فرنجية يعدّ برنامجه «الرئاسي» وإعلان ترشيحه ينتظر «الظروف الملائمة»

TT

فرنجية يعدّ برنامجه «الرئاسي» وإعلان ترشيحه ينتظر «الظروف الملائمة»

بعد أسابيع على إعلان «الثنائي الشيعي»، «حزب الله» وحركة «أمل»، دعمهما الرسمي لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، لا يزال الأخير يلتزم الصمت حيال ترشيحه نتيجة المعوقات المستمرة التي تحول حتى الآن دون ضمان انتخابه، لكنه يعمل في هذا الوقت على إعداد برنامجه الرئاسي لإعلانه في الوقت المناسب.
وفيما لا يرى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، الذي يمثل تيار «المردة» الذي يرأسه فرنجيه، أن إعلان الترشّح سيغيّر في الواقع شيئا، يتحدث عن إيجابية لناحية حصول فرنجية على أكثرية الأصوات في البرلمان، لافتا إلى أنه يعمل على برنامج رئاسي سيطلقه عندما تصبح الأجواء ملائمة لذلك، وهو ما تشير إليه أيضا مصادر مقربة من «حزب الله»، الداعم الأساسي له والذي يخوض معركته الرئاسية حتى في مواجهة الحليف السابق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
ويقول مكاري لـ«الشرق الأوسط»: «وفق المعطيات السياسية التي لدينا وتواصل (المردة) مع مختلف الأطراف يمكن التأكيد أن فرنجية بات قريبا جدا من حصوله على 65 صوتا»، لكنه يقرّ في المقابل على أن المشكلة تكمن في تأمين نصاب الجلسة أي 85 صوتا، ويؤكد أن ما يهمّ فرنجية هو الوصول بإجماع وطني.
والمواقف نفسها، تنقلها مصادر مقربة من «حزب الله»، مشيرة إلى أن الدستور في لبنان لا ينص على الترشّح للرئاسة ولا يلزم فرنجية بذلك، واصفة إياه بـ«المرشح الطبيعي والأكثر جدية بين الأسماء المطروحة»، وسيقوم بإعلان ترشيحه قريبا. وتتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن سببين يؤخران إعلان فرنجية عن ترشيحه، الأول هو أنه لم ينته من وضع البرنامج الرئاسي الذي سيعرضه في مؤتمر صحافي سيخصصه لهذا الأمر، والثاني هو أنه يراقب التطورات الإقليمية التي يعتبرها لمصلحته، وفق المصادر التي تذهب إلى حد اعتبار أن فرنجية بات قاب قوسين أو أدنى من الرئاسة، لكن عناصر نجاحه لم تكتمل حتى الآن.
ومع إشارتها إلى أن الجهود اليوم تنصب على ضمان حصول فرنجية على 65 صوتا، إضافة إلى تأمين نصاب الثلثين أي حضور 85 نائبا جلسة الانتخاب، تلفت إلى أنه حتى الآن بات يضمن ما بين 52 و60 صوتا، معتبرة أن التعويل يبقى إما على التوافق الداخلي وإما على التفاهم الإقليمي.
ورغم التباعد السياسي الحاصل بين فرنجية وباسيل الذي يشن هجوما متواصلا على رئيس «المردة»، يرد الوزير مكاري على سؤال حول الجهة التي قد تؤمن النصاب بالقول: «(القوات) و(الكتائب) أعلنا صراحة أنهما سيعطلان النصاب إذا كانت كفة الجلسة تميل إلى فرنجية، لكن التيار لم يعلن نيته التعطيل».
في المقابل، ومع إشارة المصادر المقربة من «حزب الله» إلى أنه فقد الأمل من تصويت «التيار الوطني الحر» لفرنجية، تدعو لانتظار ما ستحمله الأجواء في الفترة المقبلة ليبُنى على الشيء مقتضاه، لا سيما لناحية تأمين نصاب الجلسة.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

لبنان يزيد عديد الجيش استعداداً للانتشار جنوباً

رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لبنان يزيد عديد الجيش استعداداً للانتشار جنوباً

رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أقرَّت الحكومة اللبنانية تمويل 1500 متطوع في الجيش اللبناني، تمهيداً لزيادة انتشار الجيش على الحدود الجنوبية، وذلك عبر منح وزارة الدفاع سلفة خزينة، فيما لفت وزير الإعلام الذي تلا مقررات اجتماع الحكومة، إلى «أهمية هذا القرار سياسياً ودولياً ومدى ارتباطه بتطبيق القرار 1701».

وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن «الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان، تحوّلت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا، والتنفيذ الكامل للقرار 1701، والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب».

في غضون ذلك، استأنف الجيش الإسرائيلي، أمس (الأربعاء)، إخلاء أحياء سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد قصف «حزب الله» محيط مطار بن غوريون في تل أبيب لأول مرة منذ بدء الحرب العام الماضي، وذلك في أحدث تصعيد، تلاه قصف محيط تل أبيب بعد الظهر أيضاً، وسط مجازر ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بلدة برجا بجبل لبنان وفي شرق لبنان، وفاق عدد ضحاياها 65 شخصاً.

وقال الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، إن لدى الحزب عشرات الآلاف من المقاتلين المدرَّبين لمواجهة إسرائيل، مشيراً إلى أنه لا يُعوّل على نتائج الانتخابات الأميركية لوقف «عدوان» إسرائيل التي يخوض مواجهة مفتوحة معها منذ أكثر من شهر. وأبدى تمسّكه بالاحتكام إلى الميدان، قائلاً إن «الإمكانات متوفرة سواء في المخازن أو في أماكن التموضع» و«قابلة لأن تُمدنا لفترة طويلة».