واشنطن تحمّل «حزب الله» المسؤولية عن إطلاق الصواريخ

TT

واشنطن تحمّل «حزب الله» المسؤولية عن إطلاق الصواريخ

رغم أن الاتصالات التي تولاها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب أدت إلى استيعاب رد فعل إسرائيل على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، من دون أن يؤدي إلى تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ الحرب على لبنان في يوليو (تموز) 2006، فإن السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا لم تأخذ بالمعلومات التي تبلّغتها من الحكومة اللبنانية بأنه لا علاقة لـ«حزب الله» بإطلاق الصواريخ متذرّعة، كما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية، بأن الكمّ الكبير من الصواريخ الذي أُطلق في غضون دقائق، والذي يُعد الأوسع منذ سنين طويلة يفوق قدرات حركة «حماس»، التي تعوزها حرية التحرك في منطقة خاضعة لنفوذ الحزب، حيث لا يستطيع أحد التصرف دون علمه، كما يفترض أن تكون خالية من السلاح غير الشرعي.
فواشنطن، حسب ما أبلغته السفيرة الأميركية إلى من يعنيهم الأمر على رأس المسؤولية في الحكومة اللبنانية، تحمّل «حزب الله» مسؤولية مباشرة حيال التحضير لإطلاق الصواريخ، التي تزامنت مع وجود رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في بيروت إسماعيل هنيّة، لأنه لا قدرة لديها لإطلاق الصواريخ من دون تغطية كاملة من الحزب.
لكن تحميل واشنطن المسؤولية لـ«حزب الله» لم يمنعها، كما تقول المصادر الدبلوماسية، من الدخول على خط الاتصالات لخفض التوتر والإبقاء على رد إسرائيل تحت السيطرة لقطع الطريق على إقحام الجنوب في حرب مفتوحة مع إسرائيل لا تريدها تل أبيب، ولا يسعى لها «حزب الله» الذي اكتفت قيادته بإعلام أركان الدولة بعدم علاقتها بإطلاق الصواريخ، نافيةً أن يكون لديها علم بالتحضيرات التي سبقت إطلاق الصواريخ من بقعة تقع في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش اللبناني بمؤازرة من «يونيفيل».
وقالت المصادر الدبلوماسية إن الدور الذي لعبته قيادة «يونيفيل» أسهم في قطع الطريق على أن يتجاوز الرد الإسرائيلي الحدود المرسومة للحفاظ على التهدئة تحت سقف التزام لبنان بالقرار 1701. وأكدت أن الرد الإسرائيلي بقي محدوداً لئلا يؤدي التصعيد إلى دخول أطراف على خط المواجهة.
وفي هذا السياق، تسأل المصادر اللبنانية، ما الجدوى من إطلاق الصواريخ بالتزامن مع استعداد مجلس الأمن الدولي للانعقاد بطلب عربي للنظر في الاعتداءات على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى؟ وهل المطلوب توفير خدمة لنتنياهو لصرف الأنظار عن الحملات التي يواجهها في الداخل؟ وما ذنب لبنان بتحميله مسؤولية أفعال من يستبيح سيادته؟
وتقول إن الجهة التي أطلقت الصواريخ لم تكن قادرة على نقل العشرات من نوع «كاتيوشا» عيار 122، من دون أن يؤمَّن لها الغطاء السياسي، والدعم اللوجيستي المطلوب، خصوصاً أن إطلاقها تميّز بالدقة وبمهارة فنية عالية بخلاف المرات السابقة، التي كانت تُطلق فيها صواريخ لا يتجاوز عددها أصابع اليد من المنطقة نفسها، وتسقط في الأراضي اللبنانية أو في داخل إسرائيل في منطقة حدودية ليست مأهولة بالسكان، ولا تُحدث أضراراً.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

