من المهم الحفاظ على الهدوء ومنع الخيول من التوتر». ويضيف: «تدرك الخيول أنه سيكون يوماً كبيراً، وعليك أن تلتزم الهدوء وكأنه يوم عادي آخر في العمل».
سيتحرك الموكب من قصر باكنغهام على طول شارع المول، إلى «ميدان ترافالغار»، ثم على طول «وايت هول»، إلى ساحة البرلمان، فـ«كاتدرائية ويستمنستر»، ورحلة العودة هي نفس الطريق في الاتجاه المعاكس.

- شارات ملكية تقليدية
وستستخدم مراسم التتويج الشارات الملكية التقليدية، مثل الخواتم والسيوف الرمزية، إضافة إلى التيجان، بما في ذلك تاج القديس إدوارد الذي سيُوضع على رأس الملك.
وأقدم عنصر سيُستعمل هو عبارة عن ملعقة للإمساك بزيت الدهان في التتويج. ربما ترجع هذه الملعقة إلى القرن الثاني عشر، وهي جزء نادر متبقٍ من مراسم التتويج الأصلية في القرون الوسطى، التي دُمر أغلبها بعد الحرب الأهلية الإنجليزية في القرن السابع عشر.
ومن بين أكثر من 2000 ضيف يتوقع ذهابهم إلى الكاتدرائية، هناك 450 ممثلاً عن الجمعيات الخيرية والمجتمعية؛ حيث سيكونون جنباً إلى جنب مع زعماء العالم والساسة والملوك.

- تكاليف مراسم التتويج
كانت هناك شكاوى بشأن التكاليف من قبل الحملات المناهضة للملكية، وفيما يتعلق بالإنفاق العام، لن تنشر الحكومة أي أرقام إلا بعد انتهاء الفعاليات.
قال المعلقون الملكيون لراديو «بي بي سي - 4 توداي» إن مراسم التتويج ستكون أكثر حداثة مقارنة بتتويج الملكة الراحلة عام 1953.
وتفيد تريسي بورمان، المؤرخة والمؤلفة الملكية، بأن الأمر سيبدو حديثاً إلى حد بعيد فيما يتعلق بالتتويج. وتضيف: «لقد سمعنا بالفعل عن زيت الدهان الذي لا يتوانى القصر عن القول إنه كان نباتياً، وسيكون هناك ربع عدد الضيوف، وهي أيضاً المرة الأولى منذ 300 عام التي تُتوّج فيها عقيلة الملك بتاج موجود بدلاً من صناعة جديد لها».
وقال الصحافي والكاتب الملكي روبرت هاردمان: «إن أحد أكبر الاختلافات هذه المرة هو أنه لن يكون هناك 910 أشخاص من الأقران الوراثيين يجلسون في أفضل المقاعد في أردية التتويج الخاصة بهم».
وعندما يعود الموكب إلى قصر باكنغهام سيظهر تشارلز وكاميلا المتوجان حديثاً على الشرفة إلى جانب كبار أفراد العائلة المالكة الآخرين.
وفي العام الماضي، سُمح فقط لأفراد العائلة المالكة العاملين بالحضور إلى الشرفة، باستثناء من تنحوا عن مناصبهم الملكية، من بينهم الأمير هاري والأمير أندرو.


مقالات ذات صلة

بعد اجتماعيه مع زيلينسكي وترودو... الملك البريطاني «عازم» على استخدام دوره الدبلوماسي

أوروبا الملك البريطاني تشارلز الثالث (يسار) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقطان صورة خلال لقاء في قصر «ساندرينغهام»... (أ.ف.ب)

بعد اجتماعيه مع زيلينسكي وترودو... الملك البريطاني «عازم» على استخدام دوره الدبلوماسي

كشف مصدر ملكي عن أن الملك البريطاني تشارلز عازم على استخدام دوره الدبلوماسي بعد اجتماعيه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الكندي.

«الشرق الأوسط» (لندن) «الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا ملك بريطانيا تشارلز الثالث يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن 18 يوليو 2024 (حساب زيلينسكي عبر منصة «إكس») play-circle

بريطانيا وأوكرانيا توقعان اتفاق قرض لدعم قدرات كييف الدفاعية

أفادت قناة «سي إن إن»، اليوم السبت، بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصل إلى بريطانيا للمشاركة في قمة أوروبية مصغرة غداً لدعم أوكرانيا.

