متحف خاص في العراق يضم تراث الأدباء وموجوداتهم

مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
TT

متحف خاص في العراق يضم تراث الأدباء وموجوداتهم

مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

أعلن اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، عن مشروع إقامة متحف الأدباء، الذي سيضم مقتنيات الأدباء وموجوداتهم التي لها علاقة بإبداعاتهم، لإطلاع الأجيال الجديدة عليها. قد تكون هناك بيوت خاصة لبعض الرموز الأدبية في العراق والمنطقة العربية وفي العالم، لكن فكرة وجود متحف واحد يضم تراث الأدباء - هي فكرة غير منفذة من قبل، - كما يقول الشاعر عمر السراي الأمين العام للاتحاد - والهدف هو أن «تتطّلع الأجيال المقبلة على تراث آبائها ونتاجاتهم عبر مراحل زمنية مختلفة».
وعن فكرة إقامة هذا المتحف وانطلاقها، يقول: «الفكرة تقوم على تدوين الذاكرة الثقافية وتقديمها حية أمام الأجيال، وقد نشأت هذه الفكرة من مقترحات الأدباء أنفسهم ورغبتهم في أن يجدوا مكاناً تعرض فيه مقتنيات معينة لهم لتكون متاحة أمام الجمهور، لذلك جرى التخطيط بأن نخصص مكاناً كافياً للانطلاق بهذا المشروع الذي سيتنامى مع الزمن».
وأشار السراي إلى تأخر مشروع ثقافي مهم وضروري كهذا في العراق، كان من المفترض أن تشرع به مؤسسات الدولة، لكن يبدو، كما يضيف، أن «التعامل مع الملف الثقافي غير جاد لدى الجهات الرسمية، لذلك انطلق الاتحاد ليؤسس نسقاً جديداً ومهماً بتكوين هذا المتحف الذي سيحقق حضوراً لافتاً، ويمثل نقطة جذب للزوار من خارج الوطن وداخله».
وفيما إذا كان هذا المتحف سيشمل الأدباء الأحياء أم سيقتصر على الراحلين فقط، يقول السراي: «مشروع متحف الأدباء مفتوح للجميع، ابتداءً من الرواد الراحلين الخالدين، مع وجود الكبار الأحياء، وقد مثلت البداية نواة أولى تحقق الغرض من وجود متحف كهذا، ويجري العمل على استقبال المقتنيات من الأدباء الحاليين لغرض أرشفتها وخزنها تمهيداً لعرضها تدريجياً».
والمعروف أن مشروع كهذا يتطلب جهداً وإمكانيات كبيرة، وإن كانت إدارة الاتحاد قد وضعت ذلك في الحسبان بخطوات اعتمدتها في هذا المجال، كما يذكر الأمين العام للاتحاد، مشيراً إلى أن «الاتحاد استثمر فرصة تكفل رابطة المصارف العراقية الخاصة بتأهيل أجزاء من بناية الاتحاد، تشمل واجهته، ليتحول إلى شكل تراثي أنيق، وتم اقتراح تحويل إحدى قاعات الاتحاد لتكون متحفاً للأدباء، فبادرت الرابطة بتأهيل القاعة وتجهيزها بمستلزمات العرض المتحفي، واستكمل الاتحاد احتياجات المتحف من لوحات وبوسترات ومعلّقات وممرات تشريفية وملصقات، فضلاً عن جمع المادة المتحفية وعرضها بطريقة مناسبة ومدروسة، وأغلب الجهد المبذول تم عن طريق تطوع أعضاء الاتحاد».
وسيتضمن المتحف عدداً من الواجهات الزجاجية التي خصصت لأديب أو أكثر، تضم مخطوطات لأعمال أدبية شعرية ونقدية وروائية، وتخطيطات لبعض الأدباء، فضلاً عن مقتنيات يعتزون بها: أقلام، نظارات، ساعات، أوسمة تذكارية، صور قديمة، ملابس، مثل طاقية الجواهري الخالدة وعدد من ملابسه، وعباءة وجبة وعمامة مصطفى جمال الدين، مع مقتنيات أخرى.
كما سيضم المتحف مؤلفات كل شخصية يتم اختيارها وتماثيل لأدباء، وبورتريهات، مع وجود سيرة مذهبة للأديب، كذلك تخصيص زاوية لعرض الوثائق التاريخية الأولية الخاصة للأدباء، التي مر عليها ما يزيد عن خمسين سنة، فضلاً عن زاوية لمجلة «الأديب العراقي» بأعدادها النادرة وشكلها المتغير وتصميمها البصري على مدى اثنين وستين عاماً من (1961 - 2023) بوصفها ثاني أقدم مجلة ثقافية عراقية مستمرة الصدور بعد مجلة «الثقافة الجديدة»، وأقدم مجلة عراقية أدبية متخصصة، فضلاً عن زوايا متحفية أخرى.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.