جهود دولية للجم التدهور على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية

إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي في الشمال لساعات طويلة وفتح الملاجئ بعد إطلاق قذائف باتجاه الجليل

نوافذ زجاجية مكسورة جراء اعتراض الصواريخ في بلدة شلومي بشمال إسرائيل (أ.ف.ب)
نوافذ زجاجية مكسورة جراء اعتراض الصواريخ في بلدة شلومي بشمال إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

جهود دولية للجم التدهور على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية

نوافذ زجاجية مكسورة جراء اعتراض الصواريخ في بلدة شلومي بشمال إسرائيل (أ.ف.ب)
نوافذ زجاجية مكسورة جراء اعتراض الصواريخ في بلدة شلومي بشمال إسرائيل (أ.ف.ب)

في أعقاب إطلاق 34 قذيفة صاروخية من لبنان، بدأت اتصالات دولية لمنع التدهور إلى حرب شاملة. وحرص «حزب الله» على بث رسائل يقول فيها إنه لا يقف وراء هذا القصف، وإن جهات مجهولة، ربما فلسطينية في لبنان، تولت هذا الإطلاق للتعبير عن غضبها من الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
ودخلت القيادة الإسرائيلية إلى مداولات على مختلف المستويات التي تجلَّت فيها خلافات حول شكل الرد على القصف.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1643963351683219462
وبدا أن اليمين المتطرف المشارك في الحكومة، خصوصاً الوزير في وزارة الدفاع، بتسلئيل سموترتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، اللذين طالبا بالرد على القصف بغارات مدمرة على مواقع «حزب الله» مؤكدين أنه هو المسؤول عن هذا القصف، وأنه لا يمكن أن يكون هناك مَن يجرؤ على إطلاق كمية كهذه من الصواريخ من لبنان من دون موافقته.
وأشاروا إلى أن رئيس المكتب السياسي في «حماس»، إسماعيل هنية، موجود في لبنان، واجتمع مؤخراً مع رئيس «حزب الله»، حسن نصر الله، واعتبروا ذلك تنسيقاً في مهاجمة إسرائيل.
ولكن، من جهته، يرى الجيش الإسرائيلي أنه يجب أن يكون هناك رد، ولكن هناك حاجة إلى التروي وتأجيل الرد حتى تتضح الصورة وإفساح المجال لأن يكون الرد على طريقته «بشكل عيني وموجع ولكن بلا هستيريا». ولمح جنرالات في جيش الاحتياط إلى أن لدى الجيش أساليب عمل أخرى ناجعة أكثر.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1643958677374660608
ويرى مراقبون أن الجيش غير معني بالخروج إلى حرب حالياً، لأن حرباً كهذه تلحق ضرراً بالداخل الإسرائيلي، وتوجه ضربة لحملة الاحتجاج الشعبي الضخمة ضد خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف القضاء، وتوقفها، وتتيح بالتالي للحكومة الاستمرار في تنفيذ هذه الخطة.
ويعتبر اليمين هذا الموقف محاولة تهرب تدل على أن الجيش يتجه لاستيعاب الحدث، كما حصل في شهر أغسطس (آب) 2021، حين أُطلقت 20 قذيفة من لبنان، ورد عليها الجيش بقصف مدفعي محدود، وانتهى الأمر. وراحوا يهاجمونه على ذلك بالشبكات الاجتماعية، ويتهمون قادته بالجبن وبفقدان عقيدته القتالية.
وقد انتقل هذا الخلاف إلى جلسة «الكابينيت» (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية)، مساء الخميس، التي تم فيها التداول في الأحداث، ولم يفصح عن قراراته.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1643963129389363202
وكانت القذائف الصاروخية من طراز «كاتيوشا» قد أُطلقت من 3 مواقع في الجنوب اللبناني، على مقربة من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين القريبة من مدينة صور، وتصدت لها «منظومة القبة الحديدية» الإسرائيلية التي وضعت في حالة تأهب قصوى. لكنها فشلت في السيطرة عليها جميعاً. وحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فإن «القبة الحديدية» تمكنت من تدمير غالبية القذائف، لكن 5 منها سقطت في مواقع قريبة جداً من القرى والمدن في الجليل. وأصيب 3 مواطنين بشظايا، بينهم شاب عربي من كسرى، وامرأة عربية من قرية فسوطة، واشتعلت النيران في مخازن داخل بلدة شلومي اليهودية الحدودية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1643965296493973505
وتم على الفور إطلاق طائرات إسرائيلية مقاتلة وطائرات مسيرة إلى سماء الجنوب اللبناني، وتم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام الطيران المدني، من حيفا شمالاً، وأطلقت صفارات الإنذار في أكثر من 30 بلدة في الجليل الغربي، وطُلب من المواطنين البقاء في الزوايا الآمنة في بيوتهم وأماكن وجودهم، وفتحت البلديات الملاجئ، وعاد عشرات ألوف المواطنين، الذين قدموا للاستجمام في بلدات الشمال بمناسبة عيد الفصح العبري، إلى بيوتهم في الجنوب والمركز. وتقرر عقد اجتماع «الكابينيت»، برئاسة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي عقد آخر اجتماع له في 12 فبراير (شباط) الماضي.
وقد سارع «حزب الله» إلى التوضيح، من خلال القنوات السرية مع «اليونيفيل» (قوات الأمم المتحدة المرابطة في جنوب لبنان)، وكذلك من خلال النشر الإعلامي، بأنه ليس مسؤولاً عن القصف من لبنان.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل تلاحق «حزب الله» في الداخل اللبناني

آثار غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة (الوكالة الوطنية)
آثار غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة (الوكالة الوطنية)
TT

إسرائيل تلاحق «حزب الله» في الداخل اللبناني

آثار غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة (الوكالة الوطنية)
آثار غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة (الوكالة الوطنية)

استأنفت إسرائيل الاغتيالات في لبنان، بملاحقة عنصر في «حزب الله» على مسافة أكثر من 10 كيلومترات عن الحدود، واستهدفته بصاروخ أطلقته مسيّرة؛ ما أدى إلى مقتله، وذلك على إيقاع تحليق متواصل للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية.

ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت أكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه. وقتل شخص في ضربة شنّتها مسيرة إسرائيلية على سيارة في منطقة صور في جنوب لبنان، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، رغم سريان وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل. وأوردت الوكالة أن «مسيَّرة إسرائيلية» استهدفت سيارة «في بلدة رشكنانية في قضاء صور كانت مركونة إلى جانب منزل»؛ ما أدى إلى «سقوط شهيد». ونشرت صورة تظهر هيكل سيارة اندلعت النيران فيها.

وتحدثت الوكالة عن تحليق طائرة مسيَّرة من نوع «هرمز 450» في أجواء مدينة صور وقرى الجوار على علو منخفض. وبينما لم يُصْدر «حزب الله» نعياً رسمياً للمستهدف، تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن «اغتيال مسؤول كبير في (حزب الله) بقصف سيارته في منطقة صور بجنوب لبنان»، وقالت إنه «قيادي في فرقة الرضوان».

وتقول تل أبيب إنها تستهدف مواقع ومنشآت لـ«حزب الله»، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في بيان أنه قتل مهرب أسلحة ينتمي لـ«حزب الله» في غارة على شرق لبنان، الخميس، «كان ينسق تعاملات إرهابية لشراء أسلحة». وقُتل شخصان، الأسبوع الماضي، أيضاً جراء ضربة إسرائيلية استهدفت منطقة حدودية في شرق لبنان، وفق الوكالة الوطنية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف عناصر «من (حزب الله) الإرهابي تم رصدهم داخل موقع لإنتاج وتخزين وسائل قتالية استراتيجية» في منطقة البقاع.

ومع انقضاء مهلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أبقى الجيش الإسرائيلي على وجوده في 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، تخوله الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد «من عدم وجود تهديد فوري». وَعَدَّ لبنان «استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالاً». وفي المقابل، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الخميس، أن قواته «ستبقى إلى أجل غير مسمى» في المنطقة العازلة على طول الحدود مع لبنان، وأن انتشارها هناك «يعتمد على الوضع».

حزب الله

يقول «حزب الله» إنه مستعد للقتال، عندما يجد أن الوقت مناسب لذلك، كما يطالب الدولة اللبنانية بالشروع في مرحلة إعادة الاعمار. وقال عضو كتلة الحزب البرلمانية النائب إيهاب حمادة: «إننا ثابتون في الميدان، وأولويتنا ستكون المقاومة بأساليبها المختلفة، ومنها المقاومة المسلحة، وهي الخيار الذي نؤمن به؛ لأنه أنجز وحمى وحرر».

في المقابل، رأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب غسان حاصباني أن «المساعدات الفعليّة لإعادة الإعمار عادة تكون مشروطة أقلّه بضمانات للاستقرار». وأوضح في تصريح إذاعي أن «(حزب الله) زجّ لبنان في حرب من دون أن يأخذ في الحسبان القدرات المالية والعسكرية وغيرها للدولة اللبنانية، وبالتالي لا تستطيع الدولة بقدراتها الذاتية مساعدة أهل الجنوب، لأنها في حال اقتصادية مزرية، وكانت أساساً بحاجة إلى دعم دولي لتتعافى، لذا لا يمكن لوم الدولة على تقصيرها».