«تشات جي بي تي» متهماً... فهل يمكن عقابه؟

مسؤول أسترالي يتخذ خطوات لإقامة أول دعوى تشهير ضد التطبيق

شعار شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لـ«تشات جي بي تي» (أرشيفية)
شعار شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لـ«تشات جي بي تي» (أرشيفية)
TT

«تشات جي بي تي» متهماً... فهل يمكن عقابه؟

شعار شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لـ«تشات جي بي تي» (أرشيفية)
شعار شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لـ«تشات جي بي تي» (أرشيفية)

لا يزال تطبيق روبوت الدردشة «تشات جي بي تي» يواصل إثارة الجدل بشأن تأثيراته على قطاعات مختلفة، لكن هذه المرة اتخذت التأثيرات بُعداً آخر، بعدما أعلن مسؤول أسترالي عن خطوات لإقامة دعوى تشهير على شركة «أوبن إيه آي»، المالكة لهذا التطبيق، بدعوى استخدام معلومات خاطئة عنه.
وبحسب ما نقلته التقارير، فإن المسؤول الأسترالي فوجئ بأن «المعلومات التي يوفرها التطبيق عنه تشير إلى اتهامه في قضية تزوير»، وهو الأمر الذي يضع «تشات جي بي تي» في موضع المتهم، ويدفع خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» إلى التأكيد على أن المتضررين يملكون طريقين لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة؛ أحدهما إقامة دعوى تشهير في حال امتناع التطبيق عن تصحيح تلك المعلومات، أو استخدام الحقوق المعمول بها في قوانين خصوصية البيانات.
ولجأ آخرون لهذين الطريقين في محاولة لتصحيح أخطاء تتعلق بتداول بيانات خاطئة وفرها محرك البحث الشهير (غوغل)، ولكنها لم تجدِ نفعاً تقريباً، غير أنها «قد تفلح مع (تشات جي بي تي)، لأنه يقدم نفسه بوصفه صانعاً للمحتوى، وليس مجرد خدمة بحث»، كما يقول حاتم زغلول مخترع «الواي فاي» لـ«الشرق الأوسط».
ويوضح زغلول الفارق بين حالتي «غوغل» و«تشات جي بي تي» بالقول: «عندما تسأل (تشات جي بي تي) عن أمر، فإنه يقدم لك الإجابة دون الإشارة إلى مصادرها، وبالتالي فهو يتحمل مسؤوليتها، على عكس (غوغل)، الذي يقدم نفسه محركَ بحث، وبالتالي لا يتحمل مسؤولية ما هو مكتوب في المواقع التي يوفرها في خدمة البحث».
وتوفر أغلب القوانين حماية لمحركات البحث من الدعاوى القضائية التي يمكن أن تستهدفهم، بسبب المحتوى الذي تنشره جهات خارجية، ويظهر عند استخدام محركات البحث، وذلك لتشجيع حرية التعبير والابتكار على الإنترنت «ولكن هذا لا ينطبق على (تشات جي بي تي)»، كما يرى زغلول.
ووفق المادة 230 من قانون آداب الاتصالات الأميركي، الذي تم إصداره في عام 1996، فإن «مقدمي الخدمات عبر الإنترنت غير مسؤولين قانوناً عن المحتوى الذي ينشره مستخدمو الإنترنت الآخرون، فلا يمكن معاملة أي خدمة كومبيوتر عبر الإنترنت، وفق هذا القانون، باعتبارها (الناشر أو المتحدث) للمعلومات المنشورة من قبل طرف ثالث».
ولذلك يعتقد زغلول أن «(تشات جي بي تي) ليس مشمولاً بهذا النص، لأنه يقدم المعلومة بوصفه منتجاً لها، وليس مجرد خدمة بحث، وهو ما يتطلب من شركة (تشات جي بي تي) إجراء تعديلات لإعفائها من المسؤولية القانونية عن أي محتوى يوفره التطبيق».
ويضيف: «دعونا نتفق على أن مثل هذه التطبيقات لا تزال في طور (النمو)، ومع الوقت ستظهر مشكلات ستتم معالجتها، ومن بين هذه المشكلات التي فجَّرتها قضية المسؤول الأسترالي، المسؤولية عن المحتوى، وأقترح في هذا الإطار أن الإشارة لمصادر المعلومات قد تكون حلاً مناسباً، أو في بعض المواد التي تحمل شبهة تشهير يتم كتابة توضيح بأنه يتعين الرجوع للمصادر الأصلية لهذه المعلومات».
وإلى أن يتم إجراء هذه التعديلات، يرى جيانفي كاي، الباحث بقسم علوم البيانات والذكاء الاصطناعي بجامعة موناش بأستراليا، أن شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لهذا التطبيق، لا تملك إلا التجاوب مع طلب المسؤول الأسترالي وإجراء تعديل في المعلومات التي يوفرها التطبيق عنه، وإلا فستقع تحت طائلة جريمة التشهير، وكذلك انتهاك الخصوصية.
ويقول كاي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوانين في كل دول العالم تقريباً توفر حماية ضد التشهير وانتهاك الخصوصية، وتنص قوانين التشهير عادة على تقديم طلب للمنصة الإلكترونية بإزالة المواد المسيئة، فإذا لم تتم إزالتها، تقع تحت طائلة القانون، أما انتهاك الخصوصية، فهي الجريمة المنصوص عليها في قوانين حماية البيانات الشخصية التي تعطي هي الأخرى الحق لأي شخص بمخاطبة المنصة بإزالة أو تعديل أي معلومات تتعلق به».
ويضيف أن «الإجراءات القانونية لإثبات تعرض الشخص للتشهير قد تأخذ وقتاً طويلاً نوعاً ما، لإثباتها قضائياً، ولكن توفر قوانين حماية البيانات والخصوصية طريقاً أسرع».
والخصوصية في أستراليا يحميها قانون الخصوصية الأسترالي لعام 1988، الذي يفرض متطلبات لجمع المعلومات الشخصية وإدارتها والتعامل معها واستخدامها والإفصاح عنها وغير ذلك من إجراءات التعامل مع تلك المعلومات. كما ينظم الاتحاد الأوروبي مسألة الخصوصية عبر أطر قانونية عدة، منها قانون صدر في 25 مايو (أيار) 2018، ألزم الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت بحماية بيانات المستخدمين، ومنحهم طريقة للتحكم في البيانات التي تجمعها هذه الشركات عنهم.
وبموجب نص القانون «يجب أن تكون هناك موافقة واضحة من الشخص على معالجة بياناته الشخصية، ويحق لكل فرد حق طلب حذفها أو تعديلها إن أراد».
واختار المسؤول الأسترالي، بريان هود، الذي تم انتخابه رئيساً لبلدية هيبورن شاير، طريق دعوى التشهير، وذلك بعد أن علم أن «تشات جي بي تي» قد وصفه زوراً بأنه مذنب في فضيحة رشوة تورطت فيها شركة تابعة للبنك الاحتياطي الأسترالي، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأرسل محامو هود، في 21 مارس (آذار) الماضي، خطاباً إلى شركة «أوبن إيه آي»، المنتجة للتطبيق، ومنحوها 28 يوماً لإصلاح الأخطاء المتعلقة بموكلهم، أو مواجهة دعوى تشهير محتملة.
وقال جيمس نوتن، الشريك في شركة «غوردون ليغال» القانونية التي تدير القضية، إن «موكلهم لم يكن يعرف بالضبط عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى المعلومات الخاطئة عنه، وهو أمر يغير من حجم التعويضات، لكن طبيعة المعلومات التشهيرية خطيرة بما يكفي، لدرجة أنه قد يطالب بأكثر من 200 ألف دولار تعويضاً».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

مصر: هروب جماعي لمدمنين يثير تساؤلات بشأن طبيعة عمل المصحّات

جانب من عمليات التفتيش على منشآت علاج الإدمان (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)
جانب من عمليات التفتيش على منشآت علاج الإدمان (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)
TT

مصر: هروب جماعي لمدمنين يثير تساؤلات بشأن طبيعة عمل المصحّات

جانب من عمليات التفتيش على منشآت علاج الإدمان (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)
جانب من عمليات التفتيش على منشآت علاج الإدمان (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)

أثارت واقعة هروب جماعي لعدد من مرضى الإدمان في مصر من داخل إحدى المصحات الخاصة في محافظة الجيزة تساؤلات بشأن بروتوكول العلاج بالمصحات ومدى الالتزام بتطبيق الإجراءات العلمية المتبعة للعلاج داخلها.

وانتشر، الأحد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لهروب جماعي لعدد من المرضى في منطقة المريوطية بالجيزة، مع أحاديث انتشرت عبر هذه المواقع بشأن «سوء معاملة» داخلها، في حين أكدت وزارة «الصحة» المصرية أن المنشأة «غير مرخصة من الأساس، وتمارس نشاطاً غير قانوني عبر انتحال صفة (منشأة طبية)، مع التحرك الفوري لمحاسبة المسؤولين القائمين عليها وإحالة الواقعة للنيابة العامة من أجل غلقها نهائياً».

منشآت غير مرخصة

وأكدت الوزارة تشكيل لجان لتنفيذ حملات تفتيش موسعة على المنشآت الطبية غير المرخصة على مستوى الجمهورية، وبمشاركة المجلس القومي للصحة النفسية والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إلى جانب وزارة الداخلية، حيث أسفرت هذه الحملات خلال عام 2025 عن إغلاق مئات المنشآت المخالفة، منها 112 منشأة في 5 محافظات فقط خلال النصف الأول من العام.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مشكلات داخل مراكز غير مرخصة، مع تكرار وقائع هروب المقيمين في المراكز غير المرخصة أو الحاصلة على تراخيص قانونية، التي كان منها وفاة شقيق المطرب رامي صبري بعد هروبه من مركز مماثل في المنطقة نفسها في يوليو (تموز) 2021.

توقيع مذكرة تفاهم مع «فياترس» لتطوير مجالات الرعاية الصحية بملف الصحة النفسية (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)

وقالت عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، إيرين سعيد، لـ«الشرق الأوسط»، إن الواقعة تفتح الباب أمام تساؤلات عدّة حول غياب الرقابة والتفتيش المستمر على مراكز علاج الإدمان، على الرغم من تعدد الجهات التي يفترض أن تقوم بهذا الدور وفقاً للقانون، مشيرة إلى أن «الحصول على تراخيص لإقامة منشأة طبية أمر يمر عبر جهات عدّة ويستلزم استيفاء شروط وتراخيص قبل البدء في ممارسة عملها».

وأضافت أن «المراكز غير المرخصة والمنتشرة في مواقع كثيرة تفتقد للعديد من الأساسيات الواجب توافرها، ليس بالعلاج فقط، ولكن في توفير الظروف التي يمكن أن تساعد المدمن على التعافي»، مؤكدة أن «هذا الأمر يتطلب تحركاً واضحاً للعمل على إغلاقها وتوفير البدائل، خصوصاً لما يشكله هذا الأمر من خطورة داهمة».

فجوة كبيرة

المدير السابق ومؤسس وحدة الإدمان في مستشفى «العباسية للصحة النفسية»، عبد الرحمن حماد، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك فجوة عالمية بعدد الأسِرّة المتوفرة من أجل معالجة المدمنين على مستوى العالم، وليس في مصر فقط»، مشيراً إلى أن «تجهيز منشأة للعلاج النفسي يتطلب تراخيص من نقابة (الأطباء) و(المجلس القومي للصحة النفسية)، بالإضافة إلى إدارة (العلاج الحر) في وزارة الصحة، وهو أمر لا تلتزم به غالبية المصحات التي تتلقى مبالغ متواضعة مقابل علاج المرضى».

وأضاف أن «هناك مصحات كثيرة لا توفر بيئة علاجية مرتبطة بمكان جيد وطعام مناسب وإشراف طبي ونفسي واجتماعي ورياضي للمريض في رحلته للتعافي»، موضحاً أن «جزءاً من الأزمة يكون مرتبطاً برغبة الأهالي في إدخال مرضاهم لمصحة من أجل تلقي العلاج، وربما صعوبة العثور على مكان في مستشفى حكومي مع وجود حالات انتظار كثيرة يتسبب في إيداعهم بمصحات غير مرخصة».

وتابع أن «علاج الإدمان يتطلَّب معايير متعددة لا تتوافر في المصحات غير المرخصة بشكل كبير»، موضحاً أن «الحملات الرقابية التي ساهمت في إغلاق كثير منها يتم التحايل عليها بإعادة فتحها في مبانٍ جديدة مع سهولة التجهيزات التي تتطلبها من وجهة نظر القائمين عليها، والمرتبطة بتركيب أبواب حديدية وشبابيك مماثلة لمنع المرضى من الهرب».

دار غير مرخصة لعلاج الإدمان بالإسكندرية (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)

وهنا يشير أستاذ الطب النفسي جمال فرويز لـ«الشرق الأوسط» إلى المبالغ المالية الكبيرة التي يتطلبها إنشاء مصحة مرخصة وتجعل الشريحة الكبرى من المواطنين غير قادرة على التعامل معها من الناحية المالية، مؤكداً أن «متوسط يوم العلاج في المستشفى وفق المعايير الطبية المطلوبة لا يجب أن يقل عن 8 آلاف جنيه (الدولار يعادل 47.5 جنيه في البنوك) وهو أمر لا يناسب الشريحة الكبرى من المرضى».

طريقة قاسية

وأضاف أن «أسراً كثيرة تلجأ إلى المصحات غير المرخصة التي تتقاضى في المتوسط من الأسرة ما بين 10 إلى 15 ألف جنيه شهرياً، في مقابل احتجازه للعلاج، مؤكداً أن طرق العلاج المتبعة في داخلها تكون قاسية في كثير من الأحيان، وترتكز على منع المدمن من التعاطي، لكن من دون أي اعتبارات أخرى، وهو أمر قد تكون له تداعيات سلبية بشكل كبير على حياته بعد الخروج منها».

ووفق بيانات «صندوق مكافحة الإدمان»، فإن عددَ من تقدموا للعلاج في 2025 بلغ نحو 150 ألفاً، في حين خضع أكثر من ربع مليون فرد للكشف الإداري لبيان مدى تعاطيهم المواد المخدرة من عدمه، فيما يتبنى الصندوق التابع لوزارة «التضامن الاجتماعي» خطة وطنية لمكافحة المخدرات والحدّ من مخاطر التعاطي والإدمان، بدأ تنفيذها في 2024 وتستمر لمدة 4 سنوات.


أغنية «فصلة» تعيد التراث الموسيقي البحريني للواجهة عالمياً

الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» (إنستغرام)
الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» (إنستغرام)
TT

أغنية «فصلة» تعيد التراث الموسيقي البحريني للواجهة عالمياً

الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» (إنستغرام)
الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» (إنستغرام)

أعاد الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» التراث الموسيقي البحريني إلى الواجهة العالمية بعد النجاح اللافت الذي حققته أغنيته الشهيرة «فصلة»؛ إذ تصدرت الأغنية قوائم أكثر الأغاني نجاحاً ورواجاً في المنطقة العربية خلال الشهر الحالي عبر منصات «بيلبورد» العربية، في قوائم أفضل 100 فنان، وأفضل 100 أغنية، وأفضل 50 «هيب هوب» عربياً، كما حظيت بانتشار واسع على أبرز المنصات الموسيقية الدولية، من بينها «سبوتيفاي» في الهند التي احتلت قمتها.

صدرت أغنية «فصلة» منتصف عام 2024، من خلال تعاون «فليبراتشي» مع «الدي جي أوتلو»، بهدف مزج التراث الموسيقي البحريني القديم مع الآلات الموسيقية الحية مثل الطبول، إضافة إلى إدخال الآلات الموسيقية الهندية التقليدية، أبرزها آلة الشيناي، ليولد هذا المزج تجربة موسيقية فريدة.

ورغم جودة العمل، فإن الأغنية لم تحقق النجاح إلا في عدة دول خليجية، من بينها الكويت والإمارات والبحرين، إلى أن قرر المخرج الهندي أديتيا دهار استخدامها ضمن فيلمه الجديد «Dhurandhar» أو «البطل»، الذي عُرض في دور السينما الهندية بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

الأغنية حققت نجاحاً لافتاً (إنستغرام)

ويعد فيلم «Dhurandhar» الذي صدر في 5 ديسمبر 2025 أحد أبرز الأعمال السينمائية الهندية في موسم الاحتفالات، وحقق منذ إطلاقه اهتماماً جماهيرياً واسعاً على مستوى الإنتاجات السينمائية لهذا العام. الفيلم من كتابة وإخراج أديتيا دهار، الذي شارك أيضاً في الإنتاج إلى جانب لوكيش دار وجيوتي ديشباندي تحت راية استوديوهات «Jio Studios» و«B62 Studios»، ويعد من الأعمال التي تمزج بين الحركة والتجسس والإثارة، ويضم مجموعة من أبرز نجوم بوليوود، من بينهم رانفير سينغ في الدور القيادي، إلى جانب أكشاي خانا، وسانجاي دوت، وأرجون رامبال.

بوستر الفيلم الهندي (إنستغرام)

وقد أدت هذه الخطوة إلى انفجار شعبي للأغنية على منصات التواصل، ولا سيما «تيك توك»، بعد أن قام عدد من أبرز نجوم السينما الهندية بالغناء والرقص عليها، من بينهم رانفير سينغ، وأكشاي خانا، وسانجاي دوت، وأرجون رامبال، ما ساهم في إعادة تعريف الأغنية لمستمعين عالميين. ولم تُستخدم أغنية «فصلة» في الفيلم لغرض الترويج فقط، بل دخلت في مشهد عفوي ضمن أحداث العمل؛ إذ رقص البطل أكشاي خانا على أنغام الأغنية دون أي تدريب مسبق، مما ساعد في انتشار الأغنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تصدرت الأغنية منصة «سبوتيفاي» في الهند (إنستغرام)

وعبّر «فليبراتشي» عن سعادته بتصدر موسيقاه لأربع قوائم على «بيلبورد» العربية، واصفاً الإنجاز بأنه «أكثر من مجرد فوز، بل تذكير لبداياتنا في عالم الموسيقى». وقال عبر حسابه الرسمي على «إنستغرام»: «النجاح جاء بعد سنوات من الإيمان والتضحيات والسهر. شكراً لجمهوري، وخصوصاً في الهند، على دعمكم وحبكم الذي جعل الموسيقى تتخطى الحدود واللغات والثقافات»، مضيفاً: «ممتنون، وما زلنا متعطشين، وهذه مجرد البداية. شكراً لأنكم صنعتم التاريخ معنا».

«فليبراتشي» (إنستغرام)

من جانبه، يرى الناقد والمؤرخ الموسيقي فوزي إبراهيم أن «السر الرئيسي وراء نجاح أغنية (فصلة) يكمن في قدرة (فليبراتشي) على مزج أهم الآلات الموسيقية الهندية مع تراث البحرين واليمن الغني بالألحان والمقطوعات الموسيقية».

وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «التراث اليمني والبحريني غني بالعديد من الأغاني والمقطوعات الرائعة، وأغنية (فصلة) أعادت إلى الأذهان أغنية (صبوحة خطبها نصيب) التي ذاع صيتها خليجياً منتصف خمسينات القرن الماضي، وكانت جزءاً رئيسياً في الأعراس العربية آنذاك». وأضاف: «المزيج الموسيقي الذي قدمه (فليبراتشي) بالتعاون مع (أوتلو) يجعل المستمع يرقص حتى لو لم يفهم كلمات الأغنية، فالموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحواجز. كما ساهم استخدام كلمات محببة للجمهور الخليجي مثل (كرك)، و(زين)، و(يا للحبيب)... في تعزيز تفاعل المستمعين مع الأغنية».


«أمازون» تتراجع عن خطط توصيل الطلبات بطائرات مسيّرة في إيطاليا

قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
TT

«أمازون» تتراجع عن خطط توصيل الطلبات بطائرات مسيّرة في إيطاليا

قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)

قالت شركة «أمازون»، الأحد، إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا، رغم إحرازها تقدماً جيداً مع الجهات التنظيمية في مجال الطيران، لكن القضايا التنظيمية التجارية ‌الأوسع نطاقاً ‌حالت دون إتمام ‌المشروع.

ووفقاً لـ«رويترز»، وصفت ⁠هيئة ​الطيران ‌المدني الإيطالية القرار بأنه غير متوقع، وقالت في بيان أمس السبت إن الخطوة مدفوعة بسياسة الشركة، المرتبطة «بالأحداث المالية في الآونة الأخيرة ⁠التي شملت المجموعة».

وأعلنت «أمازون» في ديسمبر ‌(كانون الأول) 2024 عن إتمام الاختبارات الأولية بنجاح لطائرات التوصيل المسيّرة في بلدة سان سالفو الواقعة في منطقة أبروتسو الوسطى.

وقالت «أمازون» في بيان لـ«رويترز»، ​الأحد: «بعد مراجعة استراتيجية، قررنا التراجع عن خططنا ⁠التجارية لتوصيل الطرود عبر الطائرات المسيّرة في إيطاليا».

وأضافت «أمازون»: «رغم المشاركة الإيجابية والتقدم المحرز مع الجهات التنظيمية الإيطالية في مجال الطيران، فإن الإطار التنظيمي الأوسع للأعمال في البلاد لا يدعم، في الوقت الراهن، أهدافنا طويلة المدى ‌لهذا البرنامج».