«تشات جي بي تي» متهماً... فهل يمكن عقابه؟

مسؤول أسترالي يتخذ خطوات لإقامة أول دعوى تشهير ضد التطبيق

شعار شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لـ«تشات جي بي تي» (أرشيفية)
شعار شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لـ«تشات جي بي تي» (أرشيفية)
TT

«تشات جي بي تي» متهماً... فهل يمكن عقابه؟

شعار شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لـ«تشات جي بي تي» (أرشيفية)
شعار شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لـ«تشات جي بي تي» (أرشيفية)

لا يزال تطبيق روبوت الدردشة «تشات جي بي تي» يواصل إثارة الجدل بشأن تأثيراته على قطاعات مختلفة، لكن هذه المرة اتخذت التأثيرات بُعداً آخر، بعدما أعلن مسؤول أسترالي عن خطوات لإقامة دعوى تشهير على شركة «أوبن إيه آي»، المالكة لهذا التطبيق، بدعوى استخدام معلومات خاطئة عنه.
وبحسب ما نقلته التقارير، فإن المسؤول الأسترالي فوجئ بأن «المعلومات التي يوفرها التطبيق عنه تشير إلى اتهامه في قضية تزوير»، وهو الأمر الذي يضع «تشات جي بي تي» في موضع المتهم، ويدفع خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» إلى التأكيد على أن المتضررين يملكون طريقين لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة؛ أحدهما إقامة دعوى تشهير في حال امتناع التطبيق عن تصحيح تلك المعلومات، أو استخدام الحقوق المعمول بها في قوانين خصوصية البيانات.
ولجأ آخرون لهذين الطريقين في محاولة لتصحيح أخطاء تتعلق بتداول بيانات خاطئة وفرها محرك البحث الشهير (غوغل)، ولكنها لم تجدِ نفعاً تقريباً، غير أنها «قد تفلح مع (تشات جي بي تي)، لأنه يقدم نفسه بوصفه صانعاً للمحتوى، وليس مجرد خدمة بحث»، كما يقول حاتم زغلول مخترع «الواي فاي» لـ«الشرق الأوسط».
ويوضح زغلول الفارق بين حالتي «غوغل» و«تشات جي بي تي» بالقول: «عندما تسأل (تشات جي بي تي) عن أمر، فإنه يقدم لك الإجابة دون الإشارة إلى مصادرها، وبالتالي فهو يتحمل مسؤوليتها، على عكس (غوغل)، الذي يقدم نفسه محركَ بحث، وبالتالي لا يتحمل مسؤولية ما هو مكتوب في المواقع التي يوفرها في خدمة البحث».
وتوفر أغلب القوانين حماية لمحركات البحث من الدعاوى القضائية التي يمكن أن تستهدفهم، بسبب المحتوى الذي تنشره جهات خارجية، ويظهر عند استخدام محركات البحث، وذلك لتشجيع حرية التعبير والابتكار على الإنترنت «ولكن هذا لا ينطبق على (تشات جي بي تي)»، كما يرى زغلول.
ووفق المادة 230 من قانون آداب الاتصالات الأميركي، الذي تم إصداره في عام 1996، فإن «مقدمي الخدمات عبر الإنترنت غير مسؤولين قانوناً عن المحتوى الذي ينشره مستخدمو الإنترنت الآخرون، فلا يمكن معاملة أي خدمة كومبيوتر عبر الإنترنت، وفق هذا القانون، باعتبارها (الناشر أو المتحدث) للمعلومات المنشورة من قبل طرف ثالث».
ولذلك يعتقد زغلول أن «(تشات جي بي تي) ليس مشمولاً بهذا النص، لأنه يقدم المعلومة بوصفه منتجاً لها، وليس مجرد خدمة بحث، وهو ما يتطلب من شركة (تشات جي بي تي) إجراء تعديلات لإعفائها من المسؤولية القانونية عن أي محتوى يوفره التطبيق».
ويضيف: «دعونا نتفق على أن مثل هذه التطبيقات لا تزال في طور (النمو)، ومع الوقت ستظهر مشكلات ستتم معالجتها، ومن بين هذه المشكلات التي فجَّرتها قضية المسؤول الأسترالي، المسؤولية عن المحتوى، وأقترح في هذا الإطار أن الإشارة لمصادر المعلومات قد تكون حلاً مناسباً، أو في بعض المواد التي تحمل شبهة تشهير يتم كتابة توضيح بأنه يتعين الرجوع للمصادر الأصلية لهذه المعلومات».
وإلى أن يتم إجراء هذه التعديلات، يرى جيانفي كاي، الباحث بقسم علوم البيانات والذكاء الاصطناعي بجامعة موناش بأستراليا، أن شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لهذا التطبيق، لا تملك إلا التجاوب مع طلب المسؤول الأسترالي وإجراء تعديل في المعلومات التي يوفرها التطبيق عنه، وإلا فستقع تحت طائلة جريمة التشهير، وكذلك انتهاك الخصوصية.
ويقول كاي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوانين في كل دول العالم تقريباً توفر حماية ضد التشهير وانتهاك الخصوصية، وتنص قوانين التشهير عادة على تقديم طلب للمنصة الإلكترونية بإزالة المواد المسيئة، فإذا لم تتم إزالتها، تقع تحت طائلة القانون، أما انتهاك الخصوصية، فهي الجريمة المنصوص عليها في قوانين حماية البيانات الشخصية التي تعطي هي الأخرى الحق لأي شخص بمخاطبة المنصة بإزالة أو تعديل أي معلومات تتعلق به».
ويضيف أن «الإجراءات القانونية لإثبات تعرض الشخص للتشهير قد تأخذ وقتاً طويلاً نوعاً ما، لإثباتها قضائياً، ولكن توفر قوانين حماية البيانات والخصوصية طريقاً أسرع».
والخصوصية في أستراليا يحميها قانون الخصوصية الأسترالي لعام 1988، الذي يفرض متطلبات لجمع المعلومات الشخصية وإدارتها والتعامل معها واستخدامها والإفصاح عنها وغير ذلك من إجراءات التعامل مع تلك المعلومات. كما ينظم الاتحاد الأوروبي مسألة الخصوصية عبر أطر قانونية عدة، منها قانون صدر في 25 مايو (أيار) 2018، ألزم الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت بحماية بيانات المستخدمين، ومنحهم طريقة للتحكم في البيانات التي تجمعها هذه الشركات عنهم.
وبموجب نص القانون «يجب أن تكون هناك موافقة واضحة من الشخص على معالجة بياناته الشخصية، ويحق لكل فرد حق طلب حذفها أو تعديلها إن أراد».
واختار المسؤول الأسترالي، بريان هود، الذي تم انتخابه رئيساً لبلدية هيبورن شاير، طريق دعوى التشهير، وذلك بعد أن علم أن «تشات جي بي تي» قد وصفه زوراً بأنه مذنب في فضيحة رشوة تورطت فيها شركة تابعة للبنك الاحتياطي الأسترالي، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأرسل محامو هود، في 21 مارس (آذار) الماضي، خطاباً إلى شركة «أوبن إيه آي»، المنتجة للتطبيق، ومنحوها 28 يوماً لإصلاح الأخطاء المتعلقة بموكلهم، أو مواجهة دعوى تشهير محتملة.
وقال جيمس نوتن، الشريك في شركة «غوردون ليغال» القانونية التي تدير القضية، إن «موكلهم لم يكن يعرف بالضبط عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى المعلومات الخاطئة عنه، وهو أمر يغير من حجم التعويضات، لكن طبيعة المعلومات التشهيرية خطيرة بما يكفي، لدرجة أنه قد يطالب بأكثر من 200 ألف دولار تعويضاً».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
TT

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)

أقامت جمعية الصداقة الكويتية – البريطانية، مساء الأربعاء 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، حفلها السادس والعشرين لإعلان جوائز مسابقة عبد الله المبارك الصباح لأفضل الكتب الصادرة بالإنجليزية عن الشرق الأوسط، وذلك برعاية مبرة عبد الله المبارك الصباح، وسفارة دولة الكويت في لندن.

وأكد ممثل المبرة الشيخ مبارك العبد الله الصباح على أهمية الجائزة في دعم الثقافة والتعريف بمنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام، حيث تمنح للباحثين في مختلف التخصصات.

وتتزامن جائزة هذا العام مع الاحتفال بمرور 125 عاماً على الشراكة الكويتية - البريطانية الاستراتيجية التي تشمل التعاون في المجالات الأمنية والتجارية والثقافية والعلمية.

وإيماناً بأهمية إثراء شريحة القراء الأجانب بتاريخ العالم العربي والإسلامي، فقد تم الإعلان عن مضاعفة قيمة الجائزة. وفاز بالجائزة الأولى البروفسور ناصر الرباط أستاذ العمارة الإسلامية في الولايات المتحدة عن كتابه Writing Egypt، الذي يتناول فيه المشروع التاريخي للمؤرخ المصري تقي الدين المقريزي.

وحضر الحفل نخبة من كبار الأكاديميين المتخصصين في الدراسات الإسلامية الشرق أوسطية ومثقفين وإعلاميين عرب وبريطانيين.