التضخم التركي يتراجع إلى 50%

زبائن في محل لبيع اللحوم المصنعة في إسطنبول (د.ب.أ)
زبائن في محل لبيع اللحوم المصنعة في إسطنبول (د.ب.أ)
TT
20

التضخم التركي يتراجع إلى 50%

زبائن في محل لبيع اللحوم المصنعة في إسطنبول (د.ب.أ)
زبائن في محل لبيع اللحوم المصنعة في إسطنبول (د.ب.أ)

أظهرت بيانات رسمية أمس (الاثنين)، أن التضخم في أسعار المستهلكين في تركيا انخفض إلى 50.51 في المائة في مارس (آذار) على أساس سنوي.
يأتي التراجع، الذي جاء أقل قليلاً من المتوقع، قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحاسمة المقررة في 14 مايو (أيار).
وتفاقم التضخم في تركيا بسبب أزمة العملة التي شهدتها البلاد في نهاية عام 2021، ودفعت أسعار المستهلكين للوصول لذروة 24 عاماً، فوق 85 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، قبل أن ينخفض التضخم بدعم من ارتفاع أساس المقارنة إلى 55.2 في المائة في فبراير (شباط).
وأثر ارتفاع الأسعار على القدرة الشرائية للأسر وألحق ضرراً بشعبية الرئيس رجب طيب إردوغان، الأمر الذي يجعل انتخابات مايو تمثل أكبر تحد سياسي له على الإطلاق.
وبعد نشر البيانات سجلت الليرة تراجعاً طفيفاً إلى 19.2020 ليرة لكل دولار مقابل 19.9600 قبل النشر. ولامست خلال تداولات الأيام الماضية سلسلة من الانخفاضات القياسية.
وارتفعت أسعار المستهلكين في مارس 2.29 في المائة على أساس شهري، وهو أقل من المتوقع في استطلاع لـ«رويترز» عند 2.85 في المائة.
وتعرض جنوب شرقي البلاد قبل نحو شهرين لزلازل عنيفة أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص وشردت الملايين. ومن المتوقع أن تتجاوز التكلفة ذات الصلة بالزلازل 100 مليار دولار، وأن تمحو ما يتراوح بين نقطة ونقطتين مئويتين من نمو الاقتصاد هذا العام.
وأبقى البنك المركزي التركي الشهر الماضي على سعر الفائدة دون تغيير بعدما خفضه إلى 8.5 في المائة لدعم النمو والتوظيف في أعقاب الكارثة.
في الأثناء، واصل نشاط المصانع التركية النمو في مارس مع تزايد كل من الطلبيات الجديدة والإنتاج رغم استمرار التداعيات التي خلفتها الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد في فبراير على القطاع.
ووفقاً لغرفة الصناعة في إسطنبول و«ستاندرد آند بورز غلوبال»، فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية إلى 50.9 الشهر الماضي مقابل 50.1 في فبراير، ليظل فوق عتبة الـ50 نقطة التي تفصل بين النمو والانكماش. وفي بعض الأحيان ساهمت جهود إعادة الإعمار في دعم الإنتاج.
وأظهر مسح المؤشر أن الطلبيات الجديدة عادت إلى النمو للمرة الأولى في عام ونصف، مع نمو قوي في الأنشطة التجارية على مدار الشهر وتسارع طلبات التصدير.
وقالت لجنة المسح إنه على الرغم من ارتفاع طلبات الإنتاج، فقد تراجع التوظيف للمرة الأولى في 5 أشهر، لأسباب من بينها قانون التقاعد المبكر الجديد.
وأضافت أن تكاليف المدخلات وأسعار الإنتاج ارتفعت بشكل حاد الشهر الماضي وسط صعود تكاليف المواد الخام وضعف العملة وزيادة الأجور.


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

استقالة سموتريتش... تكتيك لتعزيز «الصهيونية الدينية» 

وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
TT
20

استقالة سموتريتش... تكتيك لتعزيز «الصهيونية الدينية» 

وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)

تُظهر الخطة التي وضعها رئيس حزب «الصهيونية الدينية» بتسلئيل سموتريتش، باستقالته من منصبيه؛ كوزيرٍ للمالية، ووزيرٍ في وزارة الدفاع، وعودته إلى الكنيست، أنه يخوض لعبة صغيرة من أجل استعادة مقاعد حزبه في الكنيست، قبل أن يعود إلى منصبيه مجدداً، لكن ذلك قد لا يبدو ممهداً بسهولة.

وكان سموتريتش قد أعلن استقالته، ليل الاثنين، وقال إنه سيعود إلى عضوية الكنيست، احتجاجاً على «خرق تفاهمات» بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وإيتمار بن غفير.

وقال حزب «الصهيونية الدينية» إن قرار الاستقالة جاء «نتيجة إخلال بالاتفاقات بين سموتريتش وبن غفير ونتنياهو». ولم يوضح ما هي الخلافات، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن بن غفير يريد الحصول على منصب وزير آخر في الحكومة لأعضاء حزبه، من أجل تمرير اتفاق استبدال النواب في الكنيست، وفق تفاهم سابق.

الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير (يسار) وبتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ف.ب)
الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير (يسار) وبتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ف.ب)

ومن أجل فهم كيف بدأت الأزمة، يجب العودة إلى البداية، عندما تم انتخاب «الصهيونية الدينية» برئاسة سموتريتش للكنيست الأخيرة بقائمة واحدة مع حزب «عوتسما يهوديت» برئاسة إيتمار بن غفير، وحزب «نوعام» برئاسة آفي ماعوز. وحصلت القائمة المشتركة على 14 مقعداً في الكنيست، وذلك حسب التوزيع التالي: 7 مقاعد لـ«الصهيونية الدينية»، و6 مقاعد لـ«عوتسما يهوديت»، ومقعد واحد لـ«نوعام».

ومع تشكيل الحكومة، تم تعيين أعضاء من «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت» وزراء (6 وزراء).

القانون النرويجي

وبموجب «القانون النرويجي»، يتمتع الوزراء ونواب الوزراء الذين يشغلون مناصبهم كأعضاء في الكنيست بخيار الاستقالة من الكنيست، حتى يتمكنوا من التركيز على عملهم في الحكومة، على أن يحلّ مكانهم التالون في قائمة الكنيست.

وفعلاً استقال من «الصهيونية الدينية» سموتريتش من الكنيست، وعيّن وزيراً للمالية ووزيراً في وزارة الدفاع، وفي «عوتسما يهوديت» استقال عميحاي إلياهو من الكنيست، وعين وزيراً للتراث. ومع استقالة الاثنين، دخل إلى الكنيست «التالي في القائمة الموحدة»، يتسحاق كروزر من «عوتسما يهوديت»، وتسفي سوكوت من «الصهيونية الدينية». وفي الواقع تم الحفاظ على توازن القوى (الصهيونية الدينية بـ7 مقاعد في الكنيست، وعوتسما يهوديت بـ6 مقاعد).

لكن مع استقالة بن غفير ووزراء «عوتسما يهوديت» من الحكومة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في يناير (كانون الثاني)، تغير ميزان القوى بين الطرفين، فعاد الوزير عميحاي إلياهو من «عوتسما يهوديت» إلى الكنيست، وأطيح بالنائب تسفي سوكوت، وبذلك ارتفع عدد أعضاء «عوتسما يهوديت» في الكنيست إلى 7 أعضاء، وانخفض عدد أعضاء «الصهيونية الدينية» إلى 6 أعضاء.

صورة لإحدى الجلسات في الكنيست الإسرائيلي (إكس)
صورة لإحدى الجلسات في الكنيست الإسرائيلي (إكس)

وقالت «القناة 12» إنه في إطار الاتفاقات بين الائتلاف وبن غفير، تقرر بقاء الوضع على ما هو عليه. وبعد نحو شهرين، عند عودة بن غفير ووزرائه إلى الحكومة، تم الاتفاق على أن يستقيل وزير من «عوتسما يهوديت» من الكنيست من أجل استعادة توازن القوى الأول، لكن الوزيرين بن غفير وواسرلاوف لم يفعلا ذلك عندما عادا إلى الحكومة، ولم يستقل أي منهما من الكنيست، وبقي حزب سموتريتش خاسراً لمقعده.

وأضافت القناة: «حاول مسؤولون في الائتلاف التوصل إلى اتفاق بين الرجلين، واقترحوا على بن غفير تعيين أحد أعضاء حزبه نائباً للوزير والاستقالة من الكنيست، لكنه رفض وأصرّ على تعيين وزير آخر مقابل استقالته»، وهو ما فجّر الأزمة.

ماذا سيحدث الآن؟ وهل عودة سموتريتش مضمونة؟

تدخل استقالة سموتريتش حيز التنفيذ مساء الأربعاء، بعد 48 ساعة من لحظة الإعلان عنها. وبمجرد سريان الاستقالة، سيتوقف سموتريتش عن العمل وزيراً للمالية ووزيراً في وزارة الدفاع، وسيبدأ خدمته في الكنيست. وبعد عودته إلى الكنيست، سيتوقف عضو الكنيست يتسحاق كرويزر من «عوتسما يهوديت» عن الخدمة فيها، وسيتم الحفاظ على توازن القوى بين الأحزاب.

لكن هذه هي الخطوة الأولى، وتهدف إلى استعادة المقاعد في الكنيست. أما الخطوة الثانية، وهي الأهم، فهي عودة سموتريتش إلى مناصبه.

ويستطيع سموتريتش العودة طالما أنه عضو كنيست، وتوجد أغلبية لذلك، لكن «القناة 12» قالت إن الأغلبية لإعادة تعيين سموتريتش في الكنيست ليست مضمونة حتى الآن، ولم يقرر «عوتسما يهوديت» بعد ما إذا كان سيؤيد إعادة التعيين، ويتناقش «الحريديم» حول ما إذا كانوا سيستغلون الزخم للضغط بشأن قضية التجنيد.

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (أرشيفية - د.ب.أ)
إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (أرشيفية - د.ب.أ)

وأكد موقع «واي نت» التابع لـ«يديعوت أحرونوت» أن مسؤولين في «يهوديت هتوراة» نقلوا رسالة في الساعات الأخيرة مفادها أنهم لن يصوتوا بسهولة لصالح عودة سموتريتش إلى وزارة المالية، من دون زيادة في ميزانية التعليم الحريدي. وبحسب الموقع، فإنهم يدركون في الائتلاف بالفعل أن الفصيل الحريدي قد يطرحها على الطاولة كتهديد رسمي.

لجنة اختيار القضاة

مسألة أخرى تهددها استقالة سموتريتش، وهي لجنة اختيار القضاة.

في هذا السياق، قالت «القناة 12» إن كروزر الذي سيخسر موقعه كعضو كنيست يشغل منصب عضو في لجنة اختيار القضاة، وهذا له أهمية كبيرة بالنسبة للائتلاف المعرض لخطر فقدان ممثل واحد من أصل 3 في اللجنة المكونة من 9. وبحسب القناة، فإنهم بحاجة إلى اتفاق من أجل بديل، وإلا فإن المعارضة قد تستولي على الموقع.

وأضافت القناة أن المعارضة تدرس خياراتها الآن، وإذا نجحت في «الاستيلاء» على المقعد الشاغر فقد يؤدي إلى تعيينات في المحكمة العليا من دون أي مشكلة تقريباً.

وهناك انقسام حاد حول لجنة اختيار القضاة.