بعدما ادعى جيرالد هيتسيل (26 عاماً) أنه سائح ألماني تعرض لمحاولة خطف في نابلس، قبل ثلاثة أسابيع، كشفت «شوفريم شتيكا» (يكسرون الصمت)، وهي منظمة لجنود إسرائيليين قرروا عدم الصمت على ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين، أن الرجل مواطن ألماني فعلاً يقيم في إسرائيل منذ سنتين، وأنه ناشط في منظمة «إم ترتسو» اليمينية المتطرفة، وشارك بعد حادثة نابلس بثلاثة أيام في عملية اعتداء يمينية على نشطاء منظمتهم.
وقالت «يكسرون الصمت»، الاثنين، إنها نظمت جولة ميدانية في الخليل ضمن جولاتها للتعريف بنشاط الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وكما حصل لها في الشهور الأخيرة، فإنها لم تعلن على الملأ موعد ومكان الرحلة، لكن نشطاء «إم ترتسو» الذين يتجسسون عليها عرفوا بالموعد، وأرسلوا مجموعة من الشباب المتطرفين إلى الجولة، الذين راحوا يستفزونهم ويتهمونهم بالتعاون مع «الإرهاب الفلسطيني». وصدف أن كان هيتسيل معهم وساهم في هذا الاعتداء الذي تم توثيقه.
وكان هيتسيل قد دخل إلى نابلس في 18 مارس (آذار) الماضي، بسيارة بيضاء صغيرة من طراز «كيا بيكانتو»، تحمل نمرة إسرائيلية صفراء، فلاحقها مجموعة من الشبان الفلسطينيين ورشقوها بالحجارة، بعدما ظنوا أنهما مستوطنان يهوديان جاءا للاستفزاز، أو مستعربان من القوات الإسرائيلية العسكرية.
ونشرت في إسرائيل مقاطع فيديو للمشهد على مواقع التواصل الاجتماعي، رافقتها تعليقات مدونين إسرائيليين تتهم الفلسطينيين بالوحشية. وغرد السفير الألماني في تل أبيب، شتيفن زايبرت، بالقول: «غوغائيون يهاجمون السياح لأن لوحة السيارة لا تروق لهم، هذا أمرٌ مثيرٌ للاشمئزاز وجبان»، وشكر «الفلسطيني - الإسرائيلي» الذي أنقذ حياة السائحين الألمانيين.
وفي اليوم التالي، استضافت قناة هيئة البث الإسرائيلية (كان 11) أحد هذين السائحين، هيتسيل، الذي قال إنه كان وسائح ألماني آخر في نابلس لغرض «زيارة المقدسات المسيحية في (شخيم) (الاسم التوراتي المتداول إسرائيلياً لمدينة نابلس)». وروى أن الشرطة الفلسطينية في نابلس ساعدتهما على النجاة، وكذلك مواطن عربي إسرائيلي. وقال إنه خاف كثيراً لأنه تذكر كيف قال له أطفال فلسطينيون في بيت لحم قبل خمس سنوات، إنهم إن التقوا يهودياً في الشارع فإنهم سيقومون بقتله.
ثم تبين أن هيتسيل طالب في كلية الحقوق بألمانيا، يعيش في السنتين الأخيرتين في إسرائيل، ويكثر من الوجود في المستوطنات، ويشترك في اعتداءات المستوطنين على فلسطينيين وعلى تنظيمات يهودية يسارية.
كما أنه يدير منظمة شبابية تُدعى «يسرائيل ليرن»، التي تدّعي «محاربة معاداة السامية»، وينتقد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 «لأنه لم يكن جيداً للإسرائيليين، ولم يجلب لهم الأمن بسبب صواريخ (حماس)». وينظم في ألمانيا دورات طبخ لمأكولات إسرائيلية بمقابل مادي، مثل «الشكشوكة» الفلسطينية. ويوفر محاضرات في المدارس والجامعات بمقابلٍ مادي أيضاً، تظهر في إحدى هذه المحاضرات خريطة فلسطين التاريخية بالأزرق يعلوها العلم الإسرائيلي، في إشارة إلى أنها كلها خريطة الدولة العبرية، دون أي ذكر للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ويكافح «الهجرة الكثيفة إلى ألمانيا، خصوصاً من الشرق الأوسط، التي تجلب زيادة كبيرة في معاداة السامية والحوادث المعادية للسامية في كافة أنحاء ألمانيا».
الماني ادعى تعرضه لمحاولة خطف ليتضح انه عضو منظمة متطرفة
الماني ادعى تعرضه لمحاولة خطف ليتضح انه عضو منظمة متطرفة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة