لندن تؤكد العمل لضمان «سلامة» بريطانيين محتجزين في أفغانستان

بينهم موظفا إغاثة تعتقلهما «طالبان» منذ يناير

عناصر من «طالبان» خلال مشاركتهم في تدريبات  (أ.ف.ب)
عناصر من «طالبان» خلال مشاركتهم في تدريبات (أ.ف.ب)
TT

لندن تؤكد العمل لضمان «سلامة» بريطانيين محتجزين في أفغانستان

عناصر من «طالبان» خلال مشاركتهم في تدريبات  (أ.ف.ب)
عناصر من «طالبان» خلال مشاركتهم في تدريبات (أ.ف.ب)

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفرمان، الأحد، أن حكومة بلادها تعمل على ضمان «سلامة» ثلاثة بريطانيين اعتقلتهم حركة «طالبان» في أفغانستان. وقالت الوزيرة عبر قناة «سكاي نيوز»، الأحد، رداً على سؤال إن كانت الحكومة «تجري مفاوضات» بشأن البريطانيين الثلاثة. وأكدت أنه «عندما تكون سلامة مواطنين بريطانيين في الخارج بخطر، تفعل الحكومة كل ما في وسعها لضمان سلامتهم». وأضافت أن «الحكومة تجري مفاوضات وتعمل جاهدة لضمان احترام سلامة هؤلاء الأشخاص». وكشفت وسائل إعلام أن البريطانيين الثلاثة هم كيفن كورنويل (53 عاماً) وهو طبيب في منظمة خيرية، ومدير فندق لعمّال الإغاثة لم يُذكَر اسمه، ومايلز روتليدغ أحد المؤثرين على شبكة «يوتيوب».
وأعلنت المنظمة غير الحكومية البريطانية «بريسيديوم نيتوورك»، أن حركة «طالبان» الحاكمة في كابل تحتجز ثلاثة بريطانيين في أفغانستان، مؤكدة أنها «تعمل من كثب» مع عائلتي اثنين منهم. من جهتها، قالت الخارجية البريطانية، في بيان، «نعمل على إقامة اتصال قنصلي مع رعايا بريطانيين محتجزين في أفغانستان وندعم عائلاتهم».
وقال سكوت ريتشاردز أحد أعضاء المنظمة غير الحكومية لشبكة «سكاي نيوز»، «نعتقد أنهم بصحة جيدة ويُعاملون جيداً». وأضاف: «لا سبب لدينا للاعتقاد بأنهم تعرضوا لأي معاملة سيئة مثل التعذيب، وقيل لنا إنهم بحالة جيدة كما نأمل في مثل هذه الظروف».
وتابع ريتشاردز: «لم يجر أي اتصال يذكر» بين السلطات والرجلين اللذين تساعدهما «بريسيديوم نيتوورك».
ويبدو أن «طالبان» تحتجز منذ يناير (كانون الثاني) اثنين من هؤلاء البريطانيين. ولم يعرف منذ متى تم احتجاز الثالث.
ودعت «بريسيديوم نيتوورك» في تغريدة، «طالبان»، إلى «الانتباه لما نعتقد أنه سوء فهم، وإطلاق سراح هؤلاء الرجال».
من جهتهم، حاول دبلوماسيون بريطانيون في إسلام آباد الوصول إلى المواطنين البريطانيين المحتجزين، اللذين يعملان على ما يبدو بمجال الإغاثة، ويقال إن احتجازهما جاء نتيجة سوء تفاهم، وإن الأسلحة المخزنة في مقر إقامتهما كانت مرخصة، لكن الرخصة فقدت أثناء عملية التفتيش التي أجراها أعضاء بجماعة «طالبان».
وأفادت مصادر بريطانية في إسلام آباد بأنه من المحتمل أن ثلاثة مواطنين بريطانيين محتجزون لدى «طالبان»، بينهم الطبيب كيفين كورنويل (53 عاماً)، ومدير لم يكشف اسمه لأحد الفنادق التي ينزل بها عمال إغاثة، ونجم «يوتيوب» مايلز روتليدغ.
أما السلاح غير القانوني المزعوم الذي ضبط داخل غرفة كورنويل، فقد أفادت تقارير بأنه مرخص من جانب وزارة الداخلية الأفغانية. ومع ذلك، فإنه عندما طالبت سلطات «طالبان» بالاطلاع على الرخصة، فشل المواطن البريطاني في تقديمها، وأخبر مسؤولي «طالبان» أنه فقد الرخصة أثناء عملية التفتيش. من ناحيتها، تبدي حكومة «طالبان» في أفغانستان حساسية بالغة تجاه وجود مواطنين غربيين في البلاد. ويمكن أن تنظر «طالبان» إلى أي شخص منهم يملك سلاحاً غير قانوني باعتباره مصدر خطر بالغ.
وأطلقت حركة «طالبان»، العام الماضي، سراح الصحافي التلفزيوني المعروف بيتر جوفينال وأربعة بريطانيين آخرين احتجزتهم ستة أشهر. وذكرت لندن في فبراير (شباط) 2022 أن جوفينال كان بين «عدد» من البريطانيين المحتجزين لدى الحركة الأصولية.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن هؤلاء البريطانيين الخمسة «لم يكن لهم أي دور في أنشطة الحكومة البريطانية في أفغانستان، وأنهم سافروا إلى ذلك البلد رغم نصائح السفر للحكومة البريطانية». وأضاف الوزارة أن «ذلك كان خطأ». وصدر هذا الإعلان غداة إطلاق سراح صحافيين أجنبيين أوقفا في كابل فيما كانا في مهمة لحساب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وأحد الصحافيين هو البريطاني أندرو نورث، المراسل السابق في «بي بي سي»، الذي غطى الحرب في أفغانستان قبل عقدين، ويسافر بانتظام إلى هذا البلد. وتم الإفراج عنهما غداة زيارة قام بها وفد بريطاني لكابل، التقى خلالها رئيس بعثة المملكة المتحدة في أفغانستان هوغو شورتر المقيم حالياً في قطر، وزير الشؤون الخارجية أمير خان متقي.
وقال المتحدث باسم حكومة «طالبان» ذبيح الله مجاهد، إنهما «احتجِزا لعدم حيازتهما بطاقات هوية أو تراخيص أو الوثائق اللازمة». في ذلك الوقت، اتهم المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، البريطانيين، بـ«القيام بأنشطة مخالفة لقوانين البلاد وتقاليد الشعب الأفغاني». وقال «بعد اجتماعات عدة بين إمارة أفغانستان وبريطانيا العظمى، أطلق سراح هؤلاء الأشخاص، وعادوا إلى بلادهم، ووعدوا باحترام قوانين أفغانستان وتقاليدها وثقافة شعبها وعدم انتهاكها مرة أخرى».
كانت حركة «طالبان» عادت إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021، وأثارت مذاك غضباً دولياً بسبب سياساتها. ولم تعترف أي دولة حتى الآن بنظام «طالبان» الذي أعاد إلى حد كبير منذ توليه السلطة مجدداً تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صارم على غرار ما كان يفعل إبان فترة حكمه الأولى بين 1996 و2001 عبر فرض قيود متشددة على حرية المرأة خصوصاً. ومنذ عودتها إلى السلطة، فرّقت «طالبان» معظم مظاهرات المعارضة، واعتقلت بعض الأصوات المنتقدة لنظامها وضربت واعتقلت العديد من الصحافيين.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

العالم غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الوضع في أفغانستان هو أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستبقى في أفغانستان لتقديم المساعدة لملايين الأفغان الذين في أمّس الحاجة إليها رغم القيود التي تفرضها «طالبان» على عمل النساء في المنظمة الدولية، محذراً في الوقت نفسه من أن التمويل ينضب. وكان غوتيريش بدأ أمس يوماً ثانياً من المحادثات مع مبعوثين دوليين حول كيفية التعامل مع سلطات «طالبان» التي حذّرت من استبعادها عن اجتماع قد يأتي بـ«نتائج عكسيّة». ودعا غوتيريش إلى المحادثات التي تستمرّ يومين، في وقت تجري الأمم المتحدة عملية مراجعة لأدائها في أفغانستان م

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم «طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

«طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

رفضت حركة «طالبان»، الأحد، تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي زعم أن جماعات مسلحة في أفغانستان تهدد الأمن الإقليمي. وقال شويغو خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة في نيودلهي: «تشكل الجماعات المسلحة من أفغانستان تهديداً كبيراً لأمن دول آسيا الوسطى». وذكر ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم «طالبان» في بيان أن بعض الهجمات الأخيرة في أفغانستان نفذها مواطنون من دول أخرى في المنطقة». وجاء في البيان: «من المهم أن تفي الحكومات المعنية بمسؤولياتها». ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة، نفذت هجمات صاروخية عدة من الأراضي الأفغانية استهدفت طاجيكستان وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

قبل أن تتغير بلادها وحياتها بصورة مفاجئة في عام 2021، كانت مهناز أكبري قائدة بارزة في «الوحدة التكتيكية النسائية» بالجيش الوطني الأفغاني، وهي فرقة نسائية رافقت قوات العمليات الخاصة النخبوية الأميركية في أثناء تنفيذها مهام جبلية جريئة، ومطاردة مقاتلي «داعش»، وتحرير الأسرى من سجون «طالبان». نفذت أكبري (37 عاماً) وجنودها تلك المهام رغم مخاطر شخصية هائلة؛ فقد أصيبت امرأة برصاصة في عنقها، وعانت من كسر في الجمجمة. فيما قُتلت أخرى قبل وقت قصير من سقوط كابل.

العالم أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من عشرين امرأة لفترة وجيزة في كابل، أمس، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارت نحو 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، وردّدن «الاعتراف بـ(طالبان) انتهاك لحقوق المرأة!»، و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!».

«الشرق الأوسط» (كابل)
العالم مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من 20 امرأة لفترة وجيزة في كابل، السبت، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة. وسارت حوالي 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، ورددن «الاعتراف بطالبان انتهاك لحقوق المرأة!» و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!». وتنظم الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان يومَي 1 و2 مايو (أيار) في الدوحة من أجل «توضيح التوقّعات» في عدد من الملفات. وأشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، خلال اجتماع في جامعة برينستون 17 أبريل (نيسان)، إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ «خطوات صغيرة» نحو «اعتراف مبدئي» محتمل بـ«طالبان» عب

«الشرق الأوسط» (كابل)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.