باتيلي يدعو لبدء «عهد جديد من المصالحة الوطنية» في ليبيا

ألمانيا تجدد دعمها الفني والاستشاري لمفوضية الانتخابات

باتيلي والدبيبة في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة»)
باتيلي والدبيبة في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة»)
TT

باتيلي يدعو لبدء «عهد جديد من المصالحة الوطنية» في ليبيا

باتيلي والدبيبة في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة»)
باتيلي والدبيبة في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة»)

حث عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، مؤسسات البلاد كافة على الالتزام بـ«مهمة الانتخابات» المنتظرة، وقال موجهاً حديثه لأطراف الأزمة السياسية: «تكفي عشر سنوات من الصراع، ولا بد أن نبدأ عهداً جديداً من المصالحة الوطنية في كل المناطق الليبية». وفي غضون ذلك أبدت ألمانيا استعدادها لتقديم الدعم الفني والاستشاري، مما يعزز جاهزية مفوضية الانتخابات الليبية لإجراء الاستحقاق المرتقب.
وكان باتيلي يتحدث مساء أول من أمس، أمام اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول للعام 2023 في طرابلس، بحضور عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، وعدد من الوزراء وعمداء البلديات، داعياً إلى «إيجاد آلية شفافة لتوزيع الثروات في إطار نقل الاختصاصات إلى البلديات».
وأورد باتيلي عبر حسابه على «تويتر»، أمس، جانباً من حديثه أمام اجتماع الإدارة المحلية، الذي قال فيه: «تكفي عشر سنوات من الصراع، تكفي عشر سنوات من هذه الأزمة». مشدداً على أنه «آن الأوان لتوفير الظروف لنهضة ليبيا من جديد»، داعياً عمداء البلديات للمساهمة من أجل إجراء انتخابات «حرة ونزيهة» خلال هذا العام، ومؤكداً أن «الانتخابات وحدها لن تحل كل المشكلات، ولكن ستكون بداية فجر جديد لليبيا، ونحو تحقيق النهضة»، كما دعا إلى ضرورة «طي صفحة الصراع».
في سياق ذلك، طالب المبعوث الأممي عمداء البلديات بدعم إجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة خلال هذا العام، وناشدهم «أن يؤمنوا بأن الانتخابات المقبلة ستكون نقطة تحول في تاريخ البلاد».
من جانبه، قال الدبيبة إن برنامج حكومته لنقل الاختصاص للبلديات أصبح واقعاً لمواجهة ما أسماه بـ«المركزية المقيتة»، متحدثاً عن «نجاحها في إنهاء الانقسام الذي أبعد البلديات عن تأدية دورها الحقيقي».
ويعتزم المجلس الأعلى للبلديات إطلاق مبادرة «الميثاق الوطني» للقبول بنتائج الانتخابات الليبية، وتتضمن الالتزام بالحماية السلمية والتداول السلمي على السلطة، وإنهاء المرحلة الانتقالية، وتأييد جهود المبعوث الأممي. كما تتضمن المبادرة تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات من خلال حوار شامل، يشارك فيه كل الفاعلين، وتكليف لجنة تتولى التواصل والتنسيق مع الأطراف كافة بشأن الميثاق.
في غضون ذلك، التقى عماد السايح، رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، سفير ألمانيا الاتحادية لدى ليبيا ميكائيل أونمخت، بحضور أعضاء مجلس المفوضية، وذلك بديوان مجلس المفوضية. وتمحور اللقاء بحسب المفوضية أمس، حول استعراض آخر مستجدات مسار العملية الانتخابية، وسُبل تدعيم المقترحات التي تنشد السلام والاستقرار، وصولاً لإنجاز الاستحقاقات المخطط لها هذا العام.
ونقلت المفوضية عن السفير الألماني «تقدير بلاده للجهود الوطنية الساعية لإنجاز الانتخابات»، مجدداً استعداد بلاده لتقديم الدعم الفني والاستشاري، مما يعزز جاهزية المفوضية، ويهيئ «مناخاً ملائماً» لتنفيذ الاستحقاقات المرتقبة.
في شأن قريب، قال المجلس الأعلى للدولة إن لجنة إعداد مشروعات قوانين الاستفتاء والانتخابات التابعة للمجلس الأعلى للدولة، واللجنة المناظرة لها التابعة لمجلس النواب، (6+6) استهلت أعمالها في مقر المجلس الأعلى بطرابلس.
ويعتبر هذا الاجتماع التحضيري هو الأول لفريقي اللجنة، تمهيداً لوضع القوانين والتشريعات للانتخابات، المزمع إجراؤها قبل نهاية هذا العام، وفقاً للتّعديل الدّستوري الثالث عشر.
وأوضح المجلس الأعلى، في بيان، أنه تم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول استراتيجية عمل اللجنتين، والآليات التي ستُتّبع لأداء المهام الموكلة إليهما، مبرزاً أنه «جرى في أجواء إيجابية، تبعث على التفاؤل في إمكانية إنجاز التشريعات المطلوبة في أقصر الآجال». وانتهى إلى أن كل الأعضاء «عقدوا العزم على حلحلة المسائل العالقة كافة، وتذليل الصعاب التي كانت عائقاً في هذا الشأن»، آخذين بعين الاعتبار الاستعانة برأي أهل الخبرة والاختصاص، والأحزاب في كثير من المسائل ذات الصلة بهذه التشريعات.
وفيما يتعلق بالاجتماع الأمني والعسكري المرتقب بين الأفرقاء الليبيين، نقل موقع «ليبيا 24» الإخباري عن مصادر أن بنغازي ستحتضن يوم الاثنين المقبل الاجتماع العسكري والأمني الختامي لقيادات المنطقتين الغربية والشرقية، بحضور اللجنة العسكرية المشتركة «5+5».
وأضافت المصادر أن الاجتماع سيحضره «رئيسا الأركان في المنطقتين إلى جانب القادة السابقين، الذين حضروا اجتماع طرابلس الأخير، إضافة إلى حضور قادة جدد عن المنطقة الغربية».
من جهة ثانية، قالت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان مقتضب، إن إنتاج النفط الخام سجل مليوناً و223 ألف برميل في الـ24 ساعة الماضية، وذلك بزيادة بلغت 3 آلاف برميل، كما أشارت إلى أن إنتاج المكثفات بلغ 53 ألف برميل خلال الـ24 ساعة الماضية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.