يوميات الشرق الأمير البريطاني هاري (رويترز)

بطريقة مبطنة... الأمير هاري يهاجم ترمب وماسك

شنَّ الأمير البريطاني هاري، هجوماً غير مباشر على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والملياردير إيلون ماسك، منتقداً «المرض في القيادة» في السياسة والتكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يعرضان رسالة من الملك البريطاني تشارلز (إ.ب.أ)

لفتة «غير مسبوقة»... الملك البريطاني يدعو ترمب لزيارة مقر إقامة العائلة الخاص في بالمورال

دعا الملك البريطاني تشارلز، الرئيسَ الأميركي دونالد ترمب لزيارة مقر إقامة العائلة المالكة الخاص في بالمورال، بينما يخطط ترمب أيضاً لـ«زيارة دولة» رسمية ثانية.

«الشرق الأوسط» (لندن- واشنطن)
يوميات الشرق الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت يتفاعلان أثناء صنع الكعك الويلزي (رويترز)

ويليام وكيت يخبزان الكعك في متجر... ويتلقيان إشادات بمهاراتهما (فيديو)

حظي الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت بإشادات واسعة بعد أن قاما بخبز الكعك في جنوب ويلز.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«قمة فلسطين» بالقاهرة تعتمد خطة عربية «جامعة» لإعمار غزة

القادة خلال القمة (الرئاسة المصرية)
القادة خلال القمة (الرئاسة المصرية)
TT

«قمة فلسطين» بالقاهرة تعتمد خطة عربية «جامعة» لإعمار غزة

القادة خلال القمة (الرئاسة المصرية)
القادة خلال القمة (الرئاسة المصرية)

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتماد «قمة فلسطين» الطارئة بالقاهرة، الثلاثاء، خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، ومشروع البيان الختامي للقمة العربية غير العادية بشأن مستجدات القضية الفلسطينية.

وانطلقت القمة، عصر أمس، بجلسة مفتوحة، تضمنت كلمات عدد من الزعماء، أعقبتها استراحة ومأدبة إفطار، قبل أن تعود القمة لاستكمال فعالياتها في جلسة مفتوحة أخرى، أدلى فيها عدد من القادة بكلماتهم، ليختتم اليوم بإعلان اعتماد البيان الختامي والخطة المصرية لإعمار غزة.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن «القمة عقدت للتأكيد على الموقف العربي الرافض للتهجير تحت أي صورة وأي مسمى». وقال، في مؤتمر صحافي في ختام أعمال القمة: «لا يوجد تهجير قسري أو طوعي... التهجير هو تهجير».

وأضاف أن «القمة قدّمت بديلاً واضحاً وعملياً وواقعياً لمقترح إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، مبنياً على خطة أعدتها مصر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية»، وتابع: «باعتماد القمة للخطة المصرية أصبحت خطة عربية مؤيدة بالكامل».

وأوضح أن «الخطة العربية تستهدف إعادة إعمار قطاع غزة وفق مراحل محددة، ووسائل لحشد التمويل العربي والدولي في إطار يحافظ على الوضع القانوني لغزة كجزء من دولة فلسطين»، مشيراً إلى أن الخطة «ليست فنية فقط، بل ترسم مساراً لسياق أمني وسياسي جديد في غزة».

ولفت أن «السياق الأمني يتم من خلال تشكيل لجنة تكنوقراط غير فصائلية، تتولى إدارة القطاع لمدة 6 أشهر تحت إشراف السلطة الفلسطينية بهدف الحفاظ على غزة تحت سلطة واحدة».

وتابع أبو الغيط أن «الخطة مرنة وقابلة للتطوير حسب مقتضيات الواقع»، ولفت إلى أن البيان الختامي للقمة أكد أن «السلام هو خيار العرب الاستراتيجي، وهو مبني على مفهوم حلّ الدولتين، كما أكد البيان الختامي على أولوية استكمال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».

