دعا محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى العمل على خلق بيئة مناسبة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في وقت جدد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة «حرص حكومته على أداء التزاماتها وواجباتها لخدمة الليبيين وتهيئة الأجواء» لإجراء العملية الانتخابية.
يأتي ذلك فيما التزم الطرفان الصمت حيال إعلان قادة ميليشيات مسلحة بالمنطقة الغربية في البلاد تفعيل ما يسمى بـ«اتحاد ثوار ليبيا»، واعتبار أن «الخروج من الفوضى الأمنية والسياسية التي تعيشها البلاد»، هي مسؤوليته.
وأعلن موالون للصادق الغرياني مفتي ليبيا المقال من منصبه، في بيان متلفز أصدروه من العاصمة طرابلس، ردا على الاجتماعات العسكرية المقامة برعاية البعثة الأممية، رفض التعديل الدستوري الـ13 الصادر عن مجلس النواب، بالإضافة إلى رفض «عسكرة الدولة وتولي مزدوجي الجنسية، ومن تلطخت أيديهم بدماء الليبيين مناصب سيادية».
وقالوا إنهم اتفقوا على أن «كل القوات من الآليات التابعة لاتحاد ثوار ليبيا، هي بمثابة الدرع الحصينة للأمن القومي الليبي، ومستعدة للدفاع بقوة عن مكتسبات الشعب»، وأعربوا عن أملهم في «أن يكون للأمم المتحدة والدول الداعمة لليبيا، دور» في مساندتهم، يماثل دورها في «الثورة» التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.
وكان الغرياني دعا مؤخرا، في تصريحات بثتها قناة تلفزيونية يمتلكها، من وصفهم بـ«ثوار فبراير الحقيقيين»، إلى الحذر مما سماه بـ«أدوات المجتمع الغربي في ليبيا ومؤامراتهم»، ودعا من يحملون السلاح للاحتياط من هذه «المؤامرات».
ولم يصدر أي تعليق رسمي من المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، أو حكومة الدبيبة، لكن الأخير أكد في المقابل لدى ترؤسه اجتماعا للحكومة في مدينة مصراتة بغرب البلاد، بحضور المنفي والصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي، استمراره في «الالتزام بخدمة الليبيين وإنهاء المراحل الانتقالية وإجراء انتخابات نزيهة».
واعتبر «أن المرحلة الآن تتطلب مواصلة الجميع في تمسكهم بالسلام، والتداول السلمي على السلطة، وضرورة تعزيز فرص إنجاح الانتخابات، لكي تحظى نتائجها بالقبول من جميع الأطراف».
وأضاف «ملتزمون بتهيئة الظروف المناسبة لإنهاء المراحل الانتقالية عبر انتخابات عادلة ونزيهة»، وجدد الدعوة للسلطة التشريعية «لاستيعاب حقيقة أن الليبيين أصبحوا أكثر وعيا وقوة لمواجهة مشروع التمديد».
وقال الدبيبة إن «الليبيين سيواجهون مشاريع التقسيم المشبوهة كافة»، وأعرب عن تطلعه «لقيادة بعثة الأمم المتحدة، مسار اللجنة العسكرية المشتركة (5 5) للحفاظ على الاستقرار ومنع العودة للحرب». وأشاد بما وصفه، بـ«المواقف الوطنية للمجلس الرئاسي، لدعم مسار المصالحة الوطنية وعدم تصعيد حدة الخلافات بين مختلف الأطراف السياسية في ليبيا»، كما رحب بتعاون «الصديق مع الحكومة لتخفيف المعاناة عن المواطنين»، مؤكدا التزام الأخير «بالاستجابة لتطلعات الشعب الليبي في إنعاش الوضع الاقتصادي ومواصلته الالتزام بسياسات الإفصاح والشفافية».
من جهته، قال المنفي إن «رفع المعاناة عن المواطن وتقديم الخدمات، هو الهدف الأساسي الذي لا بدّ من التركيز عليه لخلق بيئة مستقرّة لإجراء الانتخابات في أقرب الآجال»، وأكد أن العملية الانتخابية «ليست محصورة في يوم انتخابي واحد، بل هي عملية كاملة وشاملة»، معرباً عن استعداده «لتقديم كلّ ما في وسعه لتسهيل كل ما من شأنه أن يسهم في رفع المعاناة عن المواطنين».
بدوره، قال ريتشارد نورلاند السفير والمبعوث الأميركي الخاص، إنه شكر لعبد الله باتيلي رئيس البعثة الأممية المتحدة، خلال حديثهما «جهوده لتعزيز التوافق الوطني حول الانتخابات في ليبيا»، لافتا في بيان عبر «تويتر» إلى أنهما «أشادا بالقادة العسكريين والأمنيين الذين أكدوا لباتيلي في بنغازي مجددا التزامهم بسيادة ليبيا واستقرارها السياسي من خلال الانتخابات، ومغادرة المقاتلين والقوات والمرتزقة الأجانب».
المنفي يدعو لبيئة مناسبة للانتخابات... والدبيبة يجدد التزامه تهيئتها
قادة ميليشيات في غرب ليبيا يفعّلون ما يسمى بـ«اتحاد الثوار»
المنفي يدعو لبيئة مناسبة للانتخابات... والدبيبة يجدد التزامه تهيئتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة