هيئة الانتخابات التونسية تستعد لاستحقاق «مجالس الجهات والأقاليم»

صورة نشرها موقع البرلمان التونسي
صورة نشرها موقع البرلمان التونسي
TT

هيئة الانتخابات التونسية تستعد لاستحقاق «مجالس الجهات والأقاليم»

صورة نشرها موقع البرلمان التونسي
صورة نشرها موقع البرلمان التونسي

في انتظار انطلاق البرلمان التونسي المنبثق عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة، الثلاثاء، بعقد جلسات عامة للنظر في مشروع النظام الداخلي للمجلس، والتصويت عليه، برئاسة إبراهيم بودربالة، أعلنت هيئة الانتخابات استعدادها لاستكمال المسار الانتخابي، مؤكدة أن «الأولوية ستكون للانتخابات المحلية الخاصة بمجالس الجهات والأقاليم»، لارتباطها بتشكيل البرلمان الجديد، ومن ثم التوجه لإجراء الانتخابات البلدية، طبقاً للفصل 84 من دستور 2022، في انتظار الانتخابات الرئاسية المقررة السنة المقبلة.
وفي هذا الشأن، رجح محمد التليلي المنصري، المتحدث باسم هيئة الانتخابات التونسية، أن تُجرى انتخابات «مجالس الجهات والأقاليم»، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل على أقصى تقدير. وأشار إلى قرب عقد لقاء بين الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر: «لتحديد الأولوية في تنظيم الاستحقاقات الانتخابية»، وإصدار أوامر رئاسية لدعوة الناخبين للتصويت.
وكان الرئيس سعيد قد أكد في السادس من هذا الشهر: «إن آجال الانتخابات المقبلة سيتم احترامها»، من دون أن يحدد أي محطة انتخابية بعينها، وذلك بالنظر إلى تعدد المواعيد الانتخابية، وأولها انتخابات مجالس الجهات والأقاليم، ثم الانتخابات البلدية، والانتخابات البرلمانية الجزئية لانتخاب 7 نواب في 7 دوائر خارج تونس، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية المبرمجة بصفة أولية، خلال شهر أكتوبر من السنة المقبلة.
وتكتسي سوية العلاقة بين الغرفتين (البرلمان ومجلس الجهات والأقاليم)، أهمية سياسية بالغة، حتى لا يتم تعطيل مشروعات القوانين، والعودة إلى الخلافات السياسية التي سيطرت على العمل البرلماني خلال السنوات الماضية، ولذلك من المنتظر إصدار قانون خاص يحدد بصفة جلية حدود العلاقة بين الغرفتين.
واعتبر المنصري أن إسناد الأولوية لانتخابات «مجالس الجهات والأقاليم»، مرتبط بعمل البرلمان الجديد. إذ إن النظام النيابي الحالي في تونس يقوم على غرفتين نيابيتين، عوضاً عن غرفة واحدة قبل حل البرلمان الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس «حركة النهضة». ويفترض الدستور التونسي المصادق عليه في 25 يوليو (تموز) 2022، أن توافق الغرفتان على عدد من مشروعات القوانين، من بينها قانون المالية، وكل مخططات التنمية المحلية والجهوية.
على صعيد آخر، انتقد كل من «الحزب الدستوري الحر» (ليبرالي) و«الحزب الاشتراكي» (يساري)، الوضع السياسي القائم في تونس، وطالبا «بتوضيح المسار الحالي، وإضفاء الشفافية على العملية السياسية برمتها».
وفي هذا السياق، دعت عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» في اجتماع الأحد بمدينة صفاقس (وسط شرقي تونس)، الرئيس التونسي إلى تحديد «موقف حاسم من الانتخابات الرئاسية المقبلة»، متسائلة عن «تلميح سعيد بطريقة غير مباشرة إلى أنه لن ينظم الانتخابات»، عندما أشار إلى أنه «لن يسلم السلطة لمن لا وطنية لهم»، وهو ما يعني «أنه سيعتدي مجدداً على الإرادة الشعبية»، على حد تعبيرها.
وبدوره، انتقد «الحزب الاشتراكي» (يساري) البرلمان التونسي الجديد، معتبراً أنه «تشكل لتمرير المشروع السياسي لرئيس الجمهورية، وفرض الأمر الواقع». ولاحظ أن عدم تشكيل المحكمة الدستورية حتى الآن سهَّل «استفراد رئيس الجمهورية بالحكم من دون مراقبة أو اعتراض أو نقض لمراسيمه وقرارته، من قبل أي هيئة».
وقال الحزب في بيان: «إن الشعب التونسي يراقب استعداد رئيس الدولة لاستكمال بقية مفاصل مشروع البناء القاعدي، بانتخاب مجلس الأقاليم والجهات، بعد أن قام بحل المجالس البلدية وإلغاء نظام اللامركزية بمراسيم رئاسية، في خطوة كشفت عن خطورة الأوضاع الحالية».
ولتجاوز الأزمات السياسية المتعددة والمتكررة، دعا «الحزب الاشتراكي» إلى تشكيل «قطب جمهوري يؤسس لمشروع وطني جامع، يحوز ثقة التونسيين، ويقدم لهم بديلاً مكتملاً للحكم في الاستحقاقات المقبلة التي يجب العمل من أجل إنجازها في مواعيدها القانونية والدستورية، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية المقررة السنة المقبلة».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.