وأشار إلى أنه «سيتم التنسيق مع اللجنة الوزارية العربية برئاسة السعودية لإجراء اتصالات وزيارات لشرح الخطة العربية». وقال: «نحن في المحطة الأولى من مسار طويل، أتمنى ألا يكون شاقاً». ولفت إلى دعوة البيان الختامي للقمة مجلس الأمن الدولي لنشر قوات لحفظ السلام في الضفة والقطاع.

بدوره، أكد رئيس وزراء فلسطين، في المؤتمر الصحافي، أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة كسب مزيد من الدعم للخطة العربية، موضحاً أن الخطة ستعرض على اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، ثم بعد ذلك تعرض على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان.

وبشأن تكلفة إعادة الإعمار، قال إن «مصر ستعقد مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار لحشد الدعم المالي والسياسي للخطة»، مشيراً إلى أن «تكلفة إعادة الإعمار البالغة 53 مليار دولار ستقسم على مراحل، المرحلة الأولى 3 سنوات، وتبلغ تكلفتها 20 مليار دولار».

وتضمن البيان الختامي للقمة 23 بنداً، وأكد أن «خيارنا الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني، والرفض الدائم لجميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب، التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار».

ودعا البيان الختامي إلى «تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية».

وأكدت القمة «الموقف العربي الواضح، الذي تم التشديد عليه مراراً، بما في ذلك إعلان البحرين الصادر في 16 مايو (أيار) 2024، بالرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوي».

رحّب البيان الختامي بالقرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة (الرئاسة المصرية)

وأكد البيان الختامي على «الأولوية القصوى لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لمرحلتيه الثانية والثالثة، وأهمية التزام كل طرف بتعهداته، وخاصة الطرف الإسرائيلي، وبما يؤدي إلى وقف دائم للعدوان على غزة وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع، بما في ذلك من «محور فيلادلفيا)».

وأدان البيان «القرار الصادر مؤخراً عن الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة، مؤكداً على أن تلك الإجراءات تعد انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

وحذّر من «أن أي محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني أو محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيكون من شأنها إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، وتقويض فرص الاستقرار، وتوسيع رقعة الصراع ليمتد إلى دول أخرى بالمنطقة، وبما يعدّ تهديداً واضحاً لأسس السلام في الشرق الأوسط».

واعتمد البيان الخطة المصرية، التي تمت بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية واستناداً إلى الدراسات التي أجريت من قبل البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة».

ورحّب البيان الختامي «بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، في أقرب وقت، للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره».

وأشار البيان إلى «التنسيق في إطار اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة لإجراء الاتصالات والقيام بالزيارات اللازمة للعواصم الدولية من أجل شرح الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتعبير عن الموقف المتمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه وحقه في تقرير مصيره».

دعا البيان الختامي مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام (الرئاسة المصرية)

ورحّب البيان الختامي بالقرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية، بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة.

ودعا مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام تسهم في تحقيق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يكون ذلك في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية.

كما رحّب البيان الختامي «بجهود دولة فلسطين المستمرة في إطار الإصلاح الشامل وعلى جميع المستويات، والعمل على بناء مؤسسات قوية ومستدامة قادرة على تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، وسعيها لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، في أسرع وقت ممكن، عندما تتهيأ الظروف».

وطالب «بوقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك الاستيطان والفصل العنصري وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتدمير البنى التحتية، والاقتحامات العسكرية للمدن الفلسطينية، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وتأكيد الرفض الكامل، والإدانة لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين داخلياً».

ودعا «مع حلول شهر رمضان المبارك، إلى خفض التصعيد في كافة أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك عبر وضع حد للخطابات والممارسات التي تُحرض على الكراهية والعنف، والتي تدينها بشدة».

وأكد البيان «دعم جهود التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين برئاسة المملكة العربية السعودية، باعتبارها رئيساً للجنة العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة، والاتحاد الأوروبي، والنرويج؛ والمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، المقرر عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في يونيو (حزيران) المقبل».

وأكد البيان على «الدور الحيوي الذي لا بديل عنه لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)». كما أكد على ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بجميع بنوده والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701. وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية العربية السورية والتوغل داخل أراضيها.