استقر جواز سفر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في متحفه بمكتبة الإسكندرية، (شمال مصر)، بعد مرور نحو شهر ونصف من الإعلان عن بيعه في مزاد بأميركا، والتسبب في حدوث ضجة واسعة في مصر.
وثمّن متابعون سرعة تحرك السلطات المصرية، وحرصها على استعادة جواز السفر الذي وصفوه بأنه «تاريخي ويجب عدم التفريط فيه».
وقالت مكتبة الإسكندرية في بيان لها، اليوم الأحد، إنه «يسعدها أن تعلن تسلُمها جواز السفر الدبلوماسي، الذي لم يكن ضمن مقتنيات الرئيس الراحل المتسلمة من المكتبة، وذلك بعد أن استردته أجهزة الدولة المصرية من الخارج، وبسرعة تفوق أي تصور».
وأضافت: «نظراً لثقة الدولة المصرية في مكتبة الإسكندرية، ودورها في الحفاظ على تراث الوطن وأبنائه، جرى التوجيه بضم جواز السفر المسترد إلى مجموعة مقتنيات الرئيس الراحل بالمكتبة، وعرضه عرضاً متحفياً مناسباً يليق برؤساء مصر».
لكن المكتبة لم تعلن تفاصيل كيفية استعادة جواز السفر من الشخص الذي اشتراه في أميركا بمبلغ يزيد على 47 ألف دولار.
وشغلت قضية بيع جواز سفر السادات الرأي العام المصري بالآونة الأخيرة، وجرى الزج باسم مكتبة الإسكندرية في هذا الجدل، ما دفع المكتبة لإصدار بيان صحافي أكدت فيه أنها لم تتسلم نهائياً أي جوازات سفر، سواء عادية أم دبلوماسية، خاصة بالرئيس الراحل من الأساس، ضمن مجموعة المقتنيات التي أهدتها السيدة جيهان السادات قرينته للمكتبة.
وكانت صالة مزادات «هيرتدج»، في تكساس بالولايات المتحدة الأميركية، قد أعلنت في 22 فبراير (شباط) الماضي، عن بيع جواز سفر دبلوماسي للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات. وأوضحت الصالة، أن جواز السفر، بِيع خلال أحد المزادات، بقيمة 47.500 دولار.
ويحمل جواز السفر رقم «1»، وصدر في 19 مارس (آذار) 1974، وظل ساري المفعول حتى 18 مارس 1981، بعد تجديده في 18 مارس 1979، وهو مكون من 48 صفحة، ومطبوع باللغتين العربية والفرنسية، لكنها لم تذكر طريقة حصولها عليه.
وأوضحت الصالة أن الغلاف الجلدي مرن، ومكتوب بالذهب باللغتين العربية والفرنسية، وتحتوي الصفحتان الثانية والثالثة على بيان مطبوع من وزير الخارجية يطلب تقديم العون والمساعدة لحاملها «محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية»، بينما تحتوي الصفحتان الرابعة والخامسة على المعلومات الشخصية للسادات وصورة بالأبيض والأسود، وهي تشمل تأشيرة واحدة مختومة من عام 1974، ونوهت دار المزادات بأن هناك تآكلاً طفيفاً جداً في جواز السفر من الاستخدام.
وحسب دار المزادات فإن جواز السفر كان سارياً خلال الكثير من الرحلات التاريخية التي قام بها الرئيس السادات، بما في ذلك زيارته لإسرائيل في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1977، حيث التقى رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وألقى خطابه الشهير في الكنيست، وكذلك رحلته إلى الولايات المتحدة عام 1978، حيث التقى الرئيس جيمي كارتر، ووقّع اتفاقية كامب ديفيد مع بيغن.