توفي، مساء أول من أمس، بإحدى مصحات الرباط خالد الناصري، وزير الإعلام الأسبق والسفير الحالي لدى الأردن والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية، عن عمر يناهز 77 سنة، وذلك بعد معاناة مع المرض.
ونعى محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الراحل، واصفاً إياه بـ«المناضل السياسي والحقوقي التقدمي الفذ، ورجل الدولة الكبير، وإحدى القامات الوطنية البارزة، والمحامي والخبير القانوني، والفقيه الدستوري، والوزير والسفير، والكاتب والإعلامي، والمثقف المتميز، وأحد القادة الأساسيين والتاريخيين لحزب التقدم والاشتراكية».
وقال بنعبد الله: «في هذه اللحظات العصيبة على حزب التقدم والاشتراكية، بمناسبة هذا الرزء الفادح والمصاب الأليم لحزبنا وللحركة التقدمية في بلادنا، نستحضر بإجلالٍ وإكبار الأخلاق الرفيعة التي تميز بها الرفيق خالد الناصري، ووطنيته العالية، ونضاله المستميت من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإسهامه الوازن في بلورة التوجهات الأساسية للحزب، وحنكته السياسية المشهود له بها، سواء أثناء تقلده لمسؤولياتٍ رسمية عليا، أو إبان تحمله للمسؤوليات الحزبية المختلفة، منذ أن التحق بخلية الحزب في كلية الحقوق في سنة 1966. وأساساً عضويته في اللجنة المركزية والمكتب السياسي لانتداباتٍ عديدة؛ حيث كان دائم الحضور، غزير العطاء، وإنساناً راقي الخصال، مُحِبّاً للناس وللحياة».
وتابع بنعبد الله قائلاً: «غادرنا الفقيدُ العزيز، الرفيق خالد الناصري، السفير الحالي لبلادنا لدى الأردن الشقيق، وزير الاتصال الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة، المدير الأسبق للمعهد العالي للإدارة. كما أنّ الفقيد من مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. وهو فقيه وأستاذ بارزٌ في القانون الدستوري، له أبحاث ودراساتٌ عديدة وغزيرة. كما أنه مارس العمل الصحافي، وزاول مهنة المحاماة؛ حيث ترافع في قضايا عدة مرتبطة بالدفاع عن الحقوق والحريات، وهو أيضاً من مؤسسي منظمة الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية وقادتها الأوائل».
ولد الناصري بالدار البيضاء في 5 مارس (آذار) 1946، وحصل على شهادة الإجازة في الحقوق من كلية العلوم القانونية والاجتماعية والسياسية في 1969، ثم على شهادة الدراسات العليا في العلوم السياسية من كلية الحقوق بالرباط سنة 1970، والتحق بالمحاماة في بداية السبعينات؛ حيث كان مسجلاً بنقابة المحامين بالدار البيضاء، لكنه توقف عن ممارسة هذه المهنة سنة 1974 ليستأنف دراساته العليا بالعاصمة الفرنسية، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام سنة 1975، ليلتحق في 1976 بسلك التدريس بكلية الحقوق، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. وفي 1984 حصل على دكتوراه الدولة في القانون العام، ثم استأنف ممارسة مهنة المحاماة من سنة 1986 إلى سنة 1996.
وأسهم الراحل في تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان سنة 1988، وتحمل مسؤولية رئاستها ما بين سنتي 1990 و1991.
وكان الناصري قد التحق منذ 1968 بحزب التقدم والاشتراكية، حيث انتُخب عضواً بلجنته المركزية سنة 1975 وبديوانه السياسي سنة 1995. كما انتخب في مارس 2000 رئيساً للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان التابعة للجامعة العربية إلى غاية 2006. وسبق للراحل أن شغل منصب وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في حكومة عباس الفاسي. وله مؤلفات وكتب ودراسات ومقالات علمية عديدة في مجالي القانون العام والعلوم السياسية.
وفاة وزير الإعلام المغربي الأسبق خالد الناصري
أمين «التقدم والاشتراكية» عدّه مناضلاً سياسياً ورجل دولة كبيراً
وفاة وزير الإعلام المغربي الأسبق خالد الناصري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة