كشفت مصادر في النيابة العامة الإسرائيلية، أنها تدرس اقتراحاً تقدم به أحد محامي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإبرام «صفقة ادعاء»، حول التهم الثلاث الموجهة إليه بارتكاب مخالفات فساد خطيرة، هي الاحتيال وتلقي الرشى، وخيانة الأمانة.
وقالت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، إن الاقتراح هو أن يعرض الطرفان المعنيان، أي النيابة العامة وطاقم الدفاع عن نتنياهو، اقتراحاً مشتركاً على المحكمة المركزية في القدس، لوقف الإجراءات القضائية المستمرة منذ أربع سنوات، من تقديم لائحة الاتهام ضده، واللجوء إلى تحكيم جنائي برئاسة قاضٍ متقاعد لا علاقة له بالمحاكمة، ليحاول الأطراف من خلال هذه الوساطة التوصل إلى «صفقة ادعاء»، ثم عرضها على المحكمة لإقرارها.
وبدأت النيابة درس الاقتراح، وطلبت من المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف - ميارا، تقديم وجهة نظرها القانونية في هذا الشأن للمحكمة المركزية في القدس في الأيام المقبلة، وفقاً للتقرير.
وأوضح التقرير أن صاحب الاقتراح هو المحامي جاك حين، الذي يدافع عن رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش، المتهم بالتورط مع نتنياهو في الملف 4000، بتبادل الرشى. لكن محامي الدفاع عن نتنياهو ليسوا بعيدين عن الفكرة، ويعتقد أنهم باركوا هذه الخطوة، لكنهم طلبوا ألا ينسب لهم أي دور فيها، لكنهم لم يستبعدوا إمكانية اللجوء لهذا الإجراء، وأخطروا المحكمة بأنهم سيقدمون ردهم في هذا الشأن بالتوازي مع قيام الدولة بتقديم ردها، بواسطة المستشارة القضائية للحكومة. وتداول الأطراف في الموضوع خلال الجلسات السرية التي تجري لمحاكمة نتنياهو. وطلب أحد القضاة الثلاثة، عوديد شاحم، من النيابة النظر في اقتراح المحامي.
وأشار التقرير إلى أن «الغرض من التحكيم هو التوصل إلى تسوية قضائية متفق عليها بين الطرفين بمساعدة المحكمة». لكن فرص نجاح مثل هذا الإجراء وإمكانية أن يسفر عن التوصل إلى صفقة ادعاء، تعد ضئيلة، وذلك أولاً بسبب انعدام الثقة المطلق بين الطرفين، وثانياً بسبب الخلافات الكثيرة بين الادعاء وطاقم الدفاع عن نتنياهو، الذي يصفه المطلعون بأنه «هوة سحيقة». ففي النيابة، هناك تأييد لصفقة تمنع دخول نتنياهو السجن، ولكنها تريد في الحد الأدنى أن يعترف نتنياهو بالتهم الموجهة إليه، وتسجل عليه نقطة عار تمنع إعادة انتخابه رئيساً للحكومة، ويتراجع عن اتهاماته بأن الجهاز القضائي نسج مؤامرة ضده، وتصرّ على أن يعتزل نتنياهو السياسة. لكن نتنياهو بالمقابل يطالب بشطب لائحة الاتهام تماماً، وإعلانه بريئاً «بسبب عدم توافر الأدلة»، وذلك حتى يواصل قيادته للدولة.
لكن صاحب المبادرة، المحامي حين، يرى أنه في الوضع الذي تعيشه إسرائيل اليوم، ويبدو فيه أن هناك شرخاً عميقاً في المجتمع يهدد بانتشار العنف، وحتى التدهور إلى حرب أهلية، يمكن لشيء واحد فقط إرجاع الحياة الطبيعية، وهو إنهاء محاكمة نتنياهو. ويقول إن ما يرمي إليه هو التفتيش عن حل إبداعي يجعل الطرفين يخرجان منها باحترام.
محامو نتنياهو يعرضون صفقة لإنهاء محاكمته بالفساد
محامو نتنياهو يعرضون صفقة لإنهاء محاكمته بالفساد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة