أبدى مسؤولون مصريون تفاؤلهم بحجم الإقبال على معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» بالعاصمة الفرنسية باريس، الذي تم فتح أبوابه للجمهور بداية من الجمعة. وشهدت صالة عرض لافييت، إقبالاً لافتاً من الجمهور في أولى ساعات فتح المعرض.
ووفق الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإنه تم حتى الآن بيع 165 ألف تذكرة لزيارة المعرض، وتوقع استقبال المعرض 10 آلاف زائر يومياً.
وأضاف دكتور وزيري في بيان صحافي، مساء الجمعة، أن «كل المجلات والصحف الفرنسية تتحدث عن المعرض؛ حيث قامت بالتغطية الإعلامية لافتتاحه الرسمي مساء الخميس، والقطع الأثرية التي يضمها»، واعتبر وزيري الأمر «خير أداة للترويج للسياحة المصرية بالخارج ولا سيما منتج السياحة الثقافية».
وبدأ معرض «رمسيس وذهب الفراعنة»، (الجمعة)، استقبال زائريه لمدة 5 أشهر، في قاعة «لافيليت الكبرى» الباريسية في ثالث محطات جولاته الخارجية التي شملت مدينتي هيوستن وسان فرانسيسكو الأميركيتين.
ويضم المعرض 181 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثاني، من بينها «التابوت الملكي»، الذي وافقت السلطات المصرية على نقله إلى فرنسا بشكل استثنائي، لعرضه ضمن المعرض، تقديراً لجهود العلماء الفرنسيين الذين أنقذوا مومياء رمسيس الثاني، وعالجوها من الفطريات بالأشعة السينية عام 1976، وبذلك تكون فرنسا الوحيدة التي تستقبل التابوت الملكي من جديد للمرة الثانية.
واكتشف التابوت في خبيئة الدير البحري عام 1881. وهو مصنوع من خشب الأَرز ومطلي باللون الأصفر، ويمثل «الملك بهيئة آدمية»، وقد تقاطعت يداه، ممسكاً بشارات الحكم؛ صولجان، وسوط، وله لحية مستعارة مضفَّرة، كما يتميز التابوت بتفاصيل ونقوش ملوَّنة.
كما يضم المعرض مجوهرات من الذهب والفضة الصلبة والتماثيل والتمائم (التعويذات) والأقنعة والتوابيت الأخرى.
ويُتوقع أن يجذب المعرض عدداً كبيراً من الزوار، على غرار المعرض الذي أقيم لتوت عنخ آمون، وتم تجهيزه في المكان نفسه عام 2019، وجذب 1.4 مليون زائر.
وتم اكتشاف مومياء رمسيس الثاني عام 1881م بالبر الغربي بالأقصر، ثم نُقلت إلى المتحف المصري، ومنه إلى متحف الحضارة ضمن موكب المومياوات الملكية.
ويعد رمسيس الثاني، أحد أقوى وأشهر الملوك المصريين، إذ نُصّب وهو في سن الرابعة عشرة ولياً للعهد من قِبل والده سيتي الأول، وحكم مصر في الفترة من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد لفترة 67 عاماً وشهرين، وتوفي عن عمر ناهز 90 عاماً.
وكان رمسيس الثاني يُلقب بـ«الحاكم الشريك» لوالده؛ حيث رافق والده في أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو في عمر الرابعة عشرة، وعُيّن رمسيس في مشروعات ترميم موسعة وبناء قصر جديد في أواريس، وتولى الحكم بعد وفاة سيتي الأول، بحسب خبراء الحضارة المصرية القديمة.