استياء بين السودانيين من تأجيل توقيع «الاتفاق السياسي النهائي»

مواطنون أشاروا إلى تردي الوضع الاقتصادي والأمني بسبب غياب الحكومة

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 14 مارس (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 14 مارس (أ.ف.ب)
TT

استياء بين السودانيين من تأجيل توقيع «الاتفاق السياسي النهائي»

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 14 مارس (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 14 مارس (أ.ف.ب)

أشاع عدم توقيع الأطراف السودانية على الاتفاق السياسي النهائي، كما كان مقرراً له أمس (السبت)، حالة من الإحباط والاستياء في الأوساط الشعبية والشارع بشكل عام، الذي كان يترقب بشدة هذا الحدث المهم، بوصفه بداية تتبعه خطوات أخرى تقود إلى الحكم المدني في البلاد. وعبّر مواطنون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، عن إحساس بالضجر والخذلان من استمرار الخلافات والصراعات بين القادة العسكريين على السلطة، في وقت تعاني فيه البلاد من ظروف اقتصادية وأمنية متردية.
وقال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، خالد عمر يوسف، في تصريحات صحافية أمس إن الأطراف العسكرية والمدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، قررت مضاعفة الجهد لتجاوز الخلافات المتبقية خلال أيام معدودة تمهيداً لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي في 6 من أبريل (نيسان) الحالي.
ويقول مشكور محمد الأمين، 63 عاماً، يعمل بالتجارة في العاصمة الخرطوم، إن عدم التوقيع على الاتفاق النهائي، «بالنسبة لنا دليل على أن هناك أشخاصاً هدفهم أن تستمر هذه الأوضاع السيئة، دون تغيير نحو الأفضل، ليظلوا هم في كراسي السلطة لا يتزحزحون عنها». وأضاف الأمين: «كمواطنين نتابع ما يجري في البلاد الآن، ونحس بأن القادة سواء إن كانوا عسكريين أو سياسيين، لا علاقة لهم بالوطن، ويبدو كل همهم لعبة الكراسي للوصول إلى السلطة». وتابع: «هنالك إحساس عام في الشارع وخيبة الأمل في أن ينجح القادة ولو مرة واحدة في تجاوز خلافاتهم من أجل مصلحة بلادهم».
وبدوره، قال عمر الجرافي، 64 عاماً، عامل: «توقعت ألا يجري التوقيع على الاتفاق السياسي اليوم (أمس)، لقد كان هذا الأمر واضحاً منذ أيام. البلد دي ما فيها حاجة بتمشي دغري». وتابع الجرافي: «إن من يتفاوضون الآن يغفلون أن المواطن يعرف كل صغيرة وكبيرة، وهو في الوقت الحالي ينتظر منهم حكومة في البلاد تكون مسؤولة عن معيشته وأمنه؛ فالأوضاع الاقتصادية في حالة مزرية والعيشة غالية، وهناك مخاوف من انفجار الوضع الأمني، وما نسمعه من خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذا كانت حقيقية، فإن كل شيء وارد، ويشير إلى أن آلاف السودانيين يهاجرون إلى الخارج بسبب الأوضاع السياسية وانعكاساتها على المعيشة». وأضاف: «أي شخص أخذ فرصة في الحكم، وفشل عليه أن يذهب ويترك الأمر لمن تهمهم مصلحة السودان».
أما عثمان عبد الرؤوف 29 عاماً، مهندس معماري، فقال إنه فقد الأمل في أن يأتي يوم يتفق فيه السودانيون، مضيفاً: «أنا متابع لصيق للأوضاع السياسية في البلاد، وأدرك أن الخلافات الحالية حول عملية دمج قوات الدعم السريع في الجيش إذا لم يتفقوا عليها، قد تدخل البلاد في حرب». وتابع: «إذا أرادت الأطراف أن تخرج البلاد من هذه الأوضاع فعليها أن تقدم تنازلات متبادلة لتجاوز هذه الخلافات بحل دائم، حتى لا يكون اتفاقاً صورياً مثل ما سبق».
وبدوره، قال حسين الفاضلابي، 42 عاماً، موظف حكومي: «إن الشارع ينتظر بفارق الصبر انتهاء الأزمة السياسية، وهذا ما يتحدث عنه جميع الناس في المجالس»، مضيفاً أن «الشعب السوداني متحفز للاتفاق النهائي، وينتظر نتائجه لمعالجة الوضع المعيشي المتأزم المرتبط بشكل رئيسي بالأوضاع السياسية». وأشار إلى أن العملية السياسية الجارية حالياً في البلاد «تجد قبولاً كبيراً، وأن الشارع لا يرى مخرجاً من الأوضاع الحالية إلا عبر الاتفاق النهائي». وتابع الفاضلابي أن «هناك استياءً كبيراً وسط المواطنين من الوضع السياسي والاقتصادي المتردي، ويرون أن الحل في اتفاق وتسوية سريعة تنتهي بتشكيل حكومة مدنية، بينما يعود العسكريون إلى ثكناتهم، مثلما وعدوا بفعل ذلك».
وعقدت الأطراف السودانية في القصر الجمهوري أمس اجتماعاً، ضم رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي» وقادة القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري والآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي وهيئة «الإيقاد»، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة (يونتامس). وقال المتحدث باسم العملية السياسية، خالد عمر يوسف، إن الاجتماع استعرض مناقشات الوصول للاتفاق السياسي النهائي، وحدد آخر القضايا المتبقية وهي القضايا الفنية المرتبطة بمراحل الإصلاح والدمج والتحديث في القطاع الأمني والعسكري. وأضاف يوسف أنه بعد تداول مستفيض قرر الاجتماع بإجماع الأطراف العسكرية والمدنية مضاعفة الجهد لتجاوز العقبة المتبقية خلال أيام معدودة تمهيداً لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي في 6 من أبريل الحالي.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
TT

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)

حظرت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، بقيادة أسامة حمّاد، رسمياً، مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية كافة، وأمرت «بعدم السماح ببيع السلع المرتبطة بالاحتفال، أو إدخالها إلى البلاد، من بينها شجرة الميلاد وتمثال بابا نويل والصلبان»، في قرار أثار ردود فعل غاضبة.

وقال جهاز البحث الجنائي، بشرق ليبيا، الأحد، إنه «تنفيذاً لتعليمات وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء عصام أبوزريبة، يتم منع الاحتفال بما يسمي عيد رأس السنة»، وأوضح أنه بناء على ذلك كُلف رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء حسن الجحاوي، إدارة فروع: الظواهر السلبية والتحري والاستدلال والدوريات والتمركزات الأمنية ومكافحة التزييف والتزوير والآداب العامة بعدم السماح بدخول وبيع جميع السلع المرتبطة بالاحتفال برأس السنة».

وفي منتصف الأسبوع الماضي، شنّ جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي، شرق ليبيا، حملة على المحال التجارية المخصصة لبيع الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة، وصادرها وأمر بعدم بيعها، بداعي أنها «مخالفة للدين».

ويأتي قرار الحكومة التي يترأسها حمّاد، بعد أزمة أخرى أثارها حديث حكومة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، عن تفعيل شرطة الآداب، بداعي «انتشار الظواهر المنافية لقيم المجتمع الليبي في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

وتعاني ليبيا من انقسام حكومي حاد، ولديها حكومتان؛ الأولى في شرق ليبيا برئاسة حمّاد، وتحظى بدعم البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية في غربها بقيادة الدبيبة.