اجتماع بنغازي يؤكد دعم الجهود لإخراج «المرتزقة» من ليبيا

أعلن الاستعداد لتقديم أشكال الدعم كافة لتأمين الانتخابات المؤجلة بكل مراحلها

صورة جماعية للمشاركين في اجتماع بنغازي أمس (البعثة الأممية)
صورة جماعية للمشاركين في اجتماع بنغازي أمس (البعثة الأممية)
TT

اجتماع بنغازي يؤكد دعم الجهود لإخراج «المرتزقة» من ليبيا

صورة جماعية للمشاركين في اجتماع بنغازي أمس (البعثة الأممية)
صورة جماعية للمشاركين في اجتماع بنغازي أمس (البعثة الأممية)

أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة (5 زائد 5)، التي تضم طرفي الصراع العسكري في ليبيا، أمس (السبت)، في ختام اجتماعها مع القيادات العسكرية والأمنية والميدانية في بنغازي (شرق) «الاستعداد لتقديم أشكال الدعم كافة لتأمين الانتخابات المؤجلة بمراحلها كافة».
واتفق الاجتماع، بحسب بيانه الختامي، الذي وزعته بعثة الأمم المتحدة، على «دعم جهود لجنة (5 زائد 5)، ولجنة التواصل الليبية المنبثقة منها في إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى الالتزام الكامل بكل ما نتج عن الحوار بين الطرفين خلال اجتماعي تونس وطرابلس، وعلى تبادل المعلومات فيما يخص المحتجزين لدى الطرفين، والبدء باتخاذ خطوات عملية لتبادل المحتجزين بأسرع وقت».
وطبقاً للبيان، فقد قدر المجتمعون مبادرة المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، بالإفراج عن ستة من الموقوفين من أبناء المنطقة الغربية بسبب قضايا أمنية. وقال مصدر مسؤول في الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاجتماع استهدف تعزيز بناء الثقة، واستكمال ترتيبات تشكيل قوة مشتركة للمرة الأولى بين طرفي الصراع العسكري في البلاد». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، أنه تمت «مناقشة تفعيل الوحدات العسكرية وضم المجموعات والميليشيات المسلحة، والعمل على حلها حسب اتفاق جنيف».
وكان الطرفان المتحاربان في ليبيا قد أبرما اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة؛ للهدنة والوقف الدائم لإطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020. ونص الاتفاق آنذاك على رحيل المقاتلين الأجانب عن ليبيا خلال ثلاثة أشهر، لكنه ترك التفاصيل الأساسية المتعلقة بتنفيذ الاتفاق، بما في ذلك مراقبة مغادرة المقاتلين الأجانب ودمج الجماعات المسلحة للجان فرعية، لم يحسمها بعد.
وضمت قائمة المشاركين في الاجتماع 15 من مسؤولي المنطقة الغربية، بمَن في ذلك رؤساء أجهزة الأمن الداخلي والأمن العام، وحرس الحدود ومندوب عن جهاز الردع.
وكان عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، قد أوضح في كلمته خلال افتتاح «اجتماع بنغازي» إلى أن «اللقاء يكتسي أهمية قصوى، كونه يعزز مسار المصالحة، ويؤسس لاستمرار اللقاءات مستقبلاً داخل ليبيا». وأعلن اعتزامه زيارة مدينة سبها الجنوبية خلال اليومين المقبلين، بهدف ضمان مشاركة الأطراف من أرجاء ليبيا كافة في رسم معالم الطريق نحو الخروج من هذه الأزمة، في إطار مقاربته الشاملة لمعالجة ما وصفه بـ«الأزمة المستعصية في ليبيا».
ووصف باتيلي جولته الرسمية الأولى للسودان وتشاد والنيجر بأنها «كانت ناجحة»، مشيراً إلى وجود اتفاق بين القادة جميعهم، الذين تباحث معهم، على «أهمية انسحاب منسق ومتسلسل ومتزامن ومتوازن للمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، بما لا يتسبب في إحداث آثار سلبية على البلدان الأصلية»، معتبراً أن استمرار التنسيق والتعاون «يمثل فرصة سانحة لمواصلة الحوار، وبناء الثقة، وتبادل الآراء حول كيفية توفير أساس متين لتسوية سياسية، تُتوج بحل الأزمة الليبية من خلال خلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة عام 2023».
كما دعا عمداء البلديات مجدداً للاضطلاع بأدوارهم لتمكين ليبيا من إجراء انتخابات حرة ونزيهة هذا العام، وحث المجتمعين في بنغازي على غلق كل أبواب الصراع، وفتح أبواب الحوار والبناء والمصالحة على مصراعيها.
في سياق ذلك، أوضح باتيلي أن مبادرته التي تقدّم بها، تبني مساراً محدداً زمنياً لإجراء الانتخابات في العام الحالي، وتوفر أرضية لتعزيز الإجماع حول المسائل ذات العلاقة بالاستحقاق الانتخابي. ومن هذه القضايا المهمة أمن الانتخابات والأفراد، بما في ذلك المرشحات والناخبات حتى يتمكنَّ من ممارسة حقوقهن السياسية دون خوف.
إلى ذلك، أشار مصدر في جهاز الأمن الداخلي، التابع لحكومة الوحدة «المؤقتة»، تحفظ على ذكر اسمه، إلى تعرض الجهاز لما وصفه بـ«هجوم سيبراني»، لكنه لم يحدد مصدره. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الهجوم حدث بسبب بث الجهاز اعترافات لأحد السجناء». وبث الجهاز عبر حسابيه الرسميين على «تويتر» و«فيسبوك» فيديو لاعترافات بعض المتهمين، واشتكى من تعرضه لما وصفه بـ«حملة للتشويش» لإزالة منشوراته.
من جهة ثانية، رأى سليمان الحراري، رئيس لجنة الشؤون الداخلية بمجلس النواب، أن «سياسة الاتحاد الأوروبي في اعتراض المهاجرين وسط البحر وإعادتهم إلى ليبيا، لا يمكن أن تؤدي لتخفيف الأزمة»، مؤكداً أن ليبيا التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية «لا يمكن أن تعالج أزمة تدفقات الهجرة نيابة عن أوروبا». وقال في تصريح وزعه الناطق باسم المجلس إنه بسبب «الظروف السيئة التي تعاني منها المؤسسات الليبية المعنية بموضوع الهجرة، وفي مقدمتها (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة) أصبحت غير قادر عن تقديم المساعدات الغذائية والطبية لآلاف المهاجرين غير النظاميين، الذين يصلون إلى ليبيا يومياً». وطالب بنقل المهاجرين إلى بلد ثالث لمعالجة أوضاعهم.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.