المشرق العربي «حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

«حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

كشف مصدر نيابي لبناني محسوب على «محور الممانعة»، عن أن «حزب الله»، بلسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بادر إلى تلطيف موقفه حيال السجال الدائر حول انتخاب رئيس للجمهورية، في محاولة للالتفاف على ردود الفعل المترتبة على تهديد نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، المعارضين لانتخاب زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، بوضعهم أمام خيارين: انتخاب فرنجية أو الفراغ.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا

تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا

شنَّت إسرائيل هجوماً بالصواريخ بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، استهدف مستودعاً للذخيرة لـ«حزب الله» اللبناني، في محيط مطار الضبعة العسكري بريف حمص، ما أدَّى إلى تدميره بشكل كامل وتدمير شاحنات أسلحة. جاء هذا الهجوم في سياق حملة إسرائيلية متصاعدة، جواً وبراً، لاستهداف مواقع سورية توجد فيها ميليشيات تابعة لطهران على رأسها «حزب الله». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، إلى أنَّ إسرائيل استهدفت الأراضي السورية 9 مرات بين 30 مارس (آذار) الماضي و29 (أبريل) نيسان الحالي، 3 منها براً و6 جواً، متسببة في مقتل 9 من الميليشيات وإصابة 15 آخرين بجروح. وذكر أنَّ القتلى 5 ضباط في صفوف «الحرس ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي «حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

«حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

يبدو أن «حزب الله» أعاد النظر بسياسة التصعيد التي انتهجها، الأسبوع الماضي، حين خير القوى السياسية بين مرشحَيْن: رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، أو الفراغ؛ إذ أقر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، يوم أمس، بأنه «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: «نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة، لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثثناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم، وقلنا: تعالوا لنتباحث.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن صواريخ إسرائيلية استهدفت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، مستودعاً للذخيرة يتبع «حزب الله» اللبناني، في منطقة مطار الضبعة العسكري في ريف حمص، ما أدى لتدميره بشكل كامل، وتدمير شاحنات أسلحة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إسرائيل تختبر دفاعات «عاصمة الحدود» اللبنانية

مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تختبر دفاعات «عاصمة الحدود» اللبنانية

مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)

اختبرت القوات الإسرائيلية على مدى الأيام الماضية، دفاعات «حزب الله» في محيط مدينة بنت جبيل التي تعرف بأنها «عاصمة الحدود»، وأكبر المدن الحدودية في جنوب لبنان، في محاولة لنقل المعركة إلى المدينة بعد فشل التوغل في مدينة الخيام خلال اليومين الماضيين، وذلك في ظل مراوحة في العملية البرية، حولتها إلى «حرب استنزاف» وتراشق صاروخي، بعد أربعة أسابيع على انطلاقها.

ونفذت مجموعات إسرائيلية محاولتي تسلل، إحداها سلكت طريقاً بين يارون ومارون الراس من الجهة الشرقية، بينما حاولت الثانية أن تسلك الطريق الممتد في الحدود بين رميش وعين إبل، وصولاً إلى الأطراف الجنوبية لبنت جبيل. وبدت «كمجموعات استطلاع ومناورة، لكنها لم تدخل إلى أحياء بنت جبيل»، حسبما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط».

وجاءت تلك المحاولات في أعقاب مراوحة في المعركة البرية. وقالت المصادر إن المعركة «تحوّلت إلى حرب استنزاف، حيث لم تطرأ أي تغيرات على خريطتها منذ أسبوعين، فيما تدخل القوات الإسرائيلية إلى القرى الحدودية مجموعات هندسة، تفخخ المنازل والأحياء، وتفجرها في اليوم التالي».

وتمضي إسرائيل بمواصلة قصفها الجوي الموسع في العمق اللبناني، الذي أسفر عن خسائر بلغت ضعفي خسائر حرب يوليو (تموز) 2006، لناحية الأعداد البشرية التي فاقت الثلاثة آلاف، والتدمير الذي فاق 35 ألف وحدة سكنية مدمرة بشكل كامل، فضلاً عن خسائر تفوق الـ10 ملايين دولار.